لجريدة عمان:
2024-11-19@13:55:43 GMT

طبول الحرب تُسمع في كل مكان

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

طبول الحرب تُسمع في كل مكان

تسارعت الأحداث أمس في منطقة «الشرق الأوسط» وذهبت إلى مسار سقطت فيه كل الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك التي كانت قد بدأت تتداعى بين إيران وإسرائيل منذ أبريل الماضي، وذهب الجميع، فيما يبدو، إلى خيار «الحرب الشاملة» بعد عام كامل من الاشتباكات المحدودة بين الطرفين، وقع أغلبها في مساحات طرف ثالث.

لم تكن فلول الظلام قد غطت كل مساحات الشرق الأوسط عندما كانت طبول الحرب تسمع في كل مكان، ودخلت المنطقة في مفترق طرق تاريخي، بعد أن شنت إيران هجوما واسعا وغير مسبوق ضرب العمق الإسرائيلي وأسفر عن خسائر دقيقة؛ ردا على إقدام إسرائيل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال وجوده في العاصمة الإيرانية طهران إضافة إلى إقدامها على اغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله يوم الجمعة الماضي وبين الاغتيالين وقع عشرات آلاف الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى، ونزح الملايين في غزة ولبنان.

وعلى عكس ما أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عند تصعيده الأخير على لبنان سواء بعمليات الاغتيال أو بالهجمات الصاروخية أو محاولات الاجتياح البري لا يبدو هدفه المتمثل في عودة السكان إلى شمال إسرائيل، وفق تعبيره، ممكنا في القريب العاجل.. بل إن الأمر يبدو الآن أكثر تعقيدا مما كان قبل الهجوم الإيراني الذي قد يتسبب في هجرة إلى خارج إسرائيل بالكامل خاصة أن الحدث ستكون له تبعات كبيرة وردود فعل من جانب إسرائيل وكذلك سيدفع حزب الله إلى الرد هو الآخر على حادث اغتيال أمينه العام بشكل لا يقل عن الرد الإيراني.

لقد قاد نتنياهو المنطقة بأكملها إلى حرب ستكون إسرائيل أكبر الخاسرين فيها مهما اعتقدت أنها حققت إنجازات، فما دامت فكرة المقاومة باقية ولو في عقل شخص واحد فإن أمن إسرائيل واستقرارها غير ممكن وسيكون على نتنياهو أن يحدِّث أهدافه على أن تكون أكثر تواضعا مما كانت عليه في بداية الحرب، والتي كان يمكنه تحقيق بعضها على أقل تقدير لو لم يكن اهتمامه منصبا على حماية نفسه من دخول السجن.

لا يبدو تصعيد إيران التاريخي يمكن أن ينتهي عند آخر صاروخ فشلت القبة الحديدية في اصطياده أمس، ولكن الأمر ذاهب، مع الأسف الشديد، إلى حرب شاملة كان العالم يقول إنه يحاول منعها رغم أن أحدا، بما في ذلك أمريكا والاتحاد الأوروبي، لم يعمل جادا من أجل ذلك، بل كانت قوافل الأسلحة تغذي الحرب وتدفع بها نحو المزيد من الاشتعال.

وينظر العالم إلى الوضع الإنساني في غزة وفي جنوب لبنان بكثير من القلق، وتدعو دول غربية لها وزنها إلى حلول تتجاوز الجوانب العسكرية، وإعادة النازحين اللبنانيين الذين تجاوز عددهم المليون نازح خلال أسبوع إلى منازلهم يحتاج إلى ضمانات أمنية طويلة الأمد.. وفي ظل استمرار الحرب، تصبح أي جهود عالمية حتى لتضميد جراح المصابين وتقطيبها شبه مستحيلة، مما يجعل تحقيق الهدف بعيد المنال في الوقت الحالي. لكن هذا الأمر ينطبق أيضا على الإسرائيليين أنفسهم، فأمر عودتهم أقرب إلى المستحيل في ظل استمرار الحرب ولو في حدها الأدنى.

ولذلك لا يبدو هدف نتنياهو قابلا للتحقق.. حتى لو اعتقد أنه يحقق أهدافا يمكن أن تظهر نتائجها على المدى المتوسط خاصة عندما يعتقد أن اغتيال نصر الله يمكن أن يضعف الحزب ويفككه. ولكن حتى لو ضعف الحزب، إلا أن فكرة المقاومة ستبقى قائمة، وتلاشي قواعد الاشتباك بين الطرفين من شأنه أن يزعزع الأمن ليس في شمال «إسرائيل» فقط ولكن حتى في عمقها أيضا.. وكما قال نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله إن إسرائيل قد تندم لأنها اغتالت نصر الله ودفعت الحزب إلى خيارات جديدة كانت مستبعدة خلال رئاسة نصر الله.

كل يوم تستمر فيه الحرب أو يدخل فيه نتنياهو في مغامرة جديدة من شأنه أن يعقِّد المشهد الأمني في المنطقة ويضاعف فرص دخول أطراف جديدة إلى محور المقاومة، وما يحدث في لبنان الآن له تبعات خطيرة على إسرائيل وعلى مستقبل المنطقة بأكملها.. وهذا كله يؤكد نقص الرؤية الاستراتيجية في حكومة نتنياهو وعدم بناء التقديرات الصحيحة لمسار الأحداث.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله»

ذكرت وكالة رويترز، أن “إسرائيل قامت باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف، بغارة إسرائيلية استهدفت منطقة رأس النبع في العاصمة بيروت”.

وأكد الأمين العام لحزب البعث، “مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” الحاج محمد عفيف، الذي كان موجودا في المبنى المستهدف”.

بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، “إن محمد عفيف، الذي شغل منصبه لسنوات عدة، أصبح بعد اغتيال الأمين العام “لحزب الله” حسن نصرالله أحد المتحدثين البارزين باسم الحزب، كما كان من أعلن مسؤولية حزب الله، في مؤتمر صحافي الشهر المنصرم، عن إطلاق الطائرة المسيرة باتجاه منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيساريا”.

من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “محمد عفيف”، كان هدف عملية الاغتيال ببيروت.

ولم يصدر عن حزب الله اللبناني أي تعليق على أنباء مقتل “عفيف”.

يذكر أن “عفيف”، يعتبر من جيل المؤسسين “للحزب” والتحق به عام 1983، وكان صديقا لأميني عام حزب الله الراحلين عباس الموسوي، وحسن نصر اللهن وعمل رئيسا للأخبار والبرامج السياسية في قناة المنار التابعة للحزب، وكان مقربا من “نصر الله” ومستشاره الإعلامي، كما ساهم “عفيف” في إدارة التغطية الإعلامية “لحزب الله” خلال حرب تموز 2006″

مقالات مشابهة

  • خبير: أمريكا عليها وقف حرب لبنان إذا كانت تسعى للحفاظ على أمن إسرائيل
  • إسرائيل تُعلن عن اغتيال قائد عسكريّ في حزب الله... إليكم هويته
  • خبير: إذا كانت أمريكا تسعى للحفاظ على أمن إسرائيل فعليها وقف الحرب في لبنان
  • نتنياهو يكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال حسن نصر الله: «أمرت بتصفيته»
  • نتنياهو يتحدث عن تفاصيل قرار اغتيال حسن نصر الله
  • نتنياهو يكشف تفاصيل اغتيال حسن نصر الله
  • باحث: اغتيال إسرائيل لمسؤول العلاقات العامة لـ«حزب الله» دليل على خوفها
  • صحف عالمية: اغتيال عفيف يعكس مدى توسع هجوم إسرائيل ضد حزب الله
  • خبير: إسرائيل تعتبر اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله إنجازا
  • إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله»