لجريدة عمان:
2025-01-20@07:40:10 GMT

طبول الحرب تُسمع في كل مكان

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

طبول الحرب تُسمع في كل مكان

تسارعت الأحداث أمس في منطقة «الشرق الأوسط» وذهبت إلى مسار سقطت فيه كل الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك التي كانت قد بدأت تتداعى بين إيران وإسرائيل منذ أبريل الماضي، وذهب الجميع، فيما يبدو، إلى خيار «الحرب الشاملة» بعد عام كامل من الاشتباكات المحدودة بين الطرفين، وقع أغلبها في مساحات طرف ثالث.

لم تكن فلول الظلام قد غطت كل مساحات الشرق الأوسط عندما كانت طبول الحرب تسمع في كل مكان، ودخلت المنطقة في مفترق طرق تاريخي، بعد أن شنت إيران هجوما واسعا وغير مسبوق ضرب العمق الإسرائيلي وأسفر عن خسائر دقيقة؛ ردا على إقدام إسرائيل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال وجوده في العاصمة الإيرانية طهران إضافة إلى إقدامها على اغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله يوم الجمعة الماضي وبين الاغتيالين وقع عشرات آلاف الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى، ونزح الملايين في غزة ولبنان.

وعلى عكس ما أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عند تصعيده الأخير على لبنان سواء بعمليات الاغتيال أو بالهجمات الصاروخية أو محاولات الاجتياح البري لا يبدو هدفه المتمثل في عودة السكان إلى شمال إسرائيل، وفق تعبيره، ممكنا في القريب العاجل.. بل إن الأمر يبدو الآن أكثر تعقيدا مما كان قبل الهجوم الإيراني الذي قد يتسبب في هجرة إلى خارج إسرائيل بالكامل خاصة أن الحدث ستكون له تبعات كبيرة وردود فعل من جانب إسرائيل وكذلك سيدفع حزب الله إلى الرد هو الآخر على حادث اغتيال أمينه العام بشكل لا يقل عن الرد الإيراني.

لقد قاد نتنياهو المنطقة بأكملها إلى حرب ستكون إسرائيل أكبر الخاسرين فيها مهما اعتقدت أنها حققت إنجازات، فما دامت فكرة المقاومة باقية ولو في عقل شخص واحد فإن أمن إسرائيل واستقرارها غير ممكن وسيكون على نتنياهو أن يحدِّث أهدافه على أن تكون أكثر تواضعا مما كانت عليه في بداية الحرب، والتي كان يمكنه تحقيق بعضها على أقل تقدير لو لم يكن اهتمامه منصبا على حماية نفسه من دخول السجن.

لا يبدو تصعيد إيران التاريخي يمكن أن ينتهي عند آخر صاروخ فشلت القبة الحديدية في اصطياده أمس، ولكن الأمر ذاهب، مع الأسف الشديد، إلى حرب شاملة كان العالم يقول إنه يحاول منعها رغم أن أحدا، بما في ذلك أمريكا والاتحاد الأوروبي، لم يعمل جادا من أجل ذلك، بل كانت قوافل الأسلحة تغذي الحرب وتدفع بها نحو المزيد من الاشتعال.

وينظر العالم إلى الوضع الإنساني في غزة وفي جنوب لبنان بكثير من القلق، وتدعو دول غربية لها وزنها إلى حلول تتجاوز الجوانب العسكرية، وإعادة النازحين اللبنانيين الذين تجاوز عددهم المليون نازح خلال أسبوع إلى منازلهم يحتاج إلى ضمانات أمنية طويلة الأمد.. وفي ظل استمرار الحرب، تصبح أي جهود عالمية حتى لتضميد جراح المصابين وتقطيبها شبه مستحيلة، مما يجعل تحقيق الهدف بعيد المنال في الوقت الحالي. لكن هذا الأمر ينطبق أيضا على الإسرائيليين أنفسهم، فأمر عودتهم أقرب إلى المستحيل في ظل استمرار الحرب ولو في حدها الأدنى.

ولذلك لا يبدو هدف نتنياهو قابلا للتحقق.. حتى لو اعتقد أنه يحقق أهدافا يمكن أن تظهر نتائجها على المدى المتوسط خاصة عندما يعتقد أن اغتيال نصر الله يمكن أن يضعف الحزب ويفككه. ولكن حتى لو ضعف الحزب، إلا أن فكرة المقاومة ستبقى قائمة، وتلاشي قواعد الاشتباك بين الطرفين من شأنه أن يزعزع الأمن ليس في شمال «إسرائيل» فقط ولكن حتى في عمقها أيضا.. وكما قال نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله إن إسرائيل قد تندم لأنها اغتالت نصر الله ودفعت الحزب إلى خيارات جديدة كانت مستبعدة خلال رئاسة نصر الله.

كل يوم تستمر فيه الحرب أو يدخل فيه نتنياهو في مغامرة جديدة من شأنه أن يعقِّد المشهد الأمني في المنطقة ويضاعف فرص دخول أطراف جديدة إلى محور المقاومة، وما يحدث في لبنان الآن له تبعات خطيرة على إسرائيل وعلى مستقبل المنطقة بأكملها.. وهذا كله يؤكد نقص الرؤية الاستراتيجية في حكومة نتنياهو وعدم بناء التقديرات الصحيحة لمسار الأحداث.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

المعركة لم تنتهِ.. كلامٌ من نتنياهو عن حزب الله

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، أن إسرائيل لن توفر جهداً حتى استعادة كافة الأسرى الإسرائيليين المخطوفين من قبل حركة "حماس" في قطاع غزّة.   وذكر نتنياهو أن إسرائيل مُصممة على إتمام أهداف الحرب بإعادة المُختطفين و "تدمير حماس"، موضحاً أنّ "المرحلة الأولى من الإتفاق في غزة هي وقف مؤقت لإطلاق النار"،وأضاف: "أتعهد باستكمال تنفيذ كافة أهداف الحرب والرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترامب منحانا دعماً كاملاً في ذلك. مع هذا، فقد تعهد ترامب تعهد بالإفراج عن كافة الأسلحة التي علقت في عهد بايدن".   وتابع: "سنزيد عدد قواتنا في محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة في غلاف غزة، وإذا كانت هناك ضرورة للعودة للقتال فسنقوم بذلك وبقوة، وسيتم إبعاد المخربين المفرج عنهم إلى غزة أو الخارج".   واعتبر نتنياهو أن "المعركة لم تنته بعد وأمامنا طريق طويل"، قائلاً إن إسرائيل ألحقت الضرر بالمحور الإيراني كله، وأردف: "نفّذنا عمليات ضد حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وفي داخل إيران، وحققنا إنجازات وقمنا بتغير الصورة في الشرق الأوسط كله وحماس أصبحت وحيدة".




مقالات مشابهة

  • صدمة في إسرائيل بعد استعراض المقاومة بسيارات حديثة وجديدة، لا أحد يعلم أين كانت!
  • سكجها عن مشهد السرايا: لو كنت مكان نتنياهو لأصبت بالجلطة أو انتحرت!
  • إسرائيل تنفجر في وجه نتنياهو بسبب اتفاق غزة.. مستقبل سياسي على المحك
  • المعركة لم تنتهِ.. كلامٌ من نتنياهو عن حزب الله
  • نتنياهو: الرئيسان بايدن وترمب منحا “إسرائيل” الحق في العودة للقتال  
  • دراسات الأمن الإسرائيلي: قرارات نتنياهو وحكومته والمؤسسة الأمنية كانت على حساب حياة الجنود والمحتجزين
  • حماس: أرغمنا إسرائيل على وقف عدوانها والانسحاب رغم محاولات نتنياهو إطالة أمد الحرب
  • نتنياهو: ترامب سيدعم عودة إسرائيل للحرب في حال انتهاك الاتفاق
  • نتنياهو: ترامب سيمنح إسرائيل الدعم الكامل للعودة إلى الحرب في هذه الحالة
  • نتنياهو: ترامب سيدعم إسرائيل للعودة للحرب إذا تم خرق اتفاق غزة