لجريدة عمان:
2025-02-22@09:26:25 GMT

طبول الحرب تُسمع في كل مكان

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

طبول الحرب تُسمع في كل مكان

تسارعت الأحداث أمس في منطقة «الشرق الأوسط» وذهبت إلى مسار سقطت فيه كل الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك التي كانت قد بدأت تتداعى بين إيران وإسرائيل منذ أبريل الماضي، وذهب الجميع، فيما يبدو، إلى خيار «الحرب الشاملة» بعد عام كامل من الاشتباكات المحدودة بين الطرفين، وقع أغلبها في مساحات طرف ثالث.

لم تكن فلول الظلام قد غطت كل مساحات الشرق الأوسط عندما كانت طبول الحرب تسمع في كل مكان، ودخلت المنطقة في مفترق طرق تاريخي، بعد أن شنت إيران هجوما واسعا وغير مسبوق ضرب العمق الإسرائيلي وأسفر عن خسائر دقيقة؛ ردا على إقدام إسرائيل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال وجوده في العاصمة الإيرانية طهران إضافة إلى إقدامها على اغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله يوم الجمعة الماضي وبين الاغتيالين وقع عشرات آلاف الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى، ونزح الملايين في غزة ولبنان.

وعلى عكس ما أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عند تصعيده الأخير على لبنان سواء بعمليات الاغتيال أو بالهجمات الصاروخية أو محاولات الاجتياح البري لا يبدو هدفه المتمثل في عودة السكان إلى شمال إسرائيل، وفق تعبيره، ممكنا في القريب العاجل.. بل إن الأمر يبدو الآن أكثر تعقيدا مما كان قبل الهجوم الإيراني الذي قد يتسبب في هجرة إلى خارج إسرائيل بالكامل خاصة أن الحدث ستكون له تبعات كبيرة وردود فعل من جانب إسرائيل وكذلك سيدفع حزب الله إلى الرد هو الآخر على حادث اغتيال أمينه العام بشكل لا يقل عن الرد الإيراني.

لقد قاد نتنياهو المنطقة بأكملها إلى حرب ستكون إسرائيل أكبر الخاسرين فيها مهما اعتقدت أنها حققت إنجازات، فما دامت فكرة المقاومة باقية ولو في عقل شخص واحد فإن أمن إسرائيل واستقرارها غير ممكن وسيكون على نتنياهو أن يحدِّث أهدافه على أن تكون أكثر تواضعا مما كانت عليه في بداية الحرب، والتي كان يمكنه تحقيق بعضها على أقل تقدير لو لم يكن اهتمامه منصبا على حماية نفسه من دخول السجن.

لا يبدو تصعيد إيران التاريخي يمكن أن ينتهي عند آخر صاروخ فشلت القبة الحديدية في اصطياده أمس، ولكن الأمر ذاهب، مع الأسف الشديد، إلى حرب شاملة كان العالم يقول إنه يحاول منعها رغم أن أحدا، بما في ذلك أمريكا والاتحاد الأوروبي، لم يعمل جادا من أجل ذلك، بل كانت قوافل الأسلحة تغذي الحرب وتدفع بها نحو المزيد من الاشتعال.

وينظر العالم إلى الوضع الإنساني في غزة وفي جنوب لبنان بكثير من القلق، وتدعو دول غربية لها وزنها إلى حلول تتجاوز الجوانب العسكرية، وإعادة النازحين اللبنانيين الذين تجاوز عددهم المليون نازح خلال أسبوع إلى منازلهم يحتاج إلى ضمانات أمنية طويلة الأمد.. وفي ظل استمرار الحرب، تصبح أي جهود عالمية حتى لتضميد جراح المصابين وتقطيبها شبه مستحيلة، مما يجعل تحقيق الهدف بعيد المنال في الوقت الحالي. لكن هذا الأمر ينطبق أيضا على الإسرائيليين أنفسهم، فأمر عودتهم أقرب إلى المستحيل في ظل استمرار الحرب ولو في حدها الأدنى.

ولذلك لا يبدو هدف نتنياهو قابلا للتحقق.. حتى لو اعتقد أنه يحقق أهدافا يمكن أن تظهر نتائجها على المدى المتوسط خاصة عندما يعتقد أن اغتيال نصر الله يمكن أن يضعف الحزب ويفككه. ولكن حتى لو ضعف الحزب، إلا أن فكرة المقاومة ستبقى قائمة، وتلاشي قواعد الاشتباك بين الطرفين من شأنه أن يزعزع الأمن ليس في شمال «إسرائيل» فقط ولكن حتى في عمقها أيضا.. وكما قال نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله إن إسرائيل قد تندم لأنها اغتالت نصر الله ودفعت الحزب إلى خيارات جديدة كانت مستبعدة خلال رئاسة نصر الله.

كل يوم تستمر فيه الحرب أو يدخل فيه نتنياهو في مغامرة جديدة من شأنه أن يعقِّد المشهد الأمني في المنطقة ويضاعف فرص دخول أطراف جديدة إلى محور المقاومة، وما يحدث في لبنان الآن له تبعات خطيرة على إسرائيل وعلى مستقبل المنطقة بأكملها.. وهذا كله يؤكد نقص الرؤية الاستراتيجية في حكومة نتنياهو وعدم بناء التقديرات الصحيحة لمسار الأحداث.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: إسرائيل ستتحرك بكل عزم لاستعادة جثمان شيري بيباس

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن نتنياهو يقول إن إسرائيل ستتحرك بكل عزم لاستعادة جثمان شيري بيباس وضمان أن تدفع حماس ثمن خرقها للاتفاق.

وعرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال إن نتائج فحص الجثامين أكدت هُوية جثمانين من أصل ثلاثة تعود لعائلة بيباس، والجثمان الثالث الذي تم تسليمه لا يعود لشيري بيباس، وكان يفترض تسليمه.

وأصدر مسؤول أمريكي بارز تحذيرا شديد اللهجة لحماس، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أن الحركة أطلقت سراح "جثة مجهولة الهوية"، وليست جثة رهينة إسرائيلية.

وفي حديثه لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، وصف مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الرهائن آدم بوهلر، ما اعتبره "قرار حماس بإطلاق سراح الجثة مجهولة الهوية"، بأنه "مروع وانتهاك واضح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".


وقال بوهلر: "لو كنت مكانهم لأطلقت سراح الجميع، وإلا فسوف يواجهون الإبادة الكاملة".


وفي وقت مبكر من صباح الجمعة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إحدى الجثث التي سلمتها حماس، الخميس، لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين في غزة، واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وذكر جيش الاحتلال أنه تم التأكد من أن جثتين تعودان للرضيع كفير بيباس وشقيقه البالغ من العمر 4 سنوات أرييل، بينما لم يتم التعرف على جثة ثالثة كان من المفترض أن تكون لوالدتهما شيري.

وأضاف أن "الجثة لا تخص أي رهينة آخر ولا تزال مجهولة".

وقال الجيش في بيان: "هذا انتهاك شديد الخطورة من جانب حماس التي من المفترض بموجب الاتفاق أن تعيد 4 رهائن متوفين"، وطالب بإعادة شيري وجميع الرهائن.

مقالات مشابهة

  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • نتنياهو: إسرائيل ستتحرك بكل عزم لاستعادة جثمان شيري بيباس
  • خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها
  • مجدي يوسف: مندوب إسرائيل كانت عينه في الأرض ولم يستطع الرد على كلمة النائب محمد أبو العينين
  • فيديو يكشف مكان دفن صفي الدين.. شاهدوه
  • كيف يبدو مستقبل العملات الرقمية في ليبيا؟
  • شعث: نتنياهو لن يكون جزءًا من المشهد السياسي بعد حرب غزة
  • عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت «لافتة تزين مكان تسليم جثامين الاحتلال»
  • “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت” .. لافتة رفعتها القسام في مكان تسليم جثث الأسرى / صور
  • نتنياهو: غدا سيكون يوما صعبا لدولة إسرائيل