جبهة الإسناد اللبنانية.. صمودٌ أسطوريّ في زمن الأقزام
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
عامٌ مرّ من عُمْرعملية طوفان الأقصى المباركة، سطّرت فيه قوى محور المقاومة أروع صور الصمود والثبات، رغم جسامة التضحيات وهالة الخراب والدماء في قطاع غزة وجنوب لبنان، وأسقطت كل مخططات العدو الصهيوني، ونسجت بدماء قادتها ومجاهديها، ملحمة نضالية وجهادية ستظل الأجيال تتناقلها قروناً من الزمن.
عامُ مرّ على إعلان المقاومة اللبنانية وسيدها النفير العام بوجه العربدة الصهيونية، إسناداً لإخوة الدين والدم في غزة هاشم، بعد أن تخلَّ عنها قادة العرب والمسلمين، ضاربين بروابط الدين والدم عرض الحائط.
لستم وحدكم، نحن معكم، مصيركم مصيرنا، ووجعكم وجعنا، وألمكم ألمنا، لا تراجع، لا تهاون، لا مهادنة، لا وهن، لا ضعف، لا فتور، صابرون، صامدون في وجه العربدة الصهيونية حتى أخر قطرة من دمائنا، دمكم دمنا، ودمنا ليس أغلى من دمكم، وأرواحنا ليست أغلى من أرواحكم، سنبادل الوفاء بالوفاء حتى الرمق الأخير.
هذا هو الرابط المقدس بين الجبهتين اللبنانية والفلسطينية وبقية جبهات محور المقاومة والممانعة، لم تزده عربدة وجرائم العدو الصهيوني وراعيه الأميركي وعرابه الفرنسي وعطاره الإنجليزي سوى قوة ومتانة ورسوخاً، رابطٌ مقدس بين عمالقة تقاسموا في زمن الأقزام، الوجع والألم، بوصلته ووجهته وقبلته القدس والمسجد الأقصى، وعلى طريق القدس يعرجون إلى مقعد صدقٍ، وفي طريق القدس لا خيار سوى النصر أو الشهادة، فطوبى للشهداء على طريق القدس، وتعساً وبؤساً للصامتين، والشامتين، والمتخاذلين، والمتآمرين.
في هذا الملف سنقف لحظة تأمل في محراب جبهة الإسناد اللبنانية، موقعها من الإعراب بعد عامٍ من مشاركتها في معركة طوفان الأقصى المباركة، وفي أي وجهةٍ تسير التصعيدات الأخيرة فيه.
لقراءة التفاصيل على الرابط التالي:
جبهة الإسناد اللبنانية.. صمودٌ أسطوريّ في زمن الأقزام——————————————————
وكالة سبأ/ زيد المحبشي
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
غزة.. صمود يتحدّى الحصار والمعاناة
في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، تعيش غزة أوضاعا إنسانية هي الأكثر قسوة منذ عقود، إذ تتشابك أزمات الحرب مع قسوة الشتاء لتزيد من معاناة السكان الذين يواجهون أبشع صور الحصار والتدمير.
الدمار الذي طال المنازل والبنية التحتية حوّل المدينة إلى مشهد مأساوي، إذ أصبحت النسبة الكبرى من المساكن غير صالحة للسكن، بينما تعاني البنية التحتية من انهيار شبه كامل، مما يدفع الآلاف من العائلات إلى النزوح.
النازحون، الذين فقدوا منازلهم، يعيشون في خيام بدائية مصنوعة من القماش وقطع النايلون، أو في مدارس مكتظّة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. هذه الملاجئ المؤقتة تعاني من غياب الكهرباء والمياه، ونقص حادّ في الغذاء والأدوية، مما يجعل الظروف أكثر قسوة مع دخول الشتاء. في ظل هذا الوضع، تصبح أبسط الاحتياجات مثل التدفئة أو مياه الشرب النظيفة ترفا بعيد المنال.
انقطاع الكهرباء المستمر يزيد من قتامة المشهد، إذ يعتمد السكان على وسائل بدائية لتدفئة أطفالهم، كحرق الحطب أو المواد البلاستيكية، على الرغم من مخاطرها الصحية. كما أن تدمير شبكات الصرف الصحي أدى إلى انتشار المياه الراكدة والطين، مما ساهم في تفشي الأمراض بين الأطفال وكبار السّن، الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه الظروف القاسية.
ورغم هذه المحنة، يواصل سكان غزة تقديم دروس في الصمود والتحدي. المبادرات المحلية والجمعيات الخيرية تعمل على توزيع الملابس الشتوية والبطانيات والمواد الغذائية، في محاولة لتخفيف وطأة المعاناة، إلا أن هذه الجهود تظل محدودة مقارنة بحجم الكارثة.
على الصعيد الدولي، تبدو المواقف مترددة وغير فعالة، إذ تتوالى المناشدات الحقوقية من دون أي خطوات عملية لإنهاء الحصار أو وقف العدوان. الاحتلال الإسرائيلي مستمرّ في سياساته العدوانية، متجاهلا القوانين الدولية، في حين يتحمل سكان غزة وحدهم أعباء هذه الحرب الوحشية.
غزة، التي اعتادت مواجهة الموت والدمار، تثبت مجدّدا أنها عصيّة على الانكسار. مع كل شتاء يعصف بها، ينهض أهلُها بإصرار من تحت الركام، متحدين الحصار والجوع والبرد، ومتمسكين بحقهم في الحياة والحرية. إن صمودهم اليوم يعكس إرادة شعب لا يعرف الاستسلام، ويؤكد أن الاحتلال مهما طال لن يكسر عزيمتهم.
في كل يوم يمر، تظل غزة شاهدا على معاناة إنسانية وقضية سياسية تستدعي تحركا دوليا فوريا لإنهاء الحصار وضمان حق الفلسطينيين في حياة كريمة. ومع ذلك، يبقى الأمل قائما بأن غزة ستنهض من تحت الركام لتعيد بناء حياتها وتواصل مسيرتها نحو الحرية والاستقلال.
الشروق الجزائرية