افتتح الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، فعاليات الدورة الـ40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر الأبيض المتوسط، والتي تقام في الفترة من 1وحتى 5 أكتوبر الجاري، برئاسة الناقد الفني، الأمير أباظة، وتحمل اسم النجمة  "نيللي"، حيث أقيم حفل الافتتاح في القاعة الكبرى، بمكتبة الإسكندرية، وسط حضور جماهيري كبير، وعدد من صناع السينما من النجوم المصريين والعرب والأجانب.

 

وخلال كلمته، قال الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة: "من أرض الإسكندرية -حاضنة الفنون-، وعلى ضفاف البحر المتوسط، ومن مكتبة الإسكندرية، -منارة الثقافة-، يُضيء مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، شمعته الأربعين، ليؤكد مجددًا دوره الرائد على خارطة المهرجانات الدولية، فبعد رحلة استمرت أربعة عقود، أصبح هذا المهرجان ملتقى لإبداع السينمائيين الشباب، وبوتقةً للأفكار، ومحفزًا للحوار بين الثقافات، وسفيرًا للسينما المصرية والعربية في العالم".
 

وتابع وزير الثقافة: "في هذه الدورة الاستثنائية، نحتفي بتراثنا السينمائي الغني، ونستشرف آفاقًا جديدة، فنحن لا نحتفل بالأفلام فحسب، بل نحتفل أيضًا بالقصص التي تحكيها، والأحلام التي تحملها، والشعوب التي تجمعها".
 

وأعرب وزير الثقافة، عن تفاؤله بأن يظل المهرجان، في خضم هذه التحديات، صوتًا للعقلانية والحوار، يدعو إلى التسامح والتفاهم بين الشعوب والثقافات، كونه بمثابة رسالة أمل نوجهها إلى العالم، بأن السينما قادرة على تغيير العالم، وأن الحلم بواقع أفضل لا يزال ممكنًا.

من جانبه أكد محافظ الإسكندرية، أن المهرجان يُعد أحد أبرز المهرجانات السينمائية التي تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني بين دول البحر المتوسط، باعتباره منصة جادة لتبادل المعرفة والثقافة السينمائية والخبرات بين صناع السينما حول العالم.

 

وأوضح محافظ الإسكندرية، أن التنوع الثقافي الذي يتميز به مهرجان الإسكندرية السينمائي يُعبر عن الطابع الذي تميزت به الإسكندرية عبر العصور المختلفة، فهذه المدينة العريقة متعددة الثقافات نشأت على مبادئ التواصل وقبول الآخر والتعايش بين كل الثقافات والحضارات والأديان، فأصبحت ملتقى لمختلف الحضارات والثقافات، مثل الثقافات اليونانية والإيطالية والفرنسية، وانصهرت تلك الثقافات لتخلق بيئة متفردة، ساعدت فى تشكيل وجدان العديد من الفنانين السكندريين، الذين تركوا بصمة فى تاريخ الفن المصري والعالمي، مثل: عمر الشريف، ويوسف شاهين، وديميس روسوس، وفي الجيل الجديد، فرح الديباني، وغيرهم  من المبدعين الذين حملوا ثقافة التعايش، وتقبل الآخر، ونقلوا صورة مشرفة للعالم عن مدينتهم.

 

وأكد محافظ الإسكندرية، أن للفن دور كبير فى نشر الوعي لدى أفراد المجتمع بمختلف ثقافاتهم وفئاتهم العمرية، حيث تُقدم الدولة المصرية كل الدعم، وتسخر كل الإمكانات للأعمال الفنية الهادفة التي تساهم فى عرض وحل المشاكل التي تشغل المجتمع،  حيث إن الجمهورية الجديدة تسعى لبناء الإنسان المتزن والمفيد لمجتمعه، ومن هنا كانت مبادرة "بداية" لبناء الإنسان التي نعمل حاليًا من خلالها لنشر الوعي وتنمية ثقافة الشباب المصري خاصة،  والمجتمع المصري بشكل عام.

 

وقال الأمير أباظة، رئيس المهرجان: "نلتقي اليوم في دورة تاريخية نكرم خلالها نخبة من نجوم السينما العربية، ونحتفي باختيار أفضل 100 فيلم رومانسي، كما احتفينا بالسينما الكوميدية سابقاً، فهذه الدورة مميزة رقمياً، كتميزها على صعيد الجهود المبذولة لإقامتها، ونرحب بضيوفنا في هذه المدينة العزيزة على قلوبنا، ومرحباً بضيوفنا في مصر، ووسط حضارة الإسكندرية، عاصمة الفن والحب والجمال".
 

ووجه الشكر، لكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة، وفي مقدمتهم، وزير الثقافة، ورعاة المهرجان، وأكد على الترحيب بالسينما الإيطالية كضيف شرف المهرجان.

 

شهد المهرجان تكريم كل من: الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بمنحهم الميدالية الذهبية للمهرجان.

 

وحرص وزير الثقافة، على تكريم عدد من النجوم، في مقدمتهم: النجمة  "نيللي"، بمنحها درع المهرجان، والفنان لطفي لبيب، والناقد العراقي مهدي عباس، والممثلة المغربية سعاد خويي، ومن النجوم الأجانب:والممثلة الإيطالية، إيزابيل أدرياني، والفرنسية، آن باريلود، بمنحهم الميدالية الذهبية للمهرجان.

 

كما تضمنت الفعاليات تقديم أعضاء لجان التحكيم بالمسابقات المختلفة، حيث يرأس لجنة تحكيم مسابقة دول البحر المتوسط للأفلام الطويلة، المخرج يسري نصر الله، وعضوية كل من: "مهدي عباس، أنجيليك كافالاري، خالد الزدجالي، تاميلا كوليفا"، ويشارك بالمسابقة 13 فيلمًا، كما تتولى رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، الممثلة الفرنسية، ماريان بورجو، وعضوية كل من: "جيزي بيوميّ رؤي المدني"، وبالنسبة لمسابقة الفيلم العربي الطويل، والتي تحمل اسم "نور الشريف"، يترأس لجنة تحكيمها، مدير التصوير، سمير فرج، وعضوية: "فايق جرادة، كلوديا حنا".

 

كما أعلنت إدارة المهرجان، استحداث مسابقة جديدة، وهى: "أفلام الطفل"، ويرأس لجنة تحكيمها، سامح حسين، وعضوية كل من: "أليس كانتيريان، محمد علال"، وتخضع مسابقتي: "أحمد الحضري، لأفضل فيلم قصير، والذي يحمل رسالة إنسانية- ومسابقة أفلام شباب مصر"، للجنة تحكيم واحدة، برئاسة الفنان، خالد سرحان، وعضوية كل من:  "نهى عابدين، رانيا محمود ياسين".
 

بالإضافة إلى لجنة تحكيم، "مسابقة ممدوح الليثي للسيناريو"، برئاسة المخرجة هالة خليل، وعضوية كل من المؤلفين: "محمد الغيطي، أيمن سلامة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان الإسكندرية السينمائي الإسكندرية وزير الثقافة نيللي الفن بوابة الوفد الإسکندریة السینمائی محافظ الإسکندریة البحر المتوسط وزیر الثقافة لجنة تحکیم

إقرأ أيضاً:

الفينيقيون وتأثير حضارتهم على الشعوب الأخرى (4-4)

 

د. هيثم مزاحم **

ترك الفينيقيون (حوالي 1200-300 قبل الميلاد) بصمات مهمة على الحضارات التي تفاعلوا معها، خاصة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وتركز تأثيرهم الحضاري في ابتكار الأبجدية الفينيقية ونشرها: ابتكر الفينيقيون واحدة من أولى الأبجديات الصوتية، والتي انتشرت إلى اليونانيين، ومنهم إلى الرومان، ثم أصبحت أساس الأبجدية اللاتينية والعربية والعبرية وغيرها. وقد ساهموا في نشر الكتابة في مناطق البحر الأبيض المتوسط، مما سهّل التواصل التجاري والثقافي.

كما صدَّر الفينيقيون، وهم شعب بحري تجاري عظيم من أعظم التجار في العصور القديمة، سلعًا مهمة، أبرزها: الأرجوان الصوري وهو صبغة أرجوانية نادرة مستخرجة من محار الموركس، وكانت رمزًا للملوك والنخبة، والزجاج إذ طوّروا تقنيات نفخ الزجاج وكانوا من أوائل مصدّريه، والأخشاب وخاصة أخشاب الأرز من لبنان، التي استُخدمت في بناء السفن والمعابد، والمعادن والمجوهرات إذ نقلوا الفضة والقصدير من مناطق بعيدة مثل إسبانيا وبريطانيا.

وقد أسس الفينيقيون العديد من المدن والمستعمرات في حوض البحر المتوسط، مثل قرطاج (في تونس حاليًا) التي أصبحت قوة عظمى لاحقًا. كما نشروا أساليبهم في التجارة والملاحة في مناطق مثل شمال إفريقيا، وإسبانيا، وسردينيا الإيطالية.

وكما ذكرنا في الحلقة الثانية من سلسلة هذه المقالات، فإن هناك أدلة تشير إلى أن الفينيقيين وصلوا إلى الجزر البريطانية وآيرلندا، لكن الأمر لا يزال محل جدل بين الباحثين. وقد تاجر الفينيقيون بالقصدير الذي كان مكوّنًا أساسيًا في صناعة البرونز، وكان مصدره الأساسي في أوروبا هو كورنوال في جنوب غرب إنجلترا. ويُعتقد أن الفينيقيين كانوا يشترون القصدير من هذه المنطقة عن طريق تبادل البضائع مثل الزجاج والأرجوان الفينيقي.

المؤرخ اليوناني هيرودوت (عاش في القرن الخامس ق.م.) أشار إلى أن الفينيقيين كانوا يستكشفون المحيط الأطلسي. وتوجد روايات محلية في كورنوال وآيرلندا عن "تجار شرقيين" جاؤوا بمعدات بحرية وسلع غريبة. وقد تم العثور على آثار لوجود تجار من البحر المتوسط في جزر بريطانيا، مما يدعم الفرضية القائلة بأن الفينيقيين كانوا جزءًا من شبكة تجارية متصلة بها.

لقد كان الفينيقيون شعبًا بحريًا متفوقًا أثرى العالم بالكتابة، والتجارة، والتقنيات المتقدمة، واستطاعوا إنشاء شبكة تجارية واسعة امتدت عبر البحر المتوسط إلى شمال إفريقيا وإيطاليا وإسبانيا والجزر البريطانية وآيرلندا.

الأبجدية الفينيقية

الأبجدية الفينيقية هي واحدة من أولى الأنظمة الأبجدية في التاريخ، وقد ابتُكرت حوالي 1200 قبل الميلاد. كانت هذه الأبجدية صوتية، أي أنها تمثل الأصوات بدلًا من الحروف التي تمثل المعاني كما في الكتابات المسمارية أو الهيروغليفية. تتألف الأبجدية الفينيقية من 22 حرفًا، وهي جميعها تمثل الحروف الساكنة فقط، أي أن الفينيقيين لم يستخدموا رموزًا منفصلة للتعريف بالحروف الصوتية.

وتميزت الكتابة الفينيقية بأنها كانت تُكتب من اليمين إلى اليسار، مثل العديد من الكتابات القديمة، وغياب الحروف الصوتية. ففي الأبجدية الفينيقية، لم يتم تمثيل الحروف الصوتية (مثل A,E,I,O,U) بشكل منفصل، بل كان يعتمد على السياق في فهم معاني الكلمات.

وكانت الأبجدية الفينيقية أحد المصادر التي تأثر بها العديد من الأبجديات القديمة، بما في ذلك الأبجدية العربية. ومثل الأبجدية الفينيقية، تعتمد الأبجدية العربية على حروف ساكنة. وتحتوي الأبجدية العربية على 28 حرفًا، مقارنة بـ22 حرفًا في الأبجدية الفينيقية. وعند مقارنة الحروف، نجد أن العديد من الحروف العربية تأثرت بتلك الموجودة في الأبجدية الفينيقية، مثل الحروف "ب"، "ج"، "د"، "ر"، و"ص"، التي تُشابه الحروف الفينيقية في الشكل والصوت.

أما الاختلافات بين الأبجديتين ففي الأبجدية العربية، يتم تمثيل الحروف الصوتية بشكل مستقل، وهو ما يختلف عن الفينيقية التي كانت تركز فقط على الحروف الساكنة. ومع مرور الوقت، تمت إضافة الحركات (تشكيلات) في الكتابة العربية لتوضيح الحروف الصوتية، وهو ما لم يكن موجودًا في الأبجدية الفينيقية.

وهكذا كانت الأبجدية الفينيقية الأساس الذي انطلقت منه العديد من الأبجديات السامية، بما في ذلك الأبجدية العربية.

وقد ساعدت رحلات الفينيقيين البحرية وتجارتهم وتعاملهم مع شعوب متعددة في البحر الأبيض المتوسط، في انتشار أبجديتهم عبر مناطق مختلفة. ومع مرور الوقت، وخصوصًا في منطقة الجزيرة العربية، تطورت الأبجدية الفينيقية إلى أن شكلت الأساس للأبجديات السامية الأخرى، بما في ذلك الأبجدية العربية. وتشير الأدلة إلى أن الكتابة العربية كانت تتطور من الأبجدية الشمالية العربية، التي تأثرت بشكل كبير بالأبجدية الفينيقية.

ومع استقرار الفينيقيين في مناطق مثل قرطاج (تونس) وغيرها من المستعمرات في البحر الأبيض المتوسط، انتشرت الأبجدية الفينيقية إلى مناطق بعيدة، حيث تأثرت بها الثقافات المحلية.

مستعمرات الفينيقيين

أسس الفينيقيون مستعمرات ومراكز تجارية في مناطق عديدة من البحر الأبيض المتوسط بين القرنين الـ12 والـ6 قبل الميلاد. وازدهرت مستعمراتهم نتيجة مهاراتهم في الملاحة والتجارة، وساهمت في نشر الثقافة واللغة والأبجدية الفينيقية. وأهم مستعمراتهم كالتالي:

أولًا: في شمال إفريقيا:

-قرطاج (814 قبل الميلاد) وهي أشهر المستعمرات، أسستها الأميرة إليسا (ديدو) وأصبحت لاحقًا إمبراطورية تجارية وعسكرية قوية.

-أوتيكا (1100 قبل الميلاد) وهي مستعمرة في تونس الحالية سبقت قرطاج وكانت مركزًا تجاريًا مهمًا.

-لبدة الكبرى وصبراتة وأويا وهي مدن في ليبيا تأسست لاحقًا كمراكز تجارية.

ثانيًا - في إسبانيا:

1-قادش (غادير) هيو إحدى أقدم المستعمرات الفينيقية، أسست في القرن الـ12 قبل الميلاد، وكانت مركزًا هامًا لتجارة المعادن.

2-ملقة، تأسست في القرن الـثامن قبل الميلاد وأصبحت ميناءً رئيسيًا في شبه الجزيرة الأيبيرية.

3-إيبيزا (إيبويسا)، تأسست في القرن الـسابع قبل الميلاد، واشتهرت بتجارتها وصناعة الملح.

ثالثًا: في إيطاليا وجزر البحر المتوسط:

-بانورموس (باليرمو حاليًا في صقلية) وكانت محطة تجارية مهمة للفينيقيين.

-موتيا، وهي مستعمرة في غرب صقلية اشتهرت بمينائها المحصن.

-سردينيا وكورسيكا وقد ضمتا العديد من المراكز التجارية التي استخدمها الفينيقيون لتجارة المعادن.

رابعًا: في البحر المتوسط الشرقي (قبرص واليونان وتركيا):

1-كيتيون (لارنكا حاليًا في قبرص) وكانت مركزًا تجاريًا وعسكريًا مهمًا للفينيقيين.

2-رودس وكريت (جزيرتان في اليونان) وكانتا محطتين تجاريتين استخدمهما الفينيقيون في تنقلاتهم البحرية.

3-طرابزون وساموس في تركيا وكانتا نقطتين تجاريتين صغيرتين على الساحل المتوسطي.

وتعود أهمية المستعمرات الفينيقية إلى أنها كانت مراكز تجارية تزود المدن الفينيقية الرئيسية (صور وصيدا وجبيل) بالموارد والسلع. وقد ساهمت في نشر الأبجدية الفينيقية، التي أصبحت أساسًا للأبجدية اليونانية واللاتينية. كما أسست شبكة بحرية متكاملة عبر البحر المتوسط، مهدت لظهور قوى تجارية لاحقة مثل قرطاج.

** رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • هزة أرضية بقوة 4.3 درجات في البحر المتوسط تبعد 49 كيلومترًا عن مصراتة
  • مهرجان «غايته العين 2025» ينطلق احتفالاً بالفطر
  • مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التقديم لدورته الثامنة
  • مھرجان الجونة السینمائي یفتح باب التقدیم لدورته الثامنة
  • 10 عروض تنافس على جوائز الدورة الرابعة مهرجان المسرح العالمي بالإسكندرية
  • مالمو للسينما العربية يعلن عن لجان تحكيم دورته الـ 15
  • بعد سخرية رامز جلال منها.. هدى الإتربي تتصدر التريند
  • الفينيقيون وتأثير حضارتهم على الشعوب الأخرى (4-4)
  • حقلة نقاشية للفيلم المصري 50 متر في مهرجان كوبنهاجن السينمائي الدولي
  • "50 متر" ليمنى خطاب يُثير حوارًا مؤثرًا في مهرجان كوبنهاجن السينمائي الدولي