«حفظا لماء الوجه».. باحث في العلاقات الدولية يكشف لـ «الأسبوع» سبب الهجوم الإيراني ضد الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
الهجوم الإيراني على إسرائيل.. أطلقت إيران، مساء الثلاثاء، عشرات الصواريخ على قوات الاحتلال المتواجدة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، في ضربة عسكرية كانت متوقعة منذ اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني.
ودوّت صافرات الإنذار في مختلف أنحاء المدن الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وأغلق المجال الجوي، وهرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ للاحتماء من رشقات الصواريخ.
وفي هذا السياق، علق الدكتور محمد ربيع، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، على الضربة التي وجهتها إيران ضد الاحتلال الإسرائيلي، قائلًا: إنها جاءت لحفظ ماء وجه إيران نتيجة أفعال دولة الاحتلال مؤخرًا، سواء باغتيال إسماعيل هنية، ثم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إضافة إلى تنفيذ عدد من الهجمات الإسرائيلية ضد الأذرع الإيرانية في المنطقة.
وأشار محمد ربيع، إلى أن كل هذه الأفعال التي اقترفها الاحتلال الإسرائيلي فرضت على النظام الإيراني ضرورة الرد العسكري حفاظًا على ماء الوجه نتيجة التحركات أو الأعمال الإسرائيلية في المنطقة والتي ترى إيران أنها تهددها بصورة كبيرة.
وتابع الباحث المتخصص في العلاقات الدولية: «والضربة الإيرانية للاحتلال الإسرائيلي جاءت بعد إعلان طهران حالة الطوارئ، وعلى ما يبدو أن إيران حاولت أن تستبق الأمور وتتغلب على بعض المخاوف بهذه الضربة، خاصة بعد محاولة نتنياهو الترويج داخل الأمم المتحدة، أن ما يحدث الآن هي حرب ضد إيران، وضد الأذرع الإيرانية في المنطقة، وليست عدوان أو حرب أو غزو على قطاع غزة».
رد إسرائيل على الضربة الإيرانيةوعن احتمالية رد الاحتلال الإسرائيلي على الضربة الإيرانية، كشف الدكتور محمد ربيع: إنه من الممكن أن ترد إسرائيل عن طريق استهداف الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية، وهناك احتمال - وإن كان ليس كبيرًا - أن تستهدف إسرائيل طهران مباشرة.
ولفت «ربيع»، إلى أن الولايات المتحدة لديها تخوف من أن تشتعل منطقة الشرق الأوسط في ظل هذا التوتر، وأن تتسع رقعة الصراع في المنطقة، في ظل تعنت دولة الاحتلال ومحاولة طهران حفظ ماء الوجه بعد أن تطاولت عليها دولة الاحتلال كثيرا من خلال استهداف الأذرع الإيرانية في المنطقة.
اقرأ أيضاًتعليقًا على قصف إيران أهدافا إسرائيلية.. حماس: رسالة قوية للعدو الصهيوني وحكومته الفاشية
باحث في الشأن الإيراني لـ «الأسبوع»: من المستبعد أن تشن إيران هجوما أكبر على إسرائيل
أبوعبيدة: نبارك الرد الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الضفة الغربية اسرائيل اسرائيل اليوم القوات الإيرانية القنصلية الإيرانية في دمشق الحرب الإيرانية الإسرائيلية المسيرات الإيرانية حرب ايران على اسرائيل الهجوم الايراني علي إسرائيل حرب ايران و اسرائيل قصف ايران على اسرائيل الان سبب هجوم ايران على اسرائيل صواريخ إيران على إسرائيل رد إسرائيل على ايران الثورة الإيرانية الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
التوازنات العسكرية والإستراتيجية تستعرض عضلاتها في المياة الإيرانية... رسائل مناورات إيران وروسيا والصين..
في خطوة لافتة تأتي في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة على مستوى التوازنات العسكرية والإستراتيجية، أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية عن بدء مناورات بحرية مشتركة بين روسيا والصين وإيران في ميناء تشابهار و( يعد تشابهار الذي يقع جنوب شرقي إيران أكبر ميناء بحري في إيران، ومنفذًا حيويا أساسيا )
الحدث لا يقتصر على بعده العسكري، بل يتداخل مع سياقات سياسية واقتصادية تعكس أولويات الدول المشاركة فيه، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الغربية على هذه القوى وسعيها لتعزيز شراكاتها الدفاعية في مواجهة التحديات المتزايدة.
يتزامن إجراء هذه المناورات مع مرحلة دقيقة من التوترات المتزايدة بين إيران والولايات المتحدة، حيث تواجه طهران ضغوطا متصاعدة تتعلق ببرنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، إلى جانب العقوبات الاقتصادية التي تستهدف مفاصل اقتصادها.
وتضفي التهديدات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن عمل عسكري ضد إيران إن استمرت برفض التفاوض، على المناورات بعدا إضافيا يتجاوز الأبعاد العسكرية التقليدية إلى رسائل سياسية واضحة.
موقع المناورات
كما يضفي الموقع الذي اختير لتنفيذ هذه المناورات بعدا إستراتيجيا خاصا، فميناء تشابهار، المطل على المحيط الهندي، لا يمثل مجرد قاعدة بحرية إيرانية، بل يعد نقطة محورية في المشروعات الاقتصادية الإقليمية، كما يتمتع بأهمية جغرافية تجعله مركزا لطرق التجارة الدولية والطموحات اللوجستية الإيرانية.
وفي ظل هذه الاعتبارات، يبرز تساؤل حول ما إذا كان اختيار هذا الموقع يعكس توجهًا لتعزيز النفوذ البحري الإيراني، أو أنه يحمل في طياته رسائل أوسع تتجاوز الحدود الإقليمية لتشمل موازين القوى العالمية.
وبالنظر إلى الظروف الدولية الراهنة، فإن هذا التطور يثير اهتمام الأوساط السياسية والعسكرية، حيث يتزامن مع عزلة دولية متزايدة تواجهها روسيا نتيجة حربها في أوكرانيا، إلى جانب التنافس الحاد بين الصين والولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
هذه العوامل مجتمعة تضع المناورات البحرية الثلاثية في سياق أوسع من مجرد تعاون عسكري، لتشكل حدثًا يحمل أبعادًا متعددة على المستويين الإقليمي والدولي.
ردا على تهديد ترامب
ويرى القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني مقدم أن هذه المناورات في تشابهار تأتي ردا على تهديدات ترامب بشن هجوم على إيران، لافتا إلى أنه على ترامب أن يعلم أن إيران ليست وحيدة والدول الحليفة مثل روسيا والصين حاضرة إلى جانبها، وأن شن هجوم عسكري على إيران يعني الهجوم على الصين وروسيا، على حد قوله.
كما أوضح في حديثه للجزيرة نت، أنه بناء على الاتفاقيات طويلة المدى بين إيران والصين (25 سنة) وروسيا (20 سنة) والتي تتضمن بعض التعاون العسكري والأمني والمخابراتي كما تضم مناورات ثلاثية مشتركة بين البلدان الثلاثة ووفقا لجدول معين، تنظم مناورات كل فترة معينة بين هذه البلدان.
وأردف كنعاني "أن رسالة هذه المناورات واضحة وهي أن دول آسيا القوية ومنها الصين وروسيا وإيران وكذلك الدول الراغبة بالتعاون لتأمين أمان المنطقة قادرة على فعل ذلك".
أهمية جيوستراتيجية
من جهة أخرى، وفي حديث للجزيرة نت، أكد خبير الأمن الدولي عارف دهقاندار أن اختيار ميناء تشابهار لإجراء المناورات المشتركة بين إيران والصين وروسيا ينبع من الأهمية الجيوستراتيجية لهذه المنطقة.
وأوضح أن تشابهار، باعتباره الميناء الإيراني الوحيد المطل على المحيط، يوفر وصولا مباشرا إلى المياه الحرة، ويقع في موقع إستراتيجي بالقرب من المحيط الهندي، ما يجعله نقطة محورية في التحكم في طرق التجارة البحرية وبوابة حيوية للوصول إلى أسواق آسيا الوسطى.
وأضاف دهقاندار أن تشابهار يُعد جزءًا من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، كما يكتسب أهمية خاصة لروسيا التي تسعى إلى توسيع وجودها في المياه الدافئة، كما أشار إلى أن وجود هذه القوى الثلاث في تشابهار قد يحمل رسالة معينة إلى واشنطن وإدارة ترامب، لاسيما في ظل اعتبار الهند شريكا إستراتيجيا للولايات المتحدة في شبه القارة الهندية.
وفيما يتعلق بتوقيت إجراء النسخة السابعة من المناورات المشتركة "حزام الأمن البحري 2025″، أشار دهقاندار إلى أن هذا التوقيت يحمل دلالة مهمة، حيث تأتي هذه المناورات في ظل تزايد التهديدات الإسرائيلية والأميركية بشن هجوم عسكري على إيران للحد من برنامجها النووي.
العصا والجزرة
وأوضح أن هذا التصعيد الإقليمي، إلى جانب سياسة "العصا والجزرة" التي يتبعها ترامب، يزيد من تعقيد المشهد، مما يجعل هذه المناورات بمثابة إشارة إلى استعداد طهران لمواجهة أي تهديدات محتملة.
ومع ذلك، شدد دهقاندار على أن هذه المناورات لا ينبغي تفسيرها على أنها مؤشر على تشكل تحالف شرقي ضد الغرب، مؤكدًا أن روسيا والصين، كقوتين عالميتين، لديهما إستراتيجيات ومصالح خاصة بهما، وينبغي تحليل سلوكهما في إطار المنافسة بين القوى الكبرى.
وأضاف أن إيران، باعتبارها قوة إقليمية، لها دورها الخاص في المعادلات الدولية، وينبغي لها، خاصة في المجال العسكري، أن تعتمد على قدراتها الذاتية بدلًا من التعويل على القوى الكبرى.
وخلص دهقاندار إلى أنه رغم تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة خلال فترة حكم ترامب، فإن إقامة هذه المناورات لا تعني بالضرورة تشكيل تحالف رسمي ضد الغرب، بل تمثل نموذجًا للتعاون البراغماتي بين الدول الثلاث وفقًا لمصالحها المشتركة.
واعتبر أن رد الفعل الهادئ من قبل إدارة ترامب على هذه المناورات يؤكد أنها لا تُشكل تهديدًا حقيقيًا للولايات المتحدة.