شارك الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، في الاجتماع التمهيدي لتنسيق الأعمال المشتركة بين أتباع الأديان المختلفة، الذي عُقد بمقرِّ وزارة الأوقاف بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة عدد من الشخصيات الدينية والإعلامية؛ بهدف تعزيز الحوار الديني والتنسيق المشترك لخدمة المجتمع وتوطيد العلاقات بين أتباع الديانات.

تأكيد المفتي أهمية الحوار بين أتباع الأديان 

وأكَّد المفتي خلال الاجتماع، أن الحوار بين أتباع الأديان لم يعد خيارًا، بل ضرورة مُلحَّة في ظل التحديات العالمية الراهنة، موضحا أنَّ الحفاظ على العلاقات المتينة بين أتباع الديانات المختلفة السبيل الأمثل لتحقيق التعايش السلمي ومواجهة أي محاولات لبثِّ الفرقة والكراهية.

وأضاف المفتي، أن الأديان السماوية جميعها تتفق في الدعوة إلى القيم الإنسانية المشتركة مثل العدالة، والرحمة، والتسامح، وهي مبادئ يجب أن نعمل جميعًا على ترسيخها.

وأشار إلى أن المقاصد الخمسة التي أجمعت عليها الشرائع السماوية تعد الأساس للحفاظ على كيان المجتمع واستقراره، لافتًا إلى أنَّ تركيز هذا المؤتمر على هذه المقاصد يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين المسلمين وغير المسلمين.

وأضاف المفتي: «علينا توسيع نطاق التعاون ليشمل قوافل دعوية مشتركة وزيارات تبادلية بين الكنائس والمساجد، ما يسهم في تقريب وجهات النظر وتعزيز التفاهم المتبادل».

أهمية التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي 

كما تطرق المفتي إلى أهمية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية والاستفادة منها، مشددًا على ضرورة وجود خطاب ديني معتدل يصل إلى الأجيال الشابة من خلال هذه الوسائل.

وتابع: «نحن نعيش في عصر تكنولوجي سريع التطور، وعلينا كقيادات دينية أن نكون حاضرين بشكل فعَّال على هذه المنصات لنقل الرسائل التي تعزز من قيم التسامح والتعايش».

وشدد المفتي على ضرورة التركيز على القيم الأخلاقية باعتبارها حائطَ الصدِّ الأول ضد أي سلوكيات منحرفة أو متطرفة، مؤكدًا أن غياب القيم بداية لظهور العديد من التحديات المجتمعية، ويجب أن نتكاتف لبناء مجتمعات قائمة على أُسس من الأخلاق والمبادئ المشتركة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزير الأوقاف وسائل التواصل الإجتماعي الشريعة الإسلامية مراكز الشباب بین أتباع الأدیان

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يشهد افتتاح البرنامج التدريبي لأمناء الفتوى

شهد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، صباح اليوم الأحد، افتتاحَ البرنامج التدريبي لأعضاء لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تحت عنوان «التواصل بين الوالدين من أجل التربية الإيجابية لأطفالهم ودعمهم معنويًّا»، والتي ينظمها المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر الشريف.

وقال الدكتور نظير عياد، إنّ البعض ينظر إلى العلم على أنه يعمل في جزر منعزلة، لكن الواقع أن محاولة إيجاد قطيعة بين هذه العلوم أمر لا يؤيده برهان، والناظر في تاريخ الحضارة الإسلامية يجد أن هناك تداخلًا بين العلوم الشرعية والتجريبية واللغوية وغيرها.

وتابع: «هناك من العلماء من كان يُعرف بأنه العالم الأصولي الكيميائي، وهو ما يكشف أن التمازج بين العلوم أمر ضروري لمن يقوم بعملية الإفتاء حتى يُلِمَّ بجميع جوانب المسألة وأركانها، لإنزال حكم يتوافق مع الواقع ولا يتعارض مع أصول الدين».

التلاقي بين المؤسسات الدينية والمؤسسات العلمية

وأشار إلى أنه من خلال النقاشات والمداخلات العلمية نجد تداخلًا بين العلوم والدين، وهو ما يدحض أكذوبة التعارض بين علوم الدين والدنيا، وأن العلم الصحيح لا يمكن أن يتناقض مع العلم الديني الصحيح، مضيفا أنّه عندما يتعلق الأمر بالحديث عن التواصل بين الوالدين والطفل فعلينا أن نعمل على ضم ما انتهت إليه البحوث العلمية فضلًا عن النصوص الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع.

في السياق ذاته، أكد المفتي أنّ هذا اللقاء يحث على نوع من التلاقي بين المؤسسات الدينية والمؤسسات العلمية، وهو ما يؤكد حاجة علماء الدين إلى العلماء المتخصصين في العلوم المختلفة، وكذلك حاجة العلماء إلى علماء الدين والعكس، مشيرًا إلى أنّ التعاون والتكامل بين المؤسسات الشرعية والعلمية أمر في غاية الأهمية لأنّ كلًّا منها قد يجد حلًّا لمسألته عند الآخر.

كما لفت فضيلته النظر إلى أنَّ بناء الإنسان أمر هام، وأنَّ البناء لا يأتي من القمة ولكن يأتي من الأساس؛ وهو التربية الإيجابية، ولا يتحقق ذلك إلا بانضمام أركان هذه التربية والبناء الإنساني، وهي بمنزلة العقد الشرعي والنفسي والعقلي والسلوكي واللبنات الأولى في قضية التربية الإيجابية للأطفال والدعم المعنوي لهم.

وقال مفتي الجمهورية إنّنا أمام واحد من الموضوعات المهمة، بما يؤكد أنّ التربية الإيجابية وتأسيس الأسرة المسلمة أمر ضروري للحفاظ على المجتمع، يتعانق فيها التواصل الإيجابي بين الزوج والزوجة، وهو ما ينعكس إيجابًا على تربية الأطفال وتنشئتهم تنشئة سوية.

ورحَّب الدكتور جمال أبو السرور، مدير المركز الدولي الإسلامي، بمفتي الجمهورية، مؤكدًا أهمية هذا البرنامج التدريبي الجديد لأئمة الفتوى، مشيرًا إلى أن الدمج بين العلوم الشرعية والعلوم الحديثة أمر ضروري لتمكين الأئمة من تقديم إجابات شافية للمسائل المعاصرة؛ لأنّهم المسؤولون عن إفتاء الناس وَفق معلومات صحيحة.

مقالات مشابهة

  • المفتي: الحوار بين الأديان ضرورة لا غنى عنها في مواجهة التحديات العالمية
  • مفتي الجمهورية: الحوار بين الأديان ضرورى في مواجهة التحديات العالمية
  • المفتي: الحوار بين أتباع الأديان لم يعد خيارا بل ضرورة مُلحة
  • وزير الأوقاف يعقد اجتماعا لتنسيق الأعمال المشتركة بين أتباع الديانات المختلفة
  • وزير الأوقاف يعقد الاجتماع التمهيدي لتنسيق الأعمال المشتركة بين أتباع الديانات المختلفة
  • الرئيس الصيني: بكين ستواصل دائما تعزيز القيم المشتركة للإنسانية
  • مفتي الجمهورية:لا يخلو عصر من وجود طائفة تجعل من الإلحاد بوابة تتبوأ بها مكانًا عليًّا
  • مفتي الجمهورية يبحث مع سفير سنغافورة تعزيز التعاون
  • مفتي الجمهورية يشهد افتتاح البرنامج التدريبي لأمناء الفتوى