تطورات الشرق الأوسط تزيد سخونة مناظرة نائب الرئيس الأميركي
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
واشنطن- يترقب أغلب الأميركيين مناظرة نائب الرئيس مساء الليلة الثلاثاء، للتعرف عن قرب على صاحب هذا المنصب المقبل، خاصة مع عدم معرفتهم الكاملة على المستوي الوطني بكل من المرشحين، الجمهوري السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو، والديمقراطي تيم والز حاكم ولاية مينيسوتا.
كما يزيد من أهمية مناظرة الليلة عدم مشاركة المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس إلا في مناظرة رئاسية واحدة، بدلا من 3 مناظرات كما جرى العرف الانتخابي، حيث تدير وتنظم المناظرة شبكة "سي بي إس" وتأتي في وقت يتضاءل فيه الفارق بين حظوظ هاريس وترامب بالظفر بالبيت الأبيض.
كما ضاعفت تطورات الساعات الأخيرة بصورة كبيرة من أهمية المناظرة، سواء خارج الولايات المتحدة من ناحية ازدياد المخاوف من اشتعال الشرق الأوسط على وطأة الرد الإيراني بمئات الصواريخ على إسرائيل مساء الليلة، فضلا عن امتداد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى جنوب لبنان، أو داخلها ببدء أكثر من 25 ألف عامل في موانئ شرق الولايات المتحدة إضرابا عن العمل للمطالبة بتحسين ظروف عملهم، وهو ما قد يهدد بإغلاق أكثر من 10 موانئ والتسبب بخسائر أكثر من 4 مليارات دولار كل أسبوع.
وخلال حشد القاعدة الحزبية، وبث الحماس في صفوف ناخبي الحزب لحثهم على المشاركة سواء في الاقتراع يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أو قبله من خلال التصويت المبكر الذي بدأ بالفعل يوم 20 سبتمبر/أيلول في 3 ولايات هي فرجينيا ومينيسوتا وداكوتا الجنوبية، يكتمل جزء هام من دور أي مرشح لمنصب نائب الرئيس.
ميزات مرشحي المنصبيُوصف والز وفانس المرشحين لتقلد نائب الرئيس بأنهما مؤهلان للمنصب، إلا أنه يقع عليهما عبء ثقيل، حيث لم يقنع أي منهما بعد غالبية الناخبين بجزء أساسي من مهام المنصب، لأن عليهم أن يكونوا مؤهلين إذا لزم الأمر.
فمن جهة، يعتقد معظم الجمهوريين أن الحظ حالف ترامب باختياره مرشحا يعرف الطبقة الوسطى بشكل جيد من خلال مسيرة حياته الخاصة، حيث يعد فانس استثناء واضحا بين العشرات وربما المئات من كبار المسؤولين الجمهوريين ممن تدهورت علاقتهم بترامب، بعد مهاجمتهم له وتشكيكهم في لياقته لمنصب الرئيس.
ويوفر فانس لترامب ما يفتقده، فهو قد صنع نفسه بنفسه، وجاء من عائلة شديدة الفقر، وتأثر كما تأثرت ولايته بالعولمة وحرية التجارة وهجرة التصنيع، كما أن زوجته من أصول هندية، مما يبعد عن ترامب اتهامات معادة المهاجرين من غير البيض.
ومما يدعم حظوظ فانس الانتخابية تقديمه الولاء الكامل لترامب، حيث إنه ليس من الممكن التقدم والفوز بترشيح الجمهوريين دون دعم ترامب وقاعدته، خاصة في ظل منافسة شرسة متوقعة من نجوم الحزب، مثل السفيرة نيكي هيلي والسيناتور توم كوتون والسيناتور ماركو روبيو ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو.
ومن ناحية أخرى، تعتقد غالبية كبيرة من الديمقراطيين أن والز يضيف الكثير للمرشحة هاريس، فهو أبيض تقليدي من الغرب الأوسط، وهو أحد أبناء الطبقة الوسطى وعمل مدرسا لسنوات وانضم للحرس الوطني، ودرب فريق المدرسة لكرة القدم الأميركية، مما يوفر لهاريس طمأنة البيض الذين يعتريهم قلق من انتخاب سيدة غير بيضاء.
سجلات مقلقةستتطرق المناظرة إلى سجل المرشحين لمنصب نائب الرئيس، والذي تسبب بهزة كبيرة لمصداقيتهما عند الكثير من الناخبين المستقلين والمترددين ممن لم يحسموا خياراتهم بعد.
فمن المتوقع أن يتطرق فانس إلى كذب والز بخصوص سجله العسكري، حيث يتهمه الجمهوريون بالمبالغة في سيرته الذاتية والتقاعد قبل نشر وحدته بالعراق، زاعمين أنه حاول بشكل استباقي تجنب السفر للعراق والمشاركة في القتال، كما كذب بشأن حمله للسلاح الناري في المعارك.
في حين لم يسلم فانس من خطئه بالادعاء لأسابيع حتى الآن بأن المهاجرين من هاييتي في مدينة سبرينجفيلد بولاية أوهايو يختطفون ويأكلون حيوانات جيرانهم الأليفة، حيث يتهم الديمقراطيون فانس بالتسبب في تهديد حياة الآلاف من المهاجرين بعد ادعائه الكاذب الذي لم يقدم عليه أي دليل، كما يتهمونه باختلاق هذا الادعاء لإثارة الغضب الشعبي من تعامل إدارة بايدن مع ملف الحدود والهجرة.
وتشكك مجلة إيكونوميست في قيمة شخصية نائب الرئيس بالسباق الانتخابي الأميركي، حيث تشير إلى أنه في كثير من الحالات يُستغل نائب الرئيس ليقول ما لا يمكن للمرشح الرئاسي قوله.
ويرى محللون أن والز تعود على الهجوم الحاد على المرشح ترامب، وهو ما يتيح المزيد من الوقت لهاريس لكي تركز على القضايا الحيوية التي تهم الناخب الأميركي بدلا من استهداف ترامب فقط.
ويمكن لاختيارات نائب الرئيس أن تحدث فرقا، ولكن ربما أقل بكثير مما قد توحي به الضجة التي تحيط بلحظة اختياره، في حين أنها قد تضر بحظوظ المرشح الرئاسي إذا كان خيار نائب الرئيس سيئا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نائب الرئیس
إقرأ أيضاً:
تحالف “أوبك+” قلق من زيادة إنتاج النفط الأميركي
18 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: عبّر ممثلو دول تحالف أوبك+ عن مخاوفهم من ارتفاع جديد في إنتاج الولايات المتحدة من النفط مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث قد يؤدي ذلك إلى تقليص حصة التحالف في السوق وتقويض جهوده لدعم الأسعار.
تنتج مجموعة أوبك+، التي تشمل دول منظمة أوبك ومنتجين مستقلين مثل روسيا، حوالي نصف الإنتاج العالمي من النفط. وكان التحالف قد قرر في وقت سابق من هذا الشهر تأجيل زيادة مقررة للإنتاج حتى أبريل نيسان، ومدد بعض التخفيضات الإنتاجية إلى نهاية عام 2026 بسبب ضعف الطلب وارتفاع الإنتاج من دول خارج المجموعة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وفي السابق، قللت أوبك من شأن تأثير الزيادة في إنتاج النفط الأميركي، خاصة خلال ذروة إنتاج النفط الصخري، الذي جعل الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم بمساهمة تقدر بخمس الإمدادات العالمية، وفقاً لرويترز.
لكن في الوقت الراهن، أصبح بعض ممثلي أوبك+ أكثر صراحة بشأن التحديات التي يمثلها النفط الأميركي، خصوصاً مع ارتباط تلك الزيادة المحتملة بعودة ترامب. إذ ركزت حملته الانتخابية على الاقتصاد وخفض تكلفة المعيشة، متعهداً بتبني سياسات تحرر قطاع الطاقة.
وقال ممثل لإحدى الدول الحليفة للولايات المتحدة في أوبك+: “عودة ترامب قد تكون إيجابية لقطاع النفط بسبب السياسات الأقل تشدداً تجاه البيئة، لكنها قد تؤدي إلى زيادة إنتاج النفط الأميركي، وهو أمر مقلق بالنسبة لنا”.
أي ارتفاع في إنتاج النفط الأميركي قد يعرقل خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج تدريجياً اعتباراً من أبريل نيسان 2025 دون التسبب في انخفاض حاد بالأسعار قد يضر باقتصادات الدول الأعضاء.
ومن جانبه، قال ريتشارد برونز، رئيس قسم الشؤون الجيوسياسية في “إنرجي أسبكتس”: “هناك معضلة محتملة بين الجانبين. تحالف أوبك+ يواجه تحدياً كبيراً بسبب الزيادة المستمرة في الإنتاج الأميركي، والتي تقلل من نفوذه في السوق”.
وفي المقابل، يرى مصدر آخر في أوبك+ أن سياسات ترامب قد تعزز الطلب على النفط، وهو ما قد يكون إيجابياً للتحالف، على الرغم من أن ارتفاع الإمدادات الأميركية يشكل تهديداً مستمراً. وأضاف المصدر: “الخطر الأكبر لأوبك+ هو زيادة إنتاج النفط الأميركي، مما يقلل اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد ويزيد من صادراتها”.
ووفقا لتقرير أوبك الأسبوع الماضي، من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الأميركي بنسبة 2.3% العام المقبل. في المقابل، تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن النمو في الإنتاج الأميركي قد يصل إلى 3.5%، وهي وتيرة أعلى مما تتوقعه أوبك.
ومع ذلك، يشكك بعض الخبراء التنفيذيين والمحللين في إمكانية حدوث زيادة كبيرة في الإنتاج الأميركي خلال عهد ترامب. وصرح مسؤول في إكسون موبيل أن شركات النفط الصخري لن تزيد إنتاجها إلا إذا كانت تلك الخطوة مربحة، وهو أمر يصبح صعب التحقيق في ظل انخفاض الأسعار.
ومن جانبه، قال بوب ماكنالي، رئيس مجموعة “رابيدان إنرجي” والمسؤول السابق في البيت الأبيض: “الولايات المتحدة لا تمتلك طاقة إنتاج فائضة. يعتمد مستوى الحفر والاستكشاف الأميركي على قرارات تُتخذ في فيينا وليس في واشنطن”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts