عقاب أعمى.. حكاية تعذيب الطفلة «ريتاج» على يد والدها حتى الموت
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دائماً ما يكون الأب درع الأمان والحماية لأطفاله، حيث يمنحهم الشعور بالقوة ويبدد عنهم مشاعر الخوف والقلق، فهو الملاذ الآمن الذي يلجأون إليه عند الحاجة، ولكن للأسف هناك بعض الآباء الذين يقودهم غضبهم الأعمى لارتكاب جريمة شنيعة تلاحقهم طوال حياتهم، ذنب لا يمحوه الزمن، حينما يقدمون على تأديب أبنائهم، لكن ينتهي الأمر بمأساة عندما يلفظ الطفل أنفاسه الأخيرة خلال نوبة من الضرب المفرط.
هذه الواقعة التي بين أيدينا اليوم تعد مثالًا حيًا على ذلك، حيث تحول الأب الذي كان من المفترض أن يكون مصدر الأمان والحماية إلى قاتل. فقد تجرد هذا الأب من كل معاني الأبوة والإنسانية، وبدلاً من رعاية طفلته وحمايتها، ارتدى عباءة الشيطان وبدأ بتعذيب طفلته البالغة من العمر عشر سنوات باستخدام عصا خشبية، كل ذلك كان بدافع الانتقام منها بعدما اشتبه في أنها سرقته، ولكن جسدها النحيل لم يتحمل هذه الوصلة القاسية من التعذيب، ففارقت الحياة، تاركةً خلفها روحاً بريئة صعدت إلى خالقها، وحياة انتهت قبل أن تبدأ.
في قلب قرية سندبيس التابعة لمنطقة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، وقعت جريمة مأساوية نتيجة لحظة غضب قاتلة. في تلك اللحظة، فقد أب، يعمل سائق توك توك، السيطرة على أعصابه، لينتهي به الأمر بالقضاء على حياة ابنته الصغيرة باستخدام عصا خشبية، كان الهدف من تصرفه تأديبها، ولكن النتيجة كانت كارثية ولا تُنسى.
شكوك وسرقة"فكري"، الأب البالغ من العمر 35 عامًا، عاش حياة بسيطة في قريته بين العمل والعودة إلى المنزل، وكانت الأمور تسير بشكل هادئ حتى تسللت الشكوك إلى قلبه بشأن ابنته "ريتاج"، التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها.
اعتقد فكري أن ابنته بدأت في السرقة، ولم يتمكن من كبح جماح غضبه، وبدلاً من أن يجلس معها ويحاول فهم دوافعها أو التحدث إليها، لجأ إلى الحل الأسرع والأكثر قسوة، وهو العقاب البدني.
لكن هذا الطريق القاسي كانت له عواقب وخيمة، إذ لم يتحمل جسد الطفلة النحيل تلك الوصلة العنيفة من الضرب، لتفارق الحياة في لحظة مأساوية تركت أثرها العميق في قلوب الجميع.
لحظة غضبفي تلك الليلة، كانت "ريتاج" داخل منزلها، لا تعلم ما ينتظرها من والدها الذي ظن أنه يُؤدبها، أمسك الأب بعصا خشبية وبدأ في ضربها بعنف ووحشية، الضربات المتتالية انهمرت على جسد الطفلة، لم تترك لها أي فرصة للهروب أو طلب النجدة. مع كل ضربة، كانت تفقد شيئًا من حياتها، حتى توقفت عن التنفس تمامًا.
في لحظة الغضب العمياء، لم يُدرك الأب أن كل ضربة كان يوجهها تقربه أكثر من فقدان ابنته إلى الأبد، لم يكن العقاب عادياً؛ بل تحول إلى جريمة قتل بطيئة وقاسية. وعندما هدأت ثورته، اكتشف الحقيقة المؤلمة التي لا يمكن إصلاحها، فقد كانت طفلته الصغيرة هامدة، جسدها الضعيف لم يحتمل العنف الذي تعرض له.
اكتشاف الجريمةبعد انتهاء الجريمة، تم نقل جثة الطفلة إلى المستشفى، وعند وصولها، لم يكن هناك أمل في إنقاذها؛ فقد فارقت الحياة بالفعل، الطبيب الذي فحصها تأكد أن الوفاة كانت نتيجة الضرب المبرح، وأُبلغت الأجهزة الأمنية بالواقعة.
تفاصيل الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث مركز شرطة القناطر الخيرية بمديرية أمن القليوبية ببلاغ من المستشفي باستقبال "ريتاج" 10 سنوات، بها آثار وضرب وتعذيب بالجسد ولقيت مصرعها خلال محاولات إسعافها ووجود شبهة جنائية في الواقعة.
انهيار المتهمالتحريات التي قادها المقدم محمود إسماعيل، رئيس مباحث القناطر الخيرية، أكدت أن والد الطفلة هو الجاني عقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة، توجهت قوة من ضباط المباحث إلى منزل المتهم الذي كان منهارًا وغير قادر على فهم حجم الكارثة التي أوقع نفسه فيها، بمجرد مواجهته بالأدلة، لم يحاول إنكار فعلته، بل اعترف بها، مشيرًا إلى أنه كان يريد فقط تأديب ابنته ولم يقصد قتلها، لكن الحقيقة المرة كانت واضحة؛ الغضب الأعمى جعله يفقد القدرة على التمييز بين العقاب والموت.
بالعرض علي النيابة العامة بالقليوبية أمرت بانتداب طبيباً شرعياً لتشريح جثة الطفلة "ريتاج فكري" 10 سنوات، وإعداد تقرير وافى عن كيفية وأسباب الوافاة كما صرحت بدفن الجثة عقب بيان الصفة التشريحية لها، وقامت النيابة بمواجهة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وارتكاب جريمة قتل ابنته بقصد تربيتها، كما أمرت النيابة بحبس المتهم ٤ أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسه 15 يومًا، واصطحب فريقًا من النيابة العامة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الطفلة ريتاج محافظة القليوبية لحظة غضب عصا خشبية سائق توك توك جثة الطفلة تعذيب طفل
إقرأ أيضاً:
من 87 سنة.. حكاية أول فيلم كارتوني طويل «سنو وايت والأقزام السبعة»
الخلود إلى النوم وسماع «حدوتة» الملكة الشريرة وابنة الزوج الجميلة الطيبة، هي أكثر ما نشأ عليه أجيال التسعينيات والثمانينات أيضًا، فمهما اختلفت السيناريوهات والحبكة التي يسردها الآباء لأطفالهم، تظل القصة الأساسية واحدة لا تتغير، ولكن من أين كان مصدر تلك «الحواديت»؟
حكاية أول فيلم كارتوني طويل «سنو وايت والأقزام السبعة».. ميزانية ضخمة«سنو وايت والأقزام السبعة» Snow White and the Seven Dwarfs أول فيلم كرتوني طويل، من إنتاج والت ديزني، الذي يمر اليوم 21 ديسمبر، على إنتاج العمل الأضخم والأكثر شهرة، 87 عاما، الذي طُرح للجماهير 1937، فكان الأول من نوعه عالمياً كفيلم رسوم متحركة طويل، وضع له ميزانية تخطت حينها 1.48 ميلون دولار أمريكي، ما كان رقمًا قياسيًا للغاية، لكنه ترك تأثيرًا كبيرا على جمهور الولايات المتحدة والخارج حينها.
قصة الفيلم الشهير «سنو وايت والأقزام السبعة»سيدة قاسية، تملكها الغرور، عملت رئيسة لقصر الملك، لكنها بالحيل تسببت في قتل زوجة الملك ثم تزوجته بحجة الاعتناء ببنته «سنو وايت» بيضاء الثلج، فكان هذا الطُعم الذي صدقه الملك وتزوجها بالفعل لتكون أم ثانية لابنته الجميلة، لكن هذا لم يحدث، فسرعان ما ملكت زمام الأمور في القصر، لتحبس زوجها الملك وتتسبب في موته، لتتحول الأميرة «سنو وايت»، من أميرة مدللة إلى خادمة تقوم بمهام المنزل وخدمتها فقط، هكذا تبدأ الحكاية التي تعلق بها الكبار والصغار، وتسير الأحداث في مغامرات كثيرة.
غرور شديد كان يسيطر على الملكة الشريرة، فكانت تحب أن تكون الأجمل دائمًا وتسمع لهذا دومًا، فتمتلك مرآة سحرية إذا ما سألتها سؤالا تجاوبها على الفور، وكان سؤالها الأوحد، (من هي أجمل النساء جمالا في العالم؟)، لترد المرآة عليها بأنها هي الأجمل فتزداد غرورًا.
مرت الأيام ولم تطاوع المرآة السحرية السيدة الشريرة، ليأتي يوم وتجيب على سؤالها اليومي بأن أجمل النساء العالم هي الأميرة بيضاء الثلج، وهو ما أشعل النار في فؤاد الأخيرة وقررت التخلص من الأميرة سنو وايت.
لم تفكر الملكة الشريرة مرتين، لتأمر صياد القصر لاصطحاب «سنو وايت» لنزهة بالغابة ثم يقتلها بدون أن يراهما أحد ويضربها بقلبها، إلا أن الصياد المخلص رفض ارتكابه جريمة، ونصحها بالهروب بعيداً حتى لا تقتلها الملكة الشريرة، تهرب الأميرة بياض الثلج لأعماق الغابة.
رحلة سنو وايت مع الأقزام السبعةصداقة كبيرة جمعت بين الأميرة سنو وايت، والحيوانات الأليفة قبل أن يدلونها على مكان لقضاء الليل فيه، هو منزل يقطنه سبعة من الرجال الأقزام، التي اعتقدت إنه منزل للأطفال بسبب صِغر أحجام أثاث المنزل، فتقرر تنظيفه ليعاودوا من عملهما ويجدوها ثم اجتمعوا على بقائها، بعد أن وعدتهم بالاهتمام بأحوال المنزل وطهي الطعام لهم، حتى جمعتها قصة حب وصداقة.
الملكة الشريرة تقرر قتل سنو وايت مرة ثانيةمرَّت الأيام وعاشت الأميرة سنو ولايت رفقة الأقزام والحيوانات الأليفة حياة سعيدة، قبل أن تعود الملكة الشريرة تسأل المرآة نفس السؤال، لتجيبها المرآة أن بياض الثلج هي الأجمل، هنا قاطعتها الملكة الشريرة واخبرت المرآة السحرية أنها ماتت، ولكن المرآة تخبرها أن الأميرة على قيد الحياة، وأن الصياد خدعها، لتقرر أن تقتلها بنفسها باستخدام السحر.
نهاية الملكة الشريرةفي دهاء شديد قررت الملكة الشريرة التنكر في شكل عجوز شمطاء دميمة تبيع التفاح، لتنتظر حتى ذهاب الأقزام للعمل لتختلي بالأميرة وتحاول إيهامها أن معها تفاحة الأحلام، ولكن التفاحة كانت مسحورة، وعلى الفور سقطت سنو وايت أرضًا فور قضمها للتفاحة، ولا يمكن أن تعود للحياة إلا أن يأتيها الأمير، وهنا شعرت الملكة بالانتصار ولكن أثناء عودتها هاجمها الأقزام السبعة وأثناء محاولتها قتل الأقزام، سقطت من على قمة إحدى الجبال لتموت في الحال.
حفظ الأميرة سنو وايت في الزجاجوكانت نهاية القصة التي تعلق بها أجيال من حول العالم، هو دفن الأقزام للأميرة سنو وايت في تابوت زجاجي، حتى يأتي الأمير ويتزوج الأميرة بيضاء الثلج ويحملها على صهوة حصانه إلى قصره الكبير.
نجاح الفيلم العالمي ودبلجته حتى 2022الجدير بالذكر إن الفيلم مُقتبس من قصة بياض الثلج للأخوين غريم التي ظهرت في عام 1812، وهي قصة تعود جذورها إلى التقاليد الأوروبية، إذ تمت دبلجته ثلاث مرات: الأولى كانت بالمزيج بين اللهجة المصرية والعربية الفصحى في السبعينيات، الثانية باللغة العربية الفصحى عام 2015، والثالثة لصالح منصة ديزني بلس في أواخر عام 2022.
وحصد والت ديزني جائزة أوسكار شرفية عن هذا الفيلم، حيث تسلّم تمثال الأوسكار مصحوبًا بسبعة تماثيل صغيرة ترمز للأقزام السبعة، كما رُشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى.