في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء الذي ينظّمه بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أقيمت أمسية شعرية يوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، أحياها الشاعر حسين العبدالله من سوريا، والشاعر د. مجتبى عبدالرحمن مضوّي من السودان، وحضرها الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير البيت، إضافة إلى جمهور غفير احتشد في قاعة المنتدى التي غصت به، وتنوع بين محبي الشعر، والشعراء، والنقاد، الذين قدموا من كل أنحاء الإمارات، ليكونوا في موعد مع القصيدة وليحلقوا مع الشعر في سماء الإبداع.


قدم الأمسية الأستاذ كاميران كنجو، الذي افتتح الفعالية مرحبا بالحضور، وقدم في كلمته الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على جهوده في تعزيز الثقافة والفنون والابتكار، والتي جعلت من الشارقة نموذجًا يُحتذى به في التقدم والازدهار، كما قال أيضا: " إن الشعر هو لغة القلوب، صوت الأحاسيس، وصدى المشاعر، ومن خلاله نستطيع أن نعبّر عن أفراحنا وأحزاننا، عن آمالنا وآلامنا. وفي كل بيت شعري، تكمن قصة، وتولد تجربة، وتظهر حكمة."


افتتح القراءات الشاعر السوري حسين العبدالله، الذي اكتنزت نصوصه بالحس المرهف، والوجدانيات العالية، والذي له صدر له مؤخّرًا ديوان (لو أمطرت ذهبًا)، وقرأ قصيدة: "سفيرٌ من قلبِ أمي"، ليرسم بها بورتريه لأمه، لونه بالأحاسيس الصادقة والصور الشعرية المترعة بالذكريات والحنين، وقال فيها:
للشمس ِ كرسيٌّ هناك ببيتِنا
فرفاقُ أمي الشمسُ والتنّورُ

وحصيرُها في الحَيِّ كان حَرَمْلكًا 
وتغارُ من ذاكَ الحصيرِ قصورُ

وبكفِّها مسكٌ وسَلْ حبلَ الغسيلِ 
فلم يزلْ يبكي وفيه عبيرُ

وبَخورُها من دَخنةِ التنورِ يا
باريسُ هل مِن مثلِ ذاك عطورُ؟!

ووَضوءُ أمي حفنتانِ من الفراتِ
لذاكَ يسكنُ وجهَ أمي النورُ

بعد ذلك قدم الشاعر قصيدة في المدح النبوي، جاءت فيها إحالات إلى كعب وبردته، بدءًا من عنوانها "ردائي"، مرورا باستخدام اسم "سعاد" الذي كان في مقدمتها،  ومما جاء فيها:

حُروفي يا سعادُ اليومَ شهدٌ
فَإنِّي للنبيِّ نذرتُ شِعرَا

سألتُ البدرَ يُقرضني سناهُ
لأجعلَ للقريضِ سناهُ حِبرا

وإذْ بالشمسِ نحويْ قد تدلَّتْ
تُسابقُ يا حبيبُ إليكَ بَدرا

واستمر نهر القصيدة دفّاقًا، لينتقل من بردى إلى السودان ونيليها، بقراءات للشّاعر السوداني د. مجتبى عبد الرحمن مضوّي، الذي سافر بالجمهور في رحلة عبر بعض من نصوصه، والتي تراوحت بين أسئلة الذات وتجليات العاطفة، بلغة شعرية حماسية ورقيقة في آن واحد، فيقول:

هي اللغةُ المعدّةُ للتسامي
وتهذيب الملاحةِ في التمني

مفارقةٌ من المعنى الإضافي
ودحرجةٌ إلى المغزى الأجنّ

وتفسيرِ الـ " أحبكِ"  حين تعصى
مقاربةُ المُكنّى للمُكنّي

لأنكِ لم تُديري بَعدُ كونًا
من الحفلاتِ قبلي أو لأنّي 

 

كما قدم الشّاعر نصًّا آخر، غاص في طيات حروفه بين الخيال الخصب، ورؤية الشاعر للقصيدة وعلاقته مع الشّعر والشعراء، وقد اتضح ارتباطه بتراثه الشعري العربي، حيث وظف الشّاعر ظلاله في نصه، فيقول:  

في موسم الشعراءِ قالت برقةٌ 
هل تستفيقُ "عكاظُ" من متردّمِ ؟

هل فزّتِ الأعناقُ من متوسّمِ
أم هل عرفت "النحو" بعد توهُّمِ ؟

يا دار برقةَ، ما المقامُ مصرّحٌ 
فيه لزفرةِ راحلٍ متأزّمِ

وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي الشاعرين المشاركين، ومقدم الأمسية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جمهور غفير

إقرأ أيضاً:

وفد عماني يشارك في البرلمان العربي للطفل بالشارقة

يشارك مجموعة من طلبة مدارس محافظة الداخلية كممثلين عن سلطنة عمان في الدورة الرابعة للبرلمان العربي للطفل، التي تُعقد في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتستمر حتى 24 فبراير الجاري.

تأتي هذه المشاركة في إطار جهود البرلمان العربي لتعزيز ثقافة الحوار والتعبير عن الرأي. وقد أعدّت الأمانة العامة للبرلمان برنامجًا متكاملا يشمل جلسات نقاشية، وحلقات عمل، وزيارات ميدانية، بهدف صقل مهارات الأعضاء وتوسيع آفاقهم في القضايا المطروحة للنقاش.

ويضم الوفد العماني أربعة أعضاء يمثلون مختلف المراحل التعليمية، وهم إلياس بن عوض المعني من مدرسة مالك بن فهم (الصفوف 11-12)، وناصر بن طلال الحسيني من مدرسة محمد بن جعفر (الصفوف 5-10)، والعفراء بنت سيف العوفية من مدرسة آمنة بنت الأرقم (الصفوف 5-10)، وزلفى بنت أحمد الرواحية من مدرسة زينب بنت الرسول (الصفوف 1-10). يرافقهم منى بنت محمود البوسعيدية مشرفة الأنشطة المدرسية من المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية، التي ستتولى مهام الإشراف والتوجيه خلال مشاركتهم.

تهدف هذه المشاركة إلى تعزيز قيم الديمقراطية والنقاش البناء لدى الأطفال، وتنمية مهاراتهم القيادية والتواصلية، بالإضافة إلى تعزيز وعيهم بالقضايا المجتمعية، مما يسهم في إعداد جيل قادر على المساهمة في الحياة العامة مستقبلا. كما توفر الفرصة للأطفال للتفاعل مع أقرانهم من مختلف الدول العربية، وتبادل الخبرات والمساهمة في مناقشة قضايا تهم الطفولة العربية.

مقالات مشابهة

  • بحث تعزيز معايير الأمن والسلامة في المناطق الحرة بالشارقة
  • الشعر النَّبطي.. حكاية الأصل والبدايات
  • أذكار الصباح اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025.. الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا
  • بدء إصدار تصاريح بيع الأطعمة في نهار رمضان بالشارقة
  • مرآة لوجه ضائع لهبة شريقي.. قصائد تتأمل جماليات الحياة
  • سموتريتش وبن غفير يدعوان لاستئناف الحرب وتهجير سكان غزة
  • الكشافة السعودية تختتم مشاركتها في اللقاء الدولي العاشر بالشارقة
  • المقاومة في قصائد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم
  • وفد عماني يشارك في البرلمان العربي للطفل بالشارقة
  • بن غفير: رفضت صفقة الرهائن لأنها تمهد لـ "7 أكتوبر" ثانية