وقف رجل الأعمال "أشرف حامد".. بجوار أبنته "حبيبة" داخل قفص الاتهام بمحكمة النقض.. لنظر الطعن المقدم منهما على الحكم الصادر بإعدام الأول "الأب".. والمؤبد ل"الابنة" حبيبة.. على خلفية قتلهما الطالب بسام أسامة.. خطيب الأخيرة والمعروف لدى الجميع ب"طالب الرحاب"..

 

ظهر اليوم.. كانت حبيبة تقف بجوار والدها داخل قفص الاتهام.

. كانت تقف بقلب مرتعب.. وقدمين مرتعشتين.. وقد تجمدت على جبهتها بضع حبات من العرق البارد.. كانت تقف تنتظر النطق بالحكم.. وما هى الا دقائق وخرج حجاب المحكمة ليلعن عن بدء الجلسة.. وخرج رئيس المحكمة.. وفى غضون ثوانى معدودة.. صدر الحكم بإعدام والد حبيبة والسجن المؤبد لحبيبة .. لصبح الحكم بات وواجب النفاذ.. لم ينتهى المشهد.. عقب النطق بالحكم.. تهاوت حبيبة أرضا.. اما عن والدها.. كان فى حالة ذهول.. كان يشاهد حبل عشماوى ملفوف حول رقبته.. واخذ يتمم بالكلام والدموع تملا عينيه كادت أن تنطق:"ربما نلتقى قريبا يا بسام.. سامحني يا بسام.. سامحني يا ولدي".

 

الجريمة البشعة التى ارتكبتها حبيبة بمساعدة والدها وآخرين.. وقعت قبل ٦ أعوام من الان.. وبالتحديد كانت فى أواخر شهر أغسطس عام ٢٠١٨.. جاءت التفاصيل مروعة..  فى ٧ مشاهد.. سجلتها تحقيقات النيابة العامة وتحريات الشرطة واعترفات المتهمين وجاءت كالتالي:

 

المشهد الأول

 

العاشرة صباح يوم الخميس الموافق ٢٣ أغسطس.. كان العميد محمود هندى الذى كان يشغل منصب رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة.. يجلس داخل مكتبه يرتشف قهوته الصباحية.. ويتصفح ملف اوراق قضية سرقة إحدى الشقق السكنية اذا بتليفونه يرن.. رئيس مباحث الشروق..  صباح الخير يا "محمود بيه".. فى شاب يدعى "عمر" طالب حضر لينا من شويه فى القسم.. وحرر محضر بتغيب شقيقه الاكبر ويدعى "بسام" ومقيم فى الحى التالت شرق دائرة القسم يا فندم.. وبيقول ان فى شبهه جنائية فى اختفائه.. وساب لينا صورة اخوه وكتب رقم تليفونه وتليفون اخوه المتغيب ورقم العربية اللي كانت مع اخوه.. رد عليه العميد محمود قائلا:"١٠ دقايق وهكون عندك علشان نفحص البلاغ"

 

المشهد الثاني

 

بمجرد وصول العميد محمود قسم شرطة الشروق.. قرأ المحضر واتصل بشقيق الشاب المختفى.. وطلب منه العودة مرة أخرى لمناقشته حول ملابسات البلاغ ومعرفة تحركات شقيقه واصدقائه.. ودائرة معارفة.. وهل لديه شخص يشتبه فى ارتكابه للواقعة.. واغلق العميد تليفونه مع شقيق الشاب المختفى.. واخطر اللواء نبيل سليم الذى كان يشغل منصب رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن القاهرة.. وبدوره اخطر اللواء .. اللواء محمد منصور الذى كان يشغل منصب مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة.. وكلف الاخير بسرعة الفحص والتحري وتقديم المعلومات الكاملة عن ملابسات الواقعة.

دقائق وحضر "عمر".. شقيق الشاب المختفى "بسام أسامة" ٢٤ سنة طالب.. الى القسم مرة  وتقابل مع العميد محمود.. وشرح له ملابسات الواقعة واخبروه بأنه يشك فى خطيبة شقيقه ووالدها.. واكد له بأن شقيقه اخبروه فى اخر مكالمة ان حبيبة خطيبته اخبرته بان والده يريد مقابلته فى شقة سكنة استأجرها حديثا لمشاهدتها معاه.. ولم يعود الى البيت منذ قرابة يوم.. وانه اتصل بخطيبة شقيقه انكرت هذه المكالمة وكان يبدو عليها التوتر أثناء الحديث معاه.

 

المشهد الثالث:

 

بدأ العميد محمود هندى.. هو وفريق البحث الذى يضم ١٦ ضابطا من مباحث قسم شرطة الشروق وقطاع الأمن العام فى فحص البلاغ والتحري عن صحة الاتهامات المنسوبة للمشتبه فيهما "خطيبة الشاب المختفى ووالدها".. وبدوا فى استخدام التقنيات الحديثة والتتبع الجغرافى لتليفون "بسام" - الشاب المختفى- وتبين أن بسام كان موجود بالقرب من مسجد الشربتلى فى مدينة التجمع الخامس.. وايضا ظهر ان اخر مكالمة كانت مع خطيبته.. واظهر التتبع الجغرافى لهاتفه.. انه كانت فى نفس المنطقة التى رصدت اخر ظهور ل بسام.. وعلى الفور تم استئذان المستشار محمد سلامة.. الذى كان يتولى منصب رئيس نيابة الشروق آنذاك.. واخطروا العميد بكافة التفاصيل وطلب منه اصدار قرار بضبط واحضار الفتاة المشتبه فيها هى والدها.. وتم اصدار القرار.. وانطلقت مامورية الى محل اقامة المتهمين والقت القبض عليهما.

 

المشهد الرابع

وصلت حبيبة أشرف خطيبة طالب الرحاب المختفى الى قسم شرطة الشروق.. ومثلت أمام العميد محمود هندى وبدأ فى استجوابها.. وفى بداية التحقيق انكرت علمها باختفاء خطيبها بسام.. واكدت انها عرفت من شقيقه.. وقام العميد محمود بمواجهتها بما توصلت اليه التحريات وانها كانت مع بسام قبل اختفائه مباشرة وقدم ليها دليل تتبع هاتفها المحمول والصادر والوارد وان اخر اتصال كان من بسام والمكالمة استغرقت قرابة ٣ دقايق وانها كانت تنتظره بالقرب من مسجد الشرابتلى فى التجمع قبل اختفائه.. انهارت الفتاة واعترفت بقتل بسام ودفنه فى مقبرة داخل شقة بالتجمع .. وان وراء القتل والدها واخرين.. ولكنها لم تعرف كيف نفذ والدها الجريمة.

 

المشهد الخامس

 

تحفظ العميد محمود على حبيبة خطيبة المجنى عليه.. وسمح ل والدها بالدخول لمناقشته حول ملابسات وكيف تخلص من الضحية ؟.. واين دفنه؟.. وما هى دوافعه لتلك الجريمة البشعة؟..

بمجرد دخوله.. اعترف الأب بقتل الشاب ودفنه في تابوت خشبي.. وقال للعميد محمود  رئيس القطاع: "كان بيبتزني.. قتلته وارتحت".. وعقب الاعترافات بالقتل.. تم اخطار المستشار محمد سلامة رئيس النيابة الذى توجه بصحبة العميد محمود الى  إلى مسرح الجريمة.. شقة سكنية بعقار  سكنى مكون من ٤ طوابق  بمنطقة التجمع  الخامس.. وهى شقة تقع فى  الطابق الاول..

واستعان رئيس النيابة والعميد محمود  بعدد من العمال.. وبدؤوا فى أعمال الحفر لاستخراج الجثة، واستمرت النيابة والمباحث فى عمليات استخراج الجثة، لمدة 7 ساعات.

وتبين من المعاينة ومناظرة الجثمان.. أن الجثة لشاب.. مصاب بعدة طعنات في الصدر والرقبة.. وتوجد آثار تكبيل في اليدين والقدمين.

 

المشهد السادس

 

عقب استخراج الجثمان انهار المتهم وبدأ يكشف  كيف ارتكب الجريمة.. وقصة ابتزاز خطيب ابنته.. اعترف والد خطيبة الشاب بسام أمام المستشار محمد سلامة رئيس نيابة الشروق والعميد محمود هندي بتفاصيل الواقعة قائلا:" إن بداية الواقعة، كانت باكتشاف بسام أن هناك اختلافا في الأسماء بين ابنتي واسمي في البطاقة، وأنه عرف بأني تمكنت من استخراج شهادة وفاة، للهرب من الأمن، واستخرجت بطاقة برقم قومي مزورة".

 

وأضاف: "الولد حكى لضابط شرطة من أصدقائه على القصة دي.. وبدأ يهددني إنه هيبلغ عننا، لو ما أخدش فلوس.. أنا طبعا الشيطان لعب في دماغي.. عندي 50 سنة، يعني لو دخلت السجن هموت فيه".

وتابع: "اتفقت مع السواق بتاعي يجيب ليا 3 عمال.. وطلبت من بنتي تستدرج ليا بسام علشان أتخلص منه.. فعلا هي كلمته وكان جايب ليها هدية ساعة وأسورة ذهب.. ولما اتقابلوا أنا أخدته بحجة يشوف شقة هتتأجر جديد فى الرحاب".

واستطرد: "طبعا بنتي حبيبة فضلت فى شقتنا.. وأنا أخدت بسام وروحت بيه وكان هناك 3 عمال في الشقة.. ولما وصلنا قمنا بتكتيفه بالحبال، ووضعت له شريط لاصق على فمه.. وخنقته.. وحفرنا له ودفناه في تابوت خشبي.. وخِلصت منه.. ده كل اللي حصل".

المشهد السابع

سجلت جهات التحقيقات ما جاء على لسان الأب وابنته حبيبة بشأن قتل الضحية بسام أسامة طالب الرحاب، ودفنه فى تابوت خشبي داخل احدى الشقق التابعة للمتهم.. وتمت إحالتهما للمحاكمة الجنائية هما وآخرين، اشتركوا فى واقعة دفن الجثة، وفى عام ٢٠٢٢ أصدرت محكمة الجنايات حكما بإعدام الأب والسجن المؤبد ل ابنته حبيبة وبمعاقبة متهما بالسجن 10 سنوات وآخر بالسجن 7 سنوات، و4 متهمين بالسجن 5 سنوات في اتهامهم بقتل طالب الرحاب في غضون عام 2018.. وصباح اليوم.. أيدت محكمة النقض الحكم بإعدام والد حبيبة ليصبح حكما واجب النفاذ، والسجن المؤبد لحبيبة خطيبة الضحية بسام أسامة طالب الرحاب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طالب الرحاب العمید محمود طالب الرحاب الذى کان

إقرأ أيضاً:

المتهم بقتل جارته وتقطيعها ينكر ارتكاب الجريمة أمام جنايات القاهرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأت محكمة جنايات شمال القاهرة نظر جلسة محاكمة المتهم بقتل جارته وتقطيعها ووضعها في الثلاجة لعدة أيام في السلام .

وحضر المتهم وسط حراسة أمنية مشددة وتم إيداعه قفص الاتهام و أنكر المتهم أمام المحكمة ارتكابه للجريمة.

كانت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة قد تلقت إخطارا من قسم شرطة النهضة، بإبلاغ عامل نظافة بالعثور على قدم بشرية ملقاة للكلاب بجوار صندوق قمامة.
وتوصلت التحريات إلى أن القدم لسيدة مبلغ باختفائها، وأن أحد الأشخاص حرر محضر بتغيب شقيقته عن شقتها منذ عدة أيام، وأنها منفصلة عن زوجها وتقيم برفقة ابنتها الطفلة داخل الشقة.

وتبين أن جارها ورا إرتكاب الواقعة  وبأعداد الأكمنة اللأزمة تمكنت قوات الأمن بمديرية أمن القاهرة القبض علي المتهم وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
 

مقالات مشابهة

  • ياسمين الخيام عن والدها الشيخ الحصري: كانت مسيرته مليئة بالإخلاص والصبر والكرامة
  • قبل استكمال محاكمته.. أبرز مشاهد الجلسة السابقة فى قضية سعد الصغير
  • جهود مكثفة للقبض علي المتهم بقتل شاب في مشاجرة بالقليوبية
  • بسبب الشيخ الحصري.. ياسمين الخيام تتصدر التريند
  • إحالة أوراق المتهم بقتل فتاة بالمنيا إلى فضيلة المفتى
  • المتهم بقتل جارته وتقطيعها ينكر ارتكاب الجريمة أمام جنايات القاهرة
  • ياسمين الخيام تبكي: الشيخ محمد الحصري تعرض للهجوم بسببي
  • العشري: فرصة "ميشالاك" كانت نقطة التحول في لقاء الزمالك والمصري
  • تجديد حبس المتهم بقتل طالب فى البساتين بسبب خلافات بينهما
  • بعد قليل.. عمرو دياب والشاب المصفوع وجها لوجه فى محكمة الجنح