جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-25@03:14:19 GMT

الإحباط وصراعات الحياة

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

الإحباط وصراعات الحياة

 

 

مدرين المكتومية

تستيقظ كل يوم وأنت تصارع الحياة لكي تكون على ما يرام، وأن تكون مُقبلًا على كل ما يُحيط بك من وجع وأنك تبحث عن السعادة، وذلك لمعرفتك الصادقة بأن الآخر لا دخل له فيما تمر به أو ما تعيشه وتقاسيه من آلام، ومن هُنا تُدرك لاحقًا أن العطاء الزائد مع الآخر ربما يدفعه لاعتياد هذا العطاء دون الاعتراف بالعرفان والفضل! بل في المقابل يشعر الآخر أنه قادر على محاسبتك عن كل أفعالك، ويُعطي لنفسه الحق- كما يظن- في تحديد مسارات حياتك، وربما يدفعك هذا إلى مزيد من الإحباط.

هناك أناس في محيطنا لا يدركون أننا نبذل كل ما في وسعنا لنكون "أبطالًا"، وأننا نسعى بكل ما نملك لأن نُقدِّم كل ما لدينا من طاقة تجاههم، وتجاه كل ما يخصهم، فتمر علينا أيام ونحن نقاوم التعب والمرض والوجع والإرهاق لأجل أن نحقق لهم طلباتهم وربما أحلامهم! هم يحلمون ونحن بمثابة العصا السحرية القادرة على تنفيذ "كل شيء".

عندما أتحدث عن كل هذا فإنني أود أن أجيب على مفهوم "الإحباط"، وهو الشعور المزعج الذي قد يؤرق حياتك، وقد يدمر نفسيتك ويصنع منك شخصًا غير متفائل ومتذمرا تجاه كل ما حولك.

وهناك أشخاص لا يدركون أن تصرفات قد يرونها بسيطة قد تتسبب في دمار داخلي وكلي لشخص طوال حياته يحاول أن يكابر على ألمه وحزنه، وتعبه من أجلهم وأجل من حوله، فعندما تتعامل الأسرة مع شخص على أنه يتقبل ويتحمل فيجدون أن كل ما يقدمه ويجب أن يقدمه هو بالأساس مسؤول عنه وهو بالفعل ليس كذلك، لأنه قدم كل ذلك بدافع الحب والاحترام والتقدير، بدافع أنه شخص رائع.

كذلك الحال في محيط العمل، ثمة شخص يجتهد دون تذمُّر ويقدم كل ما في وسعه ليتأكد من سير كل شيء على نحو رائع، وفي المقابل في لحظة ما يشعر أنَّ كل ما قدمه قد يذهب هباءً نتيجة لعدم التقدير.

ولذلك وضع الخبراء تعريفًا للإحباط في بيئة العمل، والذي يحدث نتيجة لمؤثرات عدة، وعادة ما تظهر ردات فعل على الموظفين المُحبطين، مثل انخفاض الإنتاجية، حيث يبدأ الموظف في تقديم أداء أقل من المعتاد أو يتراجع إنتاجه بشكل ملحوظ. كما يمكن أن يكون الغياب المتكرر أو التأخر عن موعد الدوام، دليلًا آخر على الإحباط في بيئة العمل وحالة عدم الرضا التي تنتاب الموظف، فضلًا عن فقدان الحافز والدافع في بيئة العمل، وكذلك الشكوى المستمرة؛ سواء من ظروف العمل أو الزملاء أو المهام المكلف بها الموظف.

إنَّنا في هذه الحياة نعيش في دوامة من الصراعات الداخلية التي تحتاج دائمًا لدعم من المحيطين بنا، صحيح أن الصراعات الداخلية لا دخل للآخر فيها، لكنه جزء لا يتجزأ منها، وبالتالي علينا أن نتحلى بالعطف والحنان مع بعضنا البعض.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مياه أسيوط تدرب أبنائها من مسئولي السلامة والصحة المهنية لكيفية مواجهة مخاطر بيئة العمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نفذت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط والوادي الجديد تدريب عمليا لفنيين واخصائي السلامة والصحة المهنية للتدريب على مواجهه المخاطر الكيميائية والفيزيائية والهندسية في بيئة العمل وكيفية مواجهة الحريق وأهم الإسعافات الأولية التي يمكن اكتسابها لمواجهة أي حادث طارئ تفاديا لتفاقم الحدث.
جاء ذلك في إطار حرص الشركه الدائم علي تأمين بيئه العمل والارتقاء بمهارات أخصائي السلامه والصحه المهنيه لمواجهة اي مخاطر قد تلحقهم في بيئه العمل.

وتمكنت الشركة من تدريب عدد 20 موظف مابين أخصائي وفني سلامة وصحة مهنية وذلك خلال فترة زمنية علي مدار أسبوعين للتمكن من الحصول علي الشهاده الصحية لخصائي السلامة والصحة المهنيه بمعرفه معهد السلامة والصحة المهنية. 

وتستمر الشركة في تأهيل كافة أبنائها العاملين بمختلف المجالات الوظيفية من خلال مركز التدريب والخدمات المجهز بالشركة.

1000025935 1000025933 1000025943 1000025945 1000025947 1000025951 1000025949 1000025941 1000025937 1000025939

مقالات مشابهة

  • جبران: نواب الشعب شركاء في صناعة بيئة لائقة تُشجع على الاستثمار وتحقق الأمان الوظيفي
  • وزير العمل: نعمل على تعزيز العلاقات وصناعة بيئة لائقة تُشجع على الاستثمار
  • وزير العمل بالبرلمان: تعزيز علاقات العمل وصناعة "بيئة لائقة" تشجع على الاستثمار
  • جبران: نعمل على تعزيز علاقات العمل وصناعة بيئة لائقة تشجع على الاستثمار
  • حصاد 2024.. تشريعات عززت بيئة العمل والسلامة المرورية في الإمارات
  • مجلس الدولة: المُشرع حدد ساعات العمل وفقًا لمصلحة الجهة وحظر الانقطاع
  • مجلس الدولة: ساعات العمل تحدد وفقا للمصلحة العامة
  • مياه أسيوط تدرب أبنائها من مسئولي السلامة والصحة المهنية لكيفية مواجهة مخاطر بيئة العمل
  • هالاند يعترف بـ«الإحباط»
  • مجلس الدولة : المشرع حدد ساعات العمل وفقا للمصلحة العامة