جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@13:00:04 GMT

الإحباط وصراعات الحياة

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

الإحباط وصراعات الحياة

 

 

مدرين المكتومية

تستيقظ كل يوم وأنت تصارع الحياة لكي تكون على ما يرام، وأن تكون مُقبلًا على كل ما يُحيط بك من وجع وأنك تبحث عن السعادة، وذلك لمعرفتك الصادقة بأن الآخر لا دخل له فيما تمر به أو ما تعيشه وتقاسيه من آلام، ومن هُنا تُدرك لاحقًا أن العطاء الزائد مع الآخر ربما يدفعه لاعتياد هذا العطاء دون الاعتراف بالعرفان والفضل! بل في المقابل يشعر الآخر أنه قادر على محاسبتك عن كل أفعالك، ويُعطي لنفسه الحق- كما يظن- في تحديد مسارات حياتك، وربما يدفعك هذا إلى مزيد من الإحباط.

هناك أناس في محيطنا لا يدركون أننا نبذل كل ما في وسعنا لنكون "أبطالًا"، وأننا نسعى بكل ما نملك لأن نُقدِّم كل ما لدينا من طاقة تجاههم، وتجاه كل ما يخصهم، فتمر علينا أيام ونحن نقاوم التعب والمرض والوجع والإرهاق لأجل أن نحقق لهم طلباتهم وربما أحلامهم! هم يحلمون ونحن بمثابة العصا السحرية القادرة على تنفيذ "كل شيء".

عندما أتحدث عن كل هذا فإنني أود أن أجيب على مفهوم "الإحباط"، وهو الشعور المزعج الذي قد يؤرق حياتك، وقد يدمر نفسيتك ويصنع منك شخصًا غير متفائل ومتذمرا تجاه كل ما حولك.

وهناك أشخاص لا يدركون أن تصرفات قد يرونها بسيطة قد تتسبب في دمار داخلي وكلي لشخص طوال حياته يحاول أن يكابر على ألمه وحزنه، وتعبه من أجلهم وأجل من حوله، فعندما تتعامل الأسرة مع شخص على أنه يتقبل ويتحمل فيجدون أن كل ما يقدمه ويجب أن يقدمه هو بالأساس مسؤول عنه وهو بالفعل ليس كذلك، لأنه قدم كل ذلك بدافع الحب والاحترام والتقدير، بدافع أنه شخص رائع.

كذلك الحال في محيط العمل، ثمة شخص يجتهد دون تذمُّر ويقدم كل ما في وسعه ليتأكد من سير كل شيء على نحو رائع، وفي المقابل في لحظة ما يشعر أنَّ كل ما قدمه قد يذهب هباءً نتيجة لعدم التقدير.

ولذلك وضع الخبراء تعريفًا للإحباط في بيئة العمل، والذي يحدث نتيجة لمؤثرات عدة، وعادة ما تظهر ردات فعل على الموظفين المُحبطين، مثل انخفاض الإنتاجية، حيث يبدأ الموظف في تقديم أداء أقل من المعتاد أو يتراجع إنتاجه بشكل ملحوظ. كما يمكن أن يكون الغياب المتكرر أو التأخر عن موعد الدوام، دليلًا آخر على الإحباط في بيئة العمل وحالة عدم الرضا التي تنتاب الموظف، فضلًا عن فقدان الحافز والدافع في بيئة العمل، وكذلك الشكوى المستمرة؛ سواء من ظروف العمل أو الزملاء أو المهام المكلف بها الموظف.

إنَّنا في هذه الحياة نعيش في دوامة من الصراعات الداخلية التي تحتاج دائمًا لدعم من المحيطين بنا، صحيح أن الصراعات الداخلية لا دخل للآخر فيها، لكنه جزء لا يتجزأ منها، وبالتالي علينا أن نتحلى بالعطف والحنان مع بعضنا البعض.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

طوائف متعددة على مائدة «إفطار دبي»

سامي عبد الرؤوف (دبي)
نظمت هيئة تنمية المجتمع في دبي، بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، مساء اليوم الأحد، مبادرة (إفطار دبي) للموسم الرابع على التوالي، بمشاركة قادة عدد من الطوائف والمذاهب المختلفة المقيمة في إمارة دبي على مائدة واحدة للإفطار معا، وكذلك بحضور العديد من أعضاء الهيئات الدبلوماسية والقنصلية في الإمارة. 
تهدف مبادرة إفطار دبي، التي أقيمت في ساحة الوصل في مدينة إكسبو دبي، إلى ترسيخ مبدأ الوسطية والتسامح وقبول الآخر ونبذ العنصرية، وتعكس الثقافة الإماراتية الراسخة في التعايش السلمي والتكافل دائما وخاصة في شهر رمضان الفضيل.

كما تعكس المبادرة صورة إمارة دبي كعاصمة للثقافة وحرية الأديان والاستقرار والتنمية، وهي الثقافة التي يحتاجها عالمنا اليوم بعيداً عن التعصبات لمذهب، أو دين، أو عرق، أو لون، أو جنس. 
وأكد المشاركون في إفطار دبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجاً فريداً في التعايش والأخوة الإنسانية وقبول الآخر، مشيرين إلى أن الدولة تأسست على قيم المحبة والألفة والتعاون مع الآخرين، وهذا النموذج هو ما يحتاج إليه العالم الآن خاصة في ظروفه الراهنة التي تشهد الكثير من النزاعات والصراعات. 
وقالوا: «تجسد المبادرة مبدأ الوسطية، والحكمة، والتعايش، ونبذ العنصرية،التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة في جو من الألفة والإخاء والتلاحم وقبول الآخر».

مقالات مشابهة

  • 8 جزاءات تأديبية ضد الموظف المقصر في أداء عمله بالقانون.. تعرف عليها
  • حكومة كردستان الجديدة.. صفقات عائلية وصراعات حزبية تضعها على طريق الفشل
  • حكومة كردستان الجديدة.. صفقات عائلية وصراعات حزبية تضعها على طريق الفشل - عاجل
  • الحياة تعود إلى سوق أم درمان.. الوالي يزف اابشريات
  • طوائف متعددة على مائدة «إفطار دبي»
  • نصائح لخلق بيئة عمل تحث على الإبداع
  • الشيخ هشام عبد العزيز: حسن الظن بالله يقي الإنسان من الإحباط والقنوط
  • تعرف على عقوبة الامتناع عن علاج الموظف حال الإصابة بالعمل وفقاً للقانون
  • في يوم الطفل الإماراتي.. الدولة تواصل جهودها لتوفير بيئة صحية متكاملة لأطفالها
  • محامون: الإمارات وفرت بيئة تشريعية نموذجية لحماية الطفل ورعايته