أستاذ تاريخ: الأزهر حافظ على المذهب السني في مصر والعالم الإسلامي
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
أوضح الدكتور السيد بلاط، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر، أن الأزهر حافظ على المذهب السني في مصر والعالم الإسلامي، على الرغم من أنه تم إنشاؤه في عهد الدولة الفاطمية لنشر التشيع، ولكن بعد زوال دولة الفاطميين على يد صلاح الدين الأيوبي عطَّل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه في رسالته العلمية للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، واستطاع بهذه الخطوة أن يعيد إلى مصر المذهب السُني بحيوية ونشاط، فانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي.
وأوضح أستاذ التاريخ، خلال حديثه اليوم بندوة(الأزهر..تاريخ وحضارة)، والتي تقام في رحاب الجامع الأزهر، في إطار فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامي» الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أوضح أن الجامع الأزهر شهد تحولًا كبيرًا في ظل الحكم المملوكي، حيث أعيدت فيه صلاة الجمعة، وسرعان ما اتجه السلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيهًا سُنيًا(وفق المذاهب الأربعة)، حيث استأثر الجامع الأزهر في هذا العصر بالزعامة الدينية والعلمية معًا، وفي ظل الحكم العثماني، احتفظ الجامع الأزهر على مدار ثلاثة قرون بقوته وتقاليده، ومضى يؤدي رسالته باللغة العربية في الحَقْلًيْنِ الديني والتعليمي، وظل موطنًا للدراسات الدينية، وملاذًا للغة العربية، وكعبة علمية يفد إليها أعلام الفكر الإسلامي يتصدرون الحلقات الدراسية في رحابه، وأصبح مقصِدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.
وأضاف أستاذ التاريخ، أنه عندما تم إنشاء قسم الوعظ بالأزهر في عام ١٩٢٨م، خرّج الأزهر الآف الوعاظ الذين جابوا العالم لنشر الوسطية والفضيلة ومحاربة الرذيلة ونُصح الناس وإرشادهم وإفتائهم، موضحا أن دور هؤلاء الوعاظ لم يتوقف على المساجد، بل تعداه إلى السجون والمستشفيات والأندية ومراكز الشباب، كما أن الأزهر قام بإنشاء مراكز إسلامية في مختلف بلدان العالم، لنشر الإسلام الوسطي السمح، ومحاربة الخرافات والبدع المنتشرة في هذه البلاد، إضافة إلى إنشاء لجنة الفتوى عام ١٩٣٥، بقرار من فضيلة الإمام المراغي، شيخ الأزهر السابق رحمه الله.
وأكد الدكتور السيد بلاط، أن الأزهر لم ينفصل عن السياسة طوال تاريخه، لا في مصر ولا في خارجها، لأن الإسلام لا يفصل بين الدين والسياسة، وكان للأزهر دور بارز في مواجهة الاستعمار الفرنسي، كما كان له دور سياسي كبير في مواجهة الاستعمار الإنجليزي، أيضا بارك الأزهر ثورة ١٩٥٢م، وكان دوره بارز في رد وتوعية الناس في رد العدوان الثلاثي على مصر، كما دعم الأزهر ثورة الشعب السوداني ضد الاستعمار الإنجليزي، ودعم ثورة الشعب الليبي بقيادة عمر المختار ضد المستعمر الإيطالي.
وحول الدور الاجتماعي للأزهر في التاريخ المعاصر، أوضح الدكتور "بلاط" أن الأزهر أنشأ بيت العائلة المصرية بالتعاون مع الكنيسة، حيث لعب دورا كبيرا فى وأد الفتنة الطائفية وعمل على حل العديد من النزاعات لتوحيد النسيج المجتمعى، كما انشأ فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بيت الزكاة والصدقات المصري، من أجل صرف أموال الزكاة في وجوهها المقررة شرعا، وبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.
وتأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي»، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب الجامع الأزهر، في إطار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أستاذ تاريخ الأزهر مصر العالم الإسلامي جامعة الأزهر الجامع الأزهر أن الأزهر فی مصر
إقرأ أيضاً:
التاريخ المغيب
#التاريخ_المغيب
د. #هاشم_غرايبه
أصدرت الباحثة الروسية ” تاتيانا غراتشوفا” المتخصصة بالأمن القومي الروسي، كتابا مهما أسمته: “خزاريا الخفية”، وهو يبحث في أكثر قضية غامضة في التاريخ، وهي من أين جاء اليـ.ـهود وما هي الحقيقة والتزويرفي تاريخهم المزعوم، والذي – بخلاف كل ما عداه – لا يتقبل فيه البحث الموضوعي، ولا التمحيص العلمي – الأركيولوجي، بل رواية وحيدة نسجها الأحبار، ولا يقدمون أي دليل على صحتها.
دولة خزاريا أو دولة الخزر هي مجهولة، ولا يتطرق أحد من المؤرخين إليها، ربما هنا تكمن المؤامرة، لأن ذلك يظهر أصل اليـ.ـهود الحاليين، ويتتبع انتشارهم في أوروبا وبقية العالم.
ربما لم يسأل أحد السؤال البسيط: ماسر انتشار اليـ.ـهود في اوروبا الشرقية أكثر من غيرها، مع أن أصولهم سامية، ولم تطردهم شعوب المنطقة أو تضطهدهم فيما عدا السبي البابلي ثم أعادهم الفرس.
في بحثها القيم والغني تكشف الأكاديمية “غراتشوفا” المعلومات التي ظلت مخفاة قرونا، لأن انكشافها يفشل المشروع الإستعماري البريطاني بتوطين اليـ.ـهود في فلسطين ليشكلوا أغرب دولة في العالم، فهي عبارة عن قلعة محصنة، مقامة في وسط منطقة لا تتجانس معها اجتماعيا ولا ثقافيا ولا تاريخيا، فهي مجرد مخفر متقدم لحماية مصالح الغرب.
الخزر هم قبائل تركية استقرت عل شواطئ بحر قزوين، وفي العام 802م حضر إلى خازاريا من إيران عدد من التجار اليـ.ـهود بزعامة الحاخام “عبادي” بعد اندلاع ثورة ضدهم، وقابلوا حاكمها الذي يطلق عليه لقب “الخاقان”، وكان على وشك اعتناق الإسلام، وبعد إغرائه بالذهب، نجح الحاخام في إقناعه باعتناق اليـ.ـهود ية وجعلها الدين الرسمي للبلاد، لأن اعتناقه للإسلام يعني تبعيته للدولة العباسية في بغداد، واعتناقه المسيحية يعني تبعيته للدولة البيزنطية.
بعد فترة تمكن اليـ.ـهود الأثرياء من السيطرة الإقتصادية ثم السياسية فأصبح الخاقان ألعوبة بأيديهم، تماما مثلما فعل يـ.ـهود الدونمة في أواخر الدولة العثمانية.
ومع مرور الزمن تكوّن في خازاريا مجتمع مؤلف من عدة طبقات:
الطبقة الأولى: وهي الطبقة الحاكمة من اليـ.ـهود الإيرانيين الغرباء، إضافة إلى الخاقان الخزريّ وحاشيته.
الطبقة الثانية: وهي اليـ.ـهود الذين ولدوا من أم يـ.ـهودية إيرانية وأبٍ خزريٍّ، واعتبروا يـ.ـهوداً وشكّلوا طبقة كبار ضباط الجيش وكبار موظفي الدولة.
الطبقة الثالثة: وهي الأشخاص الذين ينتمون لأبٍ يـ.ـهوديّ وأم خزرية، اعتبروا يهـ.ـودًا من الدرجة الثانية أو “أنصاف يهـ.ـود” وعملوا أيضًا في الجيش كضبّاطٍ ميدانيين صغار وشغلوا الوظائف الحكومية المتواضعة.
الطبقة الرابعة: هم عامّة الشعب الخزريّ وهم من غير اليـ.ـهود ، منهم المسلمون والمسيحيون الشرقيون والوثنيون.
كان موقع خازاريا استراتيجيًا، ومسيطرا على طريق تجارتي الحرير من الصين والفرو من سيبيريا، إذ كان حكامها اليـ.ـهود يجبون ضريبة مرور من كلّ قافلة تمرّ عبرها، فجمعوا أموالا طائلة، لكن الروس بقيادة “سفيتيسلاف” هاجموها عام 965م وقاموا بنهبها وسبى أهلها، فتوزعوا في أوروبا الوسطى والشرقية، إلا أن الطبقة الحاكمة وأموالهم اختفوا قبل دخول الروس، ليظهروا في البندقية وسردينيا، وبسبب أموالهم الضخمة تمكنوا من السيطرة على التجارة البحرية ووصل نفوذهم الى اسبانيا والبرتغال، ولما بزغ فجر انكلترا انتقلت تلك المجموعة إليها وأسّست بنك إنكلترا المركزي، والذي جمع فيه معظم احتياط العالم من الذهب، وسيطروا عليه.
وفي أواسط القرن التاسع عشر، ركّزت تلك المجموعة نشاطها على الولايات المتحدة، ثمّ نقلت أموالها إليها أوائل القرن العشرين، وأسّست “الاحتياطي الفدرالي الأميركي” وهوما يقابل البنك المركزي، والغريب أنه تحت إدارتها وليس تحت إدارة الدولة، ولا يرأسه إلا يهـ.ـودي.
ويؤكّد الكتاب أنّ أيّ رئيس أميركي حاول إعادتها إلى يد الدولة إغتيل أو عُزِل عن الحكم، لكن أهم انجاز لهم، تأسيس الحكومة العالمية الخفية (الماسونية) التي تحكم العالم حاليًا.
بعد ذلك تشرح الكاتبة كيف نشأت الفكرة الصـ.ـهيونية كزواج مصلحة بين القوة الإقتصادية اليهـ.ـودية في بريطانيا (روتشيلد) والأطماع الإستعمارية البريطانية، ليولد الكيان اللقيط .
نستنتج أن الغرب والشرق بأجمعه يعرف أن اليـ.ـهود الحاليين ينحدرون من دولة الخزر وأصولهم فارسية، وذلك بعدما أدخلهم “قورش” لبلاده وتزوج بيهـ.ـودية ، ولا علاقة لهم ببني إسـ.ـرائيل المذكورين في الكتب السماوية الذين انقرضوا بموت آخر ذرية يعقوب وهو يحيى عليهم السلام جميعا.
ما يبقي صمت العالم على الخدعة هو العصا والجزرة التي بيد القوة الخفية.