إدعاءات بتجنب توسع الحرب.. ودعم سرى لإسرائيل
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تحاول الولايات المتحدة مؤخرا تصدير الوهم للعالم بدعمها للسلام وإيقاف الصراع فى الشرق الأوسط فوراً وفق حديث متكرر من جانب الرئيس جو بايدن، الذى قد يوصف بالازدواجية حيث يمد إسرائيل بالسلاح للدفاع عن نفسها ويطالبها بكف القتال، ومع ضربة جنوب لبنان أول أمس أبلغ كبار الشخصيات فى البيت الأبيض إسرائيل بشكل خاص أن الولايات المتحدة ستدعم قرارها بتكثيف الضغط العسكرى ضد حزب الله ـ فى موقف مغاير الموقف العلنى بإيقاف القتال، وفقًا لمسئولين أمريكيين وإسرائيليين.
أوضح المستشار الرئاسى آموس هوشتاين وبريت ماكجورك، منسقا البيت الأبيض للشرق الأوسط، لمسئولين إسرائيليين كبار فى الأسابيع الأخيرة أن الولايات المتحدة وافقت على استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الواسعة النطاق لتحويل التركيز العسكرى الإسرائيلى إلى الشمال ضد حزب الله من أجل إقناع المجموعة بالانخراط فى محادثات دبلوماسية لإنهاء الصراع، بحسب المسؤولون ووفقا لموقع بولتيكو الأمريكى.
أوضح المسئولون الإسرائيليون فى منتصف سبتمبر، استعداد قواتهم لإجراء هذا التحول دون ذكر تفاصيل. ونقل هوكشتاين وماكجورك إلى نظرائهم الإسرائيليين أنه فى حين ما زالا يحثان على اتباع نهج حذر فإن التوقيت كان على الأرجح مناسبا لمثل هذه الخطوة، وخاصة بعد أن تدهور حزب الله بشكل كبير فى الأشهر السابقة.
فى حين كان حزب الله يقول منذ فترة طويلة إنه لن ينخرط فى محادثات مع إسرائيل إلا إذا توصلت إلى وقف لإطلاق النار مع حماس فى غزة، فإن التقييمات الأمريكية أشارت فى تلك المرحلة إلى أن حماس من غير المرجح أن توافق على اتفاق لوقف إطلاق النار فى أى وقت قريب. ما يعنى أنه الوقت المناسب للتركيز بشكل أكبر على حزب الله وحده وفصل الصراعين.
وقال مسئولون الأسبوع الماضى، خلال اجتماع الاستخبارات بالكونجرس إنهم يشعرون بقلق متزايد إزاء احتمال اندلاع مواجهة برية مباشرة بين إسرائيل وحزب الله.
وقال مسئول أمريكى كبير: «قد يكون كلا الأمرين صحيحاً فالولايات المتحدة قد ترغب فى الدبلوماسية وتدعم الأهداف الأكبر لإسرائيل ضد حزب الله. ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية تسير على خط واحد، ولكن ليس من الواضح ما هو هذا الخط».
ويوضح بولتيكو أن المسئولين خلف الكواليس وعلى رأسهم متحدثا البيت الأبيض وغيرهما من كبار مسئولى الأمن القومى الأمريكيين يصفون العمليات الإسرائيلية فى لبنان بأنها لحظة حاسمة فى التاريخ - لحظة من شأنها إعادة تشكيل الشرق الأوسط للأفضل فى السنوات القادمة بحسب تعبيرهم.
وتتمثل الفكرة وراء ذلك فى أن إسرائيل قضت على الهيكل القيادى الأعلى لحزب الله فى لبنان، ما أدى إلى تقويض قدرات المجموعة بشكل كبير وإضعاف إيران، التى استخدمت حزب الله كوكيل وأداة لبسط قوتها.
ويبدو أن الانقسام الداخلى فى الإدارة قد تلاشى إلى حد ما فى الأيام الأخيرة، حيث اجتمع كبار المسئولين الأمريكيين فى البيت الأبيض مع بايدن لمناقشة الوضع على الأرض. واتفق معظمهم على أن الصراع، على الرغم من هشاشته، قد يوفر فرصة لتقليص نفوذ إيران فى لبنان والمنطقة.
لكن أحد المسئولين الأمريكيين قال إن الإدارة الأمريكية لا تشعر بالارتياح لتأييد حملة إسرائيل بشكل كامل - أو علنًا - لأنها قلقة من أنها ستتسلل إلى عمق الأراضى اللبنانية، ما قد يؤدى إلى اندلاع حرب شاملة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأراضي اللبنانية الإدارة الأمريكية حزب الله إسرائيل الولايات المتحدة رئيس الوزراء الإسرائيلي البیت الأبیض حزب الله
إقرأ أيضاً:
واشنطن تدرس اختيار حاكم مصرف لبنان المركزي المقبل.. نهج أمريكي جديد
أفادت خمسة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تُجري مشاورات مع الحكومة اللبنانية لاختيار حاكم مصرف لبنان المركزي الجديد، في محاولة لـ"الحد من الفساد والتمويل غير المشروع لحزب الله عبر النظام المصرفي اللبناني".
وقالت وكالة "رويترز" أن تعليق واشنطن على المرشحين لتولي منصب رئيس البنك المركزي اللبناني "يُعدّ أحدث مثال على النهج الأمريكي غير المعتاد في التعامل مع هذا البلد الشرق أوسطي"، حيث أدت أزمة مالية مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات إلى انهيار اقتصاده.
وأضاف أن هذه النهج "يُظهر تركيز الولايات المتحدة المستمر على إضعاف حزب الله، الجماعة المدعومة من إيران والتي تقلص نفوذها على الحكومة اللبنانية بعد أن تعرضت الجماعة لقصف إسرائيلي في حرب العام الماضي".
وأوضحت أنه "منذ ذلك الحين، انتخب لبنان جوزيف عون المدعوم من الولايات المتحدة رئيسًا، وتولت حكومة جديدة السلطة دون دور مباشر لحزب الله. ويتعين على هذه الحكومة الآن ملء المناصب الشاغرة، بما في ذلك في البنك المركزي، الذي يديره حاكم مؤقت منذ تموز/ يوليو 2023.
وتُراجع الولايات المتحدة ملفات عدد قليل من المرشحين لهذا المنصب، وفقًا لثلاثة مصادر لبنانية مطلعة على القضية، ودبلوماسي غربي، ومسؤول من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أفاد مصدران لبنانيان ومسؤول في إدارة ترامب للوكالة بأن مسؤولين أمريكيين التقوا ببعض المرشحين المحتملين في واشنطن وفي السفارة الأمريكية في لبنان.
وأضافت المصادر اللبنانية، التي أُطلعت على تفاصيل الاجتماعات، أن المسؤولين الأمريكيين طرحوا على المرشحين أسئلة، شملت كيفية مكافحة "تمويل الإرهاب" عبر النظام المصرفي اللبناني، وما إذا كانوا مستعدين لمواجهة حزب الله.
وقال مسؤول إدارة ترامب إن الاجتماعات جزء من "الدبلوماسية الاعتيادية"، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة تُوضح للحكومة اللبنانية توجيهاتها بشأن مؤهلات المرشحين.
وأوضح المسؤول أن "المبادئ التوجيهية هي: لا لحزب الله، ولا لأي شخص متورط في الفساد. هذا أمر ضروري من منظور اقتصادي". وأضاف المسؤول "إنك تحتاج إلى شخص يقوم بتنفيذ الإصلاح، ويطالب بالإصلاح، ويرفض النظر في الاتجاه الآخر عندما يحاول الناس الاستمرار في العمل كالمعتاد في لبنان".