اندفاع إسرائيل لاحتلال لبنان مفهوم، لأن نتنياهو يعتبر نفسه قد قضى–بنسبة كبيرة–على حماس فى غزة، مما يعنى ضرورة أن يتجه إلى جنوب لبنان فى محاولة لشل ذراع حزب الله، حتى لا تُضرب تل أبيب من الظهر أثناء استكمال الحرب على غزة وحتى مرحلة تسويتها بالأرض تمامًا!! وسيسعى نتنياهو لاحتلال العاصمة بيروت فى محاولة لتأمين شمال إسرائيل بمساحة أكبر من الأرض، بطريقة مبالغ فيها، لضمان عدم وصول أى قوة مسلحة للعمق الإسرائيلي، وتطبيق نظرية «المعركة مع عدوى على أرضه تمنعه من المساس بى على ملعبى»!! هذه النظرية دخلت مرحلتها الساخنة فى نفس اللحظة التى تم فيها اغتيال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله.
أعتقد أن المعركة القادمة ستكون مباشرة وطويلة وعنيفة، لأن ما تفعله إسرائيل الآن هو مجرد تسخين، وتمهيد لغزو شامل–جديد–للجنوب اللبناني، ومن بعده العاصمة بيروت نفسها، ونحن فهمنا التكتيك الإسرائيلى الذى يسبق الغزو، ويسبق الاعتداء المباشر، فهو يبدأ بمحاولات اغتيال للقيادات العسكرية فى التنظيمات التى تواجه الجيش الإسرائيلى على الأرض، ثم قصف لكل مواقع هذه التنظيمات بدون استثناء لهدم وتعطيل مصادر إطلاق الصواريخ، يعقبها غزو عسكرى شامل بجنود ومعدات، ويكون الهدف الأساسى لهذا الغزو هو هدم المبانى وترويع المدنيين ثم تسوية الأرض وتمهيدها للمجنزرات التى تبحث دائمًا عن طريق مُعبد حتى تكون المعدات العسكرية قادرة على السير فى مساحات طويلة وعريضة «بمقياس مئات الكيلو مترات»، وبالتالى فإن القصف العنيف الذى يجرى للجنوب اللبنانى وسهل البقاع–حاليًا–هو بداية لغزو بدأت مقدماته فعلًا فجر أمس، وقد تظهر ملامح مساحته الجغرافية خلال مدة– طويلة أو قصيرة- وسوف يستمر القصف بالتزامن مع الغزو البرى حتى تتوقف قدرات حزب الله تمامًا عن تصويب صواريخ بعيدة المدى نحو تل أبيب!!
إذن.. حتى لا نستغرق فى التفاصيل.. مشروع نتنياهو تطور واصبح واضحًا.. فقد بدأ هذا المشروع بالاستيلاء على غزة استيلاءً عنيفًا بغض النظر عن الاحتجاجات الدولية، وتحول إلى ضم جنوب لبنان لمشروعه العدواني، وسيضم كلتا الكتلتين الجغرافيتين العربيتين فى ملف واحد، فهو لا يرى إلا مشروعًا استيطانيًا واسعًا، مقترنًا بمشروع اقتصادى مهم هو «قناة بن جوريون» التى تربط بين خليج العقبة والبحر المتوسط عبر قطاع غزة المدمر!!
ولكن هل سيتخلى نتنياهو عن الاستيلاء على غزة كاملة غير منقوصة؟ وما علاقة غزة بجنوب لبنان؟.. الإجابة فى بداية الحرب كانت قطعًا «لن يتخلى نتنياهو عن غزة كاملة».. ولكن هذه الإجابة تغيرت بتعديل بسيط بعد الرفض المصرى السماح لإسرائيل بطرد سكان غزة إلى سيناء، فقد وجدت إسرائيل صلابة واضحة فى موقف مصر، بل وجدت تحركات سياسية ودبلوماسية، وإظهار «عين حمراء» كانت ضرورية لمنع عملية الطرد التى لا تقل إجرامًا عن مشروع طرد الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948.. وهذا الموقف المصرى أدى إلى تغيير الأولويات، فاتجهت إسرائيل إلى لبنان لضرب حزب الله، مع تكرار نفس السيناريو الذى حدث فى غزة، وهو الضرب بلا رحمة، مع قتل أكبر عدد من عناصر حزب الله أو على أقل تقدير إجبارهم على النزول تحت الأرض أو الهروب إلى مناطق أخرى بحيث ينتهى الخطر القادم من هذه البؤرة المقلقة لإسرائيل، وبعد انتهاء المهمة– شبيهة العدوان على غزة– تدخل القوات الإسرائيلية للجنوب اللبنانى لتنفيذ باقى الخطة وهى السيطرة على الجنوب فى شكل احتلال مباشر وليس الضرب من بعيد لبعيد، وهذا الاحتلال سوف يتيح لإسرائيل استخدام الجنوب اللبنانى لطرد جزء من سكان غَزة إليه «وإقامتهم فى مخيمات أشبه بالمعتقل المفتوح» مع الإبقاء على الجزء الأكبر من سكان غزة متكدسين ناحية الحدود المصرية بلا مأوى أو مساعدات إنسانية كافية لحياة طبيعية، استكمالًا للجريمة التى بدأت مع أحداث يوم 7 أكتوبر الماضي!!
هناك هدف آخر لإسرائيل.. هو إنهاء مرحلة حرب الاستنزاف القائمة بينها وبين حزب الله بعدما أنهت عمليًا «حرب الاستنزاف» القائمة بينها وبين حركة حماس.. فإسرائيل سوف تدخل بعد وقت، ليس ببعيد، مرحلة تنفيذ «قناة بن جوريون» بدءًا من الحفر ثم التوصيل ثم دعوة السفن التجارية للعبور.. وكل هذا لا يستقيم مع حرب استنزاف قائمة مع أعدائها.. وهو ما يتطلب ضرورة إنهاء الحالة بوضع نهائى حاسم هو«تقسيم غَزة» و«احتلال لبنان»!!
لكن ماهى علاقة كل هذا بقناة بن جوريون؟.. العلاقة مرتبطة بالمساحة الجغرافية التى تسعى إسرائيل إلى تجهيزها لتنفيذ المشروع.. فالمسألة ليست مخاطر حماس ولا صواريخ حزب الله وليست حتى المستوطنين وسلامتهم.. كل هذا ليس له قيمة أو أهمية عند نتنياهو.. المهم هو تأمين المشروع الاقتصادى الذى يريد عبره تخليد اسمه فى تاريخ اليهود وإسرائيل.. وقد نجح حتى الآن فى تنفيذ كافة السيناريوهات التى رسمها مع حكومته.. إلا زاوية طرد سكان غزة إلى سيناء.. فقد وجد صلابة ودولة ومؤسسات.
حفظ الله مصر..عاش الجيش المصرى.. تحيا مصر وشعبها العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حفظ الله مصر الحدود المصرية نور غزة حزب الله حزب الله على غزة
إقرأ أيضاً:
مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
في تطور أمني غير مسبوق، منذ وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل على طرفي حدود جنوب لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، اعتراض مُسيّرة لجمع المعلومات أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان، وذلك على وقْع تفجيرات ونسف منازل قام بها الجيش الإسرائيلي في 11 بلدة وقرية لا يزال يحتلها ويرفض عودة السكان إليها.
اقرأ ايضاًميتا تعتزم استثمار 65 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي خلال 2025وعلى الرغم من تكتّم «حزب الله»، وعدم تبنِّيه عملية إطلاق المسيّرة، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجسم الجوي يعود للحزب، إذ قال: «اعترض سلاح الجو مُسيّرة جمع معلومات لـ(حزب الله) جرى إطلاقها نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث لم يجرِ تفعيل إنذارات، وفق السياسة المتبَعة».
وفي حين كرّر أدرعي تهديداته للبنان بالإشارة إلى «التحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها»، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في تفجير وتجريف القرى التي لم يخرج منها.
وأفادت مصادر ميدانية، لـ«الشرق الأوسط»، بأن «القوات الإسرائيلة واصلت أعمال التجريف في حي المفيلحة بميس الجبل، وذلك مقابل نقطة تمركز مستحدَثة للجيش اللبناني». وفي سياق متصل، استهدفت مدفعية الاحتلال منطقة شعب القلب، في أطراف بلدة شبعا، بقذيفتين.
وقامت القوات الإسرائيلية بتدمير عدد من المحالّ التجارية والسيارات في بلدة برج الملوك، كما قامت بإحراق مزرعة لتربية الدواجن وتجميع البيض في منطقة تل النحاس، وأضرمت النيران في قصرٍ بأطراف بلدة طلوسة.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الثلاثاء، قد دعا الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، الذي يرأس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى الضغط على إسرائيل لتطبيق الاتفاق وفقاً للقانون الدولي.
* محاولات دخول متكررة
ويواصل أهالي الجنوب اللبناني، لليوم الخامس على التوالي، محاولة دخول قراهم وبلداتهم التي لا يزال يحتلها الجيش الإسرائيلي، بعد انتهاء المهلة المحددة بـ60 يوماً للانسحاب، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، في حين تُواصل قوات العدو وجودها في بعض المناطق الحدودية بجنوب لبنان، في خرق صريح للاتفاق.
* قتلى وأسرى
اقرأ ايضاًلا أسماء ولا حقائب وزارية.. تأخر إعلان الحكومة اللبنانية الجديدةإلى ذلك، تحدثت معلومات في وسائل إعلام محلية عن توثيق 7 أسرى لـ«حزب الله»، احتجزهم الجيش الإسرائيلي في معارك جنوب لبنان خلال الحرب، أحدهم جرى اقتياده من البترون في شمال لبنان، ضمن عملية كوماندوس بحرية، و6 آخرين في قريتين حدوديتين.
أما عن توثيق عدد القتلى منذ يوم الأحد الماضي، فقد ذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن القوات الإسرائيلية قتلت 24 شخصاً على الأقل، وأصابت 141 في جنوب لبنان، يومي الأحد والاثنين، في الوقت الذي كان آلاف الأشخاص فيه يحاولون العودة إلى منازلهم هناك، في تحدٍّ لأوامر الجيش الإسرائيلي.
ويواصل الجيش اللبناني الانتشار في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. كما يتابع مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل العمل على تطبيق القرار 1701 وتنفيذ الإجراءات الميدانية الضرورية في عدة مواقع بمنطقة جنوب الليطاني. وقال، في بيان، الأربعاء، إن عملية الانتشار «تأتي وسط تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته، بما في ذلك إطلاق النار على الجيش والمواطنين أثناء الانتشار، إلى جانب الغارتين الأخيرتين على منطقة النبطية».
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ "وقف إطلاق النار" مي العيدان: طليقة زوج أصالة نصري فائقة الجمال.. وتسي لـ نوال الزغبي عبارات لطيفة عن نهاية الأسبوع اتجاهات تنظيم الأعراس لعام 2025 الكشف عن تفاصيل الموسم الثاني من مسلسل MO Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter