بوابة الوفد:
2024-10-01@22:22:05 GMT

تقسيم غَزة واحتلال بيروت!!

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

اندفاع إسرائيل لاحتلال لبنان مفهوم، لأن نتنياهو يعتبر نفسه قد قضى–بنسبة كبيرة–على حماس فى غزة، مما يعنى ضرورة أن يتجه إلى جنوب لبنان فى محاولة لشل ذراع حزب الله، حتى لا تُضرب تل أبيب من الظهر أثناء استكمال الحرب على غزة وحتى مرحلة تسويتها بالأرض تمامًا!! وسيسعى نتنياهو لاحتلال العاصمة بيروت فى محاولة لتأمين شمال إسرائيل بمساحة أكبر من الأرض، بطريقة مبالغ فيها، لضمان عدم وصول أى قوة مسلحة للعمق الإسرائيلي، وتطبيق نظرية «المعركة مع عدوى على أرضه تمنعه من المساس بى على ملعبى»!! هذه النظرية دخلت مرحلتها الساخنة فى نفس اللحظة التى تم فيها اغتيال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله.

. والغريب أن حزب الله لم يتمكن من الرد حتى الآن.. كما أن إيران لم تتحرك خطوة واحدة نحو الرد حتى اللحظة!!
أعتقد أن المعركة القادمة ستكون مباشرة وطويلة وعنيفة، لأن ما تفعله إسرائيل الآن هو مجرد تسخين، وتمهيد لغزو شامل–جديد–للجنوب اللبناني، ومن بعده العاصمة بيروت نفسها، ونحن فهمنا التكتيك الإسرائيلى الذى يسبق الغزو، ويسبق الاعتداء المباشر، فهو يبدأ بمحاولات اغتيال للقيادات العسكرية فى التنظيمات التى تواجه الجيش الإسرائيلى على الأرض، ثم قصف لكل مواقع هذه التنظيمات بدون استثناء لهدم وتعطيل مصادر إطلاق الصواريخ، يعقبها غزو عسكرى شامل بجنود ومعدات، ويكون الهدف الأساسى لهذا الغزو هو هدم المبانى وترويع المدنيين ثم تسوية الأرض وتمهيدها للمجنزرات التى تبحث دائمًا عن طريق مُعبد حتى تكون المعدات العسكرية قادرة على السير فى مساحات طويلة وعريضة «بمقياس مئات الكيلو مترات»، وبالتالى فإن القصف العنيف الذى يجرى للجنوب اللبنانى وسهل البقاع–حاليًا–هو بداية لغزو بدأت مقدماته فعلًا فجر أمس، وقد تظهر ملامح مساحته الجغرافية خلال مدة– طويلة أو قصيرة- وسوف يستمر القصف بالتزامن مع الغزو البرى حتى تتوقف قدرات حزب الله تمامًا عن تصويب صواريخ بعيدة المدى نحو تل أبيب!!
إذن.. حتى لا نستغرق فى التفاصيل.. مشروع نتنياهو تطور واصبح واضحًا.. فقد بدأ هذا المشروع بالاستيلاء على غزة استيلاءً عنيفًا بغض النظر عن الاحتجاجات الدولية، وتحول إلى ضم جنوب لبنان لمشروعه العدواني، وسيضم كلتا الكتلتين الجغرافيتين العربيتين فى ملف واحد، فهو لا يرى إلا مشروعًا استيطانيًا واسعًا، مقترنًا بمشروع اقتصادى مهم هو «قناة بن جوريون» التى تربط بين خليج العقبة والبحر المتوسط عبر قطاع غزة المدمر!!
ولكن هل سيتخلى نتنياهو عن الاستيلاء على غزة كاملة غير منقوصة؟ وما علاقة غزة بجنوب لبنان؟.. الإجابة فى بداية الحرب كانت قطعًا «لن يتخلى نتنياهو عن غزة كاملة».. ولكن هذه الإجابة تغيرت بتعديل بسيط بعد الرفض المصرى السماح لإسرائيل بطرد سكان غزة إلى سيناء، فقد وجدت إسرائيل صلابة واضحة فى موقف مصر، بل وجدت تحركات سياسية ودبلوماسية، وإظهار «عين حمراء» كانت ضرورية لمنع عملية الطرد التى لا تقل إجرامًا عن مشروع طرد الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948.. وهذا الموقف المصرى أدى إلى تغيير الأولويات، فاتجهت إسرائيل إلى لبنان لضرب حزب الله، مع تكرار نفس السيناريو الذى حدث فى غزة، وهو الضرب بلا رحمة، مع قتل أكبر عدد من عناصر حزب الله أو على أقل تقدير إجبارهم على النزول تحت الأرض أو الهروب إلى مناطق أخرى بحيث ينتهى الخطر القادم من هذه البؤرة المقلقة لإسرائيل، وبعد انتهاء المهمة– شبيهة العدوان على غزة– تدخل القوات الإسرائيلية للجنوب اللبنانى لتنفيذ باقى الخطة وهى السيطرة على الجنوب فى شكل احتلال مباشر وليس الضرب من بعيد لبعيد، وهذا الاحتلال سوف يتيح لإسرائيل استخدام الجنوب اللبنانى لطرد جزء من سكان غَزة إليه «وإقامتهم فى مخيمات أشبه بالمعتقل المفتوح» مع الإبقاء على الجزء الأكبر من سكان غزة متكدسين ناحية الحدود المصرية بلا مأوى أو مساعدات إنسانية كافية لحياة طبيعية، استكمالًا للجريمة التى بدأت مع أحداث يوم 7 أكتوبر الماضي!!
هناك هدف آخر لإسرائيل.. هو إنهاء مرحلة حرب الاستنزاف القائمة بينها وبين حزب الله بعدما أنهت عمليًا «حرب الاستنزاف» القائمة بينها وبين حركة حماس.. فإسرائيل سوف تدخل بعد وقت، ليس ببعيد، مرحلة تنفيذ «قناة بن جوريون» بدءًا من الحفر ثم التوصيل ثم دعوة السفن التجارية للعبور.. وكل هذا لا يستقيم مع حرب استنزاف قائمة مع أعدائها.. وهو ما يتطلب ضرورة إنهاء الحالة بوضع نهائى حاسم هو«تقسيم غَزة» و«احتلال لبنان»!!
لكن ماهى علاقة كل هذا بقناة بن جوريون؟.. العلاقة مرتبطة بالمساحة الجغرافية التى تسعى إسرائيل إلى تجهيزها لتنفيذ المشروع.. فالمسألة ليست مخاطر حماس ولا صواريخ حزب الله وليست حتى المستوطنين وسلامتهم.. كل هذا ليس له قيمة أو أهمية عند نتنياهو.. المهم هو تأمين المشروع الاقتصادى الذى يريد عبره تخليد اسمه فى تاريخ اليهود وإسرائيل.. وقد نجح حتى الآن فى تنفيذ كافة السيناريوهات التى رسمها مع حكومته.. إلا زاوية طرد سكان غزة إلى سيناء.. فقد وجد صلابة ودولة ومؤسسات.
حفظ الله مصر..عاش الجيش المصرى.. تحيا مصر وشعبها العظيم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حفظ الله مصر الحدود المصرية نور غزة حزب الله حزب الله على غزة

إقرأ أيضاً:

تغور «البوليتزر» من وش نتنياهو!

سألتنى ابنتى الصغيرة فجأة: ماذا أفعل لو وجدت نفسى وجهًا لوجه مع سيئ الذكر بنيامين ناتنياهو، نيرون العصر الحديث الذى يحرق العالم كله دون أن يجرؤ كائن من كان أن يقول له عيب. الحقيقة فاجأنى السؤال وتلعثمت كثيرًا باحثًا عن إجابة تكون أقرب للحقيقة المجردة التلقائية دون تدخل منى أو دبلوماسية قد تكون عائقًا أمام ما أتمنى أن أفعله فى تلك اللحظة. والحقيقة أننى دائما ما كنت أسأل نفسى عن رد فعلى لو التقيت قدرًا بواحد من هؤلاء السفاحين الذين أكرههم كما يكره كل صاحب فطرة سليمة. كثيرًا ما سألت نفسى: هل فى تلك اللحظة سأبحث عن مقابلة صحفية أستطيع من خلالها أولًا أن أحصل لنفسى على إجابات من تلك الشخصيات عن الأسباب الحقيقية لجرائمهم بعيدا عن الكذب والادعاء بأنهم يعملون لمصلحة شعوبهم، وهم فى الحقيقة لا يعملون إلا لمصلحتهم الخاصة حيث كثير من السفاحين وعلى مر العصور ضحوا بشعوبهم فى سبيل أن يستمروا فى السلطة؟!.هل سيتغلب فضولى الصحفى وحرصى على إجراء مقابلة صحفية من العيار الثقيل على كرهى لتلك الشخصية حتى أتجرد ولو قليلًا من مشاعرى الخاصة لممارسة الصحافة التى تجرى من الصحفيين مجرى الدم فى العروق ؟!.

بصراحة أنا أحسد الزملاء الذين يسيطرون على انفعالاتهم الخاصة عندما يلتقون بشخصية مكروهة لكن الحوار معها يعد سبقًا صحفيًا. كنت أتمنى أن أكون على قدر من الموضوعية التى تمكن من محاورة كثير من الشخصيات الهامة التى التقيتها فى مناسبات كثيرة داخل مصر وخارجها لكن كرهى لهذه الشخصيات بسبب مواقفها السياسية وتصرفاتها التى تتسق مع تلك المواقف جعلنى لا أحاول حتى أن أقترب منها، مع أن الصحفى الحقيقى هو الذى يمكنه من التغلب على مشاعره ولولا وجود ذلك النوع الرائع من هؤلاء الزملاء الذين يكبحون جماح رغباتهم الشخصية ويقدمون مصلحة العمل والصحافة والقراء على مصلحتهم، لما وجدت صورة أو مقابلة تمت فى أى صحيفة فى العالم مع هؤلاء القتلة السفاحين الذين يرتكبون فى حق شعوبهم قبل الشعوب الأخرى من الجرائم ما يؤهلهم لحبل المشنقة ليذوقوا بعضًا مما يرتكبونه فى حق الإنسانية كلها.

لست ممن يدعون للعنف ولا أقوى حتى على ذبح فرخة، ولا أتوقع أننى سأكون عنيفًا لو التقيت بنتنياهو ولا غيره من هؤلاء الذين هم أقذر الجزارين الذين يعيثون فى العالم فسادا وتقتيلًا فى بشر ليس لهم أى ذنب، لن أستطيع أن أواجه نتنياهو الحقير ولا أمثاله من الحقراء الذين يملأون الأرض. لن أستطيع أبدًا كتم غيظى ولا حنقى لأجلس فى مواجهة واحد من هؤلاء وجهًا لوجه أمد يدى له بالسلام والتحية ثم أفتح جهاز التسجيل لأسجل حوارًا حتما سيكون مانشيت الجريدة فى اليوم التالى وحتما سيزيد التوزيع ويتناقل الناس وربما وكالات الأنباء مقتطفات من حوارى مع السفاح مع أخذ بعض مما قال لى ليكون عنوانا رئيسًا فى نشرات الأخبار مسموعة ومرئية ولن ينسوا بالطبع أن ينسبوا لى ما ينقلونه لقرائهم ومشاهديهم.

لذا أجبت ابنتى إجابة حقيقية ربما للمرة الأولى فى حياتى عندما تسألنى مثل هذه الأسئلة الصعبة وقلت لها: لا أتمنى إجراء هذه المقابلة حتى لو كانت نتيجتها الحصول على جائزة البوليتزر باعتبارها أرقى وأهم جائزة صحفية على مستوى العالم.. وعلى رأى المثل يغور اللبن من وش القرد، أقصد «تغور البوليتزر من وش نتنياهو»!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • بعد اجتياح بيروت وحرب 2006..إسرائيل تعلمت الدروس وكيفية الحسم
  • إسرائيل تجتاح لبنان... وتضرب سوريا
  • عمرو أديب: إسرائيل تستعد لاجتياح لبنان بريا واحتلال جزء من أراضيها (فيديو)
  • إسرائيل تحرق قلب بيروت
  • آخر التطورات.. إسرائيل تقصف بيروت للمرة الأولى و«نتنياهو» يعلن انضمام «ساعر» للحكومة
  • إسرائيل تشن أول ضربة داخل بيروت وتقتل 3 قياديين في الجبهة الشعبية
  • حراك دولي لتجنب الحرب الشاملة.. بايدن يحادث نتنياهو ووزير الخارجية الفرنسي في بيروت
  • تغور «البوليتزر» من وش نتنياهو!
  • مع كل تصعيد لحزب الله.. لماذا تتعمد ‎إسرائيل قصف ‎الضاحية الجنوبية في بيروت؟