لجريدة عمان:
2024-09-19@05:45:56 GMT

«فاجنر» تدعم طموحات بوتين العالمية في إفريقيا

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

لقد كان كفاح أوكرانيا من أجل السيادة شجاعا، وكان الدعم الأمريكي لذلك مشرفًا. ومع ذلك، حتى مع نجاح الأوكرانيين في الكشف عن نقاط الضعف العسكرية الروسية، لا يكمن للغرب الوقوف جانبا والتركيز فقط على هذا الصراع، فمع احتدام الحرب من باخموت إلى خيرسون، ينتهج بوتين استراتيجية كبرى تهدف إلى إضعاف الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي في إفريقيا.

خاطب بوتين القادة الأفارقة في القمة التي عقدت أواخر شهر يوليو في مدينة سانت بطرسبرج قائلا: «إن القارة الأفريقية تبرز كمركز جديد للقوة في هذه اللحظة». وأثناء حديثه، كان الانقلاب يدور في جمهورية النيجر، آخر شريك أمني للولايات المتحدة في منطقة الساحل التي تعاني من الإرهاب، والتي تستضيف 1100 جندي أمريكي. بشر انقلاب 2021 في جمهورية مالي المجاورة بوصول القوات الروسية، فهل ستكون النيجر هي التالية؟

يبدو الأمر كذلك لأن بوتين هو من يسيطر على عجلة القيادة الجيوسياسية، إذ يعمل ما لا يقل عن 1000 روسي حاليًا في مالي، و1200 في ليبيا، و1000 في جمهورية إفريقيا الوسطى. كما وسع الكرملين مشروعاته الاقتصادية والسياسية لتشمل بوركينا فاسو والجزائر والسودان وموزمبيق وزيمبابوي وإريتريا، وإذا لم يثبت الغرب وجوده في تلك المنطقة، فسيفعل السيد بوتين ذلك.

القوة الأساسية لروسيا في إفريقيا هي مجموعة «فاغنر»، وهي شركة شبه عسكرية يقودها يفغيني بريغوزين، وعلى الرغم من تمردها الذي لم يدم طويلًا ضد القوات الروسية في أواخر يونيو، تظل مجموعة (فاجنر) مكونًا ضروريًا في آلة الحرب العالمية لروسيا، ويبدو أن بوتين وجد حلا للصراع الأخير على السلطة من قبل (فاغنر)، وهو إخبار (بريغوزين) بالتركيز على إفريقيا.

مفتاح نجاح بريغوزين هو الخدمات التي يقدمها للقادة الأفارقة، فمجموعة (فاجنر) توفر المرتزقة والأمن للنظام الحاكم وصفقات تتقاسم فيها الأرباح وإدارة وسائل الإعلام وحملات التضليل. عندما تحدث رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا عن علاقته بالمجموعة في يونيو، قال: «أنا بحاجة لحماية السكان، وبحاجة إلى حماية مؤسسات الجمهورية، وطلبت المساعدة من الجميع فلم يستجيبوا، فهل كان من المفترض أن أرفض المساعدة من أولئك الذين أرادوا مساعدتنا؟»

عندما لا يستجيب الغرب لتلك النداءات، فإن مجموعة (فاجنر) ستستجيب. في عام 2015، تجاهل الرئيس أوباما الدعوات لمواجهة التدخل الروسي والإيراني في سوريا من خلال ظنهم أن بوتين سوف يغرق في «مستنقع». لكن التدخل الروسي أنقذ بشار الأسد، وغير ميزان القوى في التحالف الغربي، وأجبر وصول القوات الروسية تركيا وإسرائيل على اتخاذ مواقف أكثر احترامًا تجاه موسكو. وهذا ما يفسر سبب رفض إسرائيل في بعض الأحيان الدعوات للمشاركة في تسليح أوكرانيا.

عزز التدخل الروسي في سوريا تحالفها العسكري مع إيران، الذي يؤتي ثماره في أوكرانيا، ففي يونيو، كشفت المخابرات الأمريكية أن طهران تزود موسكو بالمواد لإنشاء مصنع لتصنيع الطائرات بدون طيار شرق العاصمة الروسية، وتؤكد التقارير الواردة من وكالة الاستخبارات الدفاعية وجود أدلة «لا يمكن إنكارها» على أن إيران كانت تزود روسيا بطائراتها دون طيار الهجومية (شاهد)، مما يمنح القوات الروسية القدرة الضاربة بعيدة المدى التي هي في أشد الحاجة إليها. بعد سنوات من تفاقم التوترات داخل الاتحاد الأوروبي عن طريق إرسال مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في المقام الأول إلى القارة، أصبح التعاون العسكري الثنائي الآن يهدد الأمن الأوروبي بشكل مباشر.

ثم كانت القواعد الروسية السورية بمثابة منصة انطلاق لتدخل بوتين عام 2017 في ليبيا التي تشكل اليوم مركزا لوجستيا للعمليات في السودان، وبفضل العلاقات الدافئة بين روسيا وكلا الطرفين المتنازعين في الحرب الأهلية السودانية، طورت (فاغنر) مخططا لاستخراج الذهب وتهريبه من العبيدية ونقله إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا.

لقد علّمت هذه التجربة بوتين درسًا مهمًا، فعلى الرغم من أن قواته لا تضاهي الجيش الأمريكي، إلا أنها أقوى من تلك الموجودة في الدول الأخرى، وبدون اهتمام الولايات المتحدة، يمكن حتى لفوج صغير نسبيًا للقوات الروسية أن يغير ميزان القوى في المنطقة. يكمن الخطر إذن في أن تتبع روسيا في إفريقيا تكتيكاتها نفسها التي نفذتها في سوريا. إن تأثير موسكو على القارة قد جعلها بالفعل في وضع يسمح لها بالتحكم في تدفق الطاقة والمهاجرين الأفارقة والمعادن الثمينة إلى أوروبا. علاوة على ذلك، بدأ وجود (فاجنر) في إعاقة عمليات مكافحة الإرهاب التي يقوم بها أعضاء (الناتو) في مالي وأماكن أخرى.

إذن، ما الذي يجب عمله؟ على الأقل، يجب على وزارة الخارجية تصنيف (فاجنر) منظمة إرهابية أجنبية. لكن واشنطن تحتاج أيضًا إلى إعادة تقييم قدراتها وخطتها الإقليمية، فأمريكا لديها أسلحة متطورة واقتصاد يتفوق كثيرا على روسيا، إلا أنه وعلى الرغم من نقاط القوة هذه، فإن أمريكا تتبع سياسات عسكرية غير متسقة تتعامل مع كل مشكلة خارجية على أنها منفصلة وغير متصلة بالأخرى. تحتاج الولايات المتحدة وشركاؤها في الناتو إلى تنسيق هذه الأهداف وإنشاء تماسك استراتيجي إذا أراد التحالف الغربي أن يكون له حضورٌ فاعل في القارة.

إن القوات الروسية ملطخة بالدماء وتعاني من الكدمات، لكنها لم تتعرض للهزيمة. نحن بحاجة إلى الاعتراف بأهمية إفريقيا لحلف الناتو قبل فوات الأوان.

ريبوا باحثة مشاركة في مركز السلام والأمن في الشرق الأوسط التابع لمعهد هدسون.

عن وول ستريت جورنال

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القوات الروسیة فی إفریقیا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

صحفي يحرج بايدن بسؤال عن بوتين.. والبيت الأبيض في موقف حرج

أوضح الخبير الأمريكي جيفري ساكس أن تهرب الرئيس جو بايدن من الإجابة عن أسئلة حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظهر بوضوح أن بايدن لم يعد هو من يتخذ القرارات الرئيسية في الإدارة الأمريكية.

وفي مقابلة مع قناة "Judging Freedom" على منصة "يوتيوب"، علّق ساكس على رد فعل بايدن تجاه سؤال من أحد الصحفيين حول بوتين، قائلاً: "بايدن لم يعد يتواصل بشكل مباشر مع الشعب الأمريكي. نراه يلوّح أو يصرخ على الصحفيين أثناء توجهه إلى المروحية، ولكننا لم نعد نسمع منه أي شيء ذو مغزى". 

 

وأضاف ساكس: "هذا الوضع مقلق للغاية، خاصة وأننا في خضم أزمة خطيرة. يبدو أننا لا نعرف من يتخذ القرارات في البيت الأبيض، ويبدو بوضوح أنه ليس بايدن". وربط الخبير بين هذا السلوك والفوضى التي تعيشها الإدارة الأمريكية، خصوصًا مع تصاعد الصراع في أوكرانيا.

 

وأشار ساكس إلى أن التصعيد المستمر في أوكرانيا هو المحور الرئيسي، حيث "روسيا تحقق تقدمًا، وأوكرانيا تواجه نقصًا حادًا في القوات"، مضيفًا أن "الغرب، وخاصة بريطانيا، أصبح أكثر عدوانية من الولايات المتحدة نفسها".

 

وكانت صحيفة "نيويورك بوست" قد ذكرت أن بايدن أثناء اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وبخ صحفيًا سأله عن تصريحات بوتين بشأن احتمال وقوع حرب إذا سمح لواشنطن باستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا. ورد بايدن بحدة قائلاً: "أقول لك أن تصمت حتى أتكلم". 

 

في الوقت ذاته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي مشاركة مباشرة من الغرب في الأزمة الأوكرانية ستغير جوهر الصراع بشكل كبير، وقد تصل إلى حالة حرب مباشرة مع روسيا.

 

الجيش الأردني يحبط محاولة طائرة مسيرة العبور إلى أراضي المملكة

 

أفادت وكالة "رويترز" أن الجيش الأردني أعلن اليوم عن إحباطه محاولة طائرة مسيرة غير مأهولة دخول الأجواء الأردنية قادمة من خارج الحدود. 

 

وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية إن القوات رصدت الطائرة أثناء محاولتها عبور الحدود إلى داخل المملكة، وتم التعامل معها فوراً باستخدام وسائل الدفاع الجوي المتاحة، مما أدى إلى إسقاطها قبل أن تصل إلى الأراضي الأردنية.

 

وأكد المصدر أن الجيش الأردني سيواصل التصدي لأي محاولات تهدد أمن واستقرار المملكة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة في حالة تأهب دائم لمواجهة مثل هذه التحديات التي تشهد تصاعداً في المنطقة.

 

ويأتي هذا الحادث في إطار سلسلة من المحاولات التي أحبطتها القوات الأردنية مؤخراً لمنع تهريب المواد المهربة والأسلحة عبر الحدود، مما يعكس التحديات الأمنية التي تواجه المملكة.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • خادم الحرمين الشريفين يدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • القيادة تدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • بوتين يأمر بجعل الجيش الروسي ثاني أكبر جيش في العالم بـ1.5 مليون جندي
  • صحفي يحرج بايدن بسؤال عن بوتين.. والبيت الأبيض في موقف حرج
  • بوتين يرفع تعداد الجيش الروسي إلى 2.4 مليون فرد
  • الروسية التي أصبحت سلطانة مصر
  • بوتين يوقع مرسوما يقضي بزيادة عدد عناصر القوات الروسية إلى 1.5 مليون جندي
  • مرسوم من بوتين بشأن عدد الجنود.. وانسحاب آخر بالداخل الروسي
  • مرسوم من بوتين بشأن عدد جنود الجيش.. وانسحاب آخر بالداخل الروسي