رئيس جامعة الأزهر: ما من حدث يمر بالأمة إلا وتجد صوت الأزهر عاليا
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
قال الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، يتضح من اسم الأزهر، أنه يُنسب إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأزهر صفة تفضيل تدل على أن كل من ينتسب إليه لا يكون دونيا أبدا ولكن عالي الرأس، وهو الاسم الجميل، فيه جمال الزهر الذي يتفتح عن العلوم، مبينا أنه سمي بالجامع أيضا، لأنه يجمع الأمة حوله، فما من حدث يمر بالأمة إلا وتجد صوته عاليا سباقا، فلا يخفى على أحد نداءات شيخ الأزهر للأمة والعالم للتضامن مع غزة وفلسطين وكل مكان، وغيرها من المواقف الإنسانية والوطنية.
وأضاف خلال حديثه اليوم الثلاثاء، في ندوة عن «الأزهر.. تاريخ وحضارة»، أن الدراسة لم تبدأ في مصر بشكل منتظم إلا من خلال هذا الجامع العتيق، ودُرس فيه الطب والعلوم بجانب الحديث والفقه والتفسير، حتى أصبح منارة العلم التي بدأت هنا وانتشر نورها في كل محافظات مصر، ثم أنشأت المعاهد النظامية التي وصلت إلى ١٢ ألف معهدا أزهريا، يَدرُس فيهم ما يقرب من ٣ مليون مصري غير الطلاب الوافدين، كما يحتضن مايقرب من مئة كلية، فضلا عن أروقته التي انتشرت في ربوع مصر، وصروح الفتوى والأبحاث الإسلامية ومرصده العالمي وغيرها من القلاع التي حصن بها الفكر الوسطي السليم.
وأشار إلى أعمدة وباحات الجامع قائلا: لو نطقت لأسمعتنا ابن خلدون والفاسي والمغربي والأندلسي، فهنا كان يجلس حسين المرصفي الذي كانت على يديه النهضة الأدبية في مصر، وغيرهم من العلماء الذين أثروا الحياة علما وفهما، وجاؤوا إلى الجامع الأزهر من أصقاع الدنيا كما تهوى الحمام على الحرم، فلو أن هناك هيئة أمم متحدة تنضم إليها الأمم، فإن الأزهر يضم بين جنباته وكلياته ومعاهده ما يقرب من ٦٠ ألفا من الطلاب يمثلون أممهم.
وتأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي»، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب الجامع الأزهر، في إطار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس جامعة الأزهر جامعة الأزهر الأزهر مصر سلامة داوود جامعة الأزهر
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يكثف نشاطه التوعوي ويواصل رحلته نحو عالم التلاوة والقراءات
يواصل الجامع الأزهر برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، جهوده الدعوية والتوعوية عبر تنظيم سلسلة يومية من الملتقيات العلمية والفكرية خلال شهر رمضان المبارك، حيث شهد الجامع الأزهر في اليوم الثالث عشر من رمضان، عددًا من الفعاليات التي تناولت قضايا مهمة، مثل "فضل النعم وكيفية شكرها" و"اختيار الصحبة الصالحة" و"دور المساجد في الإسلام"، وذلك من خلال ملتقياته الفكرية المتجددة التي ينظمها الجامع الأزهر كل يوم على مدار الشهر الجليل.
وعُقد ملتقى رياض الصائمين"، بعد صلاة الظهر مباشرة، بالظلة العثمانية، ملتقى "، تحت عنوان "آداب التعامل مع نعم الله" وحاضر فيه الشيخ أحمد إسماعيل عبد الحافظ- واعظ عام بالأزهر الشريف، والدكتور خلف جلال، الباحث بالجامع الأزهر الشريف، وتناول الملتقى نِعَمَ اللهِ علينا التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، وكم هي مُتتابِعَةٌ بتتابعِ الليلِ والنهار، وأن فقهِ التَّعاملِ معَ النِّعَم: أنْ يُوقنَ المسلمُ أنَّ المُنْعِمَ هو اللهُ تعالى، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على احترام النعمة وتوقيرها، وعدم إهدارها، فكان صلى الله عليه وسلم - لا يَعِيبُ طَعَامًا قطُّ بَلْ إِنْ اشْتَهَاهُ أكله، وإلا تركه، كما أوضح الملتقى الأَسْبَاب المُعِينة على شُكْر النِّعَم ومنها: التَّأمل في نِعَم الله، واستحضارها في كلِّ لحظةٍ وحِين، وعدم الغفلة عنها، فإن كثيرًا من الناس يتنعمون بشتى أنواع النِّعَم من مَأْكَلٍ، ومَشْرَبٍ، ومَرْكَبٍ، ومَسْكَنٍ، ومع ذلك لا يستشعرون هذه النِّعَم، لأنهم لم يفقدوها يومًا من الأيام، واعتادوا عليها.
واهتماما بقضايا المرأة، عقد الجامع الأزهر ظهرًا ملتقى "رمضانيات نسائية"، والذي جاء بعنوان " المساجد ودورها في الإسلام" حاضرت فيه الدكتورة سوسن الهدهد أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، والدكتورة نوار عبد الفضيل عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية والدكتورة سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر، وناقش الملتقى أهمية المساجد ودورها في نشر الإسلام وتوعية المسلمين واجتماعهم وتآلفهم، فهو مجمع الفضائل ومحل العبادة، وقد شهد الله لمن يعمره بالطاعة والإيمان، ولفت الملتقى أن المساجد هي بيوت الله في أرضه، ومواطنُ عبادته وشكره وتوحيده، وهي أحب البقاع إلى الله، وأشرفُها منزلة عنده سبحانه، وللمسجد رسالته الحقيقية بجانب طهارة القلب والقالب، وهي تزكية النفوس بالإيمان والعلم والعمل.
وبعد صلاة العصر عقد الجامع الأزهر الملتقى الفقهي تحت عنوان "آداب الصحبة في الإسلام" بمشاركة كل من: الدكتور محمود عفيفي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، وفضيلة الشيخ محمد سمير صديق، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، وأدار الملتقى أحمد عبد العزيز، منسق رواق اللغة العربية بالجامع الأزهر، حيث تناول الملتقى معنى الصداقة وحسن اختيار الصديق، حيث أكد المحاضرون أن الشرع من البداية اهتم أن تكون الصحبة قائمة على الخير وقائمة على الصلاح، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للجليس الصالح وجليس السوء فقال "إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً"، وبين المحاضرون اهتمام القرآن الكريم بحسن الصحبة والتحذير من سوء الصحبة ضاربين الأمثلة من القرآن الكريم في أكثر من موضع.
ويواصل الجامع الأزهر مسيرته المباركة في تعليم تجويد وترتيل القرآن الكريم من خلال مقارئه المتخصصة، التي تتيح الفرصة للسيدات والرجال والوافدين لتعلم القرآن الكريم مباشرة وأونلاين، وفق أعلى معايير الإتقان، وعلى يد نخبة متخصصة من علماء وحفاظ القرآن الكريم بالأزهر الشريف، وتشمل المقارئ: مقارئ صباحية ومسائية برواية حفص عن عاصم، وهي الأكثر انتشارًا بين المسلمين، ومقرأة القراءات، والوافدين، التي تشمل القراءات العشر، لمن يسعون إلى تعلم القراءات المتواترة بإتقان، وتهدف مقارئ القرآن بالأزهر الشريف، إلى تعليم القرآن الكريم برواياته المتواترة، مع إتقان التجويد والتلاوة، وإتاحة الفرصة للرجال والنساء والوافدين لتعلم القرآن في بيئة تعليمية متخصصة، وتقديم التعليم عن بُعد لضمان وصول العلم القرآني للجميع، وتخريج طلاب على دراية عميقة بأحكام التلاوة، ونشر ثقافة إتقان القراءة وفق الروايات المختلفة، حيث القرآن يُتلى كما أُنزل، وحيث يُصقل الصوت بنور التجويد والإتقان.