في كل زاوية من زوايا السودان البلد الممزق بالحرب تتكشف قصة جديدة تحمل معها ألماً لا حدود له،  الحاجة زينب التي تبلغ من العمر «85» عاما تحمل على كاهلها سنوات طويلة من الصمود أمام تحديات الحياة ولكنها اليوم تجد نفسها في خضم معاناة أكبر.

التغيير: فتح الرحمن حمودة

لأكثر من عام ونصف بقيت الحاجة زينب محاصرة في السودان شاهدة على المواجهات العسكرية الدامية التي مزقت نسيج المنطقة التي عاشت فيها ومع احتدام النزاع اضطرت مثل الكثير من أبناء شعبها للفرار مع ابنها وأحفادها في رحلة نزوح مؤلمة وصولا إلى معسكر “بيالي” في أوغندا بحثا عن الأمان.

وفي اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام لا يمكن إلا أن نستحضر معاناة كبار السن السودانيين الذين أُجبروا على مواجهة ظروف الحرب القاسية.

هذا اليوم الذي أنشئ بهدف زيادة الوعي بالمشكلات التي تواجه كبار السن والاحتفاء بمساهماتهم في المجتمع ظل شاهدا على فقدان الكثير منهم لحياتهم في البلاد.

الأدوية المنقذة للحياة كانت نادرة والمراكز الصحية توقفت عن العمل وحتى مراكز غسيل الكلى تعطلت ما أدى إلى وفاة العديد من كبار السن جراء انعدام الرعاية الطبية الأساسية.

رحلة لجوء شاقة

الحاجة زينب التي تعاني من مرض الزهايمر، وهي ليست على دراية تامة بما يجري حولها ابنها «م.م» تحدث لـ «التغيير» عن معاناة والدته بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن واصفا كيف كان أكبر تحدٍ واجههم هو الرحلة الطويلة والشاقة التي بدأت من غرب السودان مروراً بولاية القضارف شرقي البلاد ووصولاً إلى معسكر بيالي في أوغندا.

ووالدته مثلها مثل الكثير من كبار السن السودانيين لم تكن تتخيل أن يأتي يوم تجبر فيه على الفرار من بيتها ومنطقتها التي عمرتها على مر السنين بسبب حرب الجنرالين التي خلفت آلاف القتلى والجرحى بمن فيهم كبار السن.

تحدث ابنها قائلاً إن “الرحلة كانت مرهقة وحالتها الصحية المتدهورة زادت من صعوبة تحملها خصوصا بعد مغادرتهم السودان في طريقهم عبر مدينة قندر الإثيوبية ثم العاصمة أديس أبابا حتى استقروا أخيرا في معسكر بيالي.

واقع قاس

وهناك واجه الإبن مع والدته وأحفادها واقعا قاسيا لان المعسكر غير مهيأ لاستقبال حالات مثل حالتها ولا يوفر الدعم اللازم لأصحاب الأمراض المزمنة أو الأشخاص ذوي الإعاقة.

كما اشتكى من انعدام خدمات الدعم النفسي والاجتماعي في المعسكر إلى جانب التأثير السلبي لتغيرات الطقس وانتشار الأمراض المرتبطة به، وأشار إلى الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها في توفير العلاج اللازم والتعامل مع الخدمات الطبية ببطء شديد.

أما الأوضاع المعيشية فهي بدورها تحد آخر تكاليف السكن مرتفعة بالنسبة للذين لا يستطيعون العيش في المعسكر إلى جانب أن المناخ والغذاء الغير ملائمين، كما أن اللغة تشكل حاجزا إضافياً.

وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات فإن الحاجة زينب وغيرها من كبار السن الناجين يعيشون في ظروف إنسانية وصحية سيئة سواء كانوا في مراكز النزوح أو في معسكرات اللجوء.

وفي الوقت الذي فقد فيه الكثير من كبار السن حياتهم بسبب نقص الرعاية الصحية وغيرها من الأسباب يستمر البعض الآخر في العيش وسط هذه المأساة التي لا يبدو أن نهايتها قريبة.

معاناة تتفاقم

ولا تزال معاناة كبار السن في السودان تتفاقم مع استمرار المواجهات العسكرية التي اندلعت منذ منتصف أبريل من العام الماضي.

فغالبية هؤلاء المسنين يعانون من أمراض مزمنة وسط ظروف إنسانية تزداد سوءا مع انقطاع الأدوية وتكرار موجات النزوح خصوصا في المناطق التي تشتد فيها العمليات العسكرية.

ومع كل رحلة نزوح جديدة تنتقل معاناتهم إلى مراكز الإيواء داخل البلاد ومعسكرات النزوح خارجها حيث تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة.

ويعاني المسنين في معظم تلك المراكز والمعسكرات من شح مياه الشرب ونقص الغذاء وانتشار الأمراض وهو ما يزيد من ثقل هذه الظروف على كاهل المسنين الذين يصعب عليهم التأقلم مع هذه البيئة القاسية.

الوسومآثار الحرب في السودان المسنين اليوم العالمي للمسنين كبار السن معسكر بيالي للأجئين يوغندا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان المسنين اليوم العالمي للمسنين كبار السن يوغندا من کبار السن الحاجة زینب الکثیر من

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للمسنين.. وزير العمل: تحسين دور الرعاية بصدارة اهتماماتنا

بغداد اليوم - بغداد 

قال وزير العم والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، اليوم الثلاثاء (1 تشرين الأول 2024)، ان الاهتمام بكبار السن ليس مجرد التزام اجتماعي بل هو مسؤولية وطنية وإنسانية تحرص عليها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

وقال الأسدي في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الأول من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام وتلقته "بغداد اليوم"، نتوجه بالتحية والتقدير لهذه الفئة التي قدمت لمجتمعنا الكثير من الخبرات والحكمة، وكانت ركيزة أساسية في بنائه وتطوره".

وأضاف، إن" إن الاهتمام بكبار السن ليس مجرد التزام اجتماعي، بل هو مسؤولية وطنية وإنسانية تحرص عليها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، من خلال توفير أفضل الخدمات والرعاية الشاملة لهم، سواء على مستوى الرعاية الصحية، أو الاجتماعية، أو النفسية".

وتابع، إن" وزارة العمل أولت اهتمامًا خاصًا بدور رعاية المسنين، وعملت على تطويرها بما يضمن توفير بيئة آمنة ومريحة لكبار السن، وذلك من خلال دعم هذه الدور بالكفاءات المتخصصة وتوفير الإمكانات اللازمة التي تضمن لهم حياة كريمة، كما نحرص على تعزيز دور هذه الدور في تقديم الرعاية المتكاملة، وتطوير برامج نوعية تساهم في إدماج كبار السن في المجتمع، وإعطائهم الفرصة للمشاركة في الأنشطة التي تناسب احتياجاتهم وقدراتهم".

وأشار الأسدي إلى أن" وزارة العمل تؤكد التزامها الكامل بتطوير السياسات والبرامج التي تعزز جودة الخدمات المقدمة للمسنين في دور الرعاية، وتقديم كل الدعم اللازم للعاملين في هذه المؤسسات من أجل ضمان أفضل مستوى من العناية والاهتمام".

وختم الوزير، اننا" نتوجه بالشكر إلى جميع العاملين في مجال رعاية المسنين على تفانيهم وإخلاصهم، وندعو إلى مزيد من التعاون والتكاتف لضمان حياة أفضل لكبار السن في وطننا العزيز.

 

 

مقالات مشابهة

  • بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن.. الداخلية توزع هدايا بدور الرعاية
  • صور| في اليوم العالمي لكبار السن.. دعوة للتواصل وإحياء قيم الاحترام
  • فى اليوم العالمي للمسنين.. الإحصاء يعلن عدد كبار السن في مصر 2024
  • تزامنا مع اليوم العالمي لكبار السن.. الداخلية تنظم زيارات لدور الرعاية والمستشفيات
  • اليوم العالمي للمسنين.. 5 نصائح لدعمهم ودمجهم بالمجتمع
  • 9 أسباب لإصابات كبار السن داخل المنزل.. تجنبها في يومهم العالمي
  • في اليوم العالمي للمسنين.. وزير العمل: تحسين دور الرعاية بصدارة اهتماماتنا
  • في يومهم العالمي.. الإحصاء: 14.6% نسبة المسنين المشتغلين
  • إسكان الشارقة يحتفي بمبادراته في اليوم العالمي للمسنين