مصر – تمر الذكرى 54 لجنازة الزعيم العربي والرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر في 1 أكتوبر 1970. تلك الجنازة المهيبة تعد حتى الآن الأكبر من نوعها في تاريخ العالم العربي.

جمال عبد الناصر كان توفي في 28 سبتمبر عام 1970، وعمره حينها لم يتجاوز 52 عاما. وفاة عبد الناصر توصف بأنها لم تكن متوقعة، وأنها كانت نتيجة سكتة قلبية.

طبيب جمال عبد الناصر الشخصي أرجع سبب الوفاة إلى تصلب الشرايين والدوالي ومضاعفات مرض السكري الذي كان يعاني منه منذ أوائل عام 1960. علاوة على ذلك كان الزعيم مدخنا شرها، وعانى أيضا من ارتفاع ضغط الدم.

الخبير السياسي الروسي أليكسي بالييف كتب في عام 2010 يقول إن عبد الناصر “عانى من أمراض عديدة، والرواية الرسمية لوفاته هي قصور في القلب مع تفاقم مرض السكري. ومع ذلك، وفقا لمذكرات وزير الصحة السابق لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية يفغيني تشازوف، من المحتمل أن تكون (وفاته) محاولة اغتيال ناجحة”.

أليكسي بالييف يضيف بهذا الشأن قائلا: “حتى يومنا هذا، العديد من الخبراء يعتقدون أن عبد الناصر أزيل قسرا من المشهد السياسي”.

الخبير السياسي لخص إنجازات عبد الناصر بقوله: “في عهد عبد الناصر، تم بناء دولة ذات سيادة اقتصادية وسياسية في مصر، وهي على وجه الخصوص، قاومت بشكل فعال محاولات الشركات والبنوك الغربية (للسيطرة) على الاقتصاد المصري والتجارة الخارجية مرة أخرى، كما كان عليه الأمر في 1920 وأوائل 1950”.

يفغيني تشازوف الذي استند إلى شهادته الخبير السياسي أليكسي بالييف، هو طبيب قلب وعالم بارز، وكان وزيرا للصحة في الاتحاد السوفيتي بين عامي 1987 – 1990.

هذا الطبيب الشهير الذي توفى في 12 نوفمبر 2021، كان أشرف على علاج جمال عبد الناصر على الأراضي السوفيتي وفي مصر، وقد تطرق في مذكراته إلى حالة الزعيم العربي الصحية وما جرى حينها.

طبيب القلب يفغيني تشازوف كلف من قبل القيادة السوفيتية في يوليو من عام 1968 بمتابعة صحة جمال عبد الناصر من دون الكشف عن هويته، والالتقاء بسرية مطلقة بأطبائه للتشاور.

تشازوف روى أن أطباء مصريين “ظهروا في اليوم التالي في مكتبي في شارع جرانوفسكي. أصبح من الواضح أن القضية تتعلق بصحة عبد الناصر، الذي وصل لتوه إلى موسكو”.

جمال عبد الناصر – 1937

الأطباء المصريون أبلغوا طبيب القلب السوفيتي البارز بأن “عبد الناصر بدأ منذ عام 1967 يشكو من ألم في ساقيه. إنهما تزعجانه حتى حين تكونا ثابتتين، ناهيك عن المشي. علاوة على ذلك، إذا كان الألم في البداية في القدمين، فهو الآن في الوركين. ظهرت علامات الغرغرينا الأولية على الأصابع.. وتبين أن رئيس مصر كان يعاني من ضعف في التمثيل الغذائي للدهون والسكر، كما أنه كان يدخن سجائر قوية. كان زملاؤنا من القاهرة يميلون إلى رواية المسالك البولية من المرض، وتحدثوا عن احتمال وجود ورم. أنا ضممت اثنين آخرين من المتخصصين لدينا إلى فريق الاستشارة الطبية.  ومع ذلك، لا يزال يتعين إجراء التشخيص النهائي بعد فحص المريض الرفيع. وهنا بالضبط ظهرت المشكلة: كان الجانب المصري خائفا جدا من أدنى تسرب للمعلومات لدرجة أنه في البداية لم يوافق على الفحص الطبي”.

في نهاية المطاف اتفق الجانبان وتولى طبيب القلب الشهير مع مختصين سوفييت آخرين معالجة عبد الناصر. يكتب تشازوف عن ذلك قائلا: “بعد الكثير من الوعود والنصائح، تمكنا أخيرا من مقابلة عبد الناصر، الذي كان برفقة أنور السادات. بدا الرئيس المصري متعبا جدا. في البداية، انسحب إلى حد ما، بعد خمس عشرة دقيقة من المحادثة، تدخل ناصر في محادثة واعترف بأنه تحمل خمس ساعات من الرحلة إلى موسكو بشكل مؤلم للغاية. عانى من ألم شديد في رجليه. وبسبب ذلك، كان عليه أن يستلقي طوال الوقت”.

طبيب القلب البارز أول ما نصح به الزعيم “أنه بحاجة إلى الإقلاع عن التدخين. اتصل الرئيس على الفور بالمساعد، وأعطاه بتحد علبة سجائر.. كانت ملقاة على الطاولة، وأمر: (لا أريد هذا من حولي بعد الآن). أكدت الفحوصات والتحاليل تشخيصنا الأولي: تصلب الشرايين في أوعية الساقين. كان حجم المرض بحيث كان من غير العملي إجراء جراحة الأوعية الدموية، وقررنا اللجوء إلى الأساليب المحافظة. العلاج بالمياه المعدنية هو المخرج. علاوة على ذلك، أعطت مياه الرادون الطبيعية تأثيرا جيدا في أمراض من هذا النوع. وعد عبد الناصر بالعودة قريبا”.

تشازوف التقى مرة أخرى بجمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1969 وكان ذلك في القاهرة. أُرسل طبيب القلب السوفيتي البارز إلى هناك، وذهب إلى منزل عبد الناصر الذي وُصف بأنه “منزل صغير على أراضي ثكنة عسكرية سابقة. تم نقلي إلى الطابق الثاني، مباشرة إلى غرفة نوم الرئيس. استقبلني ناصر بابتسامة حزينة: (هنا لديك مريض آخر…) قرأت الخوف في عينيه. بعد أن فحصه، سأل ناصر: (متى سيكون كل شيء واضحا في النهاية؟)، أجبته أن ذلك لن يكون متاحا قبل عشرة أيام”.

بقي طبيب القلب عشرة أيام في مصر لمتابعة حالة الرئيس المصري والإشراف على علاجه، وبعد ذلك عاد إلى بلاده. في مذكراته التي بدأ في نشرها في عام 2010، كتب يلخص الأحداث بقوله: “جاء الرئيس ( المصري) إلى الاتحاد السوفياتي وعولج في بارفيخا (مصحة خاصة في ضواحي موسكو)، حيث أحب ذلك بالفعل. خين غادر إلى القاهرة بدا في حالة جيدة، ولم يشي أي شيء عن المتاعب. عندما عاد إلى مصر، مات فجأة. كان الجميع يتساءل عن سبب الوفاة. مع الأكاديمي لوكومسكي، الذي عالجنا معه ناصر أثناء إقامته في بارفيخا، ناقشت الأسباب المختلفة لهذه الوفاة من دون استبعاد محاولة محتملة لاغتياله، بالنظر إلى الوضع في الشرق الأوسط، والتي كان من السهل القيام بها، نظرا لحالة نظام القلب والأوعية الدموية. ثم كانت هناك معلومات مهمة تفيد بأن طبيب ناصر، الذي أجرى التدليك، كان عميلا للموساد وفرك المراهم التي تسببت في السكتة القلبية. كما أظهرت الأحداث اللاحقة، كان موت عبد الناصر علامة فارقة مهمة في تاريخ مصر”.

المصدر: RT

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: جمال عبد الناصر طبیب القلب

إقرأ أيضاً:

حضرت جنازة نصرالله.. أمريكا ترحل طبيبة لبنانية

أعلنت السلطات الأمريكية، أمس الإثنين، أنها رحّلت طبيبة من رود آيلاند إلى لبنان الأسبوع الماضي، بعد العثور على "صور ومقاطع مصورة تنم عن تعاطف"، مع الأمين العام الراحل لحزب الله، ومسلحين من الجماعة في ملف المواد المحذوفة على هاتفها.

كما أبلغت الطبيبة رشا علوية، عملاء بأنها حضرت أثناء وجودها في لبنان، جنازة زعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله الشهر الماضي، والذي كانت تُؤيده "من منظور ديني" بصفتها مسلمة شيعية.

وقدمت وزارة العدل الأمريكية هذه التفاصيل، في إطار سعيها لطمأنة قاض اتحادي في بوسطن بأن هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، لم تخالف عمداً أمراً أصدره يوم الجمعة الماضي، كان من شأنه أن يوقف الترحيل الفوري.

Dr. Rasha Alawieh, who was in the U.S. on a valid H1-B visa, has been deported back to Lebanon and unable to make contact with her lawyer. https://t.co/GJmI8iilfU

— Newsweek (@Newsweek) March 16, 2025

واحتُجزت المواطنة اللبنانية، البالغة من العمر 34 عاماً والتي تحمل التأشيرة (إتش-1بي) التي تُمنح للمتفوقين وذوي المهارات العالية، يوم الخميس الماضي، في مطار لوغان الدولي في بوسطن بعد عودتها من رحلة إلى لبنان لزيارة عائلتها. ثم رفعت إحدى قريباتها دعوى قضائية سعياً لوقف ترحيلها.

ويأتي إبعادها في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، إلى فرض قيود صارمة على عبور الحدود وتكثيف اعتقال المهاجرين.

وفي أول تفسير معلن لترحيلها، قالت وزارة العدل إن "رشا، أخصائية الكلى والأستاذة المساعدة في جامعة براون، مُنعت من العودة إلى الولايات المتحدة بناء على ما وجدته هيئة الجمارك وحماية الحدود على هاتفها، وتصريحات أدلت بها خلال مقابلة في المطار".

Last month, Rasha Alawieh traveled to Beirut, Lebanon, to attend the funeral of Hassan Nasrallah— a brutal terrorist who led Hezbollah, responsible for killing hundreds of Americans over a four-decade terror spree. Alawieh openly admitted to this to CBP officers, as well as her…

— Homeland Security (@DHSgov) March 17, 2025

ووفقاً لنص المقابلة، قالت رشا لهيئة الجمارك وحماية الحدود إنها "لا تدعم حزب الله لكنها تكن احتراماً كبيراً لنصر الله بسبب معتقداتها الدينية".

وأضافت "أنا لست سياسية... أنا أعمل طبيبة. إنه أمر ديني بحت".

وبناء على هذه التصريحات والصور التي عثر عليها بداخل هاتفها لنصر الله، وآية الله علي خامنئي الزعيم الأعلى لإيران، قالت وزارة العدل إن "هيئة الجمارك وحماية الحدود خلصت إلى أنه من غير الممكن تحديد نواياها الحقيقية في الولايات المتحدة".

وقالت تريشا مكلوفلين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، في بيان "التأشيرة امتياز وليست حقاً، وتمجيد ودعم الإرهابيين الذين يقتلون الأمريكيين يعد سبباً لرفض إصدار التأشيرة... هذا شيء بديهي في الأمن".

النضال مستمر

وقالت ستيفني مرزوق، محامية يارا شهاب قريبة الطبيبة، للصحافيين خارج المحكمة أمس الإثنين: "لن نتوقف عن النضال".

وبعد ساعات تجمع مئات المتظاهرين، ومنهم بعض زملاء رشا الذين يعملون معها في المستشفى، على العشب أمام مبنى ولاية رود آيلاند في بروفيدنس للتعبير عن دعمهم لها، حاملين لافتات كتب عليها "تأشيرتها كانت سارية"، "لم ترتكب أي خطأ"، و"أوقفوا الترحيل الجماعي الآن".

وصرح متحدث باسم جامعة براون، ومقرها بروفيدنس، أن الجامعة تسعى لمعرفة معلومات أكثر عما حدث. وكانت رشا تعمل في مؤسسة براون الطبية غير الربحية التابعة لكلية الطب بجامعة براون.

ومع انتشار خبر ترحيل رشا، أصدرت الكلية أول أمس الأحد، إرشادات تنصح طلابها وموظفيها وأعضاء هيئة التدريس الدوليين بالتفكير في تأجيل، أو تأخير السفر الشخصي خارج الولايات المتحدة "من باب الحيطة والحذر".

وفي ملف أمس الإثنين، دافعت وزارة العدل أيضاً عن مسؤولي الجمارك وحماية الحدود في مواجهة مزاعم الفريق القانوني، بأن الطبيبة رشا نُقلت جواً من البلاد مساء الجمعة الماضي، بالمخالفة لأمر أصدره قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية ليو سوروكين في ذلك اليوم.

وكان القاضي أصدر أمراً بمنع ترحيلها من ماساتشوستس دون إشعار مسبق مدته 48 ساعة. ومع ذلك، وُضعت على متن طائرة متجهة إلى فرنسا في تلك الليلة، ووصلت الآن إلى لبنان. ووجّه القاضي الحكومة أول أمس الأحد، بالنظر في "ادعاءات خطيرة" تفيد بانتهاك أمره عمداً قبل جلسة استماع كانت مقررة أمس الإثنين.

وأُلغيت الجلسة أمس، بناء على طلب المحامي الوحيد المتبقي، بعد انسحاب محاميي شركة أرنولد وبورتر كاي شولر للمحاماة الذين كانوا يمثلونها مجاناً، مشيرين إلى "ضرورة بذل المزيد من الجهود" بشأن القضية التي تتطور بسرعة.

وقالت محامية في تلك الشركة، إنها ذهبت إلى المطار يوم الجمعة وعرضت على ضابط في هيئة الجمارك وحماية الحدود نسخة من أمر سوروكين، على جهاز كمبيوتر محمول بحوزتها قبل إقلاع الرحلة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية، والتي كانت تقل الطبيبة اللبنانية.

وقال مسؤول آخر في هيئة الجمارك وحماية الحدود، في تصريح أدلى به أمس الإثنين، إنه أُبلغ بذلك قبل اصطحاب رشا إلى منطقة الصعود إلى الطائرة. لكنه أضاف أن وزارة العدل أمرت بأن يكون استلام الإشعار عبر القنوات الرسمية، وأن يتسلمه المستشار القانوني لمراجعته وتقديم التوجيهات اللازمة، وهو ما لم يحدث.

وكتب محامو وزارة العدل "تأخذ هيئة الجمارك وحماية الحدود أوامر المحكمة على محمل الجد، وتسعى جاهدة للالتزام بها دائماً". وفي وقت لاحق، قرر سوروكين إغلاق ملف وزارة العدل بناء على طلب محامية قريبتها.

مقالات مشابهة

  • طبيب يقتل نفسه في أحد المستشفيات بيافع
  • موعد ومكان جنازة الشيخ أبو إسحاق الحويني
  • كيف تحمى بذور اليقطين القلب وتعزز صحته؟ طبيب يجيب
  • حضرت جنازة نصرالله.. أمريكا ترحل طبيبة لبنانية
  • موعد ومكان جنازة أبو إسحاق الحويني
  • في ذكرى رحيله.. أبونا فلتاؤس السرياني "نسر البرية" الذي عاش في صمت
  • إيران ترفع الإقامة الجبرية عن الزعيم المعارض مهدي كروبي
  • تشييع جنازة المبتهل فوزي عبد الغفار بالبحيرة
  • قلبك يدفع الثمن.. طبيب يفجر مفاجأة عن تجاهل غسل الأسنان قبل النوم
  • الزعيم عادل إمام ضيف شرف الموسم التاسع من كأس إنرجي الدراما