تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال إدمون رزق الراهب الماروني المريمي في عيد القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع اثناء عظته في دير القدّيسة تيريزيا - سهيلة بلبنان.

إن تريزا الطفل يسوع طفلة صغيرة تجمعُنا اليومَ حولَ مائدةِ المسيح وحولَ مائدةِ الحُب! فهي طفلةٌ قلبُها وُسعَ السماءِ، وحبُّها يُمطرُ ورودًا وعزاءً ورجاءً، وصلاتُها تُغيِّرُ أقسى القلوب! صريحةٌ في حُبِّها ليسوع وإيمانِها به، وكيف لا؟ وهي ثمرةُ والدَين قدّيسَين، قالت عنهما: "أعطاني الرب والدَين، هما أقربُ إلى السماءِ منها إلى الأرض".

وأمّا أخواتها الأربعة فقد كُنّ أيضًا راهبات، منهنّ Soeur Léonie الّتي فتحتِ الكنيسةُ الكاثوليكيّة دعوى قداستِها سنة 2015 

ففي عيدِها اليوم، أُريدُ أن نتأمَّل معًا باسمها الّذي نحبُهُ كثيرًا في لبنان. و"تيريزيا" يجدُ مصدَرَهُ في اللغةِ اليونانيّة ومعناه "الّذي يحصُد"؛ وفي حياتِها الرهبانيّة اختارت لنفسها اسم "تريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس"، ليكون ليسوعَ مكانًا في إسمِها وحياتها ورسالتِها، مختارةً هكذا أن تكونَ رسالتُها رسالةَ "طفولةٍ" و"قداسةٍ"، حملَتها في روحِها وفي وجهِها، فكان المسيح يحصُدُ من خلالها توبةَ نفوس كثيرة.
 صادقَت نفسُ تيريزيا الحُبَّ الإلهي فسارت معه، متفانيةً في الصلاةِ من أجلِ النفوس، تودُّ أن ينتصرَ يسوع ضدَّ الشرير والشرور، وألّا يخسرَ أيَّ نفسٍ. صلَّت لـPranzini ليتوبَ، وكم كانت فرحتُها كبيرةً برجوعه إلى يسوع قبل مَوتِهِ ووصلّت من أجلِ الرسالات والـمُرسَلين الذّين يحملون راية الحُبِّ الإلهي وكلمتَهُ إلى أقاصي الأرض، تاركين أهلَهم وساعين فقط للبشارةِ بالإنجيل!
 وأضاف ومع أنّها وُلدت في عائلةٍ بورجوازية، لم يكن عملُ الخير وحدُهُ عربونًا لعيشِها الإيمانَ والمحبّةَ، إنّما قدّمت فكرَها ونفسَها وقلبَها، وعملَها وصمتَها وتحمّلَها للانتقادات، وأجملُ ما تُعلِّمُنا أنّها قبلَت نفسَها بصغرِها وضعفِها، كما تقولُ في الترتيلةِ " أنتَ الّذي يعرفُ أقصى درجاتِ صِغرى". 

وهكذا اتكلت على يسوع كي تنموَ وتكبرَ بالنعمة بحضورهِ في قلبِها وحياتِها.
 ومرّت السنينُ (مئة وسبع وعشرون سنةٍ) على دخولِ تيريزيا الصغيرة الحياةَ الأبديّة، وهي لا زالت تمطرُ ورودًا من السماء في حياةِ من يقصِدُها ومَن يطلُب شفاعتَها.
 

​نأتي إلى تيريزيا بأسئلةٍ كثيرةٍ، نطلبُ منها الآياتِ والإيجاباتِ، ولكن ألا نريدُ أن نتعلّمَ منها شيئًا، وهي في بساطةِ إيمانِها، أعلنتها الكنيسةُ ملفانةً ؟
 

فتُعلّمنا تيريزيا أنَّ في صِغَرِنا شوقٌ كبيرٌ إلى عظمةِ الربِّ، الّذي يعتني فينا مثلَ ما يعتني بكلِّ مخلوقاتِهِ، فنحنُ لهُ "أفضلُ من عصافيرَ كثيرة"!
وتُعلّمنا تيريزيا أنَّ الحُبَّ  إذا اجتاح القلوبَ، يجعلُ فيها عرشَهُ ويزرعُ فيها الفرح، فهي ما انفكّت تُردِّد " يسوع، فرحي هو أن أحبّك".
 

واستطرد و تُعلّمُنا تيريزيا كيف نعودُ أطفالاً لندخُلَ ملكوت السماوات، إذ نحيا الحُبَّ والعطاءَ في الأمور اليوميّة ونتكِّلَ اتِّكالاً كُليًّا على الله ونثق ثقةً عمياءَ بعنايتِهِ وسهرِهِ علينا. 

 

وهي كما وصفَها القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني الخبيرة في علمِ الحُب" لأنّها اهتمّت ولا زالت تهتمُّ حتى يومِنا هذا بمساعدةِ النفوس البسيطة والنفوس الخاطئة والمتألّمة الّتي تسألها العناية.

 

 

 وهكذا ببساطةٍ تُنير قدّيستُنا الصغيرةُ وجهَ الكنيسةِ بإشراقِ قلبِها ومقاصدِها لمساعدةِ يسوع في مشروعِهِ الخلاصيّ، في كسبِ النفوس.
- تُعلِّمنا تيريزيا أنَّ ظلمةَ الأحداثِ لا يمكنها أن تخمدَ فينا نورَ المسيح، وأنّه يمكننا أن نكونَ رُسُلاً في التبشير من حيثُ نحنُ الآن، نحملُ الكلمةَ إلى القلوبِ ونحيا المشورات الإنجيليّة بتجرّدٍ تام، فنكونَ سندًا للكنيسةِ ندعمُها بالصلاةِ والأعمالِ الصغيرة ... هكذا أصبحَتْ هي شفيعةَ الرسالات، دون أن تتركَ ديرَها.
- أخيرًا وليسَ آخِرًا، تُعلّمُنا القدّيسة تيريزيا أنّ عَمَلَ الخيرِ لا يحدُّهُ حدود، لا زمانٌ ولا مكان، فهي تردّدُ : "سأقضي حياتي في السماء أعمل الخير على الأرض".
صلاتي اليومَ، أيّها الأحبّاءُ، في عيدِ تيريزيا،  أنّ نؤمنَ أنَّ اللهَ وحدَه قادرٌ أن يُخلّصَنا، وأنّهُ لا يتركُنا في الظلمةِ، ولسنا وحدَنا في الطريقِ، فهو يضعُ في حياتِنا مناراتٍ صغيرةً ترشدُنا إليه وهم القدّيسين الّذين يعلّمونَنا أن نقتربَ منه دون خوف. نحنُ أقوياءَ به، وحياتُنا مرآةٌ لحُبِّهِ وعنايته. ندعوهُ الآنَ كما دعتهُ تيريزيا "تعالَ إلى قلبنا... لأنَّ قلبَنا يتوقُ إليكَ!" لكَ المجد ولأبيكَ، ولروحِكَ القدّوس، الآن وكلّ آن وإلى الأبد.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس قلب ها

إقرأ أيضاً:

المتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا.. تلقينا مكالمة من برنامح صبايا الخير

ينظر قاضى المعارضات  بمحكمة جنح الخليفة، غدا الأربعاء، قرار تجديد حبس المتهمين باختلاق واقعة سحر مؤمن زكريا للاعب كرة القدم.

وأدلي المتهمين بإعترافات تفصيلية أمام النيابة، حيث قالوا أنهم استغلوا معرفتهم بأحد أقارب اللاعب مؤمن زكريا ومرضه وفبركوا واقعة السحر من أجل تصوير فيديو معه خلال إبطال السحر من خلال شيخ ونشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم على التيك توك لزيادة المشاهدات.

وأشار المتهمين أن وراء انتشار الفيديوهات هو حوش مقبرة مجدي عبد الغني الموجود في مقابر الإمام الشافعي.

المتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا تلقوا مكالمة من برنامح صبايا الخير

وأكد المتهمون أنهم لم يقصدوا ابتزاز اللاعب مؤمن زكريا والدليل على ذلك أنهم لم يطلبوا منه أي أموال ولم يأخذوا منه شيء وهذا ما أكده اللاعب في تحقيقات النيابة، وعندما رفض وتركهم خلال وضع أعمال السحر في مياه بالملح، نشروا الفيديو.

وأوضح المتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا، تلقيهم مكالمة هاتفية من معدين برنامج صبايا الخير مع ريهام سعيد فظهروا معها من أجل المشاهدات والليكات على فيديوهاتهم والشهرة فقط.

وكانت وزارة الداخلية كشفت حقيقة تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تناقلته عدد من القنوات، والذي تضمن عثور أحد الأشخاص على أعمال سحر أثناء زراعة صبار أمام مقبرة خاصة بعائلة اللاعب مجدى عبدالغنى - الكائنة بدائرة قسم شرطة الخليفة بالقاهرة، عبارة عن أوراق وصورة للاعب مؤمن زكريا، مكتوب عليها بعض الطلاسم والعبارات غير المفهومة.

والفحص تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من تحديد وضبط ناشر مقطع الفيديو المشار إليه وتبين أنه (عامل مدافن - مقيم بدائرة القسم) وبمواجهته اعترف باختلاقه الواقعة بالاشتراك مع (نجله وشخصين آخرين وسيدة ) "تم ضبطهم عدا نجله".

وأضاف بقيامهم بإحضار صورة للاعب مؤمن زكريا "لعلمهم بتعرضه لوعكة صحية" وكتابة طلاسم وعبارات غير مفهومة عليها وكذا عروسة من القماش بها مجموعة من الدبابيس، ودفنوا الصورة والطلاسم أمام مقبرة خاصة بعائلة اللاعب السابق مجدى عبد الغنى لإلصاق الواقعة به "لكونهما شخصيات رياضية مشهورة"، وادعائهم عثورهم عليها حال قيامهم بزراعة صبار أمام المقبرة، وتصوير مقطع الفيديو المتداول ونشره على مواقع التواصل الاجتماعى بهدف تحقيق أعلى نسبة مشاهدة للتربح ماديًا وتسليمها عقب ذلك للاعب مؤمن زكريا تحت زعم كونها أعمال سحر والذى قام بدوره بالتخلص منها، وبمواجهة باقى المتهمين أيدوا ذلك.

مقالات مشابهة

  • المطران كلاوديو يترأس قداس اليوم الثامن من تساعية القديسة تريزا بشبرا
  • المتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا.. تلقينا مكالمة من برنامح صبايا الخير
  • رونالدو: الضغط جزء من حياتي والفوز هو الأهم!
  • تأمل في حياة القدّيسة تريزا الطفل يسوع
  • حدث فلكي نادر: ظهور نجم جديد في السماء
  • إعلان دير القديسة تيريزيا الطفل يسوع في سهيلة مزارًا وطنيًا
  • ورود روحانية في ذكرى القدّيسة تريزا الطفل يسوع
  • مرسين.. “سفينة الخير” التركية تنطلق نحو الصومال
  • بالفيديو … زينب إبنة الشهيد نصر الله: لن أنساك في كل حياتي