تمكنت امرأة صينية مصابة بمرض السكري من النوع الأول من الشفاء بفضل علاج جديد يعيد تشكيل الخلايا المستخرجة من جسم المريضة نفسها.

ونجح العلاج الرائد في تحويل هذه الخلايا إلى خلايا جذعية مخصصة تم استخدامها بعد ذلك لزراعة مجموعات من "الجزيرات"، وهي خلايا منتجة للهرمونات في البنكرياس والكبد تساعد في تنظيم مستويات السكر في الجسم.

وقال الباحثون إن المرأة البالغة من العمر 25 عاما، والتي تعيش في مدينة تيانغين، أنتج جسدها الإنسولين الخاص به بنجاح لأكثر من عام.

ويستند العلاج الذي وصفه خبراء من الخارج بأنه "مذهل ورائع"، إلى إنجاز مماثل في شنغهاي في أبريل.

وكانت حالة أبريل مختلفة في أنها تضمنت زرع الخلايا الجذعية في الكبد، في حين تضمنت الطريقة الجديدة زرع الجزيرات المصنوعة حديثا في الجزء العلوي من بطن المريضة بالقرب من البنكرياس.

وأفاد الباحثون أن عمليات زرع خلايا الجزيرات في الكبد كانت أكثر صعوبة في المراقبة من خلال طرق غير جراحية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، ما يجعل من الصعب إزالة هذه المجموعات الخلوية في أسوأ الحالات حيث يرفض الجهاز المناعي للمريض عملية الزرع ويهاجمها.

وهذه الطريقة الجديدة التي يتم فيها إدخال خلايا الجزيرات أسفل البطن مباشرة، سمحت للباحثين بمراقبة تقدم هذه الخلايا عبر التصوير بالرنين المغناطيسي بسهولة نسبية.

وقال الباحث في مجال مرض السكري دايسوكي يابي من جامعة كيوتو اليابانية للصحفيين: "إذا كان هذا ينطبق على مرضى آخرين، فسيكون رائعا".

ومع ذلك، أبدى بعض المتخصصين الطبيين حذرهم بشأن هذه النتائج، في انتظار معرفة ما إذا كان العلاج الناجح الذي توصل إليه الفريق يمكن تكراره في المزيد من المرضى.

وأشار دكتور جاي سكيلر، أخصائي الغدد الصماء بجامعة ميامي، والمتخصص في مرض السكري من النوع الأول، إلى أنه يفضل أن يرى ما إذا كانت مريضة الاختبار البالغة من العمر 25 عاما تستمر في إنتاج الإنسولين لنفسها لمدة خمس سنوات على الأقل، قبل اعتبار حالتها "مشفية" حقا.

وأشار خبراء الصحة أيضا إلى أن تقنية تصنيع عمليات زرع مخصصة باستخدام خلايا المتلقي نفسه يصعب حاليا توسيع نطاقها بشكل فعال من حيث التكلفة، ما يعني أن سعر علاج مرض السكري هذا قد يكون مرتفعا بشكل مذهل في البداية.

وكشف الباحثون الطبيون في جامعة نانكاي وجامعة بكين في الصين المشرفة على العلاج الجديد إلى أن مريضة الاختبار الخاصة بهم كانت بالفعل تتناول دواء مثبطا للمناعة لعلاج مرض الكبد. وبالتالي، يظل من غير الواضح ما إذا كانت أجسام المرضى الآخرين قد ترفض عملية زرع جزيرات مماثلة مشتقة من خلاياهم المستخرجة شخصيا.

واستغرقت العملية التي أجريت في يونيو 2023، وفقا للورقة البحثية المنشورة في مجلة Cell، أقل من نصف ساعة.

وكتب الباحثون: "حققت المريضة استقلالا مستداما عن الإنسولين بدءا من 75 يوما بعد عملية الزرع".

ويأمل الخبراء الطبيون أن تكون عمليات الزرع مثل هذه، والتي توجه بمهارة خلايا المريض المستخرجة لتصبح خلايا جذعية ثم تستخدم لزراعة خلايا أكثر تخصصا لزرعها مرة أخرى في المريض، أقل عرضة للرفض من قبل الجسم.

وهذه الطريقة قد تتجاوز الحاجة إلى الأدوية المثبطة للمناعة، والتي تساعد في منع رفض عملية الزرع على حساب إضعاف الجهاز المناعي بالكامل لدى الشخص.

عن روسيا اليوم

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: مرض السکری

إقرأ أيضاً:

علامة في العين قد تشير إلى خطر الإصابة بالفصام!

يمانيون../
كشف الباحثون في دراسة دولية حديثة عن اكتشاف مثير يرتبط بين حالة شبكية العين وصحة الإنسان العقلية، حيث أظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي التابع لها، أن الأشخاص الذين يمتلكون استعدادًا جينيًا للإصابة بالفصام (انفصام الشخصية) غالبًا ما يكون لديهم شبكية أرق من الأشخاص الآخرين.

الدراسة، التي استندت إلى تحليل بيانات ضخمة من البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank)، شملت معلومات جينية وطبية لأكثر من نصف مليون شخص. من خلال فحص “درجات الخطورة الجينية” للأفراد ومقارنتها مع قياسات سماكة الشبكية باستخدام تقنية التصوير المقطعي البصري (OCT)، تمكن الباحثون من اكتشاف هذا الرابط الدقيق بين الصحة العقلية وحالة الشبكية، وهو فحص غير جراحي يستغرق دقائق قليلة ويتميز بدقته العالية وبتكلفته المنخفضة نسبياً.

وقال الدكتور فين رابي، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن “التغيرات في الشبكية قد تعكس تغييرات مماثلة في الدماغ، وهذا يمكن أن يكون أساسًا لفهم أعمق للروابط بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية”.

وأضاف الباحثون أن هذه النتائج تدعم أيضًا ما يُعرف بـ”فرضية الالتهاب” في مرض الفصام، حيث رصدوا ارتباطات جينية قد تساهم في العمليات الالتهابية التي تحدث في الدماغ، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تركز على تعديل الاستجابة الالتهابية.

رغم أن التأثير الذي رصدته الدراسة قد يبدو صغيرًا عند النظر إليه على مستوى الأفراد، إلا أنه يصبح واضحًا عندما يتم فحص مجموعات سكانية كبيرة، ما يعزز أهمية الدراسات واسعة النطاق مثل هذه. كما حذر الباحثون من أن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من الدراسات الطويلة الأمد لتأكيدها وتطبيقها في المجالات السريرية.

مع هذه الاكتشافات، قد تصبح فحوصات العين الروتينية أداة هامة للكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين للإصابة بالأمراض النفسية، ما يمكن أن يتيح التدخل المبكر وتحسين نتائج العلاج.

مقالات مشابهة

  • زيارة صاحب السمو الأمير عبدالإله ال سعود لطفلة مصابة بمرض نادر ..فيديو
  • استشاري: بعض مرضى السكري أُصيبوا بالغرغرينا والسبب خلطات شعبية.. فيديو
  • هيئة الدواء تكشف أفضل طريقة لـ علاج جرثومة المعدة
  • 5 مشروبات صباحية فعالة للوقاية من السكري وضغط الدم المرتفع
  • ارتداء هذا النوع من الذهب في تركيا أصبح حلمًا بعيد المنال
  • علامة في العين تشير لقرب الإصابة بمرض الفصام
  • علامة في العين قد تشير إلى خطر الإصابة بالفصام!
  • سابقة علمية.. رصد فجر كوني جديد قرب نظامنا الشمسي
  • التهاب الكبد الوبائي: الأسباب، المضاعفات، طرق العلاج
  • خسارة الوزن تفتح باب الشفاء: دراسة تكشف معادلة ذهبية للتغلب على السكري من النوع الثاني