تسعير منتجات الصلب بين سندان زيادة التكاليف محلياً ومطرقة إرتفاع أسعار الخامات عالمياً
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
لو فتشتت فى المعجم عن معنى السندان- بفتح السين- والمطرقه ستجد المعنى الحرفى للجملة هو الشىء بين أمرين كلاهما مُر أو شر، وهذا التفسير ينطبق تماما على وضع صناعة الصلب فى الوقت الحالى.
تمر الصناعة منذ أكثر من ستة أشهر بعدم الاستقرار لوقوعها بين سندان زيادة التكاليف الباهظة، وبين مطرقة ارتفاع أسعار الخامات فى البورصات العالمية التى لاترحم، ولا تعترف بالتكهنات.
لو نظرنا إلى التكاليف بالمصانع ستجدها عبارة عن قائمة طويلة بدءًا من حجم العمالة الرهيب ومرتباتهم الباهظة، مرورا بأسعار المحروقات والطاقة، والتأمينات، والضرائب، والمياه، وفروق تدبير العملة الأجنبية اللازمة لاستيراد الخامات والمعدات والتكنولوجيا وإنتهاءً بأسعار الخامات نفسها بالأسواق العالمية الموردة، وكذلك أسعار الشحن والتفريغ ونولون النقل.
تعد هذه التكاليف هى العامل الرئيسى الذى تحدد عليه مصانع الصلب عملية تسعير بيع منتجاتها فى السوق المحلى، أو حتى أسعار التصدير لبعض منتجاتها مع التأكيد والتوضيح أن عوامل التكلفة تختلف كليةً بالمصانع المتكاملة عن مصانع الدرفلة، فالتكلفة بالمصانع المتكاملة أو حتى شبه المتكاملة أعلى بكثير جدا من التكلفة بمصانع الدرفلة، والعائد على رأس المال بالمصانع المتكاملة أعلى بكثير من العائد على رأس المال بمصانع الدرفلة.
** أرقام وحقائقفى ظل الفوارق الكبيرة بين مصانع الدرفلة والمصانع المتكاملة لا تستطيع مصانع الدرفلة وضع تسعيره لمنتجاتها حتى لو أسعار الكمر والزوايا إلا بعد أن تقوم المصانع المتكاملة بإعلان أسعارها، ورغم ارتفاع أسعار الخامات عالميا لم تقم المصانع المتكاملة بإعلان أسعارها الجديدة حتى كتابة هذه السطور، وكل ما يتردد بشأن زيادة الأسعار اليوم الثلاثاء الأول من أكتوبر 2024 لا أساس له من الصحة، وما يحدث من كواليس بكل المصانع نستطيع أن نلخصه فى عدة نقاط جوهرية وهى:
أولا:أن المصانع تعكف حاليا على دراسة السوق العالمى خاصة فى دولة الصين بصفتها تنتج أكثر من نصف الإنتاج العالمى، فضلا عن كونها أكبر مستهلك فى العالم لمعرفة هل الوضع الحاصل حاليا عبارة عن فقاعات مثل فقاعات العقارات، أم أن الوضع سيمتد لأكثر من ذلك!
ثانيا:هناك تخوف شديد من استيراد أي خامات فى الوقت الحالى لربما تعاود أسعار الخامات خاصة خام الحديد هبوطاً وتصل إلى مستويات ما قبل شهر سبتمبر.
ثالثا:ستلجأ المصانع الكبيرة إلى إعطاء أفضلية فى الشراء لنظام الدفع بالكاش، مع إجراء تحليل لعمليات البيع ومراقبة حالة السوق.
رابعا:سيكون هناك حذر كبير عند التعامل مع المخزونات الموجودة بالمخازن رغم حاجة كل الشركات تقريبا إلى وجود سيولة مالية.
خامساً:قد تضطر المصانع المتكاملة التى تقوم بالتصدير إلى مراجعة أسعار التصدير خاصة لأسواق أوروبا وأسواق الخليج تحديدا مع الإشارة إلى أن بعض بعض الشركات فى دوله خليجية قد استشاطت غضبا عندما قامت إحدى الشركات المصرية بتصدير نحو 20 الف طن لفائف سلك بسعر تنافسى، وعلى الفور قامت الشركة الخليجية بخفض أسعارها مجبرة لتفويت الفرصه على الشركات المصرية للتصدير من جديد.
جملة القول، أن هناك ترقب حذر فى كل المصانع المنتجة للصلب سواء المتكاملة، أو شبه المتكاملة، أو مصانع الدرفلة والأخيرة تنتظر الأسعار الجديدة للمصانع المتكاملة فى ظل حسابات معقدة وشديدة التعقيد، فهناك تكاليف باهظة فى الإنتاج والتشغيل، وأسعار خامات فى تصاعد مستمر عالميا، وتكدس بضائع محلية فى المخازن نتيجة تراجع حالة الطلب، وعدم قابلية السوق لإجراء أية زيادات سعرية كبيرة خلال الأيام الحالية.
الأمر الآخر أن الحكومة أصبحت مطالبة بالتدخل، وإجراء مزيد من التسهيلات على قطاع البناء والتشييد كما فعلت دولة الصين مؤخرا.
بقى أن نشير إلى ما بقى ان نشير الى ما صرحت به الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية حيث أعلنت فى وقت سابق عن موافقة الرئيس السيسى علي الدراسة المشتركة التي أعدتها الوزارة بالتعاون مع وزارة الإسكان بإلغاء اشتراطات البناء المعمول بها حالياً فى المدن والقرى والكفور والنجوع بمختلف المحافظات والتي كانت قد صدرت في شهر مارس 2021، والعودة للعمل بأحكام قانون البناء رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية بما يساهم في سهولة إصدار تراخيص البناء، وانتعاش حركة التشييد والبناء، ولو تحقق ما صرحت به الوزيرة على أرض الواقع سترى صناعة الصلب ضوءً تستطيع من خلاله الخروج من النفق المظلم الذى تمكث فيه الآن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منتجات الصلب أسعار الخامات زيادة التكاليف السندان صناعة الصلب التكاليف الباهظة البورصات العالمية مصانع الصلب أسعار الخامات
إقرأ أيضاً:
الذهب يستقر عالميا بعد تثبيت أسعار الفائدة الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقرت أسعار الذهب في الساعات الأولى من التعاملات الآسيوية، الخميس 30 يناير 2025، بعد قرار مجلس الاحتياطي المركزي الأمر يكي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في خطوة خلت من إشارات واضحة بشأن مسار السياسة النقدية الأميركية لهذا العام.
وبحسب “رويترز” سجل الذهب في المعاملات الفورية 2761.79 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 00:49 بتوقيت جرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 0.2% لتصل إلى 2774.50 دولارًا للأوقية.
الفائدة الأمريكية
وأبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة دون تغيير، ولم يقدم سوى القليل من الإشارات بشأن التخفيضات المستقبلية، وسط استمرار تراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة، والنمو الاقتصادي، وارتفاع التضخم بوتيرة أعلى من المعدل المستهدف.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إن المجلس سينتظر إشارات إضافية حول تقدم التضخم وسوق العمل قبل اتخاذ قرار بشأن خفض أسعار الفائدة.
وتؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى تقليل جاذبية الذهب، نظرًا لكونه أصلًا لا يدر عائدًا، وكان قرار تثبيت الفائدة متوقعًا على نطاق واسع، بعد خفضها بمقدار نقطة مئوية كاملة خلال ثلاث مرات متتالية العام الماضي.
كما استوعبت الأسواق تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بفرض رسوم جمركية، بعد أن أعلن البيت الأبيض أن ترامب لا يزال يخطط لفرض رسوم كبيرة على المكسيك وكندا يوم السبت، كما يدرس بجدية فرض رسوم إضافية على الصين في مطلع الأسبوع المقبل.
سياسات ترامبوقد تؤدي سياسات ترامب، التي يُنظر إليها أيضًا على أنها تضخمية، إلى دفع البنك المركزي الأمريكي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يقلل من جاذبية الذهب.
في الوقت نفسه، تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيقرر خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق اليوم الخميس.
وارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% لتصل إلى 30.85 دولارًا للأونصة. فيما زاد البلاتين بنسبة 0.7% ليصل إلى 952.49 دولارًا للأونصة. كما صعد البلاديوم بنسبة 0.5% مسجلًا 967.38 دولارًا للأونصة.