جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-01@18:30:05 GMT

الشهداء لا يموتون

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

الشهداء لا يموتون

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

تموت الأمم وتبقى آثارها، وتفارقنا أرواح طاهرة وتظل مآثرها باقية إلى زمن غير معلوم، فالعظماء تظل مواقفهم نبراساً ودروساً وعبرَا وذكرى لا يمكن أن تمحى أو تزول، ورحيل الشهيد السيد حسن نصر الله، مثال على رحيل أحد الأبطال الذين قدموا مواقف صادقة وسنوات من الكفاح والعمل، وقد قال المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" وما قدمه المناضل نصر الله، لا يمكن إن يطمس ولا يمكن نكرانه أو تجاهله؛ فالشمس لا يمكن حجبها باليد، والأبطال الذين على منهجه وسيرته العطرة لا يموتون ولا يرحلون؛ بل تظل سيرتهم حاضرة.

نعم الأبطال لا يرحلون ولا يموتون لأنهم يتركون إرثًا خالدًا في بلادهم وفي شعوبهم، والسيد حسن نصر الله ترك هذا الإرث لأغلب الشعوب العربية والإسلامية من خلال مواقفه البطولية ودفاعه المستميت عن أعظم قضية في التاريخ "قضية فلسطين". لقد كنَّا نتسمر عند شاشات التلفاز عندما ينتشر خبر كلمته، وذلك لإيماننا العميق بأنه صادق وقوي أمام الغطرسة الصهيونية العالمية؛ فهؤلاء لا يحسبون حساباً لأي دولة ولا يهابون أي أحد إلا من يعلمهم بأن القوة لا يرد عليها إلا بالقوة، وحزب الله الذي تزعمه السيد حسن نصر الله لقنهم دروسًا لن ينسوها أبدًا في عام 2000 وفي عام 2006، وما هذا الاحتقان الشديد والهجمات الشرسة على شخصه إلّا لأنهم يدركون بخطره عليهم.

لا أستغرب شخصيًا فرحة الصهاينة برحيل السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله؛ لأنه أذلهم وقهرهم وحطم أصنامهم وانتصر عليهم في كل المواجهات، ولكن ما يُبكيني ويجعلني في صدمة وذهول هو فرحة بعض العرب والمسلمين بموته، ومهما كانت من خلافات مذهبية أو أحداث حدثت سابقًا، إلّا أن هذا لا يُبرِّر أبدًا هذه التصرفات؛ فالأمة العربية والإسلامية تمر بمنعطف خطير بسبب الغطرسة الصهيونية وآلة الحرب الإسرائيلية التي قضت على الصغير والكبير والرضيع وحتى الأجنة في بطون أمهاتهم لم تسلم منهم، فكان حريًّا بِنّا جميعًا أن نقف صفًا واحدًا أمام هذا العدو الغاشم، الذي دمر كل شيء وأحرق الأخضر واليابس وأفسد الأرض والحرث والنسل.

ومع هذا لا يضر الشهيد السيد حسن نصر الله ما عبَّر عنه البعض، فقد أدى الأمانة التي عليه، وكان لمدة تزيد عن 32 سنة على أهبة الاستعداد للشهادة وحقق الله له مبتغاه، وما يسعدنا كأمة إسلامية هو تأسيسه لهذه المؤسسة القوية التي لا تعتمد على شخصه وإنما قائمة كمنظومة قوية لها أركانها ولها رجالها الذين يذودون عنها بكل صرامة وأمانة، فمن سيخلف القائد الشهيد لن يكون أقل منه صرامة على الصهاينة إذا لم يكن أشد، ولينتظر العدو من قادة المقاومة في كل مكان ما يجعلهم في توجس وخوف وهلع، ولعل شهادته تكون مفتاح النصر وتحرير القدس من يد العدو الغاصب.

الأبطال لا يرحلون والمحبون للشهادة لا يموتون فهم أحياء عند المولى سبحانه وتعالى، تبقى آثارهم ومآثرهم ومناقبهم وأخلاقهم وكرمهم وجودهم وإخلاصهم ووقفتهم الصادقة مع الحق شهادة لهم، تغيب وجوههم عن المشهد الواقعي فقط وإنما أرواحهم وأعم الهم تظل خالدة، والوفاء يظل صامدًا لمثل هؤلاء حيث يذكرهم الناس في مجالسهم ويثنون عليهم في حديثهم، لقد فارقنا الشهيد السيد حسن نصر الله دون أن يقول لنا وداعًا، ولكن هذه هي سُنة الحياة ونؤمن بقضاء الله وقدره ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنِّا لله وإنِّا إليه راجعون) وخالص تعازينا لأسرته ولحزب الله ولمحور المقاومة وللأمتين العربية والإسلامية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وقفة بالحديدة تنديداً بالعدوان الصهيوني وجريمة اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله

الثورة نت/..
أُقيمت بمديرية الميناء في محافظة الحديدة، اليوم الثلاثاء ، وقفة احتجاجية طلابية تنديداً بالعدوان الصهيوني على محافظة الحديدة، وجريمة اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان.
واستنكر المشاركون، في الوقفة التي نظمتها إدارة ومعلمو وطلاب مدرسة الثورة الثانوية، بمشاركة القطاع التربوي، استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب الجرائم وحرب الإبادة بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وعبروا في الوقفة التي حضرها أمين محلي المديرية حسن رسمي وقيادات القطاع التربوي عن استهجانهم للصمت العربي والإسلامي المطبق تجاه ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم وحشية في غزة والضاحية الجنوبية في لبنان.
أكد بيان صادر الوقفة، السير على خطى الشهيد السيد حسن نصر الله، في الجهاد في سبيل الله والنضال لتحرير كامل التراب الفلسطيني وتطهير المسجد الأقصى من دنس الصهاينة.
وفوّض البيان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، باتخاذ ما يراه مناسبا للرد على جرائم اليهود ومناصرة الشعب الفلسطيني.
واستنكر البيان، الاعتداءات الصهيونية التي استهدفت محطات الكهرباء وميناء الحديدة ورأس عيسى، مؤكداً أن هذه الجريمة لن تثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت والمشرف تجاه الأشقاء في فلسطين ولبنان ونصرة المستضعفين في غزة.
كما أكد أن استهداف المنشآت الحيوية في الحديدة للمرة الثانية، تندرج ضمن سلسلة الجرائم الواسعة التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها ضد الشعوب العربية، بدءاً من غزة وصولاً إلى لبنان وسوريا، ومن ثم اليمن.
وعبر بيان الوقفة، عن الثقة الكاملة في أن القوات المسلحة اليمنية لن تتوانى في الرد على العدوان الصهيوني الذي لن يكسر إرادة وعزيمة اليمنيين، بل يعزز من تلاحمهم والتفافهم لمواجهته.

مقالات مشابهة

  • وقفة بالحديدة تنديداً بالعدوان الصهيوني وجريمة اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله
  • (أيقونة المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله يدعونا لمواصلة الدرب)
  • بزشكيان: دماء الشهيد السيد حسن نصر الله ستظل شعلة في مواجهة الظلم والجور
  • الأسد: الشهيد السيد نصر الله سيبقى في ذاكرتنا وفاءً لوقوفه إلى جانب سوريا
  • القوى الوطنية والإسلامية تنعى الشهيد حسن نصر الله
  • شاهد عدد ووزن القنابل التي أدت لاغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله
  • كيف حدّدت إسرائيل موقع الشهيد السيد نصر الله؟
  • السيد السيستاني معزياً: الشهيد نصر الله انموذج قيادي قلّ نظيره في العقود الأخيرة
  • شاهد // أبرز مواقف الشهيد القائد السيد حسن نصر الله من العدوان على اليمن