الجزيرة:
2025-03-20@12:58:14 GMT

ملامح لا تشبهك.. لماذا لا نحب مظهرنا في الصور؟

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

ملامح لا تشبهك.. لماذا لا نحب مظهرنا في الصور؟

"يا إلهي! هل هكذا يبدو وجهي حقا؟".. من منا لم يسبق له أن ردد تلك العبارة عند النظر في صورة شخصية تم التقاطها له من قِبَل أحد الأصدقاء.

تُعتبر ظاهرة عدم الرضا عن مظهرنا في الصور وتباينها مع الصورة التي نتخيلها لأنفسنا أو تلك التي نراها في انعكاسات المرآة من أكثر الظواهر انتشارًا وغرابة. لكن هل تعود هذه المشكلة لقلة الثقة بالنفس؟ أم أنها نتيجة ضعف الإضاءة أو اختيار زاوية التصوير غير المناسبة؟ الحقيقة تكمن في وجود عدة عوامل تسهم في ذلك، تشمل أسبابًا نفسية وعقلية عميقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2“من ضربك اضربه”.. توجيه تربوي صحيح أم تشجيع للطفل على العنف؟list 2 of 2دراسة تجيب: لماذا تتغيّر رائحة الطفل الطيبة بعمر المراهقة؟end of list لماذا نكره صورنا الشخصية؟

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلك تشعر بعدم الارتياح عند مشاهدة صورك الشخصية. عمومًا، يُعزى هذا السلوك الغريب إلى أننا ننظر إلى أنفسنا من زاوية واحدة فقط، بينما نراقب الآخرين من زوايا متعددة ومن خلال آفاق متنوعة، مما يجعل الآخرين يظهرون لنا بصورة أكثر طبيعية مقارنة بصورة أنفسنا.

في الأساس، هناك سبب أكثر شيوعًا لهذه الظاهرة يُعرف بـ"تأثير التعرض"، وهي ظاهرة نفسية تشير إلى أن الألفة تؤدي إلى الانجذاب. يتسبب تأثير التعرض البسيط في تطوير تفضيلات تجاه الأشياء التي نتعرض لها بشكل متكرر مع مرور الوقت، فكلما زاد تعرضنا لشيء ما، زاد إعجابنا به، وهذه العملية تعرف بالتعود.

"تأثير التعرض" يعني أنه كلما زاد تعرضنا لشيء ما، زاد إعجابنا به، وهذه العملية تعرف بالتعود (بيكسلز)

ينطبق تأثير التعرض البسيط على كل شيء وليس فقط على الصور. فكلما شاهد عقلك صورة لنفسك في أي سياق – سواء على شاشة التلفزيون أو الإنترنت أو في المطبوعات – زادت احتمالية أن يبدأ عقلك بالتعود على ما تراه ويصبح أكثر انجذابًا إليه.

وباختصار، فإن هذا يشير إلى أننا قد نشعر براحة أكبر ونميل لتفضيل الأشياء التي نتعرض لها بشكل متكرر. ونظرًا لأننا لا نرى أنفسنا من جميع الزوايا وفي مختلف المواقف كما يفعل الأصدقاء أو الشركاء، فمن المحتمل أن تكون صورنا الشخصية أو صور المرآة غير متوافقة مع وضعياتنا المعتادة، مما يجعلها مزعجة وغير محببة لنا.

عقلك يخدعك

هناك ظاهرة نفسية أخرى تلعب دورًا مهما عندما يتعلق الأمر بالفرق بين ما تراه في المرآة وما تراه على شاشة هاتفك، وهي تُسمّى بـ"تحيُّز تعزيز الذات". وتعني هذه الظاهرة أننا نعتقد أننا أكثر جاذبية مما نحن عليه بالفعل.

"تحيُّز تعزيز الذات" هو ظاهرة تعني أننا نعتقد أننا أكثر جاذبية مما نحن عليه بالفعل (بيكسلز)

على سبيل المثال، في دراسة أجريت عام 2008، اختار المشاركون باستمرار صورًا تم تعديلها وتحسينها لأنفسهم عندما طُلب منهم تحديد الصورة "الحقيقية" لأنفسهم، بينما اختار الغرباء بدقة صورًا غير معدلة للأفراد أنفسهم. أي أن الأغراب يرون الأشخاص المشاركين في التجربة بشكل أفضل مما يرون هم أنفسهم.

أنت لست محترفًا

إضافة لذلك، هناك مجالات مهنية تعتمد على تطوير الوضعيات المثالية للوجه والجسم لالتقاط أفضل صورة، وعلى الأغلب أنت لست محترفا.

مثلا، مهنة عرض الأزياء هي وظيفة منوطة بهذا الأمر، وإن لم تكن محترفا في هذا المجال، فربما قد لا تبدو صورك مثالية كما تتمنى.

تقول كارولين جونترت، عارضة أزياء أميركية، إنها استغرقت سنوات من الممارسة لتعلم الزوايا والوضعيات التي تناسبها بشكل أفضل. وتشير في مقابلة لها مع مجلة "ڤايس": "جوهر الأمر هو أنه إذا بذلت وقتًا كافيا من التخصص، في تلك الحالة ربما يمكن القول إنها سنوات من الممارسة، يمكنك العثور على وضعية أو خدعة تحقق النتائج التي تريدها".

وحتى مع هذا القدر من العمل والتدريب، فإن العارضات أيضا لا يفضلن كل صورة يظهرن فيها بالضرورة.

تأثير انعكاس الصورة

في الوقت ذاته، من المرجح أن الصور الذاتية التي يلتقطها الشخص لنفسه تبدو معكوسة بسبب طبيعة إعدادات كاميرات الهواتف الذكية، وبالتالي إذا كان الشخص معتادا على التقاط "السيلفي"، ثم رأى نفسه في صور فوتوغرافية غير معكوسة، قد يشعر بالاندهاش، بل وربما قد يصل الأمر للنفور.

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلك تشعر بعدم الارتياح عند مشاهدة صورك الشخصية (بيكسلز)

تقول إليزا مارتينيز، المعالجة النفسية الأميركية لمجلة "هاف بوست"، إنه من الشائع جدًا أن يكره الناس مظهرهم في الصور، "خاصة مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والتركيز على تقديم أفضل ما لدينا للعالم".

وكثيرا ما تردها شكاوى من عملائها وعميلاتها برؤية العديد من العيوب في الجسم أو الوجه، في حين عادة ما يرى الشخص الغريب أيا من تلك الانتقادات في الشخص المعني.

مشيرة إلى أننا بالرغم من كوننا اعتدنا على رؤية انعكاساتنا في المرآة، فإنه يمكن أن يكون هناك تناقض كبير بين الكيفية التي نعتقد أننا نبدو بها -بناءً على المرآة- وكيف تصورنا الصور بالشكل المعكوس لما نراه في أنفسنا يوميا.

وبالتالي، فإن رؤية صورنا قد تكون مزعجة لأننا نرى عكسًا غير مألوفا لصورتنا في المرآة. وقد يؤدي هذا إلى عدم إعجابنا بمظهرنا في الصور، لأن "عدم الألفة" يعني "أقل جاذبية" كما سبق وأسلفنا بسبب ظاهرة التعرُّض والانجذاب.

تأثير التكنولوجيا

علاوة على ما سبق، يمكن لوم التكنولوجيا أيضا في تلك الظاهرة. أولا لأنها قد تجعلنا نقارن أنفسنا بالآخرين عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وثانيا لأن الأدوات المستخدمة نفسها تخدعنا في رؤيتنا لأنفسنا.

عدسات كاميرات الهواتف الذكية مثلا، غالبا ما تشوّه ملامح الوجه، مما يجعل بعض الأجزاء تبدو أصغر وأعرض مما هي عليه في الحياة الواقعية، كما يمكن أن تؤدي الزوايا أو الإضاءة التي تلتقطها الكاميرات إلى صور لا تعكس بالضرورة مظهرنا الحقيقي.

إذا كان الشخص معتادا على التقاط "السيلفي"، ثم رأى نفسه في صور فوتوغرافية غير معكوسة، قد يشعر بالاندهاش (بيكسلز) كيف تتصالح مع صورك الشخصية؟

الأمر دائما قابل للتصويب والعلاج. إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتجنب الغرق في دوامة انتقاد الذات عند النظر لصورك الشخصية:

تذكر سبب التقاط الصورة في المقام الأول. مثلا لالتقاط ذكرى معينة، وليس لكراهية جسدك وانتقاد ملامح وجهك. ابحث عن شيء رائع تم توثيقه في الصورة، سواء كان ذلك مدى سعادتك، أو تكوين الصورة، أو غروب الشمس، أو مدى روعة اللحظة بينك وبين من يشاركك فيها. خذ 10 ثوانٍ للنظر في كل صورة، ثم انتقل إلى الصورة التالية. إذ كلما طالت مدة التحديق في الصور، زادت احتمالية العثور على عيوب تستدعي منك الانتقاد. لا تنظر إلى الصور عندما تكون في حالة نفسية سيئة، فأنت بذلك تهيئ نفسك لدوامة من النقد الذاتي. وبدلا من ذلك، اختر وقتًا تكون فيه في حالة ذهنية جيدة. أخيرا، قلل من مدة تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي، لأن ذلك قادر على فرض معايير جمالية غير واقعية قد تدفعك للوقوع في أزمة مقارنة نفسك بالآخرين، مما يهدد ثقتك بنفسك ويعرضك للقلق والاكتئاب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اجتماعي صورک الشخصیة تأثیر التعرض فی الصور إلى أن

إقرأ أيضاً:

السيد القائد : لم يبق هناك أي خطوط حمر..!


وقال في كلمته قبل قليل حول اخر المستجدات في غزة : ان العدو الإسرائيلي نكث باتفاق وقف العدوان وإنهاء الحصار والتجويع وسبق ذلك بأكثر من أسبوعين نكث بمنعه دخول المساعدات الى ان قام المجرم اللعين الخبيث باستئناف عدوانه بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة
واوضح السيد القائد ان العدو الإسرائيلي لم يراع أي اعتبار فيما يقدم عليه من إبادة جماعية وتدمير شامل وقتل فظيع فلم السيد القائد: لم يبق هناك أي خطوط حمر مشيرا الى ان العدو منذ استأنف إبادته الجماعية أباد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني ومعظمهم من الأطفال والنساء
وان ذلك يتم بمشورة أمريكية كما أعلن الأمريكي نفسه مبيننا ان الأمريكي والإسرائيلي وجهان لعملة واحدة ولهما من رصيد إجرامي فظيع لا مثيل له في العالم

ولفت السيد القائد الى الصمت العربي الخطير في المسألة مشيرا الى ان العدو الإسرائيلي مطمئن إلى أنه لن يكون هناك من الجانب العربي أي تحرك جاد ولو في الحد الأدنى من الموقف وان الاخطر من ذلك هو ان بعض الأنظمة العربية تحرض العدو لمواصلة عدوانه على قطاع غزة وان المسألة الخطيرة تشجع الصهاينة
واضاف : التخاذل العربي مؤثر على الموقف الإسلامي، ولو تحرك العرب بالشكل المطلوب لتحركت معهم الكثير من البلدان الإسلامية
واستغرب السيد القائد من نكث العدو الإسرائيلي بالاتفاق بما فيه من التزامات واضحة وعليه ضمناء ويعود إلى إجرامه في الإبادة الجماعية
مستدركا ان الحقد والإجرام على أمتنا هي بالنسبة للعدو الإسرائيلي منهجية وسلوك راسخ وتوجه ينطلق على أساسه فلو تمكن العدو الإسرائيلي من تصفية القضية الفلسطينية لاتجه بإجرامه إلى بقية البلدان دون مراعاة أحد أبدا
واكد السيد القائد بانه لا مناص عن التحمل للمسؤولية في مواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي له لأنه بهذه العدوانية والسوء والشر والطغيان محذرا انه يشكل خطورة فعلية على كل أمتنا بمختلف بلدانها وشعوبها

 

مقالات مشابهة

  • زينة لـ"البوابة نيوز": مشهد مرض ابنتي من أكثر المشاهد التي أثرت في الجمهور
  • رئيس الوزراء يكشف حقيقة ما يثار بشأن بيع بنك القاهرة.. مدبولي: هناك استشاري يقوم بعمل الفحص النافي للجهالة لتحديد قيمة البنك وتحديد النسبة التي سيتم طرحها
  • ماكرون: ليس هناك حل عسكري في غزة
  • هل لحوم الأبقار التي تتغذى على العشب أكثر استدامة بيئيًا؟ دراسة جديدة تكشف الإجابة
  • ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان
  • السيد القائد : لم يبق هناك أي خطوط حمر..!
  • كيف يمكن للمصور أن يلتقط صورا تبقى في الذاكرة وتؤثر في الوعي الجماعي واتخاذ القرار؟!
  • ربما تنتهي معركة الخرطوم في المقرن، ما يعني أننا قد لا نشهد معركة كبيرة في جبل أولياء
  • مشيداً بالخروج المليوني.. السيد القائد يؤكد أن هناك خيارات تصعيدية أكثر إيلاما للأمريكي إذا استمر في عدوانه
  • أمين عام الناتو السابق يدعم إنشاء مظلة نووية فرنسية بريطانية لأوروبا