الجبل الأخضر .. كنز طبيعي وموقع مميز لعشاق التخييم
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تمثل ولاية الجبل الأخضر إحدى أبرز الوجهات السياحية لعشاق التخييم في سلطنة عُمان، إذ بات هذا القطاع الواعد يستقطب السياح والزوار على حد سواء، وأصبحت المواقع المخصصة للتخييم في الولاية مزارًا حتى للسياحة العائلية، وتتكامل الجهود الحكومية في توفير الخدمات الأساسية لسياحة التخييم في الجبل الأخضر، وتقديم النصح والإرشادات للقادمين إلى الولاية، بالإضافة إلى التوعية بالمحافظة على البيئة، كون الولاية تتميز بطبيعة بكر تتنوع فيها الأشجار المعمرة بتنوع طبيعي فريد.
كما يتميز الجبل الأخضر بطقس استثنائي، وقرى متناثرة على سفوحه العالية، وقد استطلعت جريدة «عُمان» جهود المؤسسات الحكومية في تقديم وتوفير الخدمات الأساسية للسياح والزوار القادمين إلى الجبل الأخضر.
تجربة آمنة
وقال أحمد بن سالم العميري، مدير إدارة البيئة بمحافظة الداخلية: إن استعداد إدارة البيئة بمحافظة الداخلية لموسم التخييم لعام 2024 في الجبل الأخضر يأتي من خلال إطلاق النسخة الثانية من برنامج «حماية البيئة»، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين والزوار، مع التركيز على حماية الأشجار البرية المعمرة مثل العلعلان والعتم، والحفاظ على التنوع البيئي الغني في المنطقة، ويتضمن البرنامج جهودًا ميدانية تشمل حملات توعوية ورصد المخالفات البيئية لضمان عدم الإضرار بالطبيعة، مثل حرق الأشجار أو رمي المخلفات بشكل غير منظم.
وأشار إلى تخصيص عدد من المواقع المناسبة للتخييم، حيث تم تشكيل فريق يضم عددًا من الجهات الحكومية بالمحافظة، من بينها إدارة البيئة بمحافظة الداخلية، وإدارة التراث والسياحة، وبلدية الجبل الأخضر لضمان توفير تجربة آمنة ومستدامة للسياح وهواة التخييم، وقد تم وضع خطة تتضمن الخدمات الضرورية مثل المصليات، ومواقد الشواء، وحاويات القمامة، ودورات المياه العامة، واللوائح الإرشادية.
وأشار إلى أن إدارة البيئة تواصل تقديم النصائح والإرشادات للسياح والمخيمين، مشددة على أهمية الحفاظ على نظافة المواقع الطبيعية وعدم ترك المخلفات، والالتزام بالإرشادات البيئية لضمان استمتاع الجميع بالطبيعة مع الحفاظ عليها، وفي هذا الصدد توجد وحدة رقابية تضم عددًا من المختصين العاملين في مجال الرقابة البيئية، وذلك لإرشاد السياح ومرتادي الجبل واتخاذ الإجراءات القانونية ضد منتهكي الحياة الفطرية.
وجهة مثالية
وقالت أحلام بنت حمد القصابية، المديرة المساعدة لإدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية: إن الجبل الأخضر بجماله الطبيعي وتضاريسه المتنوعة يمثل وجهة مثالية للتخييم، مما يعزز سياحة التخييم في هذه المنطقة الخلابة، وهناك عدة استراتيجيات لضمان نجاح تجربة التخييم، من بينها اختيار موقع آمن وسهل الوصول إليه مع مراعاة التنوع في المناظر الطبيعية، وكذلك توفر الخدمات الأساسية مثل المرافق الصحية، ومصادر المياه النظيفة، وحاويات القمامة، بالإضافة إلى ذلك، يسهم وجود مسارات للمشي وركوب الدراجات في تشجيع النشاط البدني واستكشاف المنطقة، فضلًا عن توفير أماكن للشواء.
ونصحت زوار الجبل الأخضر بالاستمتاع بجمال الطبيعة من خلال التجول في المسارات الجبلية المعتمدة، وزيارة القرى التراثية للتعرف على ثقافات وعادات السكان المحليين، بالإضافة إلى أهمية القيادة بحذر، وممارسة سياحة المغامرات مع الشركات المرخصة.
وأوضحت أن إدارة التراث والسياحة في محافظة الداخلية، بالشراكة مع جهات الاختصاص، تسعى لتطوير سياحة التخييم في الجبل الأخضر، حيث يهدف هذا التعاون إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة الطبيعية الخلابة للجبل الأخضر وتوفير تجربة سياحية ممتعة للزوار، ويكمن هذا التعاون في منح التراخيص والموافقات الخاصة بنشاط المخيمات السياحية وفق المعايير والاشتراطات المحددة.
وأوضحت أن عدد زوار الجبل الأخضر خلال النصف الأول من عام 2024 بلغ حوالي 48,869 زائرًا، حسب إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، مع وجود زيادة بنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع ارتفاع النشاط السياحي في ولاية الجبل الأخضر خلال السنوات المقبلة لعدة أسباب من بينها الجهود الحكومية التي تسعى بشكل مستمر إلى تطوير البنية السياحية الأساسية في الجبل الأخضر وتوفير المزيد من الخدمات والمرافق التي تلبي احتياجات السياح.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر الجبل الأخضر مجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية التي تلبي اهتمامات شريحة واسعة من السياح، مثل الرحلات والمشي لمسافات طويلة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والهواء النقي، والتسلق لمحبي المغامرة والاستكشاف، وزيارة القرى للتعرف على الثقافة والتراث العُماني، كما تتميز المنطقة بوجود الفنادق والمنتجعات الفاخرة التي توفر تجربة إقامة مريحة ومرفهة.
ويتميز الجبل الأخضر بطبيعة خلابة فريدة وطقس معتدل طوال العام، مما يجعله وجهة سياحية جذابة في جميع فصول السنة، كما تسهم الحملات التسويقية والترويجية التي تقوم بها الحكومة وشركات السياحة في جذب المزيد من السياح إلى الجبل الأخضر.
دورات مياه متنقلة
وقال أحمد بن مبارك بن ناصر الهنائي، مدير دائرة البلدية بولاية الجبل الأخضر: توجد 5 متنزهات في ولاية الجبل الأخضر تقوم دائرة البلدية بصيانتها وتوفير المياه لها لخدمة الزوار والسياح، كما تم استئجار عربات متنقلة لدورات المياه في مواقع متفرقة بالجبل لخدمة الزوار والسياح، أما دورات المياه في المتنزهات الخمسة فهي مفتوحة طوال الوقت، بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص أرض لتكون موقعًا للتخييم، وجارٍ استكمال إجراءات استخراج سند التملك والرسم المساحي.
وأكّد أن دائرة البلدية بالجبل الأخضر تنصح الزوار والسياح بضرورة رمي المخلفات في الأماكن المخصصة، والتأكد من إطفاء النار المستخدمة للطبخ والشواء، وكذلك الاستخدام الصحيح والآمن لمرافق المتنزهات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بمحافظة الداخلیة فی الجبل الأخضر بالإضافة إلى إدارة البیئة التخییم فی
إقرأ أيضاً:
ثلاجات تحت الأرض بلا كهرباء!.. سر حفرة تبريد عمرها قرون في جبال أنطاليا
بينما تهرب المدن التركية من حر الصيف، يلوذ سكان قضاء أكسيكي في أنطاليا بهضبة تشيمي على ارتفاع 1900 متر فوق سطح البحر، ليجدوا هناك ما يفوق أجهزة التبريد الحديثة: “ثلاجات طبيعية” حُفرت في قلب الجبل وامتلأت بثلوج الشتاء، لتبقى باردة طوال شهور الحر دون الحاجة إلى كهرباء.
اقرأ أيضاتحديث جديد في أسعار الوقود بتركيا.. تغييرات تبدأ اعتبارًا من…
الإثنين 07 يوليو 2025حفرة بعمق 40 مترًا.. برودة لا تغيب
في تشيمي يايلاسي كويو، إحدى المناطق التابعة للهضبة، تنتشر حفر يصل عمقها إلى 40 مترًا، ظلت لقرون تُستخدم كمخازن طبيعية لحفظ الجبن، الزبدة، الزبادي، وحتى اللحوم. تتراوح درجات الحرارة داخل هذه الحفر بين صفر وخمس درجات مئوية، ما يسمح بتخزين المنتجات دون أن تفسد طيلة الصيف، بل ويُقال إن مذاق الجبن المخزَّن هنا لا يُضاهى.
يقول حسن أريجي، الذي اعتاد زيارة الهضبة منذ طفولته قادمًا من منطقة مانافغات:
“يبلغ عمق هذه الحفرة حوالي 40 مترًا من نقطة الدخول، لكن موقعها أعلى الجبل يجعل المسافة الإجمالية من القمة نحو 80 إلى 85 مترًا. الطريق إلى الأسفل ضيق، لا يتجاوز عرضه مترًا واحدًا، لكن من يصل إلى القاع يجد نفسه في قلب ثلاجة طبيعية.”
من الثلج.. ماء بارد لأهل الهضبة
لا تقتصر وظيفة الحفر على حفظ الطعام. ففي ظل انعدام الكهرباء، يُعد الثلج المكدّس داخلها مصدرًا رئيسًا لماء الشرب البارد. يحمل السكان قطعًا من الثلج إلى منازلهم الخشبية المنتشرة في الهضبة، ليذيبوها ويستخدموها كمياه صالحة للشرب.
تقليد أبدي في عالم متغيّر