فى أحد «مراكز تجميع الألبان» المطورة بقرية ميت حلفا فى محافظة القليوبية، التى تم تطويرها فى إطار «المشروع القومى لتطوير مراكز تجميع الألبان»، يوجد النموذج الذى يعتقد خبراء ومسئولون فى مجال إنتاج وصناعة الألبان أنه «الأمثل» للتطوير، والذى يجب تعميمه، لأنه يتضمّن مصنعاً مُلحقاً بمركز التجميع، بما يكفل سرعة تصنيع اللبن بعد جمعه، وزيادة جودة منتجاته، وتقليل التكاليف.

فى الخارج كان يتوافد المُورّدون من صغار ومتوسطى المُربين، بينما المهندس أحمد عبدالناصر، مدير الإنتاج بمركز التجميع والمصنع، يتابع إجراء الاختبارات والتحاليل اللازمة لقبول كميات اللبن المورّدة، ومن بينها اختبارات حسية تشمل الرائحة واللون، بالإضافة إلى اختبارات كيميائية كثيرة تشمل تحاليل قياس نسب الدهون، والبروتين، والمادة الصلبة، وأخرى للتعرّف على نسبة الحموضة فى اللبن، والتى لا ينبغى أن تقل عن 6.7%، حسب تأكيده.

ويزيد من أهمية مرحلة الاختبارات والتحاليل، حسبما يضيف مدير الإنتاج، ضرورة اكتشاف طرق غش اللبن المحتمَلة، ومن بينها إضافة مياه أو «نشا» أو «دهون نباتية» إلى اللبن، أو إضافة «لبن فرز» (أى منزوع الدسم) مع لبن خام، أو أن يكون اللبن عليه مضادات حيوية تم إعطاؤها للجاموسة قبل الحلب، وهو ما يفرض عزل «البهيمة» ومنع استعمال لبنها لأضراره الصحية على البشر، بالإضافة إلى عدم صلاحية اللبن الناتج عنها لتصنيع الجبن القريش أو الزبادى أو اللبن الرايب، حسب تأكيده.

بعد اجتياز «اللبن» مرحلة الفحوصات، يدخل مرحلة التنقية أو الفلترة، والتى كما يقول المهندس أحمد عبدالناصر، تتم عبر المرور أولاً على فلتر من نوع خاص من الورق يتم تغييره كل 50 كيلو لبن، ثم عبر فلتر آخر من «الاستانلس»، وبعدها يدخل لتخزينه فى المبردات، ليتم بيعه لاحقاً إما للشرب (مبستر ومعلب أو سايب)، أو لتصنيعه، فى شكل أنواع مختلفة من الجبن، أو الزبادى، أو الأرز باللبن.. إلخ.

تبدأ عملية تصنيع اللبن، حسبما يضيف مدير الإنتاج، بالمرور على ماكينة البسترة، وبعدها يتوزّع على الماكينات المختلفة الموجودة بالمصنع، ومن بينها ماكينة صنع الزبادى المبستر، التى تعمل بطاقة 150 كيلو لبن فى الساعة، بحجم عبوة 110 جرامات، حيث يتم تعبئة الزبادى وتغليفه دون أن تمسسه يد.

وبالنسبة لمرحلة تصنيع الجبن، فتبدأ من جهاز بسترة سعة واحد طن، و«مُجنّس تردّدى» (وهو جهاز لتوزيع الدسم على كامل اللبن حتى لا يطفو على السطح) سعة واحد طن، وتانكين استرجاع وبسترة سعة 2 طن، وبعد عملية الاسترجاع يحدث «تجنيس وبسترة» مرة أخرى للبن، ليذهب لعملية «الصب»، وهى آخر مرحلة فى تصنيع الجبن.

ويشير مدير الإنتاج إلى وجود قسم خاص بالحلويات أيضاً تابع للمصنع، نظراً للاعتماد الكبير فى صناعتها على الألبان أيضاً، لافتاً إلى الكثير من المنتجات التى ينتجها هذا القسم، بداية من «الأرز باللبن» و«الكريم كراميل» و«أم على» وحتى الأنواع والأشكال الأحدث من الحلويات مثل «الفور سيزون» و«القشطوطة»، وبعد عمليات التصنيع يتم تجميع جميع المنتجات فى غرفة التبريد الموجودة داخل المصنع.

يوضّح المهندس أحمد عبدالناصر أن معظم الماكينات بالمصنع مصرية الصنع، لافتاً فى الوقت نفسه إلى أن الماكينات المستوردة كفاءتها وسرعتها فى الإنتاج أعلى، وفى حين أن ماكينة صنع الزبادى الموجودة لديهم طاقتها 150 كيلو فى الساعة، فإن المستوردة يمكن أن تعمل بطاقة تتراوح بين طن و3 أطنان فى الساعة، وهو ما يشير إلى الحاجة لتطوير المصانع المصرية المتخصّصة فى هذا النوع من الماكينات، أو إنشاء مصانع أخرى أكثر تطوراً.

تزيد أهمية هذا النوع من الماكينات ذات الطاقة الإنتاجية الأعلى فى فصل الشتاء، حيث يزيد إنتاج الماشية من الألبان، نتيجة قلة الإجهاد الحرارى الذى يؤثر سلباً على تغذيتها وإنتاجيتها، فى مقابل توافر الأعلاف الخضراء، وهنا تسمح الطاقة الإنتاجية الأعلى بتصنيع المزيد من المنتجات التى يمكن تخزينها لفترات أطول، مثل «الجبن الإسطنبولى» أو «البراميلى»، والتى تمتد صلاحيتها لـ6 أشهر أو سنة، بما يعمل على توافر منتجات الألبان فى غير موسم الإنتاج الغزير للبن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الألبان السلع الاستراتيجية مدیر الإنتاج

إقرأ أيضاً:

“الرمان” فاكهة الخريف بعسير.. وفرة الإنتاج والجودة الغذائية العالية

المناطق_واس

تشتهر منطقة عسير بمزارع فاكهة الرمان التي يطلق عليها الأهالي مسمى فاكهة الخريف، حيث يبدأ موسم قطف ثمارها بداية من شهر سبتمبر، ويحظى المزارعون هذا العام بإنتاج وفير وجودة عالية للمحاصيل التي يتم عرضها وبيعها في أسواق المنطقة وتصدير الفائض إلى مختلف أسواق مناطق المملكة الأخرى.

 

أخبار قد تهمك مكافحة المخدرات تقبض على شخص بمنطقة عسير لترويجه 9 كيلوجرامات من مادة الحشيش المخدر 29 سبتمبر 2024 - 1:33 صباحًا نصف مليون طالب وطالبة في عسير يتغنون بالوطن 25 سبتمبر 2024 - 11:41 مساءً

 

وأوضح الباحث في المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها “وقاء” المهندس الزراعي حسن بن عمير الوادعي، أن فاكهة الرمان من الميَّز النسبية الزراعية لمنطقة عسير، خصوصًا أن زراعتها تحتاج إلى التربة الخصبة، والأجواء المعتدلة إلى جانب توفر المياه، الذي تتميز به المنطقة.

 

 

وأضاف أن مزارع الرمان في مختلف محافظات منطقة عسير تُنتج أنواعًا مختلفة ومتنوعة من الرمان، خاصة الرمان الجنوبي المعروف بالطائفي والمكي والمنفلوطي المصري، مبينًا أنه تم تخصيص مهرجانات سنوية في منطقة عسير مثل: مهرجان رمان جوف آل معمر بسراة عبيدة، والفرشة، وأحد رفيدة، وظهران الجنوب.

 

 

‏وأكد الوادعي أن اتباع مراحل الطرق الزراعية السليمة التي يقوم بها المزارعون في منطقة عسير، لرعاية الرمان منذ بداية زراعته حتى جني ثماره، سبب رئيس في وفرة الإنتاج والجودة والقيمة الغذائية العالية، من خلال تقليم الأشجار، ومن ثم إعداد الأحواض واستخدام السماد الطبيعي، وتقنين عملية الري من بداية ظهور الأوراق حتى مرحلة التزهير في ما يعرف بجدولة الري.

 

 

وأشار إلى أنه يتم تخفيض كميات الري خلال فترة التزهير مرة واحدة خلال عشرة أيام، حفاظًا على الأزهار من السقوط بعد مرحلة العقد، ومن ثم تأتي مرحلة الإثمار، حيث يركز المزارع على عملية الري بانتظام وبمعدل مرتين في الأسبوع، وخلال فترة الإثمار يبدأ المزارع في حماية الرمان من الآفات والأمراض، بمساعدة الجهود المقدمة من وزارة البيئة والمياه والزراعة، خاصة مركز (وقاء) الذي يضع خطة إدارة متكاملة للمزارع، ويقوم المتخصصون بمتابعته وإرشاده وتوعيته بطرق مكافحة الآفات والأمراض.

 

 

وأفاد الباحث الوادعي أن من هذه الآفات “دودة ثمار الرمان”، وهي من أكثر الآفات التي تصيب أشجار الرمان، وتتم متابعتها حتى مرحلة جني الثمار مع مراعاة عدم المكافحة لمدة تصل لشهر كامل قبل جني الثمار، وذلك حفاظًا على سلامة المستهلك ولضمان خلوها من بقايا المبيدات وخطورتها.

مقالات مشابهة

  • «مراكز تجميع وتبريد الألبان المطورة».. الطريق لمنتجات صحية وآمنة دون مواد حافظة
  • رحلة إنتاج «كوب اللبن» تواجه التحديات الصعبة (ملف خاص)
  • الوادي الجديد تستقبل 124 مشروعًا زراعيًا وحيوانيًا جديدًا لزيادة الإنتاج وتوفير فرص عمل
  • وزير الصناعة يبحث مع «نستله» استراتيجية توطين مدخلات الإنتاج محليا لزيادة الصادرات
  • سكرتير عام «مُنتجي الألبان»: اللبن سلعة استراتيجية مثل العيش.. وأمن قومي علينا التكاتف للحفاظ عليه
  • فى مزرعة عالية الإنتاجية.. تحديات جديدة ومطالبات بـ«تدخل الدولة»
  • رحلة إنتاج «كوب اللبن» 2.. من القرية والمزرعة لمراكز «التجميع والتصنيع» (ملف خاص)
  • رحلة إنتاج «كوب اللبن» من القرية والمزرعة لمراكز «التجميع والتصنيع»
  • “الرمان” فاكهة الخريف بعسير.. وفرة الإنتاج والجودة الغذائية العالية