«مصنع الألبان بجوار مركز التجميع».. نموذج أمثل لزيادة الجودة وتقليل التكاليف
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
فى أحد «مراكز تجميع الألبان» المطورة بقرية ميت حلفا فى محافظة القليوبية، التى تم تطويرها فى إطار «المشروع القومى لتطوير مراكز تجميع الألبان»، يوجد النموذج الذى يعتقد خبراء ومسئولون فى مجال إنتاج وصناعة الألبان أنه «الأمثل» للتطوير، والذى يجب تعميمه، لأنه يتضمّن مصنعاً مُلحقاً بمركز التجميع، بما يكفل سرعة تصنيع اللبن بعد جمعه، وزيادة جودة منتجاته، وتقليل التكاليف.
فى الخارج كان يتوافد المُورّدون من صغار ومتوسطى المُربين، بينما المهندس أحمد عبدالناصر، مدير الإنتاج بمركز التجميع والمصنع، يتابع إجراء الاختبارات والتحاليل اللازمة لقبول كميات اللبن المورّدة، ومن بينها اختبارات حسية تشمل الرائحة واللون، بالإضافة إلى اختبارات كيميائية كثيرة تشمل تحاليل قياس نسب الدهون، والبروتين، والمادة الصلبة، وأخرى للتعرّف على نسبة الحموضة فى اللبن، والتى لا ينبغى أن تقل عن 6.7%، حسب تأكيده.
ويزيد من أهمية مرحلة الاختبارات والتحاليل، حسبما يضيف مدير الإنتاج، ضرورة اكتشاف طرق غش اللبن المحتمَلة، ومن بينها إضافة مياه أو «نشا» أو «دهون نباتية» إلى اللبن، أو إضافة «لبن فرز» (أى منزوع الدسم) مع لبن خام، أو أن يكون اللبن عليه مضادات حيوية تم إعطاؤها للجاموسة قبل الحلب، وهو ما يفرض عزل «البهيمة» ومنع استعمال لبنها لأضراره الصحية على البشر، بالإضافة إلى عدم صلاحية اللبن الناتج عنها لتصنيع الجبن القريش أو الزبادى أو اللبن الرايب، حسب تأكيده.
بعد اجتياز «اللبن» مرحلة الفحوصات، يدخل مرحلة التنقية أو الفلترة، والتى كما يقول المهندس أحمد عبدالناصر، تتم عبر المرور أولاً على فلتر من نوع خاص من الورق يتم تغييره كل 50 كيلو لبن، ثم عبر فلتر آخر من «الاستانلس»، وبعدها يدخل لتخزينه فى المبردات، ليتم بيعه لاحقاً إما للشرب (مبستر ومعلب أو سايب)، أو لتصنيعه، فى شكل أنواع مختلفة من الجبن، أو الزبادى، أو الأرز باللبن.. إلخ.
تبدأ عملية تصنيع اللبن، حسبما يضيف مدير الإنتاج، بالمرور على ماكينة البسترة، وبعدها يتوزّع على الماكينات المختلفة الموجودة بالمصنع، ومن بينها ماكينة صنع الزبادى المبستر، التى تعمل بطاقة 150 كيلو لبن فى الساعة، بحجم عبوة 110 جرامات، حيث يتم تعبئة الزبادى وتغليفه دون أن تمسسه يد.
وبالنسبة لمرحلة تصنيع الجبن، فتبدأ من جهاز بسترة سعة واحد طن، و«مُجنّس تردّدى» (وهو جهاز لتوزيع الدسم على كامل اللبن حتى لا يطفو على السطح) سعة واحد طن، وتانكين استرجاع وبسترة سعة 2 طن، وبعد عملية الاسترجاع يحدث «تجنيس وبسترة» مرة أخرى للبن، ليذهب لعملية «الصب»، وهى آخر مرحلة فى تصنيع الجبن.
ويشير مدير الإنتاج إلى وجود قسم خاص بالحلويات أيضاً تابع للمصنع، نظراً للاعتماد الكبير فى صناعتها على الألبان أيضاً، لافتاً إلى الكثير من المنتجات التى ينتجها هذا القسم، بداية من «الأرز باللبن» و«الكريم كراميل» و«أم على» وحتى الأنواع والأشكال الأحدث من الحلويات مثل «الفور سيزون» و«القشطوطة»، وبعد عمليات التصنيع يتم تجميع جميع المنتجات فى غرفة التبريد الموجودة داخل المصنع.
يوضّح المهندس أحمد عبدالناصر أن معظم الماكينات بالمصنع مصرية الصنع، لافتاً فى الوقت نفسه إلى أن الماكينات المستوردة كفاءتها وسرعتها فى الإنتاج أعلى، وفى حين أن ماكينة صنع الزبادى الموجودة لديهم طاقتها 150 كيلو فى الساعة، فإن المستوردة يمكن أن تعمل بطاقة تتراوح بين طن و3 أطنان فى الساعة، وهو ما يشير إلى الحاجة لتطوير المصانع المصرية المتخصّصة فى هذا النوع من الماكينات، أو إنشاء مصانع أخرى أكثر تطوراً.
تزيد أهمية هذا النوع من الماكينات ذات الطاقة الإنتاجية الأعلى فى فصل الشتاء، حيث يزيد إنتاج الماشية من الألبان، نتيجة قلة الإجهاد الحرارى الذى يؤثر سلباً على تغذيتها وإنتاجيتها، فى مقابل توافر الأعلاف الخضراء، وهنا تسمح الطاقة الإنتاجية الأعلى بتصنيع المزيد من المنتجات التى يمكن تخزينها لفترات أطول، مثل «الجبن الإسطنبولى» أو «البراميلى»، والتى تمتد صلاحيتها لـ6 أشهر أو سنة، بما يعمل على توافر منتجات الألبان فى غير موسم الإنتاج الغزير للبن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الألبان السلع الاستراتيجية مدیر الإنتاج
إقرأ أيضاً:
منتجات الألبان البيلاروسية تصل إلى أسواق جديدة في إفريقيا بما فيها ليبيا
ليبيا – أكدت صحيفة “بيلاروس توداي” البيلاروسية الناطقة بالإنجليزية أن بيلاروسيا تسعى لتوسيع صادراتها من منتجات الألبان إلى دول إفريقيا، بما في ذلك ليبيا.
ووفقًا للتقرير الذي تابعته صحيفة “المرصد“, تعد بيلاروسيا واحدة من أكبر المصدرين في العالم لمنتجات الألبان، حيث أكدت ماريا كليموفا، نائبة رئيس الإدارة الرئيسية لصناعة المعالجة في وزارة الزراعة والأغذية البيلاروسية، عزم بلادها على التوسع في هذه الأسواق.
وقالت كليموفا: “مصدرو الألبان البيلاروسيون لا يتوقفون أبدًا عن العمل لإيجاد أسواق جديدة. فبعد ليبيا وفيتنام وإيران وزيمبابوي والنيجر وتونس وجنوب إفريقيا، انضمت الجزائر إلى قائمة الدول التي نستهدفها، حيث يتم بيع مسحوق الحليب هناك، مع طلب كبير على النوعين منزوع الدسم والقائم على البروتين”.
ترجمة المرصد – خاص