أكد اللواء دكتور محمد قشقوش، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أن القوات المسلحة المصرية نجحت فى جعل «المستحيل» فى نظر الخبراء العسكريين الدوليين والمحللين الاستراتيجيين ممكناً، وذلك بفضل التخطيط المتميز، واستغلال القدرات المتيسرة فى استعادة الأرض من الاحتلال.

. وإلى نص الحوار:

كيف علمت بموعد حرب أكتوبر المجيدة؟

- كنت أحد رجال قوات المظلات، وتم إبلاغنا قبل الحرب بـ3 ساعات برفع درجة الاستعداد، والجاهزية لاحتمالية تكليفنا بتنفيذ عمليات، وتمركزت بالفعل رفقة زملائى بالقرب من إحدى القواعد الجوية لنكون جاهزين للإسقاط الجوى على أى هدف قد نُكلَّف به، وخلال فعاليات الحرب، تم تكليفنا بالانتقال لنطاق الجيش الثالث الميدانى، ثم تم تكليفى من يوم 19 أكتوبر بمسئولية تأمين مركز القيادة الرئيسى للقوات المسلحة من الخارج، والمساعدة فى محور المظلات داخل غرفة العمليات.

وكيف ترى انتصارات القوات المسلحة؟

- أولاً يجب أن تعرف أن هزيمة عام 1967 تُصنَّف فى العلوم العسكرية على اعتبارها هزيمة بلا حرب؛ فالقوات المسلحة دفعت ثمناً لا ذنب لها فيه، وصدرت لنا أوامر الانسحاب دون أن نُحارب أو نواجه القوات الإسرائيلية، ورأيناهم لأول مرة على الضفة الأخرى من قناة السويس، لتبدأ حرب الاستنزاف بعدها، فهزيمة عام 1967 كانت بمثابة «نقطة الانطلاق» للشعب والجيش المصرى بعد رفض هذه الهزيمة، وحرص الشعب والجيش على الأخذ بالثأر.

وكيف رأيت حرب الاستنزاف؟

- كانت بمثابة «مرحلة انتقالية» من «الهزيمة» إلى «الاستعداد للنصر»، ثم «النصر» بداية من تطعيم المعركة، والتدريب على أشياء كثيرة جداً، وعلاج «الجرح المعنوى» الذى عانى منه المصريون بهزيمة عام 1967، ثم إيمان المصريين فى قدراتهم، والسعى لتحويل الهزيمة لنصر شهد له العالم أجمع.

ماذا تقصد بذلك؟

- أقصد أن الرئيس الراحل السادات حاول كثيراً توفير أعلى إمكانيات ممكنة للحرب، لكن البعض خذله، ولم يتم توفير كل الإمكانيات التى كانت تحلم بها قواتنا المسلحة للحرب، ومن هنا أصدر الرئيس السادات التوجيه السياسى والعسكرى لحرب أكتوبر، وقال إننا سنحارب بما لدينا، ولن ننتظر الدعم.

وكيف ذلك؟

- أعتى الخبراء العسكريين فى العالم كانوا يقولون إن خط بارليف حصين، وإن مصر لن تنتصر فى الحرب إذا أقدمت عليها، لكن الإعداد والتخطيط الجيد، والروح القتالية والمعنوية والدينية العالية، جعلت المستحيل ممكناً، وتفوق الجيش صاحب التخطيط المتميز والعقول والمهارات الفريدة من نوعها على الإمكانيات الأكبر، حتى قال كل خبراء العالم إن العنصر البشرى سر تفوق مصر فى الحرب والفوز بها.

وما ردك على المحاولات الإسرائيلية للادعاء بأنها انتصرت فى الحرب؟

- هناك معايير وقياسات دولية تقول إن المنتصر فى الحروب يجب أن يُحقق شرطين؛ أولهما هو الفوز فى أكبر عدد من المعارك، ومصر انتصرت فى كل معارك الحرب، وإسرائيل انتصرت فى معركة ونصف فقط، لفوزها فى معركة تطوير الهجوم، وإذا ما اعتبرنا أن «الثغرة» هى نصف معركة فازت إسرائيل بأولها بتنفيذها، لكن مصر كانت قريبة من تصفيتها لولا اتفاق وقف إطلاق النار، ما يجعلها نصف معركة، أما المعيار الثانى فهو تحقيق الهدف من هذه الحرب، ونجحت مصر بالفعل فى استرداد أراضيها كاملة، ما يجعل هذا الهدف قد تحقق أيضاً، ومن ثم فإن الادعاءات الإسرائيلية فى هذا الصدد موجهة للداخل الإسرائيلى، لأن قادتها ومسئوليها يعلمون جيداً كيف عانوا فى الحرب، وكيف خسروها، وإلا لم يكونوا لينسحبوا من سيناء لو كانوا منتصرين بالفعل، كما أن هناك دليلاً ميدانياً آخر على نصر مصر فى الحرب.

وما هو؟

- اتفاق وقف إطلاق النار لم ينه الحرب بشكل كامل، لكن حينما تم إبرام «فض الاشتباك» أخذ الإسرائيليون فى الاحتفال بانتهاء الحرب طوال الليل، وأخذوا يطلقون الألعاب النارية فى السماء طوال الليل، خصوصاً من كانوا متبقين فى «الثغرة»، وذلك لأن رقابهم قد أُنقذت من الموت، فوقف إطلاق النار تم ومصر فى موقع قوة، وليس فى موقع ضعف كما تصور إسرائيل لرأيها العام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر القوات المسلحة المصرية الحرب الإلكترونية الأكاديمية العسكرية فى الحرب

إقرأ أيضاً:

العرادة في حفل تخرج ''قادة سرايا مدرعات والطيران المسير والهندسة العسكرية والأمن السيبراني'' :الحروب لم تعد كما كانت و الانتقال إلى الوسائل الحديثة أصبح ضرورة ملحة

قال عضو مجلس القيادة الرئاسي، محافظ مأرب اللواء سلطان بن علي العرادة، أن الحروب لم تعد كما كانت في العقود الماضية تعتمد فقط على القوة البدنية والعتاد العسكري، حيث أصبح الانتقال من الوسائل التقليدية إلى الوسائل الحديثة ضرورة ملحة في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم في وقتنا الراهن.

جاء ذلك في كلمته خلال حفل تخرج دورات الفصل الثالث من المدارس التخصصية لهيئة العمليات (قادة سرايا مدرعات، والطيران المسير، والهندسة العسكرية، والأمن السيبراني) بمدينة مأرب.

ولفت العرادة، إلى أهمية العمل على تطوير المنظومات والاستراتيجية العسكرية بما يتناسب مع تحديات الحروب المستقبلية، بدءًا من الأنظمة الإلكترونية المتقدمة، إلى الطائرات المسيرة والأسلحة الذكية والأمن السيبراني، لتعزيز الكفاءة والقدرة القتالية التي تتيح للقوات المسلحة والأمن تنفيذ المهام بدقة أعلى وبأقل مجهود بشري، وتحسين سرعة الاستجابة والتنفيذ، بالإضافة إلى الاستفادة من أدوات الحرب الإلكترونية الحديثة، والاستثمار في التكنولوجيا وتشجيع الابتكار لضمان التفوق العسكري.

واكد أن بناء جيش وطني قوي يمثل الركيزة الأساسية لاستقرار الدولة واستعادة مؤسساتها المختطفة، ومواجهة التحديات المختلفة.

وشدد اللواء العرادة في كلمته، على ضرورة الاهتمام بالتدريب والتأهيل لمنتسبي القوات المسلحة والأمن، واعتماد أسس سليمة وحديثة في التدريب بما يسهم في تحسين قدراتهم، وتطوير مهاراتهم في استخدام الأسلحة والتكنولوجيا الحديثة، ورفع كفاءاتهم على التخطيط والتنفيذ في البيئات القتالية المختلفة.

وبيّن أن فترة التدريب ليست مجرد إعداد نظري وتطبيق عملي بقدر ما هي فترة لتشكيل عقلية المقاتل، وترسيخ القيم الوطنية، وتعزيز روح المسؤولية لديه، كون القوة الحقيقية لا تأتي من السلاح والعتاد، وإنما من الانضباط والالتزام والولاء لله والوطن، والتمسك بالمبادئ والثوابت.

وخاطب العرادة أبطال قواتنا المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية بالقول "كنتم وما زلتم صمام أمان اليمن وحصنه المنيع، وأثبتتم للجميع أنكم أبناء اليمن الأوفياء الذين تحملوا بكل بسالة وشجاعة مسؤولية الدفاع عن الوطن، حيث كنتم دائمًا في الصفوف الأمامية، تُضحون بالغالي والنفيس لتظل راية اليمن خفاقة في سماء العزة والحرية والكرامة، والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن.. ونحن على يقين أن جهودكم ستثمر في هزيمة المشاريع الظلامية والمليشيات الإرهابية، وتحقيق النصر والتمكين".

وأضاف "الوطن يعول عليكم وعلى أمثالكم ويضع آماله فيكم، واصلوا مسيرتكم بعزيمة لا تلين، وتذكروا أن كل جهد تبذلونه في سبيل حماية الوطن ورفع رايته وتعزيز أمنه واستقراره واجب مقدس".

ونقل عضو مجلس القيادة للخريجين تحيات الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي وإخوانه أعضاء المجلس، وتمنياتهم للخريجين بالتوفيق في مهامهم الوطنية.

وعبر عن سعادته بتخرج نخبة نوعية من أبطال الوطن الذين أكملوا بجدارة واستحقاق تدريبهم العسكري ضمن الدورات التخصصية النوعية...معربًا عن أمله أن تشكل هذه المهارات والمعارف التي اكتسبوها حجر الأساس لدورهم المستقبلي في صفوف القوات المسلحة والأمن، وتأدية واجباتهم بكفاءة واحترافية عالية.

من جهته، أوضح رئيس هيئة العمليات اللواء خالد الأشول، أن الدورات تأتي في إطار اهتمام هيئة العمليات بالتدريب التخصصي والتأهيل النوعي لقادة وضباط وأفراد القوات المسلحة، وتطوير مهاراتهم ومعارفهم، ورفع كفاءاتهم المهنية بما يمكنهم من أداء مهامهم المستقبلية بكفاءة عالية في إطار الإعداد للمعركة وخوضها لإنهاء الانقلاب، والحفاظ على قيم الجمهورية وأهداف ومبادئ الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر.

كما ألقيت كلمة الخريجين، تناولت أبرز جوانب الاستفادة من الدورات التدريبية، وشكر لجهود المدارس التخصصية لهيئة العمليات الحربية.

وفي ختام الفعالية، تم تكريم أوائل الخريجين والمبرزين في الدورات .

حضر الفعالية، وزيرا الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، والداخلية اللواء ابراهيم حيدان.

مقالات مشابهة

  • «أكتوبر إرادة مصرية».. القوات المسلحة تنشر فيلمًا قصيرًا بمناسبة ذكرى الانتصارات |فيديو
  • تعرف على موعد حفل تخرج دفعات جديدة من طلاب الأكاديمية العسكرية 2024
  • تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وطلاب الأكاديمية العسكرية (فيديو)
  • أحمد موسى يكشف رسائل الرئيس السيسي في حوار الأكاديمية العسكرية (فيديو)
  • حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية
  • الرئيس السيسي يلتقي عددًا من طلاب الأكاديمية العسكرية المصرية الذين أنهوا دراستهم بها (صور)
  • الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية ويجرى حوارًا مفتوحًا معهم
  • عاجل - الرئيس السيسي يلتقي طلاب الأكاديمية العسكرية ويجرى حوارا مفتوحا معهم
  • العرادة في حفل تخرج ''قادة سرايا مدرعات والطيران المسير والهندسة العسكرية والأمن السيبراني'' :الحروب لم تعد كما كانت و الانتقال إلى الوسائل الحديثة أصبح ضرورة ملحة