الكبة النبكية… أكلة شعبية يترافق إعدادها وأكلها مع عادات وطقوس اجتماعية مميزة
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
ريف دمشق-سانا
يترافق إعدادها وأكلها مع عادات وتقاليد وطقوس اجتماعية مميزة ما تزال مستمرةً لدى أهالي النبك، إنها “الكبة النبكية” التي تعد الأكلة الشعبية المفضلة لديهم من عشرات السنين، وارتبط اسمها بهم نظراً لتميزهم في إعدادها.
السيدة صفاء الحوز “أم مصطفى” تقول في تصريح لمراسلة سانا: “الكبة عند أهالي مدينة النبك من أهم الأطباق التي تقدم في جميع المناسبات الاجتماعية والأعياد والأعراس، وأيضا تقدم للضيف المميز، كما يحرصون على أن تكون الكبة بأنواعها المشوية والمقلية واللبنية وغيرها موجودةً في رحلاتهم ونزهاتهم، ولا سيما في يوم الجمعة الذي يقضونه في مزارعهم”.
وأضافت: إن أغلب أهالي النبك المغتربين يحرصون على اصطحابها معهم إلى بلدان الاغتراب بعد كل زيارة إلى وطنهم، حيث تعتبر من الأكلات الشعبية السورية المحببة هناك.
أم مصطفى امتهنت صناعة الكبة وتسويقها، نظراً للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي مرت على عائلتها نتيجة تدمير منزلهم ورزقهم أثناء الحرب الإرهابية على سورية، ما جعلها تفكر بطريقة تخرج بها نفسها من هذه الضائقة، وتكون سنداً لعائلتها، فبدأت بهذا المشروع، وكان متواضعاً في البداية، وبمساعدة ودعم المقربين منها تمكنت من تطويره وتوسيع دائرة تسويقها، وتحسين وضعها الاجتماعي ومتابعة أولادها تعليمهم الجامعي.
وأشارت أم مصطفى إلى أن الكبة حتى تكون بنكهة وشكل مميز تحتاج إلى المهارة والالتزام بالمقادير الصحيحة.
وعن أصول الكبة وأهميتها ذكرت الباحثة الاجتماعية ورئيسة ملتقى سوريانا للسيدات في مدينة النبك ياسمين عينية في تصريح مماثل، أنها قدمت بحثاً حمل عنوان “قمح الحياة” لإحدى المنظمات تحدثت فيه عن تصنيف الأطعمة التقليدية كعنصر من عناصر التراث غير المادي، مثل ” الكبة السورية وطقوسها”، موضحةً أن الكبة طبق سوري مصنوع من البرغل الفاخر المكون من قمح، يتم حشوه باللحمة والمكسرات وأشياء أخرى لزيادة نكهتها.
وأشارت عينية إلى العادات والتقاليد الاجتماعية التي ارتبطت بصنع الكبة، أهمها دق اللحمة في الجرن الحجري، وهو عبارة عن أداة حجرية تقليدية مصنوعة من الحجر المناسب الذي لا ينكسر ولا يخرج من قاعه المواد التي تدق عند ضربه، ويستخدم خصيصاً لتحضير الكبة.
ولفتت عينية في حديثها إلى كلام الكاتب في التاريخ يوسف موسى خنشت عن عادات أكلة الكبة في مدينة النبك بريف دمشق، حيث قال: “إنها من أشهى الأكلات عند أهالي النبك رغم الوقت والتعب الذي يعانون منه في صنعها”، معتبراً أن الكبة المطبوخة في الكشك المصنوع من البرغل والحليب واللبن هي المفضلة لديهم، ما جعل السكان في القرى المجاورة يتهكمون عليهم قائلين: ” أكل النبكي كبة بالكشك “.
وتتابع عينية: “إن سكان النبك يعبرون عن فرحة كبيرة عندما يذهبون لشراء اللحمة الحمراء من أجل الكبة، وتشرع ربات المنزل في غسيل الجرن وتنظيفه، فبعد دق اللحمة وجبلها بالبرغل الناعم يصنعن منها أقراصاً صغيرة وكبيرة، فيسلقن الصغيرة في حساء من الكشك بالشتاء، وفي اللبن بالصيف وتسمى اللبنية، ويشوين الكبيرة منها أو يقلينها بالسمن والزيت “، “وقليلون منهم يصنعون الكبة بالصينية والعصيدة فوق منها “، وإضافة إلى ما سبق يوجد نوع من الكبة يطلق عليه كبة الحيلة الخالية من اللحمة وتؤكل مع المجدرة المصنوعة من القمح واللبن أو الشيشبرك.
ومع مرور السنين تغيرت آلية صنع الكبة وتطورت من أداة يدوية خاصة بطحن اللحمة والبرغل معاً، ليصبح تجهيزها عبر آلة كهربائية، وفق عينية، مشيرةً إلى أن الكبة تعرف أيضاً في البلدان المحيطة بسورية مثل لبنان وفلسطين والأردن والعراق، وتقول بعض المصادر: “إن أصل الكبة هي جريش الشهيرة في العراق التي تعود للعصر الآشوري، وقد ورد ذكرها في احتفال الملك آشورناصربال الثاني الذي تحدث عن وليمة أقامها للضيوف بعد الانتهاء من بناء قصره عام 879 قبل الميلاد، وذكر تقديم وجبة الكبتو، وظهرت كلمة الكبة في النصوص المسمارية، وكلمة كبة في اللغة الأكادية بفروعها الآشورية والبابلية على شكل (كبتو) ، وقد استخدمت هذه الكلمة للإشارة إلى الشيء المستدير كدائرة”.
سفيرة إسماعيل
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
فود ترك «الوفرة».. جلسات وأكلات شعبية تجذب الزوار من داخل وخارج الأحساء
يشهد مخطط الوفرة الواقع جنوب مدينة الهفوف في محافظة الأحساء، والمخصص لعربات ”الفود ترك“، التي تتجاوز ال 150 عربة، إقبالًا كبيرًا من الزوار من الأهالي من داخل الأحساء، ومن مختلف مناطق المملكة، وكذلك دول الخليج، والسياح.
يأتي ذلك نظرًا لما يتميز به الموقع من جذب سياحي كبير، من خلال التنوع في تصاميم العربات، والجلسات الجاذبة المزودة بالشاشات العملاقة، والتنوع في المأكولات، خاصةً الأطعمة الأحسائية الشعبية، وكذلك تنوع المشروبات وسط أجواء شتوية معتدلة.تطبيق الجودةوقال المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بووشل لـ ”اليوم“: إن الأمانة أتاحت التقديم على خدمة حجز مواقع عربات الطعام في موقعين «تجمع الوفرة جنوب مدينة الهفوف - شرق حديقة الاستاد الرياضي»، وذلك عبر منصة الاستثمار في المدن السعودية ”فرص“، أو من خلال زيارة بلدية الهفوف، دعمًا لهذا النشاط والذي يشهد إقبالًا لافتًا من المواطنين والمقيمين والزائرين خلال موسم الشتاء.
أخبار متعلقة مبادرة لتحويل مدارس الأحساء إلى واحات خضراء صديقة للبيئةالأحساء.. إعادة إحياء "سوق الأحد" الشعبي وطرحه للاستثمارنقل تجربة الأحساء في الري الحديث لـ «موارد المياه العمانية» .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } فود ترك «الوفرة».. جلسات وأكلات شعبية تجذب الزوار من داخل وخارج الأحساء
وأضاف: يأتي ذلك امتدادًا لمساعي الأمانة نحو تحسين المشهد الحضري، أحد مستهدفات وزارة البلديات والإسكان في تحقيق أهداف برنامج جودة الحياة، في ظل المتابعة المستمرة لتطبيق الاشتراطات الصحية والمهنية، الأمر الذي من شأنه الإسهام في تحقيق أهداف عدة، منها المحافظة على النظافة العامة، ورفع نسب الامتثال وإصدار التراخيص، والحفاظ على صحة وسلامة المستهلك، والإسهام في تعزيز فرص العمل للمواطنين، وتفعيل الحاضنات البلدية والاستفادة منها، وتحسين المشهد الحضري ومعالجة التشوه البصري وضبط نشاط الباعة الجائلين.
وأكد عبداللطيف المصطفى «صاحب فود ترك» حرصه على تطبيق الجودة بشكل عام، والارتقاء بالمنتجات التي يقدمها، لتقدم للزوار بشكل أفضل وعلى أكمل وجه، مضيفًا: الجودة بالنسبة لي مهمة، خاصةً أننا نعيش أجواء جميلة وسط الإقبال من الزوار ممن يحرصون على الاستمتاع بالأجواء والمكان والطعم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } فود ترك «الوفرة».. جلسات وأكلات شعبية تجذب الزوار من داخل وخارج الأحساء
وأكمل: من هنا تكمن أهمية الجودة في تقديم منتج كامل بجودة كاملة بمواد خام ذات جودة عالية، وأيضًا الاهتمام بطريقة الإعداد، ليكون المنتج النهائي في أفضل جودة.إقبال كبيروقال ثامر البرية «صاحب فود ترك»: وجدنا العام الماضي وهذا العام إقبالًا كبيرًا على منطقة الوفرة من الزوار، سواء من أهالي الأحساء، أو حتى من دول الخليج، وحرصنا على أن نتميز بإعداد الذرة المشوية والمشروبات الباردة والساخنة، وأيضًا المخبوزات التي نقدمها مع الشاهي.
ونصح الشباب السعودي بقوله: لا أحد يقول ليس لدي وقت، ولا أحد يقول لا أستطيع، فنحن بدأنا المشروع بشكل بسيط وبتكلفة بسيطة، ثم وجدنا الإقبال من الزوار ومن جميع فئات المجتمع، وذلك بقوة العزيمة والإصرار.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } فود ترك «الوفرة».. جلسات وأكلات شعبية تجذب الزوار من داخل وخارج الأحساء
وقال ماجد الماجد، البالغ من العمر 66 عامًا «أحد زوار الموقع»: أحرص على الحضور والتجول في الوفرة، نظرًا لحبي للترفيه والجلسات والأكلات الشعبية والمقاهي، وأحرص على عملية التزاور هنا مع الأصدقاء لتناول القهوة والشاهي والمشروبات الباردة والحارة.
وأضاف: من الأكلات الشعبية التي نحرص على تناولها، الكبة والبطاطس والكباب والمشويات، خاصة ننا نحرص على التردد لهذا الموقع باستمرار سواء في الشتاء أو الصيف.
وقال عبدالله المحارفي «صاحب عربة فود ترك»: في موقعنا في الوفرة نقدم الكبدة التي اشتهرنا بها، وأيضا نقدم السندويشات منها الدجاج المكسيكي، والبليلة والأكلات الشعبية والعصيد والهريس والسمبوسة واللقيمات والمبصل، ونجد إقبالًا كبيرًا من الزوار، وسط جهود أمانة الأحساء التي وفرت وهيأت المكان، مضيفًا: بالنسبة للمبيعات، فالدخل اليومي للمشروع يتراوح من 8 إلى 10 آلاف ريال.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } فود ترك «الوفرة».. جلسات وأكلات شعبية تجذب الزوار من داخل وخارج الأحساءجذب سياحيوقال صالح العيد «مرشد سياحي»: الأحساء فيها كل شيء، ففي الفترة الشتوية التي نعيشها، نلاحظ تواجد الكثيرين هنا في مخطط وموقع الوفرة، إضافة إلى وجود أماكن سياحية جاذبة، منها جبل القارة، وبيت البيعة والقصور التاريخية والأثريات، ونلاحظ في الوفرة تواجد الفود تركات التي توفر الأكلات الشعبية الأحسائية الشهيرة.
وذكر عبدالعزيز الغلاب «نائب صاحب محل فود ترك» أن من الأكلات المقدمة، الذرة والكستنة والكبة السورية، وغيرها من الأطعمة التي تلبي رغبات الزوار، إضافةً إلى وجود المشروبات الساخنة والباردة.
وأضاف: المكان ممتاز والإقبال كبير من داخل الأحساء ومن خارجها، وكذلك من دول الخليج، وتتميز الفود تركات بالحرص على التطوير المستمر، من جلسات أرضية وكراسي وعرض ”البروجكتر“ والشاشات، بما يسهم في جذب الزوار.
وقال مشاري المطيري «أحد الزوار للموقع»: متوفر في المكان كل ما يريده الشباب والعائلات، خاصةً في وقت الشتاء، كونه مكان جاذب ومرتب، وأيضا مميز من ناحية التنظيم، من جود المخيمات والجلسات وتوفر الأكلات الشعبية والأسر المنتجة، وهو ما يشجع على ممارسة مختلف الأنشطة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } فود ترك «الوفرة».. جلسات وأكلات شعبية تجذب الزوار من داخل وخارج الأحساءأكلات شهيةوقال عبدالله يوسف «أحد العاملين في الموقع»: نقدم الأكلات الشهية واللذيذة لكبار وصغار السن، منها الهريس والعصيدة والمعكرونة والكبة والسمبوسة وأيضا خبز المسح بمختلف أنواعه، وأيضًا لدينا عدد من الفعاليات التي تناسب الكبار والصغار منها الألعاب والتمثيل.
وقال حمد المري «صاحب عربة فود ترك»: نتميز بوجود القهوة وسويت البيكان والشاهي والكرك والكركديه، ولدينا السمبوسة المشوية والشباتي بأنواعها، وأيضا شباتي الزنجر، والمصخن وخلية النحل.
وقال ”حسين آل عباس“ صاحب فود ترك: نقدم جميع أنواع المشروبات والأكلات الشعبية، ونبدأ بتقديمها من الساعة الرابعة عصرًا إلى الفجر، وهناك إقبال كبير من الزوار، إضافةً إلى وجود بعض الألعاب والغرف الخاصة المزودة بالشاشات.
واختتم ”راشد المري“، صاحب فود ترك بالقول: نقدم المشروبات الشتوية والكرك والشاهي والأكلات الشعبية، واستهدفنا كذلك عشاق كرة القدم، حيث يتميز الموقع بالحضور الكبير من داخل المملكة وخارجها حيث تمثل جذب سياحي.