جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-16@15:34:29 GMT

عن سؤال الكتابة

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

عن سؤال الكتابة

 

نمير بن سالم آل سعيد

 

أما عن سؤال الكتابة؛ فهي صعبة جدًا ومُرهقة ذهنيًا على المدى البعيد، لما تتطلبه من ثقافة غزيرة مُستمرة لإنتاج الأفكار، والقدرة على التعبير عنها بطريقة جيِّدة، والتحديات الكثيرة التي تُواجه الكاتب وتصرفه بعيدًا عن الكتابة.

وكثيرٌ من الكتاب بدأوا وما لبثوا أن توقفوا، ولم يستمروا، إلّا قليلًا، فتلاشوا في طي النسيان.

حاولوا مُقاومة موت الكاتب فيهم، ولم يستطيعوا؛ لانعدام الهدف وفتور الشغف واضمحلال الاهتمام وافتقار الموهبة ونضوب المَعين الثقافي، ومجاراة المُلهيات والمُسلِّيات الدنيوية التي تحمل الإنسان إلى مآلات الراحة والاستمتاع. وكذلك لِمَا للكتابة من مطبات تُوقِع الكاتب في شباكها؛ لتخرج ذاته للعلن بوضوحه وصراحته والتي قد لا ترضي البعض.

يقول الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه: "الرجال صناديق مُغلقة، مفاتيحها الكلام". ويقول الفيلسوف اليوناني سقراط "تحدث كي أراك".

والكلمة قد تُحرِّض ضد سلامة دولة، أو قد تُثير سخط مؤسسة، أو تُغضب قبيلة أو أتباع مذهب، وقد تُؤجج البغضاء وتبُث الشقاق والفتن بين أفراد المُجتمع، وقد تضر بالوضع الاقتصادي أو الأمن أو الاستقرار العام. لذا.. هناك من خسروا حياتهم بسبب الكلمة، وهناك من فقد حريته بسبب الكلمة، وهناك من تعرَّض للتهميش بسبب الكلمة، وهناك من آثروا المنفى وأصبحوا لاجئين في دول أخرى بسبب الكلمة؛ لاعتقادهم أن حقوقهم سُلبت في دولهم، ولا حلَّ إلّا المطالبة من خارج بلدانهم، أو ربما لأسباب أخرى مُعلنة أو خفية.

لكن يبقى من يحسبون للكلمة ألف حساب، إذا كتبوا، فلا يستطيعون الاندفاع والتهور في كتاباتهم، ويبقون مصدر نفع لبلدانهم لا مصدر أذى، ومعول بناء لا معول هدم؛ حفاظًا على المصلحة العامة.

والكلمة مسؤولية كبيرة، لمن يُدرك أهميتها وتأثيراتها، وهي وسيلة من وسائل الاتصال بين الأفراد ومجتمعهم، وكذلك هي أداة مُهمة من أدوات التعلُّم؛ إذ عن طريق الكتابة والقراءة يواصل الإنسان الإبحار والتقدم في العلم والمعرفة. وتبرز أهمية الكتابة أيضًا في تدوين المعرفة لتنتقل من جيل إلى جيل؛ فالنتاج المعرفي وصل عن طريق الكتابة، ونقدمه عن طريق الكتابة، والكتابة مستوى عالٍ من الرقي الثقافي، وكلما وُجدت الكتابة النافعة، دلَّ ذلك على ثقافة الشعب وحضارته وتاريخه المُتجذِّر.

وازدادت أهمية الكتابة إعلاميًا لسهولة إعادة نشرها، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها المنصة الأشهر "واتساب"؛ فانطلقت الكلمة من محبسها المحدود بضوابط وسائل الإعلام، إلى الفضاء المفتوح عبر منصات إلكترونية عملاقة، مثل منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، كما إنها نجحت في استقطاب عدد هائل من المتابعين ومعرفة ردود أفعالهم المُباشرة. ومن مميزات هذه الوسائل، أنها تتمتع بأعلى سقف للحرية، ولا يستطيع أحد التدخل في المحتوى المنشور عبرها. وتحظى الكتابات في الفضاء الإلكتروني باهتمام أوسع إذا كان الموضوع المطروح ضمن الاهتمام الشعبي، وصاحبها اسم معروف مُتحقَّق؛ لأنَّ اسم الكاتب يحدد أهمية الموضوع، خاصة إذا رسّخ اسمه ثقافيًا وأثبت ذاته في مجال الممارسة الثقافية المستمرة، وهذا ما نراه مُتحققًا من حولنا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بايدن يرد بسخرية على سؤال صحفي بشأن إتمام صفقة الرهائن.. ماذا قال؟

التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأربعاء الموافق 13 نوفمبر 2024، المرشح الجمهوري والفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من هذا العام دونالد ترامب، لتسليم السلطة وتجهيزه لتولي ولاية رئاسية جديدة في البيت الأبيض، وجاء اللقاء وسط أجواء ودية ومصافحة بين الرئيسين.

وخلال هذا اللقاء، وجهت مراسلة صحفية سؤال للرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقائه بالرئيس المنتخب دونالد ترامب، لتسليم السلطة له وتولي ولاية رئاسية ثانية، وقالت: «هل تستطيع إتمام صفقة تبادل رهائن قبل انتهاء ولايتك الرئاسية».

وأجاب بايدن بسخرية على هذا السؤال الصحفي، قائلًا: «هل تعتقدين أنه بإمكانك تلقي ضربة على رأسك بواسطة كاميرا».

يذكر أن، رئيس مجلس النواب مايك جونسون رحب بـ «ترامب» ووصف الرئيس المنتخب «دونالد ترامب» بأنه «ملك العودة» للجمهوريين في اجتماع مغلق عقد قبل وصول ترامب وقال جونسون للمشرعين الجمهوريين «نحن في موجة ترامب، كانت مكاسبه هائلة».

وصرح رئيس مجلس النواب« مايك جونسون» إن الجمهوريين «مستعدون للوفاء» بأجندة ترامب أمريكا أولا، وأن يستعد «ترامب» للعودة إلى السلطة بما يراه هو وحلفاؤه الجمهوريون تفويضا للحكم، وفقا لشبكة «إيه بى سي».

وأكد بايدن أنه سيفعل كل ما في وسعه لجعل الانتقال إلى إدارة ترامب القادمة يسير بسلاسة، على الرغم من أنه أمضى أكثر من عام في حملة إعادة انتخابه واصفا ترامب باعتباره تهديدًا للديمقراطية والقيم الأساسية للأمريكيين، قبل أن يقرر الانسحاب من السباق في يوليو وتأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس لخلافته.

ويشار إلى أن «ترامب» حصل على 301 صوت انتخابي، متجاوزًا بكثير العدد المطلوب للفوز وهو 270 صوتا، وحصول نائبة الرئيس الديمقراطية «كامالا هاريس» على 226 صوتا، وفقا لما نشرته شبكات الإعلام المحلية.

اقرأ أيضاًتفاصيل لقاء بايدن وترامب.. والموعد الرسمي لانتقال السلطة

جو بايدن يلتقي دونالد ترامب: عملية انتقال السلطة ستكون سلسة جدا

«أكسيوس»: توقعات بلقاء بايدن عائلات 7 رهائن أمريكيين محتجزين في غزة

مقالات مشابهة

  • سؤال برلماني حول خطة جذب الطلاب إلى تخصصات العصر
  • خبير: الخطاب الأمريكي لا يترجم بالواقع.. وهناك فجوة بين ما يقال وبين ما يفعل
  • التدريب على أساليب الكتابة الإبداعية للطلبة الموهوبين بالداخلية
  • أهمية العناية اليومية بالبشرة في فصل الشتاء
  • الحبهان عشبة خارقة بمعنى الكلمة .. يعالج 18 مرضا ومشكلة تجميلية
  • الراعي: من الخطأ القول ان الحق على المسيحيين في عدم انتخاب رئيس الجمهورية
  • بايدن يرد بسخرية على سؤال صحفي بشأن إتمام صفقة الرهائن.. ماذا قال؟
  • في ذكرى تجليسه.. قصة الكلمة الوحيدة التي لم يكملها البابا شنودة على منبر الكنيسة
  • الشارقة تجمع أدباء ومثقفين وناشرين في حب الكلمة المقرؤة
  • إجابة أضحكت الجميع.. ترامب يرد على سؤال عن الترشح لولاية ثالثة