CNN Arabic:
2024-10-01@17:33:17 GMT

رأي.. بشار جرار يكتب لـCNN عن تداعيات اغتيال نصرالله

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

على وقع "العملية البرية المحدودة" في جنوب لبنان، تجاوزت الأحداث أهمية هذا السؤال. مسألة من أتى دوره في بنك الأهداف الإسرائيلي، ما عادت مفصلية، منذ سقط الردع والهيبة إثر الضربة المزدوجة -بفارق سبع ساعات- الأولى في بيروت والثانية في طهران.

لم يبدأ الأمر بفؤاد شكر فقد سبقه بسنوات عماد مغنية، وقبل إسماعيل هنية كان قاسم سليماني. بصرف النظر عن صفات المستهدفين وثقلهم تنظيميا، وبغض البصر عن تسمية الاستهداف تصفية أم اغتيالا، ما تحقق هو خلخلة أساسات الهيكل الذي أقامه الخميني ومن بعده خامنئي بمليارات الدولارات من مال المواطنين الإيرانيين و"الخُمس" الذي يجمعونه من أتباعهم، لتأسيس جيوش رديفة سماها ما يطلق على نفسه محور المقاومة والممانعة "مصدات إشغال" دفاعا عن نظام ولاية الفقيه في طهران، حتى وإن زعم أن طريقه إلى القدس تمر بقرى ومدن أربع دول عربية!

السؤال الأولى بالإجابة هو الفارق الزمني بين تصفيات ما قبل السابع من أكتوبر وبعده؟ هل كان القرار مقتصرا على اختيار الأهداف أم توقيت تنفيذها، فالاختراق قديم وكبير، عميق وشامل. لا يمكن تفسير تلك التصفيات -على اختلاف أماكنها وأهدافها ومسميات تنظيماتها- إلا بالاختراق الأمني وهو الاعتقاد السائد، لكن الأمر قد يعني أيضا أن الهيكل كله من أساسه وزعاماته كانت أداة لمرحلة عنوانها، معركة الوقت. ريثما تتم محاسبة فصيل أو قيادة، وبينما تتوالى سرديات ما قبل يوم الحسم وبعده، ثمة عمل دؤوب عاقل -أبعد ما يكون عن الانفعالية والاعتباطية- يتعامل مع ثلاثة عوامل: الأرض وما عليها (السكان والبنى التحتية)، الأرض والمياه وما تحتها (نفط وغاز) والمناخين الإقليمي والدولي.

بماذا اختلف نصرالله عن سلفه عباس الموسوي؟ أو هنية عمن سبقوه في تأسيس وتمثيل حماس خاصة أحمد ياسين وخالد مشعل؟  العقيدة السياسية والانتماءات الإقليمية والتحالفات الدولية هي هي؟ قرار التصفية إذن مرتبط بمواقيت ومراحل وحقب. ذلك تخطيط استراتيجي يعدّ بالعقود لا السنوات. تخطيط يتحكم بزمام المبادرة فيه من يملك أدوات تشكيل، تعديل أو تغيير النظام العالمي. كل من مسّ بذلك، تعرض للتصفية إن تعذر البديل وهو التنحي الطوعي أو التنحية القسرية.

صحيح أن "الطوفان" بدأ من غزة في السابع من أكتوبر الماضي، إلا أن "التسونامي" الحالي والذي سبق الذكرى السنوية الأولى لـ "طوفان الأقصى-السيوف الحديدية" لن يهدأ حتى يحقق أهدافه "الوجودية" وهي كلمة اتفق عليها الأعداء والأعدقاء "العدو الصديق" (فْرِنِمي). هذه ليست مجرد جولة تصفية حسابات أو تعديل سلوك عبر تغيير قواعد الاشتباك. ما يجري هو فض للاشتباك عبر مسار تفاوضي فردي أو جماعي. وإلا فهي الحرب حتى النصر. قد تصل الأمور ذروتها قبل الخامس من نوفمبر، أو بعيد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث يتحدد "مسار" دولي وليس أمريكيا فقط يضغط الجميع -نظما وتنظيمات- إلى حلول وسط تجنب الإقليم والعالم حربا كبرى أو عالمية، بحيث تتحول الحرب من مواجهة إسرائيلية مع إيران ووكلائها إلى حرب إسقاط أو سقوط التنظيمات على غرار ما بدأ من بغداد عام 2003.

ما اختلف خامنئي عن الخميني، فالأولوية هي لبقاء نظام الملالي وولاية الفقيه في طهران، حتى ولو اضطر لتقديم الأكباش تباعا للمحرقة. ما يجري في لبنان لن يقف في الجنوب والشرق وسيشمل على الأرجح كل التنظيمات والبنى التحتية المعادية لإسرائيل، كما جرى في سيناريو غزة الذي شمل أهدافا في الضفة ضمن عمليات محدودة زمانيا ومكانيا. كل ذلك، إفساحا لمزيد من الوقت حتى تستكمل إيران انسحابها من سوريا (قد تسميه إعادة تموضع) وأمريكا من العراق في إطار رضوخ إيران لما طلبه الرئيس السابق -والأرجح المقبل- دونالد جيه ترامب وهو الكف عن "سلوكها الخبيث". حتى مسألة السلاح النووي لها سردياتها المعدة منذ سنوات ما قبل "الصبر الاستراتيجي"، حيث إن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران يرى في أسلحة الدمار الشامل "حرمة شرعية". وكما أصبح "الشيطان الأكبر" "إخوتنا الأمريكيين" بلسان مسعود بزشكيان فإنه ليس صعبا على خبراء "تشخيص مصلحة النظام" النجاة بإيران نظاما وبلادا، حيث لا حاجة بعد لتلك "المصدات" ولربما يشمل ثمن "التعاون" جائزة ترضي المرشد عبر خلافة ابنه مجتبى. للإسم دلالات ثقافية تعني الشخص الذي تم اختياره أو اصطفاؤه..

كل ما تقدم يصير حبرًا على الورق كما يقال، إن صدقت صيحات "الثارات" وثبتت رؤى الرايات السود والحمر!! غير ذلك، فإن تصفية نصرالله -بصرف النظر إن كانت قرارا وجهدا إسرائيليا خالصا أو تضمن دعما وإسنادا من داخل الإقليم أو خارجه- قد تكون فيها نجاة لبنان الذي أراده بشير جميّل ورفيق الحريري وجميع من عملوا على استرداد الدولة اللبنانية من الارتهان وتحرير "سويسرا الشرق" من الاختطاف.

ما بعد نصرالله، فرصة لن تتكرر لتحقيق "رؤية الدولتين" وتلك رؤية تم إنضاجها لنحو عام وانتقالها إلى مرحلة الحديث عن "مسار" لتحقيق دولة فلسطينية منزوعة السلاح لها حدود فيها نظم حماية مشتركة أكثر تعقيدا من "محور فيلاديلفي" وما كان شريطا أو حزاما أمنيا بين لبنان وإسرائيل والجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية الذي لم يتغير برحيل آرائيل شارون وكل الحكومات التي أدانت الجدار أو تحفظت عليه.

ما بعد نصرالله والتقارب التركي السوري غير المسبوق، إما إعادة تأهيل عربي فدولي للنظام في سوريا أو هجوم سلام يقوده بشار الأسد عبر سوتشي مثلا أو وسيط عربي قوي قادر على إقناع ترامب بأن "سلام الشجعان" ما زالا متاحا. في نهاية المطاف وكما قال جواد ظريف مستشار بزشكيان ومهندس مفاوضات الملف النووي من الجانب الإيراني، "من غير المعقول أو المقبول أن يكون الإيرانيون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين".

ما بعد هنية ونصرالله ومن قد يأتي بعدهما، بداية نهاية ما عُرف بالإسلام العسكري، حتى السياسي صار مرفوضا أوروبيا وأمريكيا رغم طفرات هنا وهناك يسيء "الإخوان المسلمين" قراءتها كما جرى في مصر، حيث كانت البداية والنهاية.

بشار جرارباحث متخصص في قضايا محاربة الإرهاب وتعزيز حوار الأديانإسرائيلإيرانسوريالبنانإسماعيل هنيةحسن نصراللهرأيعلي خامنئينشر الثلاثاء، 01 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: إسماعيل هنية حسن نصرالله رأي علي خامنئي

إقرأ أيضاً:

بعد اغتيال نصرالله..إسرائيل تطلب من واشنطن ردع إيران

دعت إسرائيل الولايات المتحدة لردع إيران عن مهاجمتها، رداً على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله وجنرال إيراني كبير، في بيروت، وفقاً ما قاله مسؤولان إسرائيليان وأمريكيان.

وتصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة يمكن أن تجر إيران إليها، قبل أن تقتل إسرائيل أقوى حليف لإيران في المنطقة، نصر الله، وجنرالاً في الحرس الثوري، حسب وقع "أكسيوس".

Israel asks U.S. to detr Iran after Hezbollah leader assassination https://t.co/wDdhFLBK28

— Axios (@axios) September 28, 2024 حافة الهاوية

وكانت إيران حريصة على تجنب الهجوم على إسرائيل حتى لا تنجر إلى مثل هذه الحرب، لكن المسؤولين في واشنطن وتل أبيب قلقون من دفع ضربة، الجمعة، طهران إلى حافة الهاوية.

وأصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن بياناً، السبت، قال فيه إنه وجه وزير الدفاع "بمزيد من تعزيز الموقف الدفاعي للقوات العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط لردع العدوان والحد من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً".

بعد اغتيال نصرالله.. بايدن يوجه بتعزيز القوات الأمريكية بالشرق الأوسط - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم السبت، إنه وجه بتعزيز الوضع الدفاعي للقوات العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بعد مخاوف التصعيد على خلفية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله.

ورد بايدن، السبت، على سؤال تردد كثيراً أخيراً عن غزو بري إسرائيلي محتمل للبنان، قائلاً: "لقد حان الوقت لوقف إطلاق النار".

خفض التصعيد

وجاء طلب الإسرائيلي للدعم الأمريكي بعد تراجع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وشن الهجوم الضخم دون استشارة مسبقة رغم طلبات واشنطن المتكررة بخفض التصعيد.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: "كان نصر الله رجلاً سيئاً، ولكن من المحبط أن يفعل الإسرائيليون ذلك دون استشارتنا ثم يطلبون منا أن ننظف عندما يتعلق الأمر بردع إيران".

وقال مسؤول أمريكي آخر: "أن أيدي نصر الله ملطخة بالدماء"، لكن إدارة بايدن لا ترى كيف سيعالج النهج الإسرائيلي الصورة الاستراتيجية الأكبر.

ومن جهته قال بيان للرئيس جو بايدن، إن مقتل نصر الله "مقياس للعدالة لضحاياه العديدة" والولايات المتحدة تدعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران.

وأكد البيان أنه بات من الضرورة "إتمام هذه الصفقات، وإزالة التهديدات الموجهة لإسرائيل، ولتحقيق قدر أعظم من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الأوسع".

مقالات مشابهة

  • هل تنقطع "تبعية إيران" في لبنان بعد اغتيال نصرالله؟
  • بلومبرغ: إيران تدرس خطوتها التالية عقب اغتيال نصرالله
  • تحليل: إيران تواجه معضلة كبرى بعد اغتيال نصر الله
  • إيران "المخترقة".. هل يفتح اغتيال حسن نصر الله ملف مقتل رئيسي؟
  • لن يمر دون رد.. إيران: أمريكا شريكة في اغتيال نصرالله
  • بعد اغتيال نصرالله..إسرائيل تطلب من واشنطن ردع إيران
  • إيران تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن إثر اغتيال حسن نصرالله
  • تداعيات اغتيال نصرالله والتحديات الاقتصادية الراهنة.. العراق ليس استثناء
  • تداعيات اغتيال نصرالله والتحديات الاقتصادية الراهنة.. العراق ليس استثناء- عاجل