يمثل التعليم ركنًا أساسيًا من الأركان التي تقوم عليها المجتمعات المتقدمة بمختلف أنواعها، لما له من إسهامٍ كبيرٍ جدًا في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال جودة العلوم التي يتم تدريسها، والتي يقابلها كفاءة عالية لدى الخريجين والخريجات، ويستغل هؤلاء المعارف والمعلومات والمهارات والخبرات التي تعلموها واكتسبوها خلال مراحلهم التعليمية المختلفة.

وفي هذا الصدد، تم مناقشة موضوع كيفية مواءمة التعليم في سلطنة عُمان مع تطوير الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص عمل في السوق المحلي، من خلال التطرق إلى محور ربط المناهج التعليمية والتخصصات الجامعية بحاجات سوق العمل، ومحور تدريب الطلبة على مهارات حلّ المشكلات والتفكير الناقد والإبداعي.

التعليم قطاع استثماري

تحدث الدكتور رجب العويسي، الخبير التعليمي بمجلس الدولة، قائلًا: «يمثّل قطاع التعليم أحد أهم القطاعات الاستثمارية في «رؤية عمان 2040» لارتباطه بالبحث العلمي والابتكار والمهارات وريادة الأعمال والهوية والقيم وبناء الإنسان، وهي مرتكزات تجعل التعليم حاضرًا بقوة في عالم الاقتصاد الواسع، لذلك فإن المؤمل من التعليم ومؤسساته هو أن يلعب دورًا محوريًا في توفير الفرص التعليمية والتدريبية والبحثية والاستشارية، وتقديم خيارات تعليم عالي الجودة لاستقطاب الكفاءات وإنتاج القدرات التي تدعم عوامل الإنتاج، مما يرفد سوق العمل بمخرجات قادرة على الإسهام الفاعل في تنشيط الحركة الاقتصادية في سلطنة عُمان».

وأضاف: «يتيح التعليم للشركات خيارات متعددة في التعليم المهني والتقني والفني والتخصصي لضمان صقل مواهب الشباب وتمكينهم من إتقان المهارات المطلوبة، وتوفير الوظائف النوعية التي تعزز انخراط الشباب العُماني في مواقع العمل والإنتاج، سواء كان هؤلاء الشباب من الباحثين عن عمل من مخرجات التعليم العالي والجامعي والدبلوم المتوسط والدبلوم العام، أو من خلال الفرص التي توفرها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تسهم في خلق حراك اقتصادي يعزز حضور الشباب في الصناعات التحويلية والخدمات اللوجستية المختلفة».

وأوضح أن التعليم يعزز الطموحات الاقتصادية الوطنية، وأن تحقيق الطموح الاقتصادي من التعليم يرتبط بمستوى التحول في طبيعة الممارسة التعليمية ذاتها، التي يجب أن تتجه اليوم نحو الابتكار والتجديد والمهنية، وتعزيز فرص البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال، كما يجب التعمق في دراسة مهارات المستقبل وكفايات التعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة، واستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وإدماج ذلك كله في مناهج التعليم وبرامجه ومساقاته التدريسية والخطط الدراسية، لضمان قدرة المناهج التعليمية والأنشطة وعمليات التعليم والتعلم على استيعاب متطلبات الواقع.

وأضاف: إن من المهم أن تحتوي المناهج على المكونات النوعية للأنشطة الاقتصادية واللوجستية التي تتفاعل مع البيئات الاقتصادية والصناعية والإنتاجية وبيئات الأعمال، وذلك لتعزيز البنية الاقتصادية في أساليب التعلم ومناهج التعليم؛ ويهدف ذلك إلى ترسيخ مفاهيم الاستثمار وبناء المشروعات والإنتاجية، وتطوير مسارات ريادة الأعمال، وخلق فرص أكبر للمواءمة بين التعليم كفكر وممارسة، بما يعيد هيكلة التعليم ليكون متناغمًا مع المتطلبات الاقتصادية ورفد المشروعات الاقتصادية.

وأكّد العويسي أن صناعة التحول في مسيرة التعليم الاقتصادية تتطلب ضبط سياساته وتقنين مساراته، والتنوع فيها وتوجيهها لصالح المواءمة مع احتياجات سوق العمل، كما تتطلب إعادة بناء التخصصات وتقييمها بناءً على ارتباطها بالواقع وقدرتها على تلبية احتياجات الوظائف في القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى ترتيبها بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل الوطني، ويجب أن يتم ذلك من خلال رؤية وطنية مستدامة تتسم بالتكامل والمهنية والعمق، حيث تتناغم السياسات التعليمية والخطط والبرامج والتخصصات والمساقات التدريسية في الجامعات والكليات مع طبيعة المرحلة والمستجدات في منظومة الأداء الوطني.

وفي الوقت نفسه، يجب أن تعمل هذه الرؤية على رصد مراحل تطور سوق العمل الوطني وطبيعة عمل القطاعات والمؤسسات، خاصة القطاع الخاص، بما يتماشى مع الاحتياجات الوطنية المستقبلية من التخصصات، وينبغي أن تأخذ هذه الرؤية في الاعتبار التخصصات ذات القيمة المضافة، التي تشكِّل الوجه الأبرز في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وإنتاج تخصصات تسهم بشكل أكبر في تحقيق أهداف «رؤية عُمان 2040»، لا سيما تلك المتعلقة بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقطاع ريادة الأعمال، والمشروعات التي تقوم على الابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

وأضاف العويسي: إن هذا لا يعني التقليل من أهمية التخصصات في العلوم الإنسانية والاجتماعية والتعليم وغيرها، بل يتطلب إعادة هيكلتها وتقنينها بشكل يتناغم مع احتياجات عُمان في العشرين سنة القادمة.

الإبداع والابتكار

ودعا العويسي منظومة التعليم العالي والجامعي إلى توسيع دائرة العمل المتقن الذي يربط بين السلوك التعليمي الممارس في قاعة التدريس والمختبرات وحلقات العمل وبين المهارة الناتجة عنه؛ فكلما ارتبطت الممارسة التعليمية بالواقع ونقلت الطالب إلى دور الفاعل والمؤثر والمبتكر والمخترع والمستكشف والمنتج، كلما كان المنتج التعليمي أكثر إتقانًا وفاعلية في أداء مهمته بحجم ما يمتلكه من مهارات أصيلة وخبرات مجربة وقدرات وأخلاقيات في ميدان العمل والإنتاجية والمنافسة، وهذا من شأنه أن يزيد من فرص الاستثمار في الكفاءة الوطنية على المستوى العالمي، حيث تتسع النظرة لتشمل إعداد الخريج للمشاركة في سوق العمل العالمي، الذي يديره اقتصاد المعرفة والمنافسة القائمة على المهارة والتسويق الشبكي للكفاءة والخبرة الوطنية، كما يتطلب ذلك علاقة دائمة بين التعليم والمهارات وسوق العمل، مع ضرورة إحداث تجديد في الفلسفة والآليات والتخصصات ونظم التقويم.

وتبرز هنا الحاجة إلى تأسيس آليات واضحة وإطار مؤسسي يهدف إلى مراقبة التطورات الحاصلة في سوق العمل للوقوف على طبيعته ونوع الطلب على الكفاءات الوطنية والتخصصات التي تضمن تحقيق معايير الإبداع والتجديد والابتكار، كما يجب إتاحة الفرصة للجامعات لتطوير برامجها الدراسية والتدريبية وتطويعها لتنسجم مخرجاتها مع احتياجات سوق العمل المتجددة والتخصصات العلمية والتقنية والفنية والمهارات، بالإضافة إلى تحديد نوع الوظائف التي قد لا تتوافق مع طبيعة المستقبل.

وهذا الأمر يستدعي أيضًا مراجعة دقيقة لآليات عمل مركز القبول الموحد بشأن خيارات الطلبة والتخصصات المطروحة لهم، وآلية احتساب المعدل التنافسي وعلاقته بقبول طلبة الدبلوم العام في الجامعات داخل سلطنة عُمان وخارجها.

التفكير الناقد

من جهته، ذكر الدكتور سلطان اليحيائي، الشريك المؤسس ومدير التدريب والاتصال الخارجي بأكاديمية البرمجة، أن تدريب الطلبة على مهارات حلّ المشكلات والتفكير الناقد والإبداعي أصبح ضروريًا في مواءمة التعليم مع احتياجات الاقتصاد الوطني في سلطنة عُمان، ففي ظل التغيرات السريعة في سوق العمل وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا، يتعين على نظام التعليم أن ينتقل من التركيز التقليدي على الحفظ والتلقين إلى تهيئة الطلبة للتفكير بشكل تحليلي وإبداعي.

ولتحقيق التحول نحو نظام تعليمي يركز على مهارات حلّ المشكلات، والتفكير الناقد، والإبداعي، ستتطلب العملية تغييرات جوهرية على عدة مستويات، ففي محور المناهج ينبغي تحديث المحتوى ليتضمن قضايا واقعية وتحديات تتيح للطلبة تطبيق مهاراتهم في التفكير التحليلي والابتكاري، كما يجب أن تكون المناهج أكثر تكاملًا وشمولية لربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، ويمكن تنفيذ ذلك عبر مشروعات عملية مشتركة بين القطاعين الأكاديمي والصناعي، مما سيسمح للطلبة بممارسة التفكير النقدي في بيئات تشبه العالم الحقيقي.

وأكّد اليحيائي أنه يجب إيجاد مساحات تفاعلية تتيح للطلبة العمل في فرق لتبادل الأفكار والتعلم من خلال التجربة، وتحويل الفصول الدراسية التقليدية إلى بيئات تعليمية مرنة ومجهزة بالتكنولوجيا الحديثة التي تدعم الإبداع والابتكار، ويمكن للمدارس والجامعات تشجيع الابتكار من خلال ورش العمل التفاعلية والنوادي الطلابية والمسابقات التي تركز على إيجاد حلول غير تقليدية للمشكلات، وهي الأنشطة التي تخلق بيئة يتعلم فيها الطالب كيفية تحويل الأفكار إلى تطبيقات عملية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تطوير أساليب التدريس التي تركز على الطالب، مثل التعلم القائم على المشاريع وحلّ المشكلات، بدلًا من الاعتماد على أسلوب التلقين، ويتطلب هذا التحول تدريب المعلمين على كيفية تقديم الدروس بطرق تشجع على التفكير النقدي وتحفز الطلبة على استكشاف حلول غير تقليدية، وينبغي تعزيز النقاشات المفتوحة والأنشطة البحثية، وتعليم الطلبة كيفية تقييم مصادر المعلومات لبناء جيل قادر على التفكير وتقييم المخاطر والفرص بموضوعية.

وفيما يتعلق بطرق التقييم، هناك حاجة ماسة للانتقال من الامتحانات التقليدية التي تركز على الحفظ إلى تقييمات متعددة تشمل المشاريع، والعروض التقديمية، والمحاكاة، حيث يمكن لهذه الأساليب أن تقيس قدرة الطالب على تطبيق المهارات في مواقف حقيقية بدلًا من مجرد تذكر المعلومات، وهذا النهج سيعزز من جاهزية الطلبة للمشاركة الفعّالة في تطوير الاقتصاد الوطني والاندماج في سوق العمل المحلي، ويؤدي إلى ربط المهارات بسوق العمل، مما يوفر فرصًا وظيفية جديدة ويعزز من قدرة الطلبة على الاستجابة لاحتياجات القطاعات الاقتصادية المختلفة في سلطنة عُمان، وهو ما يدعم تحقيق «رؤية عمان 2040».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاقتصاد الوطنی فی سوق العمل مع احتیاجات الطلبة على من خلال یجب أن رؤیة ع

إقرأ أيضاً:

ما هي مبادرة مصر GATE نبوغ التي اطلقتها وزارتي التعليم اليوم.. تفاصيل

أطلق الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومحمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والسيد محمد جبران وزير العمل، صباح اليوم السبت، مبادرة (مصر GATE "نبوغ")، بحضور الدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور هاني عياد المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، وبحضور عدد من السادة رؤساء الجامعات وقيادات الوزارة وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وجامعة الطفل، والمراكز البحثية، وعدد من طلاب المدارس، وذلك بأحد الفنادق بالقاهرة الجديدة.

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن الدولة المصرية تدعم كل ما يسهم في جهود الارتقاء بالعناصر البشرية لتحقيق التنمية، مشيرًا إلى وجود مراكز لدعم الطلاب المبتكرين والموهوبين والنوابغ بمختلف الجامعات المصرية؛ لتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لتنمية مواهبهم وقدراتهم، ودعم جهود تطوير العملية التعليمية؛ مما سيسهم في تأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تقديم حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه المجتمع، ودعم جهود الدولة للتنمية في المستقبل، موضحًا أن البرنامج يهدف إلى اكتشاف المهارات الاستثنائية لدى الأطفال النوابغ والموهوبين بجميع أنحاء الجمهورية، ومن ثم يتم إدراجهم في برامج لصقل مواهبهم ونبوغهم من خلال برامج وآليات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تبني الإنسان وبناء قدراته إيمانًا من الوزارة بأن دعم أطفال اليوم هو دعم لشباب الغد وقادة المستقبل؛ تحقيقًا لطموحات الجمهورية الجديدة.

وأشار وزير التعليم العالي إلى مبدأ الابتكار وريادة الأعمال باعتباره أحد أهم مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، لتأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل، بما يدعم جهود الدولة لبناء "الجمهورية الجديدة"، مؤكدًا اهتمام الوزارة بربط الإستراتيجية بالصناعة لتنمية الاقتصاد الوطني، وذلك في إطار تحقيق مبادرة "تحالف وتنمية"، التي تحظى بدعم ورعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وسلط الدكتور أيمن عاشور الضوء على برنامج GEN Z الذي يعد من أكبر البرامج الداعمة للأفكار الابتكارية لدى طلاب الجامعات والمعاهد المصرية، وذلك في إطار دعم ريادة الأعمال بين الطلاب، والذي يجري تنفيذه بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة في صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ وشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بدعم يصل إلى 100 مليون جنيه.

وأشار وزير التعليم العالي إلى أن مصر تزخر بالعديد من الموهوبين والمبتكرين والنوابغ، ومنهم الطفل المتميز يحيى عبدالناصر الذي التحق بكلية العلوم جامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل، ونجح في الحصول على نتائج مرتفعة، مؤكدًا أنه نموذج للطالب المتميز والمبدع.

وفى كلمته، أعرب محمد عبداللطيف عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية الهامة التي تشهد انطلاق مبادرة طموحة تستهدف اكتشاف ودعم ورعاية الأطفال وشباب الموهوبين، والتي تأتي اتساقًا مع رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة (مصر 2030)، وتركز على رعاية وتنمية الموهوبين والمبتكرين في مختلف المراحل العمرية؛ إيمانًا بأنهم يمثلون ثروة مصر الحقيقية، وقادتها المبدعين الذين سيقودونها إلى آفاق أرحب نحو التقدم والازدهار، مشيرًا إلى أن الاستثمار في رعاية الموهوبين والمبتكرين ليس اختيارًا، بل هو واجب وطني، فالموهبة نبتة واعدة تحتاج إلى تربة خصبة، وبيئة محفزة، حتى تثمر وتزدهر، موضحًا أنه عندما نقدم لأبنائنا من الموهوبين، والمبدعين الرعاية الكافية، والدعم اللازم، فإننا نضمن بذلك لمصر مستقبلاً واعدًا زاخرًا بالإنجازات والابتكارات.

ولفت وزير التربية والتعليم إلى أن أهمية رعاية وتنمية قدرات الموهوبين، والمبتكرين تأتي باعتبارهم قوة دافعة للاقتصاد، ولجهود التنمية المستدامة، حيث تسهم الابتكارات في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري، وتنويع مصادر الدخل، بالإضافة إلى تقديم حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه المجتمع؛ وهو ما ينعكس إيجابًا على جودة حياة المواطنين، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تحظى برعاية ودعم غير مسبوقة من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لدعم برامج اكتشاف الموهوبين والمبتكرين من أبنائنا الطلاب في مختلف مراحل التعليم قبل الجامعي، وفي جميع المجالات، فضلًا عن توفير بيئة تعليمية مُحفزة للإبداع والابتكار، وداعمة لروح المبادرة، والتفكير النقدي، من خلال توفير الموارد اللازمة التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم المنشودة.


وأكد الوزير محمد عبداللطيف أن الوزارة تعمل على بناء الشراكات الفاعلة مع القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وتبذل كافة الجهود الهادفة نحو تشجيع الموهوبين والمبتكرين على التواصل مع نظرائهم في الخارج، والمشاركة في المؤتمرات والمسابقات والفعاليات الدولية، مؤكدًا أن الوزارة نجحت في  تطوير المناهج الدراسية، وفقًا للمعايير العالمية، على النحو الذي يسمح للطالب بإطلاق كافة مواهبه وقدراته، وذلك في إطار مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري، مشيرًا إلى أن الطالب المصري قادر على إحراز مراكز الصدارة في كافة المجالات، ولعل أبرز مثال على هذا ما نجح فيه طلاب وطالبات مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM) الذين حققوا المراكز الأولى بالمسابقة الدولية للعلوم والهندسة (ISEF2024)، مضيفًا أن رعاية الموهوبين والمبتكرين هي الاستثمار الأمثل للدولة المصرية، وتقع مسئوليتها على عاتق جميع المعنيين، لذا؛ فإن علينا جميعًا أن نوثّق أواصر التعاون؛ بهدف تمكين الموهوبين والمبتكرين من إطلاق إمكاناتهم الكاملة، وقدم الوزير الشكر لكافة الجهات المشاركة والداعمة لمبادرة (GATE مصر) على جهودهم الصادقة في دعم ورعاية أبنائنا من الموهوبين والمبتكرين، كما قدم الشكر لجميع القائمين على التنظيم المشرف للاحتفالية وخروجها بهذه الصورة المشرفة.

وأوضحت الدكتورة جينا الفقي أن الأكاديمية تدعم وتنفذ برنامج GATE مصر "نبوغ" من خلال توفير بيئة تعليمية ملهمة تمكن الطلاب الموهوبين من اكتشاف اهتماماتهم وتطوير مهاراتهم بشكل منهجي، وتضع في الاعتبار التباين والاختلاف بين الأطياف والأنماط الشخصية من خلال برامج تعليمية فردية مفصلة، كما أنها تعزز من روح المنافسة الإيجابية، مما يدفع الطلاب إلى تحقيق إنجازات أكاديمية وفكرية، من خلال خطط تعليم فردية تلبي احتياجاتهم، وتتسم بالشمولية حيث تغطي جميع مجالات النمو التعليمي والنفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى المهارات الحياتية ومهارات تكنولوجية؛ تماشيًا مع تطورات العصر بطرق تطبيقية ترتبط مع الواقع؛ لتقديم حلول فعالة لمشكلات المجتمع من خلال المشاركة في المشاريع، والمسابقات المحلية، والإقليمية، والدولية، مشيرة إلى أن الأكاديمية لها خبرات متراكمة في دعم الموهوبين من النوابغ منذ عام 2015 من خلال برنامج "جامعة الطفل" حيث دعمت الأكاديمية من خلاله أكثر من 18000 طالب، ويمثل برنامج "جامعة الطفل" حجر الأساس لبرنامج GATE مصر "نبوغ".

وأعرب الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان عن سعادته بالمشاركة في هذه المبادرة الهامة تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأهمية رعاية الموهوبين والنوابغ والمبتكرين، ووضع آليات لاكتشافهم، وبناء جيل من الكوادر الشابة المتميزة، مؤكدًا أن جامعة حلوان تهدف إلى تمكين الطلاب لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، مشيرًا إلى أن جامعة حلوان تبنت نهجًا شاملاً يرتكز على دعم الطلاب الموهوبين في مختلف المجالات، حيث تعمل الجامعة على تطوير مناهج مبتكرة تدعم التفكير الإبداعي، ودعم الابتكار والبحث العلمي، وإتاحة الفرص للطلاب على المشاركة في مسابقات محلية ودولية، مما يعزز من قدراتهم التنافسية، والتعاون مع مختلف الجامعات والمؤسسات البحثية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وأشار الدكتور هاني عياد المدير التنفيذى لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ أن المبادرة هي تكليل لجهود دعم الطلاب المبتكرين والموهوبين والنوابغ، ومن هنا كانت رؤية الوزارة بأهمية الربط بين التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الجامعي، وأن تكون مصر بوابة ومنصة لدعم النوابغ والموهوبين، لافتًا إلى وجود برامج للتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لدعم الطلاب، وتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لهم، لافتًا إلى أن الصندوق يسعى لرسم طموح الطلاب.

وأوضح الدكتور أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، أن هذه المبادرة تتعاون فيها العديد من الوزارات والجهات المعنية لرعاية الموهوبين والمبتكرين والنوابغ، مشيرًا إلى أن المبادرة هي بوابة لرعاية هؤلاء الطلاب وتقديم كافة أوجه الدعم لهم، وذلك بما يتماشى مع تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا أن الوزارة تهدف إلى تأهيل الطلاب ليكونوا مؤهلين للالتحاق بالجامعات، وأن يكونوا مبدعين ومتميزين لدعم جهود الدولة المصرية نحو تحقيق الازدهار والتقدم.

ما هو برنامج مصر GATE "نبوغ" ؟

وأشارت الدكتورة سهى الزلباني منسقة البرنامج إلى أن برنامج مصر GATE "نبوغ" يعتبر برنامجًا شاملا، ومتعدد المستويات، ويهدف إلى إعداد وتجهيز الأطفال والشباب الموهوبين (من الصف الثاني إلى الثاني عشر) تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومن خلال التعاون مع جهات ووزرات متعددة، ويربط البرنامج طلاب المدارس الموهوبين بالجامعات والمعاهد المصرية في مرحلة مبكرة، وكذلك يعمل البرنامج على تجهيزهم وتزويدهم بالمهارات العلمية والإبداعية للدراسة والبحث العلمي بالجامعات والمعاهد المصرية.

وأضافت أن البرنامج يهدف إلى إتاحة فرص تعليمية للطلاب ذوي القدرات العالية في عدة مجالات، ويخدم البرنامج الطلاب من سن 8 إلى 18 سنة لتحديد الأطفال ذوي القدرات العالية والأداء الاستثنائي في مختلف المجالات؛ لدعم إمكانياتهم وتقديم الخدمات لهم في المدارس وخارجها، كما يمتد البرنامج لدعم الطلاب الجامعيين وإعدادهم لسوق العمل، كما تدعم هذه البرامج تنمية مواهب الطلاب المصريين، وفتح أبواب الاستعداد للمنافسات الوطنية والإقليمية والدولية والنمو الاقتصادي العالمي؛ بهدف بناء قادة المستقبل.

وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي : أن البرنامج يتيح للطلاب فرص دعم وتنمية المواهب المتنوعة عبر إثراء البيئة التعليمية من خلال أنشطة متنوعة، والتحضير للمنافسات والمسابقات العالمية، وتعزيز مشاركة الطلاب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، ودعم تطوير التعليم، وتحسين فرص التعليم للموهوبين التأكد من تقييم الطلاب الموهوبين والمبتكرين بشكل واضح ومعروف للجميع القائمين على العملية التعليمية، والتأكد من أن المدرسة تُلبي احتياجات جميع الطلاب الموهوبين داخل وخارج المنهج الدراسي، والتأكد من أن الموهبة تُترجم إلى إنجازات من شأنها ضمان النجاح الشخصي للطالب الموهوب ورفع مستوى تطلعات جميع الطلاب وليس الموهوب فحسب، وكذلك رفع وعي المعلمين والمنسقين وأولياء الأمور وكل القائمين على العملية التعليمية ببرامج اكتشاف ودعم الموهوبين والمتفوقين دراسيًا، وتهيئة فرص العمل والريادة والمشروعات للشباب الموهوبين والمبتكرين.

واستمع الحضور إلى عرض قدمه عدد من طلاب المدارس المُشاركين في المبادرة وتحدثوا عن البرنامج وأهدافه، وعرضوا طموحاتهم في المستقبل، ووجهوا الشكر لجميع القائمين على تنفيذ البرنامج.

مقالات مشابهة

  • الدين مادة أساسية.. وزير التعليم: المواد اللي خارج المجموع الطلبة ما بتفتحهاش
  • العقيبي يناقش الصعوبات التي تعيق عمل التعليم الخاص
  • 7157 طالبا يؤدون امتحانات دبلوم التعليم العام في جنوب الباطنة
  • مجلس النواب يناقش الصعوبات التي تعيق «عمل التعليم الخاص»
  • التربية تطلق حملة التعليم الدامج
  • وزير خارجية نيجيريا: لا يمكن مكافحة الإرهاب بمعزل عن قضايا التعليم
  • نيجيريا: لا يمكن مكافحة الإرهاب دون التعليم والتثقيف
  • ما هي مبادرة مصر GATE نبوغ التي اطلقتها وزارتي التعليم اليوم.. تفاصيل
  • انطلاق المرحلة الثانية من الإحصاء الاقتصادي للمنتوج الوطني في 27 جانفي الجاري
  • برلماني: برنامج الإصلاح الاقتصادي ساهم في تعزيز مرونة الاقتصاد الوطني