سفنية غارقة يوميا| كارثة ضحايا الهجرة في البحر المتوسط تتفاقم.. وشبهات حول تعمد الإغراق.. والإحصائيات رهيبة
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
ربما يظن من يبحث في محرك البحث جوجل عن ضحايا الهجرة غير الشرعية، أن هناك تكرار للأخبار عن غرق السفن في الصحف والمواقع الإخبارية المختلفة، ولكن الحقيقية المؤلمة، أنه بالفعل هناك تدفق كبير في الأخبار الكارثية الواردة من سواحل البحر الأبيض المتوسط، عن “غرق يومي” لعدد من السفن التي تقل مهاجرين غير شرعيين، وذلك خلال الأشهر الماضية، حتى وصل عدد الوفيات خلال 6 أشهر فقط، إلى ضعف عدد ضحايا الغرق لتلك المراكب على مدار عام 2022 بالكامل، وسط اتهامات رصدتها الصحف العالمية عن وجود شبهة تعمد في غرق تلك السفن، أو على الأقل التعمد في تعطيل عمليات الإنقاذ.
ومع تكرار كل مأساة جديدة على شواطئ أوروبا، وتناثر جثث الضحايا من المهاجرين غير الشرعيين؛ يتجدد الحديث مرة أخرى عن إهمال أوروبا تجاه تلك الأزمة، خصوصا وأن هناك تعمدا لتعطيل سفن الإنقاذ الإنسانية التي كانت تشرف عليها منظمات حقوقية من أوروبا، ومع تكرار المأساة؛ يتكرر السؤال: من يحاسب حكومات اليمين المتطرف التي تعادي المهاجرين مثل ما يحدث في إيطاليا؟.
الأنباء من تونس .. كل يوم كارثة
بالطبع أصبحت تونس بؤرة اهتمام صحف العالم في هذا الملف، حيث تنقل تلك الصحف، الأخبار المتعددة عن غرق السفن بشكل شبه يومي تقريبا، وأحدث تلك الأنباء الواردة، اليوم السبت، هو ما كشفت عنه الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي، من غرق أحد مراكب الهجرة غير الشرعية قبالة ساحل قابس، حيث كان يحمل ما لا يقل عن 20 شخصا تونسيا، وقد تم إنقاذ 13 شخصا، وانتشال جثتين لرضيع وشاب عمره 20 سنة.
ووفق إذاعة موزاييك؛ فقد بينت الإدارة العامة للحرس الوطني أن البحث جار عن بقية المفقودين بالتنسيق مع الحماية المدنية، مشيرة إلى أن المركب غرق في حدود الساعة الثانية صباحا ويبعد عن اليابسة تقريبا 120 مترا.
فيما جاءت أنباء أخرى عن انقلاب قارب مهاجرين في بحر المانش، قرب فرنسا، حيث أنقذت السلطات البحرية حوالي 50 شخصا، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ باستخدام 7 سفن ومروحية، ووفقا لما ذكرته وكالة “رويترز”، فإن عملية إنقاذ واسعة بدأت في ساعة مبكرة من اليوم السبت، حيث حاولت عشرات القوارب العبور في نفس الوقت، ولكن «عثروا للأسف على قتلى بالقرب من سانجات»، وتشارك في عملية الإنقاذ 5 سفن فرنسية ومروحية، إضافة إلى سفينتين بريطانيتين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، والقنال بين فرنسا وبريطانيا من أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم والتيارات فيه قوية. وعبَر أكثر من 100 ألف مهاجر المانش في شكل غير قانوني، باستخدام زوارق صغيرة منذ 2018، وفق تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية.
حصيلة كارثية وصفاقس نقطة انطلاق
وفي حصيلة كارثية، تظهر الأرقام التي جمعتها الأمم المتحدة، أن أكثر من 1800 شخص لقوا حتفهم منذ يناير، في غرق مراكب وسط البحر المتوسط، الذي يعد أخطر مسار للهجرة في العالم، وهذا رقم يناهز تقريبا ضعف عدد العام الماضي، ففي نهاية الأسبوع الماضي، خلَّف غرق مركب غادر صفاقس ما لا يقل عن 11 قتيلا و44 مفقودا.
وتمثل صفاقس هذا العام نقطة الانطلاق الأبرز لمحاولات عبور البحر المتوسط من السواحل التونسية الواقعة، في أقرب نقطة، على مسافة أقل من 130 كيلومترا من جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وقد اعتاد المهاجرون غير الشرعيين التجمع في صفاقس؛ باعتبارها محافظة كبيرة تجارية وواقعة على الساحل، للاختباء بها، أو تمهيدا لعبورهم بقوارب الهجرة غير الشرعية إلى سواحل أوروبا المقابلة، وقد كانت صاحبة الأزمة الشهيرة التي حدثت منذ عدة أشهر، عند حدوث اشتباكات بين المهاجرين وعدد من السكان، وتدخلت السلطات الحكومية على إثرها.
القتل العمد يزداد مع تجاهل الاستغاثة
وبعيدا عن حديث البعض عن أن هناك تعمد لإغراق بعض السفن عبر الاتفاق مع عصابات التهريب مقابل أموال؛ فإن هناك بالتأكيد وقائع موثقة أثبتت أن هناك تعمد من قبل بعض سلطات الدول الساحلية بأوروبا، والمطلة على البحر الأبيض المتوسط، لتجاهل استغاثات السفن، وهو ما يضعهم تحت طائلة الاتهام بالقتل العمد لهؤلاء المهاجرين، وكان غرق إحدى السفن في يونيو الماضي، فضحية عالمية؛ بعد أن تم توثيق تجاهل السلطات اليونانية للاستغاثات التي وردت من السفينة وتعمد تركها تغرق، حيث أثبتت شهادات منظمات إغاثية وناشطين كان بعضهم على تواصل مع لاجئين بالمركب الغارق، أن الركاب اللاجئين أرسلوا رسالة استغاثة بقصد إنقاذهم لأي بَرٍّ متاح.
وتلك الأنباء ليست حديثة، فقد كشف موقع (The Middle East Eye) البريطاني في تقرير له نشر في فبراير 2022، أن عمليات المراقبة الجوية التي تجريها دول أوروبية فوق البحر الأبيض المتوسط لا تهدف إلى إنقاذ المهاجرين غير النظاميين من خطر التعرض للغرق، بل تتركهم يواجهون مصيرهم، وورد في التقرير، أن المهاجرين الذين يعبرون البحر في قوارب من أفريقيا صوب أوروبا غالبا ما تتركهم قوات خفر السواحل الأوروبية والليبية يغرقون رغم معرفتها بأماكن وجودهم في عرض البحر.
وزير الداخلية التونسي .. الملف به ضغط علينا ونحتاج المساعدة
تلك الأوضاع دفعت تونس، إلى دعوة المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين لضرورة دعم جهودها في ملف الهجرة غير الشرعية، وجاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الداخلية كمال الفقي، برئيسة المفوضية مونيكا نورو، أمس الجمعة، فخلال اللقاء، أكد وزير الداخلية التونسي، "أن تونس لها تقاليد في الإحاطة بالوضعيات الإنسانية التي تتطلب عناية واهتماما، وخاصة مجهودات الأمن التونسي في عمليات النجدة والإنقاذ وحسن معاملة المهاجرين غير النظاميين"، ولكن حجم الضغوط بهذا الملف جعلت الوزير يطالب بضرورة مساندة المنظمات الوطنية التونسية العاملة بهذا الملف من قبل المنظمات الدولية التي تعنى بمثل هذه الملفات.
ولفت الفقي إلى "التزام تونس بمواصلة تطبيق التشريعات الوطنية في إطار الاحترام التام لمبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية"، كما أشار إلى "أهمية التشاور مع الدولة التونسية قبل اتخاذ أي موقف باعتبارها عضوا كامل الحقوق بمنظمة الأمم المتحدة"، يذكر أن تونس وليبيا، سبق أن أعلنتا التوصل إلى اتفاق بشأن استضافة المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء والعالقين عند الحدود بين البلدين، لمدة شهر تقريبا، وجاء ذلك بالتزامن مع تصريح توفيق الشكري، المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الليبي، بأن الجمعية تدخلت بشأن المهاجرين على الحدود التونسية الليبية، منذ الأيام الأولى، لتقديم المساعدات لهم، بحسب قوله، ولفت إلى أن "الهلال الأحمر يتعاون مع جميع المنظمات الدولية المعنية في تقديم كل الخدمات الطبية، وكذلك المساعدات الغذائية بمساعدة السلطات المحلية المتمثلة في حرس الحدود الليبي".
معاناة مميتة للمهاجرين
وتكمن الأزمة الحقيقية في تكرار مأساة وفاة المهاجرين، في رفض الدول الخمس المطلة على سواحل البحر الأحمر من جنوب أوروبا - والتي يطلق عليها مجموعة دول "ميد 5" - استقبال المهاجرين، وهو ما يترتب عليه وجود مئات المهاجرين العالقين داخل البحر على متن سفن الهجرة، أو السفن الإنسانية التي تخرج لمحاولة إنقاذ أرواح البشر العالقة داخل البحر، ويستمر الانتظار داخل البحر لأيام، وأحيانا أسابيع في البحر، وهو ما يدفع بعض هؤلاء المهاجرين لإلقاء أنفسهم داخل البحر، ويصاب البعض الآخر بالأمراض؛ نتيجة سوء المعيشة، ومنها مرض الجرب.
تلك الأزمة المشتعلة، تسببت في خلاف كبير بين دول أوروبا، في ظل رفض إيطاليا استقبال السفن، وهو الأمر الذي دعا منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية، لإصدار بيان، قالت فيه: إن رفض إيواء جميع ركاب هذه السفن؛ يعرضهم للخطر، وينتهك التزامات إيطاليا تجاه حقوق الإنسان، وذكرت أن القانون الدولي والأوروبي يضمن الحق في طلب اللجوء، ويمنع الطرد الجماعي.
وذكرت المنظمة غير الحكومية، أنه: وأمام الصمت المطبق لإيطاليا، ولجوء سفن الإنقاذ للطلب من دول أخرى أوروبية بإدخال المهاجرين إليها؛ هو لحل يُعبِّر عن نتيجة فشل حرج ومأساوي لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المرتبطة به، في تسهيل توفير مكان آمن للمهاجرين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهجرة غیر الشرعیة داخل البحر أن هناک
إقرأ أيضاً:
إجبار 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، بتكاليف إضافية كبيرة
الجعدبي: أمريكا تعول على دور الموانئ السعودية والإماراتية في كسر الحصار على الكيان الصهيوني معهد واشنطن: الحظر اليمني يعيق قدرة الجيش الأمريكي على الانتشار السريع من المحيط الهندي إلى الهادئ شركتا “تروك نت” و “بيور ترانس” الإسرائيلية الإماراتية اهم المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي لتفادي الحصار اليمني التأثير اليمني يعطل حركة الإمدادات العسكرية للجيش الأمريكي نفسه
أكد خبراء اقتصاد أن شركات السلاح الأمريكية تأثرت بالفعل، وبشكل مباشر من تداعيات اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات القوات المسلحة اليمنية، وإعلان صنعاء عن فرض عقوبات على 15 شركة أسلحة أمريكية داعمة لإسرائيل في ارتكاب جرائم الإرهاب والإبادة ضد المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء الفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي ساهم في الزيادات الكبيرة في أسعار الشحن والتي وصلت إلى ثلاثة أضعاف، مع التأخيرات الكبيرة في وصول الشحنات والتي بلغت في بعض الحالات إلى قرابة شهر.
وأكد الخبراء أن اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر، والتي اعترف البيت الأبيض بأنها أجبرت 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها حول رأس الرجاء الصالح، تسبب بتكاليف إضافية كبيرة، مع تأخيرات طويلة للبضائع، وإذا كان هذا التأثير يعطل حركة الإمدادات العسكرية للجيش الأمريكي نفسه، وفقاً لتقرير جديد صادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن سلسلة توريد قطاع الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة لن تكون خارج نطاق هذا التأثير، حيث تكامل تأثير الحرب التجارية والاضطراب المستمر لسلسلة التوريد الأمريكي بسبب عسكرة البحر الأحمر والعربي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية دعماً للكيان الصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني.
الثورة / أحمد المالكي
معهد واشنطن للدراسات في تقرير جديد له قال: إنه لا يمكن حماية كل شحنة بمرافقة مسلحة، وحتى السفن المصحوبة بحماية تتعرض لهجوم يمني أحيانًا في البحر الأحمر، وأن الطرق البديلة مثل رأس الرجاء الصالح تُكلّف أمريكا مليون دولار إضافي لكل شحنة، وتأخر الإمدادات العسكرية بسبب الحظر اليمني يعيق قدرة الجيش الأمريكي على الانتشار السريع من المحيط الهندي إلى الهادئ.
وأكد معهد واشنطن للدراسات: أن استهداف اليمن للملاحة العسكرية يُجبر واشنطن على إعادة التفكير في استراتيجيات الانتشار السريع، حيث أصبحت خيارات النقل العسكري الأمريكي مُكلفة أو مُعرضة للخطر بسبب العمليات اليمنية، في حين يعتبر النقل الجوي بديل مُكلف ومحدود ولا يغني عن النقل البحري المُهدد بهجمات من اليمن.
وكشف المعهد في تقريره: أن شركتي “تروك نت الإسرائيلية” و”بيور ترانس” الإماراتية، تعتبران كناقل بري بين الإمارات و”إسرائيل” بقدرة استيعاب 350 شحنة يوميا.
وأن الشركتبن تعدان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي، ولفت إلى أن شبكة نقل تابعة للدفاع الأمريكية تقترح إنشاء 300 مركز لوجيستي لتنويع خيارات الشحن ومنها الرسو في ميناء جدة.
حالة ارباك
. الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي أكد في تصريح ل “الثورة” أن العدو الأمريكي والصهيوني، يعيشان حالة من الإرباك إزاء القرارات والخيارات العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية التي اتخذتها القيادة في اليمن ضد قوى الطغيان والإجرام الصهيوني الأمريكي إسناداً لإخواننا المظلومين في غزة وفلسطين، مشيراً إلى أن لولايات المتحدة وحلفائها، تعتبر زيادة وقت العبور حول أفريقيا خيار غير عملي في السيناريوهات التي تتطلب نقلًا سريعًا وآمنًا للموارد العسكرية عبر مسارح عملياتية شاسعة، كون الطبيعة العالمية لتنافس القوى العظمى تتطلب من البنتاغون نقل أصوله بين مسارح العمليات في أوروبا والوسطى ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ حتى في الظروف العادية، وسيكون استخدام باب المندب إلزاميًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك وفق ما يقول الأمريكان.
كما أوضح الجعدبي أن أمريكا تعول على الدور الذي تلعبه الموانئ السعودية والإماراتية في كسر الحصار اليمني على الكيان الصهيوني وتزويدهم بالحاويات والنفط، وأنه في ظل أزمة البحر الأحمر، هناك شركات سعودية تطلق خدمة الشحن الشمالي.
تهديد القدرات
وفي تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أشار المقدم جيمس شيبارد (القوات الجوية الأمريكية) وهو زميل عسكري في معهد واشنطن للفترة 2024 – 2025م، ومسؤول تنفيذي أول سابق لمدير أركان القوات الجوية في البنتاغون، وفي تحليل له أورده المعهد في التقرير إلى أن تعطيل ما وصفها ” بالقوات اليمنية المدعومة من إيران” لحركة الشحن في البحر الأحمر يهدد قدرة الولايات المتحدة على نشر قواتها وتزويدها بالإمدادات بسرعة في الشرق الأوسط وخارجه، ولكن مزيجًا من الحلول اللوجستية والتدابير العسكرية والجهود الدبلوماسية قد يكون الحل.
وأورد التقرير بعض الأمثلة على سبيل المثال: إذا سلكت شحنة نفط من بحر العرب إلى روتردام طريق رأس الرجاء الصالح البديل، فستحتاج إلى ما يُقدر بخمسة عشر يومًا إضافيًا وما يصل إلى مليون دولار من الوقود الإضافي، لذا يُتوقع أن تعاني الشحنات اللوجستية في الاتجاه المعاكس من تأخيرات مماثلة، وحتى لو كانت شركات النقل التجارية مستعدة للمخاطرة بتجنب هذا التأخير بالعبور عبر البحر الأحمر، فإن تأمين مخاطر الحرب قد يرفع التكاليف بنحو 1 % من قيمة هيكل السفينة.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فإن زيادة وقت العبور حول أفريقيا بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها سيجعل هذا الخيار غير عملي في السيناريوهات التي تتطلب نقلًا سريعًا وآمنًا للموارد العسكرية عبر مسارح عملياتية شاسعة، فالطبيعة العالمية لتنافس القوى العظمى تتطلب من البنتاغون نقل أصوله بين مسارح العمليات في أوروبا والوسطى ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ حتى في الظروف العادية، وسيكون استخدام باب المندب إلزاميًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
بديل بري
وبحسب التقرير فإن استخدام مجموعة متنوعة من طرق النقل، بالإضافة إلى باب المندب، قد يُسهم في تخفيف خطر “الحوثيين”، وتقترح شبكة عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية إنشاء 300 مركز لوجستي – مطارات وموانئ بحرية ومراكز برية – عبر شبه الجزيرة العربية لتنويع خيارات الشحن. على سبيل المثال، يُمكن لبعض السفن تجاوز المضيق والرسو في جدة؛ ومن ثم يُمكن نقل حمولتها جوًا أو برًا، وكما ذُكر سابقًا، تقع جدة ضمن نطاق نيران ” الحوثيين” وفقا للتقرير، لكن إدخال هذه الطرق البديلة وغيرها من الطرق سيُسبب معضلات استهداف للجماعة، ويُتيح مرونة أكبر في عملية صنع القرار الأمريكية، بهدف تعزيز السلامة العامة والمرونة.
وأشار التقرير إلى انه تم اختبار نظام النقل العابر للحدود (TAN) ولكنه لم يعمل بكامل طاقته، والخيار الآخر وفق التقرير هو الممر البري بين الإمارات وإسرائيل، وهو طريق تجاري يمتد من ميناء حيفا الإسرائيلي عبر الأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، ليصل إلى الخليج العربي متجنباً البحر الأحمر تمامًا. حيث تعمل شركتا نقل بالفعل على طول هذا الطريق، وهما شركة “تروك نت” الإسرائيلية وشركة “بيور ترانس” الإماراتية، وقد تكونان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي. الممر مجهز حاليًا لاستيعاب ما يصل إلى 350 شاحنة يوميًا، وهو ما ينافس أو حتى يتجاوز شبكة “تان” العاملة بكامل طاقتها.