في اليوم العالمي للمُسنِّين.. كيف نظر الإسلام لبِرِّ الأبوين في كِبرهما؟
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
قد يبدو برّ الأبوين سهلًا حال صِحتهما ويسارهما، وقدرة الوالدين على القيام بشئونهما وشئون الأبناء في كثير من الأحوال، وهذا لا يُهَوِّن مطلقًا من برُّ الوالدين، الذي أمر به سبحانه حين قال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا…}. [الإسراء: 23]
فطاعتهما عظيمة من أجلِّ وأعظم الطَّاعات؛ وبرُّهما يحقق أسمى المقاصد والغايات.
▪️يتأكد برُّ الوالدين ويعظم أجره حين بلوغهما الكِبر، وما يقتضيه من ضَعف، وقلة تدبير، وحاجة للمال والرعاية والأُنس؛ بل إن بَذْل البر والإحسان والرعاية والتَّلطف في القول والمعاملة -في هذه المرحلة- هو معيار البِرِّ الحقيقي؛ لذا خصَّ الحق سبحانه هذه المرحلة بمزيد وصية، فقال سبحانه: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}. [الإسراء: 23، 24]
▪️قَرَن الحقُّ سبحانه وتعالى في الوصية بالوالدين بين كِبر الوالدين وتربية الأولاد في الصِّغر، لحثِّ الأبناء على ردِّ جميل آبائهم وأمهاتهم، ولكون الوالد حينما يُحسن في تربية ولده فإنه يربي أبًا له في صِغر شيخوخته.
▪️حين يُعطي الابن جزءًا من ماله لوالديه فقد كان أمس يتمتع بعموم أموالهم، وحين يقتطع جزءًا من وقته لرؤيتهم والقيام على شئونهم، فقد كان أمس محطّ نظرهم وقرة عينهم، وحين يجاهد نفسه في برهم والإحسان إليهم فقد كانا يبذلا الصعب لخدمته بطيب نفس ورضا وسرور.
▪️إهمال الأولاد لآبائهم وأمهاتهم في الكِبر، وتركهم يتقلبون في مآسي المرض والحاجة والوحدة، بعدما ربوهم وعلموهم وأهّلوهم للنجاح في مجالات الحياة؛ يُعدُّ لونًا من أشد ألوان العقوق التي توعد الله سبحانه المتصف بها بعقاب الدنيا قبل عقاب الآخرة؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ وعقوقَ الوالدَينِ، أو قطيعةَ الرَّحمِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ». [أخرجه البخاري في الأدب المفرد]
أعاننا الله وإياكم على بر آبائنا وأمهاتنا، وحفظ جميلهم، ووفقنا لنيل رضاهم آمين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اليوم العالمي الأبوين الإحسان الاسلام
إقرأ أيضاً:
إنّا على العهد: إلى شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله ورفاقه العظماء
مقالات:
بقلم/يحيى المحطوري
إنّا على العهد، مهما هدتنا وأوجعتنا الأحزان، وتمزقت قلوبنا من ألم الفقدان، وذابت أرواحنا شوقا إليكم ففارقت الأبدان.
إنّا على العهد، وإن خذلتنا في مقامكم الأقلام، وعجز عن الوفاء بحقكم البديع والبيان، فكل ما قيل فيكم قليل يا حفيد العترة الكرام الأطهار
وكل ما سيقال فيكم قليل أيها الحامل لسيف جدك حيدرة الكرار.
إنّا على العهد، وإن لم نعد قادرين على أن نذرف الدموع عليكم سيدي في يوم دفنكم وتوديعكم وتشييعكم ، لأن المآقي جفت لفرط بكائها حزنا على فراقكم منذ اليوم الأول لرحيلكم ،
لكنها اليوم تبكيكم بدلا من الدموع دما.
وكيف لا تنثرها على ضريحكم، وهي الدماء التي نمت من فيض عطائكم وجودكم ونداكم ، وزكت بإرشادكم وتربيتكم وهداكم.
إنّا على العهد، تهتف بها جموع محبيك التي أقبلت اليوم زاحفة، كالسيول الجارفة، وقد جاءتك من كل الأمصار، رافعة لواء الجهاد في وجه الاستكبار.
إنّا على العهد، عهد الفداء والبطولة والاستبسال، في كل ميادين النزال والقتال، عهدا ثابتا راسخا كالجبال، ومستمرا سرمديا تتوارثه الأجيال، باقيا خالدا حتى يرث الله الأرض ويجمع العباد إلى يوم القيامة الشديد الأهوال.
إنّا على العهد، وإن الوعد الوعد، فكما كنت تعدنا بالنصر دائما، نعاهدك ونعدك بالنصر مجددا
“مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا” ٠
والعاقبة للمتقين ٠
والسلام عليكم وعلى آبائكم الطاهرين ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه٠