الكتّاب والأدباء تحتفي بأبناء مسندم الفائزين بجائزة الإبداع الثقافي
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
أعلنت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء عن الفائزين بجائزة الإبداع الثقافي لعام 2024، في حفل نظمته ضمن فعالياتها السنوية التي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي العماني وتعزيز التواصل بين المثقفين تحت مظلة الجمعية، وشاركت مدارس محافظة مسندم في هذه المسابقة التي شهدت تفاعلا واسعا.
أقيم حفل التكريم بولاية خصب تحت رعاية معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، محافظ مسندم، بحضور المهندس سعيد الصقلاوي، رئيس الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، والمديرة العامة لتعليمية مسندم، نبيلة بنت عبدالله الشحية، وعدد من التربويين والمشاركين في المسابقة.
واستهدفت المسابقة جميع طلبة المدارس الحكومية والخاصة، إضافة إلى طلبة التربية الخاصة. وتم تقسيم المشاركين إلى فئتين عمريتين: فئة الناشئة من سن 7 إلى 10 سنوات، وفئة اليافعين من سن 11 إلى 18 سنة. وقد تضمن البرنامج الإبداعي أربعة مجالات للناشئة، هي: المقالة الأدبية، الإلقاء الشعري، المتحدث الواعد، والقارئ الصغير، فيما شملت مجالات فئة اليافعين: الشعر الفصيح، القصة القصيرة، البحث الأدبي، القراءة النقدية، والمقالات الأدبية. وشهدت الدورة الحالية لعام 2024 مشاركة 3327 طالبا وطالبة.
وأشاد معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، محافظ مسندم، بجائزة الإبداع الأدبي التي تنظمها الجمعية، واصفًا إياها بالمبادرة الرائدة لتعزيز الهوية الثقافية لدى الشباب. وقال: "هذه المسابقة تصقل المواهب الأدبية للطلبة وتنمّي قدراتهم اللغوية، مما يدعم تأسيس جيل مثقف قادر على الابتكار والمساهمة في المشهد الثقافي العماني". وأضاف: "نأمل أن تسهم هذه المبادرة في اكتشاف العديد من المواهب الشابة وتمكينها من الإبداع".
من جانبه، أكد المهندس سعيد الصقلاوي، رئيس الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، على أهمية هذه المسابقة في تحفيز الأجيال الشابة على الإبداع، وقال: "هدفنا هو إعداد جيل من الكتّاب والمبدعين الذين يسهمون بشكل فاعل في ترسيخ الصورة الحضارية لعمان، وذلك في إطار رؤية عمان 2040 تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم.
وأوضح الصقلاوي أن الدورة الحالية شهدت زيادة كبيرة في عدد المشاركين مقارنة بالدورة الأولى لعام 2023، التي شهدت مشاركة 1472 طالبا وطالبة، متوقعًا أن تتوسع المسابقة في الدورات القادمة بزيادة عدد المجالات الثقافية، وفقًا للخطة الموضوعة.
وأشار خالد بن علي بن محمد الشحي إلى أن المسابقة تعزز الشراكة بين الجمعية والمؤسسات التعليمية، مؤكدا على أهمية العمل الأدبي في تنمية روح التنافس والإبداع بين الطلبة. وأضاف: "المسابقة تمثل منصة لاكتشاف المواهب الأدبية الشابة، ونعمل على إبراز الأعمال المتميزة من خلال إصدارات خاصة تسهم في تحفيز الكتّاب الناشئين".
من بين المشاركين، عبّرت الطالبة ملاك بنت سلطان الزيدية من مدرسة ليما عن سعادتها بالمشاركة في مسابقة الإلقاء الشعري، مشيرة إلى أن هذه التجربة ساهمت في تطوير مهاراتها الأدبية.
كما قال فهد بن محمد بن علي الشحي: "هذه المسابقة تشجع الطلبة على التحدث باللغة العربية الفصحى، وتسهم في اكتشاف وتنمية المواهب الأدبية منذ الصغر".
وأضافت ريم بنت أحمد بن حسن الشحي من مدرسة آمنة بنت وهب: "أسهمت المسابقة في تحسين مهاراتي في الإلقاء الشعري، ودعمت ثقتي بنفسي، مما دفعني للاهتمام أكثر بهذا النوع من المسابقات".
واختتم الحفل بتوزيع الجوائز على الفائزين وتكريم المشاركين، وسط أجواء ثقافية احتفالية تبرز الاهتمام الكبير الذي توليه الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء للشباب العماني وإبداعاته الأدبية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه المسابقة
إقرأ أيضاً:
مناقشة توظيف التراث الجيولوجي بمسندم في تعزيز النمو السياحي
خصب- الرؤية
في إطار فعاليات موسم الشتاء مسندم، نظم النادي الثقافي فرع محافظة مسندم، ندوة بعنوان "التراث الجيولوجي في محافظة مسندم" تحت رعاية معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، والتي سلطت الضوء على جيولوجية مسندم الخصبة الغناء، والتي تزخر بتنوع طبيعي فريد قلَّما يتوافر في أنحاء العالم.
ويعد التراث الجيولوجي العريق لمحافظة مسندم من أبرز مكونات الهوية الطبيعية والبيئية لسلطنة عُمان، وتعتبر محافظة مسندم متحفًا طبيعيًا مفتوحًا يبرز تكوينات صخرية وتضاريس تعد شاهدة على تطور الأرض عبر ملايين السنين، هذا التراث الجيولوجي يمثل كنزًا علميًا بيئيًا وثقافيًا يسهم في تعزيز الهوية الوطنية ويشكل أساسًا للتنمية المستدامة.
الندوة التي عقدت بنادي خصب الرياضي الثقافي وأدارها خالد بن أحمد الشحي، بدأت بمحور التطور الجيولوجي لمسندم، وقدمه يوسف بن علي الدرعي جيولوجي متخصص في إدارة مشاريع الاستثمارات في مركز استشارات علوم الأرض، تناول فيها النشأة الجيولوجية والتركيبة الهيكلية لجبال مسندم؛ حيث تضم شبه جزيرة مسندم حزام أو سلسلة طيات جبلية جيرية مميزة يمتد شمال شرق سلطنة عُمان بطول 110 كيلومترات وعرض 45 كيلومترًا، كما تتميز جبالها بتركيب هيكلي محدب يميل قليلا نحو الشمال مع نمط هيكلي سائد يتمثل في صدوع عكسية متقاربة. وحول التكوينات الطبقية لجبال مسندم، أوضح أن كتلتها الجبلية تتكون في الغالب من صخور كربونية من مختلف الأعمار، وتنقسم إلى 3 مجموعات رئيسية هي مجموعة الصخور الأصلية النشأة، ومجموعة الصخور الجليبة النشأة، وصخور العصر الرباعي الحديث. وتتميز جبال مسندم بوجود الأحافير التي تكونت في الصخور الجيرية؛ حيث ظهرت العديد من الكائنات الأحفورية محفوظة بشكل جيد في طبقات هذه الصخور مثل الأصداف والقواقع والشعب المرجانية وأحافير عظام الأسماك. كما تطرق الخبير الجيولوجي إلى تاريخ الاستكشاف الجيولوجي في المنطقة وأبرز الرحلات كبعثة الجمعية الجغرافية الملكية إلى شبه جزيرة مسندم.
وفي المحور الثاني "الإنسان والجبال في مسندم"، تحدث الباحث التاريخي عمر بن علي الفحل الشحي عن تأثير المعالم الجيولوجية على الثقافة المحلية وأسلوب الحياة عند سكان الجبال في محافظة مسندم، وكيف أثرت الطبيعة الجبلية أو المعيشة في الجبال على سكانها إذ أنها أوجدت مجتمعًا زراعيًا يقوم على مجموعة من المزارع والتي تسمى باللهجة المحلية (وعوب) وتعتمد هذه الزراعة على مياه الأمطار والماء المخزن في البرك الجبلية. وأشار إلى أن سكان الجبال في محافظة مسندم انطبعت حياتهم بخصائص الأقوام الجبلية وارتبط عالمهم وخيالهم وفكرهم بالجبل الصخري الوعر.
وتناول الباحث موضوع طرق التجارة التاريخية واعتمادها على جغرافية المنطقة فمحافظة مسندم تتميز منذ القدم بموقع جغرافي فريد تشرف على أهم ممر مائي في العالم وهو مضيق هرمز وقد اكسبها هذا الممر ميزة تاريخية عند الحضارات القديمة؛ حيث كانت ممرًا لخطوط الملاحة العالمية. وتطرق إلى المواقع الأثرية وسياقاتها الجيولوجية فعلم الجيولوجيا يلعب دوراً مهماً في الكشف عن الآثار واللقى الأثرية فعن طريق دراسة تكوينات الأرض والصخور والتربة يمكن للباحثين والمهتمين تحديد المناطق والمواقع الأثرية.
وقدم المحور الثالث "السياحة الجيولوجية في مسندم"، الدكتور حمد بن محمد المحرزي عميد كلية عُمان للسياحة، الذي سلَّط الضوء على مفهوم السياحة الجيولوجية الذي يعد من المفاهيم الحديثة. وأكد أن محافظة مسندم تتمتع بمميزات جيولوجية رئيسية تتمثل في جبال مسندم التي تتكون في الغالب من صخور جيرية-كربونية، إضافة إلى الطبيعة الجيولوجية حيث تتشكل بشكل مختلف عن بقية المحافظات ففيها المناطق المرتفعة والسهول والأودية والمنحدرات بسبب الميلان الحاد للصفائح التكتونية الأرضية، كما تتفرد بالكهوف فهي تختلف في تركيبتها عن بقية الكهوف في السلطنة بسبب الطبيعة الجيولوجية للمحافظة، كما تتميز بالخلجان البحرية التي تعانق الجبال وتتداخل معها، بالإضافة إلى وجود الحد الفاصل بين بحر عُمان وبحر العرب، ووجود الأحافير المرتبطة بالتراث الثقافي.
وتحدث الدكتور طلال بن يوسف العوضي أستاذ مشارك في جامعة السلطان قابوس بقسم الجغرافيا- عبر الاتصال المرئي- في المحور الرابع، عن الموارد الجيولوجية والتنمية المستدامة في مسندم؛ حيث تتميز المحافظة بموقع جغرافي متنوع، فحدودها القارية جميعها مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما حدودها البحرية مطلة على بحر عُمان والخليج العربي، فهي منفصلة مكانيا تماما عن أراضي الدولة الأم سلطنة عُمان. هذا الموقع يطلق عليه في علم الجغرافيا الجيوب الجغرافية الخارجية. وهو ما يمثل صعوبات جغرافية بالربط بالأرض الأم، ومما يتطلب جهود إضافية لخلق الترابط بين المنطقتين المنفصلتين.