جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@05:15:17 GMT

عُمان الجميلة

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

عُمان الجميلة

 

سالم بن نجيم البادي

يقترح عليَّ شقيقي محمد أن أكتب عن جمال عُمان وطبيعتها الساحرة وتنوع تضاريسها ومناخها المُتنوع وبحارها وشواطئها وجبالها وسهولها وصحاريها وقلاعها وتاريخها المجيد ورجالها الذين ساهموا في صنع هذا التاريخ من العلماء والفقهاء والشعراء والأدباء، والأبطال الذين دافعوا عنها عبر الزمان واالرجال الأبرار الذين نشروا الإسلام في أفريقيا والعالم بالكلمة الطيبة والأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة التي لازمتهم في حلهم وترحالهم والملوك والأئمة والسلاطين، منذ مالك بن فهم وحتى قائدنا المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه.

ولا يمنعي من الكتابة عن كل ذلك غير الخوف من التقصير والعجز عن الإحاطة بكل ما تزخر به عُمان المدهشة من جمال وروعة عُمان التي يملأ حبها قلوبنا ونعشقها حد الهيام. ومع ذلك سوف أحاول أن أكتب رؤوس أقلام وباختصار شديد عن عُمان الغالية.

والبداية من مسقط الزاهية؛ حيث الشواطئ التي تحتضنها الجبال ومطرح وسوق الظلام وقلاع الميراني والجلالي، ومسقط القديمة وعقبة ريام والبستان وجامع السلطان قابوس الأكبر، والمساجد والمباني ذات الطابع العُماني المُميز والفريد، واهتمام السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- ببناء دار الأوبرا السلطانية. وكذلك الأسواق الحديثة والمواقع الفاخرة في مسقط مثل مشروع الموج وفندق البستان وغيرها، حتى أصبحت مسقط من أجمل مدن العالم وأكثرها نظافة.

ونزوى وسوقها الشهير والنزل التراثية وقلعتها الشامخة ومدينة سلوت التي تم العثور بها على آثار تعود إلى العصر الحديدي، والمقاهي الحديثة. وولاية بهلا وقلعتها الضاربة في أعماق التاريخ، وحصن جبرين الشاهد على عظمة من قاموا بتشييده والعصر الزاهر الذي بني فيه وسورها الغامض والمُثير للجدل حول من قام ببنائه وتاريخ بنائه وصناعة الفخار والصناعات التقليدية الأخرى. وولاية الحمراء الرائعة؛ حيث الجبال والمناظر الخلابة وكهف الهوتة والقطار الذي يأخذك إلى هذا الكهف العجيب، ومبانيها التراثية وقرية مسفاة العبريين المعلقة في سفح جبل وجبل شمس الفريد في طقسه وتضاريسه وأشجاره.

وقد زرت متحف عُمان عبر الزمان وهو تحفة معمارية فريدة ومحتوياته جل أن توصف. ولا يمكن اختصار الحديث عن هذا المتحف بكلمات قليلة، ومن لم يزر هذا المتحف أجزم أنه يجهل الكثير عن عُمان وتاريخها؛ فهذا المتحف مفخرة لكل عُماني ويحب على كل عُماني زيارته حتى يتعرف على تاريخ بلده من خلال المعلومات والمقتنيات في المتحف، والتي أعتقد أن الكثير منَّا لم يسمع عنها من قبل.

المتحف يحتوي على تاريخ عُمان من فترة قبل الميلاد وقبل ملايين السنين وعبر العصور المختلفة وحتى الآن وطريقة عرض المقتنيات في المتحف رائعة ومبتكرة؛ حيث تم توظيف التقنية الحديثة والمتحف مبهر وفريد من نوعه وليس له شبيه في العالم.

نتحدث عن ولاية الجبل الأخضر التي يعجز القلم عن وصف جمالها وطقسها البارد صيفًا وتساقط الثلوج في الشتاء ووجود الفواكه المختلفة وخاصة رمان الجبل الأخضر الشهير مع وجود فنادق فاخرة ومنشآت سياحية. ويمكن تسلق الجبال في محافظة الداخلية وكذلك السباحة في برك المياه الموجودة في الأودية.

ونذهب إلى الأشخرة وشاطئها الجميل وطقسها المنعش صيفًا، ومن الأشخرة إلى محافظة الوسطى؛ حيث الدقم المدينة الصناعية ومستقبل عُمان الصناعي الواعد وقد زرتها ودهشت من ضخامة مشاريعها ومقاصدها السياحية مثل حديقة الصخور والمنتجعات والشواطئ الخلابة. وهيماء موطن الجمال والمها العربي، والبحيرات الوردية وكثبان الملح، والشويمية وجهة الذين يحبون صيد الأسماك.

ومن الشويمية الى ظفار الشهيرة حيث الطبيعة الفريدة والخضرة والعيون والشلالات المتدفقة في فصل الخريف والجمال الرهيب، والشواطئ واللبان والنارجيل والمنتجعات والفعاليات الجاذبة للزوار والأسواق التقلدية وظفار محط أنظار الزوار من شمال عُمان ومن دول الخليج في فصل الخريف، وكأنها توأم سويسرا؛ بل هي أجمل في عيون عشاقها.

وفي أقصى شمال عُمان تقع مسندم وجبالها ومياه الخليج الدافئة وجمال مسندم وموقعها الرائع الذي يغري بزيارتها للسياحة والاكتشاف والمغامرة.

ونعود إلى صحار عروس محافظة شمال الباطنة وسوقها النشط في كل المواسم والشواطئ والأودية والجبال. ومحافظة جنوب الباطنة وتاريخها الموغل في العراقة والقدم وفيها حصن الحزم، والرستاق عاصمة عُمان القديمة وقلعتها الشاهدة على تاريخها المجيد، وعين الثوارة في ولاية نخل وعين الكسفة في ولاية الرستاق.

ونُعرِّج على محافظة البريمي ثغر عُمان الباسم وحصن الحلة وحصن الخندق وحصن المرجب وبيت الند، وفلج الصعراني الذي صار حديث النَّاس؛ حيث عاد إلى الجريان مرة أخرى بعد غياب طويل، وهو الآن المكان المُفضَّل لأهل البريمي وللزوار من خارج البريمي.

والبريمي هي الجهة المفضلة للتسوق للناس من جميع مناطق عُمان، وبها سوق تقليدية ومنتجعات حديثة، ولها تاريخ عريق وهي مجاورة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ومحافظة الظاهرة وكما يقال على غيرها ظاهرة وفيها ثلاث ولايات: ينقل التاريخ وصد الغزوات الخارجية وحصن بيت المراح (الذي كتبت عنه مقالًا الأسبوع الماضي)، وسد وادي العرش وقراها الوادعة مثل باحة والوقبة والصدايم.

وولاية ضنك وحصن المنيخ ووادي فدى والنخيل الباسقات علي ضفتي وادي ضنك، وولاية عبري قلب الظاهرة النابض بالحياة وآثار بات والحارات القديمة، والطبيعة الجميلة في القرى الكثيرة المتناثرة في أطراف الولاية وحولها.

ولا ننسى محافظات الشرقية جنوبها وشمالها وصور العفية وبدية ورمالها مقصد السياح وهواة المغامرات والتخييم وعُمان كلها مذهلة وجميلة عُمان الغالية والعزيزة والحبيبة.

هذا غيض من فيض جمال عُمان وروعتها..

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد بن زايد يشيد بجهود صون المعالم التاريخية الإماراتية

متابعات: «الخليج»

شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إعادة افتتاح «متحف المقطع» بعد عملية تأهيل وتجديد شاملة، من خلال مبادرة مشتركة بين دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي وشرطة أبوظبي، تستهدف حماية الهوية التراثية وصون الإرث الثقافي للإمارة.
واستمع سموّه إلى شرح حول أبرز المراحل التي مر بها مشروع ترميم وإعادة تأهيل المتحف، واطّلع على مختلف الأقسام والمرافق وبعض المقتنيات التاريخية المتعلقة بشرطة إمارة أبوظبي منذ إنشائها ومن أهمها البدلات الرسمية القديمة وسيارات الدوريات التي كانت تستخدم سابقاً.
وأشاد سموّه، خلال جولته التفقدية في المتحف، بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية من أجل صون المعالم التاريخية ذات الرمزية الوطنية، والتي تعكس ثراء الإرث الثقافي والتراثي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولاسيما إمارة أبوظبي، مؤكداً سموّه أهمية توثيق هذا الموروث الوطني وحمايته، لما له من دور محوري في تعريف أجيال الحاضر والمستقبل بقيمته التاريخية ورمزيته الوطنية، وفي ترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية في وجدان أبناء وبنات الوطن.
ويقع المتحف داخل حصن المقطع، في قلب المنطقة المحمية التي تضم مباني ومنشآت تاريخية تعكس مختلف مراحل التطور العمراني التي شهدتها إمارة أبوظبي، حيث كان المبنى الحالي للمتحف يُستخدم في خمسينيات القرن الماضي مقراً لدائرة الجمارك ومركزاً للشرطة، حيث أدّى دوراً محورياً في مراقبة حركة المرور بين البر الرئيسي وجزيرة أبوظبي، وذلك قبل إنشاء «جسر المقطع» الذي يُعد أول جسر يربط الجزيرة بالمناطق الخارجية. وقد جاء هذا الجسر ليكمل الدور الذي أدّاه «برج المقطع»، أول حصن شُيّد لحماية المعبر المائي، ولا يزال قائماً حتى اليوم شامخاً وسط خور المقطع كأول حصن يحرس المعبر المائي.
وبهذه المناسبة، أكد الشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، رئيس مكتب المؤسس بديوان الرئاسة، أن إعادة افتتاح «متحف المقطع» بعد تأهيله وتجديده الشامل، تأتي ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة الساعية إلى صون الموروث الثقافي والمعالم التاريخية لدولة الإمارات، لتبقى منارات شامخة تشهد على حكمة الأجداد، وتجسد القيم الإنسانية والمعرفية الأصيلة.
وأضاف: «يُعد المتحف صرحاً مهماً في مسيرة هذه الأرض الطيبة، ويروي سيرة تراث عريق، حيث إن إعادة افتتاح هذا الصرح الثقافي تمثل إضافة نوعية إلى المشهد السياحي والثقافي الغني في الدولة، إذ يُعد المتحف شاهداً أصيلاً على المسيرة الحضارية لإمارة أبوظبي، وتحولها من مركز تجاري نابض بالحياة إلى عاصمة عصرية تواكب تطلعات المستقبل، دون أن تنفصل عن جذورها الراسخة.
ويُبرز المتحف الذي تم تجديده الجهود التي تبذلها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وشرطة أبوظبي في عرض تاريخ هذا الموقع والترويج له أمام المجتمع والزوار على نطاق واسع. فقد شمل مشروع الترميم كلاً من المبنى نفسه ومحتواه التفسيري. وللمرة لأولى، تم استبدال الجص بمادة أكثر تجانساً ومتانة، تُشبه إلى حد كبير المظهر الأصلي.
وفي أوائل عام 1761، قام الشيخ ذياب بن عيسى آل نهيان - الذي كان شيخ قبيلة بني ياس في واحة ليوا الداخلية - بزياراتٍ متكررة إلى جزيرة أبوظبي، ومع نموها أصبح من المهمّ تعزيز دفاعات أبوظبي، حيث أشرف الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان، على بناء «برج المقطع» في أواخر القرن الثامن عشر، والذي كان يحمي «معبر المقطع» بين جزيرة أبوظبي والبر الرئيسي.
ولا يزال «برج المقطع» شامخاً في قلب المعبر المائي (الخور)، محافظاً على مكانته التاريخية، وقد خضع البرج لعملية ترميم دقيقة نفذتها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي عام 2022، بهدف معالجة الأضرار المتكررة التي لحقت به نتيجة التأثيرات الطبيعية للبيئة البحرية. وحتى خمسينيات القرن الماضي، شكل البرج علامة بارزة للمسافرين القادمين إلى جزيرة أبوظبي، حيث وقف حارساً صامداً يحمي المعبر ويدل على مشارف المدينة.
وفي أواخر خمسينيات القرن الماضي، تم تشييد جسر يربط البر الرئيسي بجزيرة أبوظبي، وعلى البر الرئيسي تم تشييد مركز شرطة لمراقبة حركة المرور من وإلى جزيرة أبوظبي. وأصبح هذا المبنى لاحقاً مركزاً لدائرة الجمارك، واستمرّ في العمل حتى تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وعقب هذه الفترة لم تعد هناك حاجة لوجود دائرة للجمارك لتفتيش البضائع على الحدود المؤدية إلى جزيرة أبوظبي. وبناء عليه خضع المبنى، الذي أُعيدت تسميته بحصن المقطع، لترميم شامل، وفي عام 2002، تم تحويله إلى متحف يُحتفى بأهميته الاجتماعية والثقافية والتاريخية العميقة لإمارة أبوظبي.

مقالات مشابهة

  • المتحف القبطي يُنظم محاضرة بعنوان «مصر مهد الرهبنة القبطية»
  • أذكار المساء مكتوبة .. رددها الآن وحصن نفسك وقوى صلتك بربك
  • الملك أحمد فؤاد يزور متحف أم كلثوم بالمنيل
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد إعادة افتتاح «متحف المقطع» بعد ترميمه
  • خالد بن محمد بن زايد يشيد بجهود صون المعالم التاريخية الإماراتية
  • محافظة الجيزة تتابع مشروعات التطوير بمحيط الفنادق استعدادا لافتتاح المتحف الكبير
  • متحف المستقبل يكشف عن النسخة الجديدة من الروبوت أميكا
  • متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل يحتفل بـ يوم التراث
  • متحف كفر الشيخ ينظم ورشة تلوين للأطفال.. صور