خلال ندوة لجائزة الشيخ حمد للترجمة هل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل المترجم؟ متخصصون يجيبون
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، نظم الفريق الإعلامي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ندوة عبر تقنية "زوم" بعنوان "تحديات الترجمة في عالم متغير" أدارتها الكاتبة الكويتية سعدية مفرح وشارك فيها خمسة من المترجمين والمترجمات من لغات مختلفة.
وقدم المشاركون بالندوة رؤاهم بشأن دور الترجمة كفعل حضاري في التجسير بين الأمم والثقافات والشعوب، وناقشوا واقع حركة الترجمة استنادًا إلى تجاربهم الشخصية في هذا المجال، وتطرقوا إلى الصعوبات والتحديات التي يواجهونها أثناء عملهم.
وتحدث المترجم الجزائري الدكتور الهواري غزالي عن ترجمة الشعر العربي في ظل التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، معرفًا في مستهل مداخلته بقسم "ماستر ترجمة" (LISH) بجامعة باريس التي يعمل أستاذًا محاضرًا فيها، وبطريقة العمل المنهجية لتكوين مترجمين يركزون على مجموعة مشتركة من الدروس وخيارات تعزيز التخصص الأكاديمي.
وأوضح أن هذا البرنامج التأهيلي المهني يوفر مهارة مزدوجة، نظرية وعملية، ويجمع بين أساسيات النظريات المتنوعة في مجالات الترجمة المختلفة، كما يقترح مسارًا يتيح تعزيز المهارات الترجمية المتخصصة في الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية وكذلك في مجال الإنسانيات الرقمية.
وقال إن الطلبة يمكنهم اكتساب هذه المهارات بلغات أخرى متاحة ضمن البرنامج، وذلك بفضل الدروس الاختيارية كدروس التَّرجمة التي تتم باللغة العربية، وهو ما يمثل فائدة كبيرة للطلبة الذين يرغبون في الحفاظ على لغة ثانية، بل وحتى ثالثة، مشيرًا إلى أن قائمة اللغات المعتمدة ضمن مجال تكوين المترجمين تضم: الألمانية، والإنجليزية، والعربية، والإسبانية، والإيطالية، والبرتغالية، والروسية؛ بالإضافة إلى الفرنسية، التي تعد اللغة المحورية في البرنامج.
وأشار غزالي إلى دخول الذكاء الاصطناعي مجال العمل بوصفه من أبرز الصعوبات التي يواجهونها، ما دفعهم فيما بعد إلى "تبني خيارات منهجية مختلفة جعلت الطلبة يتموقعون ضمن الترجمة كمصححين لغويين يقومون بتقديم تأويلات لخيار لغوى دون آخر"، ولذلك، فإن معظم النصوص التي يقترحونها نصوص مترجمة من قبل الذكاء الاصطناعي، لكنها تخضع في الأخير إلى تحكيم طلبة يختصون في علم الترجمة وليس في الترجمة بحد ذاتها.
وتحدثت المترجمة السورية بثينة الإبراهيم عن المغامرات التي يخوضها المترجمون في الترجمة، وبالتحديد مغامرتها في واحد من آخر الأعمال التي ترجمتها، وقالت إنها تحرص في العادة على السلامة اللغوية والتأكد من خلو النص من الأخطاء اللغوية والنحوية، لكنها قررت أن تتخلى عن هذا الحرص في ترجمتها لرواية "الفتاة ذات الصوت العالي" التي صدرت عام 2023.
وأشارت إلى أن هذه المغامرة هي في الآن نفسه أحد التحديات التي يواجهها المترجم في سبيل إيصال صوت الكاتب وأسلوبه كما اختار، أما المترجم الأردني الدكتور باسم الزعبي، فأكد أن الترجمة "بوابة مهمة تطل من خلالها الأمم والشعوب بعضها على بعض.
وقال إن تحديات الترجمة الأدبية لا تنفصل عن تحديات الترجمة بشكل عام في العالم العربي، ومن أبرز هذه التحديات: قلة عدد المترجمين المحترفين الذين يترجمون عن اللغات العالمية، باستثناء نسبي للمترجمين عن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى تدني الوعي العام بأهمية الترجمة، وبدورها في نشر المعرفة وانتقالها، وبالتفاعل الحضاري أيضًا.
من جهتها، تحدثت المترجمة الكويتية دلال نصرالله عن الاستعارة في ميزان الترجمة الأدبيّة، وقالت إن الترجمة الأدبية تستلزم من الترجمان إتقانًا لغويا للغتي المصدر والهدف، واطلاعًا واسعًا بالاستعمالات الاصطلاحيّة فيهما.
أما المترجمة السورية المقيمة بباريس ريم السيد فتحدثت عن ترجمة الشعر في ظل التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، وقالت إن ترجمة الشعر العربي تمثل "تحديًا فريدًا" نظرًا للخصائص التي يتميز بها هذا النوع الأدبي، عارضة قصيدتها "ذات العقد" كمثال.
وأوضحت أن الثقافة والسياق من أبرز التحديات التي تواجه المترجمين بشكل عام، إذ يتضمن الشعر العربي إشارات ثقافية وتاريخية عميقة، ويتعين على المترجم أن يكون على دراية بالثقافة العربية لفهم هذه الإشارات والمعاني الكامنة وراء الكلمات وتقديم ترجمة دقيقة.
وتساءلت: "كيف سيكون الأمر إذا تركناه إلى الذكاء الاصطناعي دون العودة إلى إنسان يترجم ويعيد إنتاج نص جديد بروح تنبض بلغة أخرى؟".
وتابعت السيد بقولها: بالإضافة إلى الحديث عن الروح الشعرية، تطرح ترجمة الذكاء الاصطناعي قضية الوصول إلى المعاني الحقيقية للنص، فعلى المترجم أن يصل إلى المعنى الأولي للنص الذي كتبه بوعي الشاعر، ثم الولوج، أبعد من ذلك، إلى قلب الشاعر لقنص المعنى المُراد التعبير عنه باللغة الأصلية وكشف الغطاء عن المستور وعما كتبه لاوعي هذا الشاعر. فإن استعصى هذا الأمر على المترجم، فهل سيستطيع الذكاء الاصطناعي كسر الحواجز بين وعي الشاعر ولاوعيه وبين المُفصح عنه والمخفي من الشعر؟".
وعرفت الكاتبة سعدية مفرح خلال إدارة الندوة بدور جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في تكريم المترجمين وتقدير إسهامهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، ومكافأة التميز، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح.
وأضافت أن الجائزة تسعى إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
سامسونج Galaxy S25 Ultra.. الريادة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل الهواتف الذكية
تستعد شركة سامسونج لإطلاق هاتفها الرائد Galaxy S25 Ultra ضمن فعاليات Galaxy Unpacked، والذي سيكون محور تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة تحت اسم Galaxy AI.
سيمثل هذا الإطلاق خطوة استراتيجية لتحديد مستقبل الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة خلال عام 2025 وما بعده.
سامسونج تكشف عن مزايا جديدة في Galaxy S25 Ultraسامسونج تكشف عن تصميم ثوري لجهاز Galaxy S25 Ultra: حواف مستديرة وأداء استثنائيكاميرا جديدة كليا.. تسريبات جديدة حول هاتف Galaxy S25 Ultraدور سامسونج في تعزيز الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكيةعلى الرغم من أن شركة جوجل أطلقت ثورة الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع إصدارها Pixel 8 وPixel 8 Pro في أكتوبر 2023، إلا أن سامسونج نجحت في جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من تجربة المستهلكين بإطلاق سلسلة Galaxy S24.
وفقًا لتقرير من Kantar Research، كان الذكاء الاصطناعي سببًا رئيسيًا وراء شراء ما يقرب من ربع المستهلكين لهواتف Galaxy S24 في عام 2024.
بينما لا تزال Apple تحاول اللحاق بالركب بإطلاق نسختها الخاصة من الذكاء الاصطناعي تحت اسم "Apple Intelligence"، تمكنت سامسونج من تعزيز موقعها كقائد في هذا المجال، حيث يتوقع أن تُعلن عن تحديثات كبيرة في Galaxy AI خلال حدث Galaxy Unpacked القادم.
موجة صعود الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكيةشهد عام 2024 دخول كل الشركات المصنعة الكبرى إلى سباق الذكاء الاصطناعي، مما جعل مفهوم "الهاتف الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي" أمرًا عاديًا وليس مجرد فكرة مبتكرة.
ووفقًا لـ Anthony Scarsella من IDC، أصبحت الهواتف القادرة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي بمثابة "الشيء الكبير التالي" الذي تقدمه الصناعة للمستهلكين.
مع إطلاق Galaxy S25 Ultra، تدخل سامسونج سوقًا أكثر نضجًا، حيث أصبح المستهلكون متحمسين لتجربة ميزات الذكاء الاصطناعي بعد أن تبددت شكوكهم السابقة.
من يدفع تكلفة الذكاء الاصطناعي؟رغم أن هواتف الذكاء الاصطناعي تعتمد على مكونات محلية لمعالجة البيانات على الجهاز، إلا أن العديد من الميزات المتطورة تعتمد على الخوادم السحابية التي تتطلب تكاليف تشغيل عالية.
على سبيل المثال، يتم تضمين ميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل Gemini Advanced في اشتراك Google One، بينما تفرض بعض الشركات الأخرى رسوم اشتراك للوصول إلى ميزاتها الكاملة.
في عام 2024، أعلنت سامسونج أن خدمة Galaxy AI مجانية، سواء على الجهاز أو في السحابة. ومع ذلك، تشير التفاصيل الصغيرة إلى أن بعض ميزات الذكاء الاصطناعي قد تكون مدفوعة بحلول نهاية عام 2025.
إذا قررت سامسونج فرض رسوم، فقد تمهد الطريق لاعتماد نموذج "الذكاء الاصطناعي كخدمة" بين الشركات المصنعة الأخرى.
التسريبات حول ميزات Galaxy AIوفقًا لتقارير حديثة من SamMobile، من المتوقع أن تتضمن ميزات الذكاء الاصطناعي في Galaxy S25 Ultra أدوات مثل:
Homework AI: لمساعدة الطلاب في حل الواجبات الدراسية.Music Search: للتعرف على الأغاني بسرعة.تحسين Routines: لتخصيص التجارب اليومية.YouTube Notes: لتلخيص محتوى الفيديوهات.تعد هذه الميزات جزءًا من الإصدار التجريبي لنظام One UI 7، والذي يقدم عنصرًا جديدًا يُسمى Now Bar، يدمج التطبيقات والإجراءات اليومية مباشرةً على شاشة القفل، مما يوفر للمستخدمين تجربة أكثر تخصيصًا وسهولة.
رؤية سامسونج لمستقبل الذكاء الاصطناعيمع نجاح Galaxy S24 في تعزيز الوعي بالذكاء الاصطناعي وزيادة المبيعات، تستعد سامسونج لمواصلة ريادتها مع Galaxy S25 Ultra.
من خلال الابتكار المستمر، تهدف سامسونج إلى تحديد كيفية دمج الذكاء الاصطناعي وقبوله وتمويله في السنوات المقبلة.