مناطق طبيعية لأسماك القرش والراي في "إنتركونتيننتال المالديف"
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
وكالات - الرؤية
أعلن منتجع إنتركونتيننتال المالديف ماموناجاو عن تصنيف جزيرتي ماموناجاو وفينفوشي مناطق طبيعية هامة لأسماك القرش والراي، وذلك في أعقاب تعاون المنتجع مع مانتا ترست، إحدى المنظمات الرائدة عالمياً في أبحاث أسماك مانتا راي وحمايتها، بالإضافة إلى البحث المكثف الذي أجراه الفريق الميداني المختص.
واكتسبت الجزيرتان بعد هذا التصنيف أهمية عالمية باعتبارهما موئلاً بارزاً لأسماك مانتا راي ومنطقة تحظى بأهمية بيئية عالية. ويأتي هذا التصنيف بعد جهود المنظمة، بدعمٍ من المنتجع، طوال العديد من السنوات في البحث العلمي وجمع البيانات، ليمثل خطوة هامة في سبيل اتخاذ تدابير وقائية في المستقبل ضمن المنطقة المحيطة بالمنتجع لحماية هذا النوع من الأسماك. ويندرج التصنيف الجديد في إطار عمليات البحث العلمي المستمرة لمنظمة مانتا ترست بهدف منح البحيرتين تصنيف منطقة بحرية محمية.
وتم تصنيف عدد من المواقع على طول جزيرة ماموناجاو على أنها مناطق طبيعية هامة لأسماك القرش والراي، مثل جزيرتي ديكوريدو وماديفافارو، اللتين تبعدان عن المنتجع مسافة 30 دقيقة، وتتيحان للزوار فرصة الغوص مع أسماك المانتا، وإمكانية مشاهدة موجات الإطعام الجماعية بين شهري يونيو ونوفمبر؛ بالإضافة إلى جزيرتي فاندهو وكوتيفارو، وجهة الغطس الشهيرة لدى الضيوف ومنطقة التنظيف المفضلة لأسماك مانتا. كما تم تصنيف جزيرتي ماموناجاو وفينفوشي على أنهما منطقة تكاثر وإطعام رئيسية لأسماك مانتا راي، حيث تتجه إليهما أسماك مانتا المرجانية بحثاً عن الطعام بين شهري ديسمبر وأبريل، كما تشتهر بأهميتها الكبيرة لدى صغار أسماك المانتا راي.
وبدأ منتجع إنتركونتيننتال المالديف التعاون مع منظمة مانتا ترست في عام 2019، للاستفادة من الموقع الفريد للمنتجع في الجزيرة والقريب من المنطقة التي تم اكتشافها مؤخراً وتجد فيها أسماك المانتا راي الصغيرة طعامها. وتتميز المنطقة المحيطة بالمنتجع بكونها موئلاً لعدد كبير من أسماك المانتا راي المرجانية، مما يوفر لفريق أبحاث المنظمة المقيمين في المنتجع إمكانية إجراء الدراسات على هذه الأسماك.
ويقع منتجع إنتركونتيننتال المالديف ماموناجاو على الطرف الجنوبي لمنطقة آتول را، على حافة المحمية المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي لمحميات المحيط الحيوي، ويجاور موطن أسماك المانتا راي الصغيرة في خليج هانيفارو، ويدعم جميع عمليات البحث العلمي التي تدرس أسماك مانتا راي في المناطق المختلفة لمنطقة آتول را. كما ينفرد المنتجع بمبادراته المستدامة وبرامج إعادة التدوير، فضلاً عن تركيزه على تثقيف الضيوف وتعريفهم بأهمية حماية هذه الكائنات، بالإضافة إلى توفير فرصة السباحة بجانبها. كما يستضيف المنتجع برنامج مانتا ريتريتس السنوي، الذي يوفر للضيوف تجربة ساحرة تتيح لهم مشاهدة هذه الكائنات البحرية الضخمة، والتعرف على عمليات البحث العلمي التي تُقام حولها.
ويمثل المنتجع وجهة متكاملة تلبي مختلف متطلبات الضيوف، حيث تضم خدماته خبراء مختصين بتجارب العافية، ونخبة من أمهر الطهاة، وبرامج تعليمية مميزة حول أسماك المانتا راي. كما يشكل المنتجع الأول والوحيد الذي يوفر جميع خدمات منتجعات إنتركونتيننتال، حيث يقدم لضيوفه تجارب استثنائية مليئة بالرفاهية بفضل المزايا المجانية الفاخرة والمرافق المميزة من فئة الخمس نجوم التي تجسد جوهر جزر المالديف، بما في ذلك الفلل العائمة ومنطقة مخصصة للكبار تضم أحواض سباحة ومنتجعاً صحياً هادئاً. ويضم المنتجع 81 مسكناً فندقياً وفلل شاطئية وعائمة، وست مطاعم وأركان مشروبات، ويجمع بين أجواء الفنادق المصغرة الهادئة والمرافق التي تحاكي المنتجعات عالمية المستوى.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال جيس هاينز باحث علمي بدرجة دكتوراه في منظمة مانتا ترست: "يعتبر تصنيف عدة وجهات في آتول را على أنها مناطق طبيعية هامة لأسماك القرش والراي إنجازاً مميزاً، وتعكس هذه الخطوة أهمية الجهود المبذولة لمنظمة مانتا ترست في جمع البيانات، والتي لم تكن لتتحقق لولا دعم منتجع إنتركونتيننتال. وأتطلع للمضي قدماً والاستفادة من هذه المعلومات وتقديم أوراق بحثي للدكتوراه، والمساهمة في حماية هذه الموائل البحرية الهامة لأسماك المانتا راي الصغيرة".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: البحث العلمی
إقرأ أيضاً:
على مائدة الفكر
سالم البادي (أبو معن)
كلّ ما حقّقه الإنسان من تقدّم في المجال العلمي والثقافي والصناعي والتكنولوجي وجميع المجالات، هو بفضل هذه القدرة العقلية (التفكير) التي منحها الله له.
وقد وصف الله تعالى من لا يستخدمون عقولهم بأنهم يفقدون ميزتهم الإنسانية، ويصبحون كالحيوانات التي تسيّرها الغرائز والرغبات، بل أسوأ حالًا منها؛ لأنّ الحيوانات لا تمتلك قدرة عقلية ترجع إليها، بينما يتمتع الإنسان بهذه القدرة العظيمة لكنه يتجاهلها، يقول تعالى: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾. (الأعراف: 179).
وللفكرة ثمنٌ عظيمٌ ولا تُقدَّر بثمنٍ، فبعض الأفكار طريقك نحو النجاح والتألق؛ بل وحتى الثراء، فالفكرة لها قيمة مادية ومعنوية وملكية فكرية، وهذه القيمة تبحث عنها الحكومات والشركات الكبرى.
خلال العام 2018 استثمرت شركة أمازون 22.6 مليار دولار في أنشطة البحث والتطوير بما يعادل 12.7% من إجمالي مبيعاتها خلال العام، أما شركة ميرك للأدوية فقد استثمرت 10.2 مليار دولار، وبما يعادل 25.4% من كامل مبيعاتها في نفس الحقل. وقد بلغ إجمالي ما صرفته أكبر عشرين شركة في مجال البحث والتطوير خلال عام 2018 هو 214.5 مليار دولار، ما يظهر أهمية البحث والتطوير في بقاء هذه الشركات في القمة ونموها المُستدام.
وأهم ما يجب توفره في هذا المجال هو الأشخاص المؤهلون المفكرون لأنهم المورد الأساسي للأفكار الجديدة والسبيل للابتكارات، كما أن الخبراء المؤهلون هم المسؤولون عن حل المشكلات التي يمكن أن تواجهها الحكومات والشركات في رحلة الابتكار والإنتاج والتسويق والترويج.
الفكرة لا تحتاج لذكاء خارق ولذلك يقول أينشتاين: "ليست الفكرة في أني فائق الذكاء؛ بل كل ما في الأمر أني أقضي وقتًا أطول في حل المشكلات".
ونسرد بعض النصائح التي يجب على كل مسؤول أن يتحلى بها؛ إذ على كل مسؤول أن يكون مستمعًا وقارئًا جيدًا، يسأل ويتعلّم، ولا يخجل من قلة معرفته، ويتحلى بسعة ورحابة صدر وتحمل وصبر وحلم. ويتعلّم من أخطائه، ويضعها خلفه ويمضي للأمام، ويفك قيود التبعية والأحكام العقيمة، يخطئ، ويتعلم ثم يمضي، يطلق العنان لحواسه الخمس، ليشتعل خياله، ويرى الأفق واسعًا، ويكون مُستعدًا للتفكير بآفاق جديدة ومستدامة في بيئة العمل، وأن يقبل على كل ما هو جديد، ويبحر في كل ما هو قديم ليأخذ منه كل مفيد، ويأخذ عقله في رحلة لاستكشاف الأسرار وكل ما هو سديد، ويتكامل ويتماهى مع ما حوله؛ فهو جزء من كل، واحد في جماعة، كائن في كوكب، وأن يربط أفكاره ببعضها، ويجعل لنفسه فكرًا جيدا ورؤية سديدة ثاقبه.
وعليه أن يوظّف أفكاره كما يشاء؛ فأفكاره ملكه، وهي ثروة هائلة وثمينة، يجب أن يوظفها حسب إمكانياته، ولا يبخل على نفسه، ولا يكبح أفكاره، وان يستمتع بالتنوع العلمي الثقافي الاجتماعي السياسي ويتواصل مع جميع مكونات المجتمع، وينهل ويتغذى من قراءة الكتب والأبحاث وتجارب الآخرين بمختلف المجالات ليثري مخزونه الفكري المعرفي ويعزز قدراته على الابتكار والإبداع. وأن يجعل من التواصل مع الآخرين ومناقشة أفكاره معهم بوابة تفتح أمامه آفاقًا جديدة، ويحفز لديه التفكير الإبداعي، ويمتلك القدرة على الإنصات واحترام الآخرين في استقبال أفكارهم، وعليه أن يمنح نفسه وقتًا للراحة والتأمل لتجديد الأفكار وإحياء الإبداع. كما عليه أن يختار بيئة مناسبة وملهمه للعمل والتفكير لأنَّ تأثير البيئة المحيطة به يمكن أن يُؤثر على قدرته على الإبداع، وألَّا يُهمل في تدوين الأفكار الجيدة الجديدة لأنها ليس لها وقت محدد.
ونؤكد هنا أن التفكير من خارج الصندوق يعطي للأفكار آفاقًا أوسع وابتكارات متطورة وتبعده عن التقليد، لذا على المسؤول أن يكون جاهزًا للتغيير ومُواكبة التقدم والازدهار والحداثة؛ بما يتواءم ومتطلبات العصر والظروف والمتغيرات المتسارعة.
والإبداع هو عملية مستمرة تستلزم التحديات والصبر والاستمرارية، وبتطبيق هذه النصائح وتبني أفكار إبداعية بلا شك ستزيد قدرته على توليد أفكار جديدة ومبتكرة في مختلف المجالات.
كما إن التوازن بين الأفكار والفرص هو أساس النجاح وصولا للإبداع، فعندما يجد المسؤول الفكرة المبدعة ويمتلك القدرة على استغلال الفرصة المتاحة عبر الإمكانات المتوفرة فإنِّه يستطيع بناء مشروع ناجح وتحقيق أهدافه.
إنَّ الأفكار الجيدة جواهر ثمينة، ترفع صاحبها متى ما استغلت جيدا وبالطريقة المناسبة، فيجب الاهتمام بالأفكار وإعطائها حقها، وليس المهم أن تكون الفكرة كبيرة وتحتاج لموارد مالية عالية حتى تكون ناجحة وذات قيمة، فهناك العديد من الأفكار البسيطة التي كسب منها أصحابها الملايين، وبعضها كانت سببا في رفد خزينة الدولة.
يقول الشاعر:
إذا كنت ذا عقل صحيح // فلا يكن عشيرك إلّا كل من كان ذا عقل
فذو الجهل إن عاشرته أو صحبته // يضلك عن عقل ويغويك بالجهل
رابط مختصر