وصف الخبير الدولي في مجال الرعاية الاجتماعية والمدير الإداري الأول لشركة "إف تي آي كونسلتينغ" جاد إلياس الإصلاحات التي تمت في دول مجلس التعاون الخليجي لاسيما على صعيد أنظمة الرعاية الاجتماعية في السنوات الماضية بالقيّمة.

وقال إلياس، في حوار مع الجزيرة نت، إن دولة قطر على سبيل المثال أصدرت قرارا عام 2022 بزيادة معدّلات المساهمة ورفع سنّ التقاعد المُبكر لتعزيز الاستدامة المالية لبرنامج الضمان الاجتماعي.

وأضاف أن السعودية أيضا مددت برنامج حساب المواطن بآليّته الحالية عام 2024، وهو برنامج تحويل نقدي أنشأته الدولة عام 2017 لحماية الأسر من التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للإصلاحات الاقتصادية المختلفة، مع تقديم دعم إضافي للمستفيدين لمدّة عام كامل. كما تعمل المملكة على إصلاح برامج الرعاية الاجتماعية الأخرى لمعالجة القصور الحالي.

وأشار إلى أن الإمارات أطلقت عام 2022 جهودا منهجية لإصلاح المدارس الحكومية، ورعاية الطفولة المبكرة وتنميتها، وتعليم الشباب.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف تنظرون إلى الرفاه الاجتماعي الذي تحققه دول الخليج لشعوبها؟

نفّذت دول الخليج العديد من الإصلاحات القيّمة على صعيد أنظمة الرعاية الاجتماعية في السنوات الماضية. في عام 2022، على سبيل المثال، أصدرت دولة قطر قرارًا بزيادة معدّلات المساهمة ورفع سنّ التقاعد المُبكر لتعزيز الاستدامة المالية لبرنامج الضمان الاجتماعي.

وفي المملكة العربية السعودية، تمّ تمديد برنامج حساب المواطن بآليّته الحالية عام 2024، وهو برنامج تحويل نقدي أنشأته الدولة عام 2017 لحماية الأسر من التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للإصلاحات الاقتصادية المختلفة، مع تقديم دعم إضافي للمستفيدين لمدّة عام كامل.

كما تعمل المملكة على إصلاح برامج الرعاية الاجتماعية الأخرى لمعالجة القصور الحالي. أمّا الإمارات، فقد أطلقت عام 2022 جهودًا منهجية لإصلاح المدارس الحكومية، ورعاية الطفولة المبكرة وتنميتها، وتعليم الشباب.

ماذا تعرف عن نظام مد الحماية التأمينية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؟
ادعم الحملة التوعوية بالمشاركة في الاستبانة.
رابط الاستبانة:https://t.co/1lL3myFslN#مد_الحماية_التأمينية#التأمينات_الاجتماعية pic.twitter.com/Hp2CJEPBpP

— الهيئة العامة للتقاعد – قطر (@grsiaqatar) September 29, 2024

ما التحديات التي تؤثر على تقديم الخدمات الاجتماعية في منطقة الخليج؟

لا تزال دول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديات مختلفة على صعيد رأس المال البشري، والتكنولوجيا، والتخطيط، وغيرها من الجوانب لتقديم الخدمات الاجتماعية. وعلى سبيل المثال، تحتاج دول الخليج إلى نظام معلومات مركزي شامل يمكنه تتبّع جميع أشكال دخل الأسر بشكل دقيق لتحديد الأفراد المؤهلين للحصول على برامج الدعم.

بالإضافة إلى ذلك، لا يزال فرض الشروط لإتاحة الاستفادة من هذه البرامج (مثل ضمان حضور الأطفال في المدارس بشكل منتظم، وخضوعهم لفحوصات صحية دورية، ومشاركتهم في الأنشطة المجتمعية) يحتاج لمزيد من الصرامة في التطبيق خاصة أنه يَحول دون تحقيق التنمية البشرية على المدى الطويل.

وهل هناك عوامل تساعد في القضاء على هذه التحديات؟

هناك مبادرات يُمكن أن تسهم في التغلّب على هذه التحديات، منها تنفيذ أشكال مختلفة من الدعم واعتماد الخطط المبتكرة، واستخدام آليات استهداف فعّالة مثل اختبار الوسائل للحدّ من الأخطاء في إدراج المستفيدين، بالإضافة إلى إدخال الشروط وتوفير العوامل المُساعدة المناسبة، مثل النظام المتكامل لإدارة الحالات.

وزيرة «الشؤون»: كل الإمكانات لتحقيق أعلى مستويات الحياة الكريمة للمسنين

• تجربة كويتية رائدة في مجال الخدمة المتنقلة للمسنين بوجود 6 مراكز مخصصة

• 3888 مستفيداً من خدمات إدارة رعاية المسنين في أغسطس الماضي.. ونزلاء «الرعاية الإيوائية» 17 مسناً ومسنة . pic.twitter.com/YBiX9hvVjO

— هاشتاغ نيوز (@Hnewsq8) October 1, 2024

كيف يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي بناء نظام يمكّن جميع أصحاب المصلحة؟

لا بدّ من أن تُركّز دول مجلس التعاون الخليجي على تمكين القطاع الخاص للمشاركة بمسؤولية التنمية الاجتماعية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم الحوافز المالية وغير المالية، وإنشاء أنظمة مراقبة شفّافة تُتيح للجهات المانحة تتبّع وَقْع استثماراتها، بالإضافة إلى تنفيذ برامج توعوية تُبرز فوائد المشاركة في المسؤولية الاجتماعية.

كما يمكن تعزيز دور القطاع غير الربحي من خلال إعداد برامج لبناء القدرات تزوّد المنظّمات غير الربحية بالمهارات والمعرفة والأدوات اللازمة لمعالجة الأسباب الجذرية للمشاكل الاجتماعية بدلاً من الاكتفاء بالحلول الآنية.

كما يجب أن يكون الأفراد أعضاء نشطين ومنتجين في المجتمع، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إشراك المستفيدين في تحديد الاحتياجات التنموية وابتكار الحلول باستخدام أساليب مشاركة متعددة مثل اللقاءات المجتمعية، والمجموعات الاستشارية، واستطلاعات الرأي، ورسم الخرائط التشاركية.

وفي هذا الإطار، تُعدّ برامج المسؤولية الاجتماعية الوطنية في قطر، وبرنامج "سخاء" في السعودية، وإستراتيجية الإمارات لعام الخير، مبادرات مؤثّرة تُسهم في تحقيق بعض هذه الأهداف.

وضع عدد من دول الخليج إستراتيجيات وبرامج مخصصة لمجموعات سكانية محددة كوسيلة لحماية حقوق كل مجموعة، كيف ترون ذلك، وما عوامل نجاح هذه السياسة؟

في الواقع، قامت العديد من الدول بوضع إستراتيجيات أو برامج مخصّصة لفئات سكانية معيّنة كوسيلة لحماية حقوق كل فئة وتجنّب أوجه القصور المترتّبة على اتّباع نهج موحد. هذا هو الحال في المملكة العربية السعودية مع الإستراتيجية الوطنية للأسرة، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة مع السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم.

يعتمد النجاح في هذه البرامج على تخصيص تقييم الاحتياجات، ومراعاة الحساسيّات الثقافية، وتمكين الفئات المستفيدة، والتعاون ضمن منظومة متكاملة، والتنسيق مع الجهود الوطنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دول مجلس التعاون الخلیجی الرعایة الاجتماعیة دول الخلیج عام 2022

إقرأ أيضاً:

الرعاية الصحية: مشروعات التعاون مع جايكا ترتكز على تطوير الرعاية الأولية

قال رئيس هيئة الرعاية الصحية الدكتور أحمد السبكي إن مشروعات التعاون مع "جايكا" خلال الفترة المقبلة تركز على تطوير الرعاية الصحية الأولية باعتبارها حجر الأساس للنظام الصحي، بجانب تعزيز مفاهيم "الرعاية المتمركزة حول المريض".


جاء ذلك خلال استقبال هيئة الرعاية الصحية لوفد الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، وذلك بعدد من المنشآت الصحية التابعة للهيئة بمحافظتي الأقصر وأسوان، حيث زار وفد (جايكا) بأسوان مستشفى المسلة التخصصي، ووحدة طب أسرة أبو الريش قبلي، ومستشفى الكرنك الدولي بالأقصر.


واطلع الوفد - خلال زيارته - على رحلة المريض داخل المنشأة، وسبل تقديم الخدمة الطبية داخل كافة المنشآت الصحية التابعة للهيئة، وذلك بما يرمي لتطوير الدعم الفني والتقني بما يتلاءم مع كل المستويات، ويضمن جودة وكفاءة الخدمة المقدمة للمواطنين تحت مظلة التأمين الصحي الشامل.


وتفقد - في بداية جولته - مستشفى المسلة التخصصي بمحافظة أسوان، حيث تفقد أقسام الطوارئ، معامل التحاليل، العيادات الخارجية، وحدات العناية المركزة، العيادات الخارجية والغرف الفندقية؛ للتعرف على مستوى الخدمات الطبية وآليات العمل داخل منشآت الرعاية الثالثية بالهيئة.


كما زار الوفد وحدة طب أسرة أبو الريش قبلي، كنموذج لمنشأة تقدم خدمات الرعاية الأولية، حيث تفقد أقسام التسجيل الطبي للمواطنين، وتم التعرف على الخدمات الطبية المقدمة بدءًا من من طبيب الآسرة وخدمات الأسنان والمعامل والعلاج الدوائي بالصيدلية وصولًا لمكتب رضاء المنتفعين وشؤون المستفيدين بالمنشآت، فيما استمع لعدد من المنتفعين المترددين على الوحدة؛ لاستطلاع آرائهم حول جودة الخدمات المقدمة.


كما تفقد مستشفى الكرنك الدولي بمحافظة الأقصر، وتفقد أقسام الحضانات، والأجنحة الفندقية، والرنين، والأشعة المقطعية، ومكتب شئون المستفيدين والعيادات الخارجية.


وفي السياق، أعرب رئيس هيئة الرعاية الصحية المشرف على مشروع التأمين الصحي الشامل الدكتور أحمد السبكي عن فخره بالشراكة المثمرة طويلة الأمد مع "جايكا" كأحد أهم شركاء التنمية الدوليين في مصر، ودعمهم اللامتناهي لثقافة جودة الخدمة الطبية وللتغطية الصحية الشاملة.


وأشار إلى أبرز ثمار الشراكة مع "جايكا" وهي مشروع "الرعاية المتمركزة حول المرضى" الذي يستمر حتى عام 2027، والذي يُعد امتدادًا لمشروع تعزيز الجودة في المستشفيات المصرية، مؤكدًا أن هذا التعاون يعكس التزام مصر بتبني أفضل الممارسات العالمية في إدارة الرعاية الصحية وتحسين تجربة المرضى.


من جانبه..أشاد وفد (جايكا) بمستوى جودة الخدمات الطبية المتقدمة والمتميزة داخل منشآت هيئة الرعاية الصحية المصرية التي قاموا بزيارتها في كافة محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، وذلك يبرهن إقبال وثقة المواطنين في المنظومة.


وأكد جودة تنفيذ المشروعات اليابانية بمنشآت هيئة الرعاية الصحية، والمجهودات الملموسة للفرق الطبية والإدارية في منشآت الهيئة في تطبيق برامج تحسين الجودة وسلامة المرضى.


ولفت إلى السياسات المبتكرة في تطبيق مفاهيم الجودة الشاملة وهو ما انعكست نتائجه إيجابيًا على مقدمي ومتلقي الخدمات الصحية وهو ما يدفع لمزيد من التعاون والدعم لهيئة الرعاية الصحية المصرية. 

مقالات مشابهة

  • خبير دولي: استئناف قصف غزة في رمضان تستوجب مذكرات توقيف فورية لمجرمي الحرب الإسرائيليين
  • رشا إسحاق: تعزيز الحماية الاجتماعية ضرورة لتحقيق العدالة والتنمية المستدامة
  • مبعوث أوكرانيا يشيد بجهود دول الخليج العربية في دعم بلاده
  • وزيرة التضامن: تنسيق كامل بين مزايا برامج التأمينات الاجتماعية والمساعدات
  • تحويلات العاملين في دول الخليج تسجل 131.5 مليار دولار بنهاية 2023
  • الرعاية الصحية: مشروعات التعاون مع جايكا ترتكز على تطوير الرعاية الأولية
  • برلمانية "حماة الوطن": الحماية الاجتماعية لا بد أن تستهدف تقديم الرعاية للفئات الضعيفة
  • نائب: مصر حققت تقدمًا ملحوظا في مجال الحماية الاجتماعية
  • توصية برلمانية بتوسيع مصادر تمويل برامج الحماية الاجتماعية
  • البديوي: دول الخليج تخطو بقوة نحو مكافحة الإسلاموفوبيا