قال وزير الدفاع البولندي، يوم السبت، إن البلاد زادت عدد القوات التي تحمي حدودها مع بيلاروسيا كرادع وسط الإجراءات المزعزعة للاستقرار من قبل جارتها الموالية لروسيا.

 

التقى ماريوس بلاشتشاك، وزير الدفاع البولندي بقواته، في ياريلوكا بشرق بولندا، حيث تم نشر بعض القوات مؤخرًا بالقرب من حدود بيلاروسيا.

 

وأصر، وفقا لما صرح به، على أن الوجود العسكري المتزايد هو مجرد خطوة رادعة، وليس عملا عدائيا، كما تدعي مينسك وموسكو.

 

قال بلاشتشاك بحسب الأسوشيتد برس: "ليس هناك شك في أن النظام البيلاروسي يتعاون مع الكرملين وأن الهجمات على الحدود البولندية تهدف إلى زعزعة استقرار بلادنا". 

 

جدير بالذكر، أن طائرتين هليكوبتر عسكريتان من بيلاروسيا اخترفتا المجال الجوي لبولندا لفترة وجيزة الأسبوع الماضي، في خطوة اعتبرتها وارسو استفزازًا متعمدًا. كما زعمت مجموعة موالية للحكومة في بيلاروسيا مؤخرًا أن السياسيين البولنديين، الذين يدعمون أوكرانيا في حربها ضد العدوان الروسي، كانوا يشعلون نار الحرب بأفعالهم وخطاباتهم. 

 

قال بلاشتشاك، إن الإجراءات التي اتخذتها بيلاروسيا "تشكل تهديدًا لأمننا" ولهذا السبب تعمل بولندا على بناء "إمكانات الردع". 

 

قال هذا الأسبوع إن ما يصل إلى 10 آلاف جندي من الجيش البولندي والدفاع الإقليمي سيتمركزون على الحدود مع بيلاروسيا، بالإضافة إلى حرس الحدود المعتاد. سيكون البعض في تدريب نشط ودوريات، والبعض الآخر على أهبة الاستعداد.

 

سيسعى حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا إلى فترة ثالثة غير مسبوقة في الانتخابات البرلمانية في 15 أكتوبر، ووسط حملة شرسة يحاول الحزب إثبات جديته بشأن أمن البلاد. كانت الحكومة تشتري ما قيمته مليارات الدولارات من المعدات العسكرية والأسلحة، بما في ذلك من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

 

عبّر المسؤولون في موسكو مرارًا عن مزاعم لا أساس لها من الصحة بأن بولندا تعتزم ضم المناطق الغربية من أوكرانيا، ويقول محللون إن بولندا أصبحت تجسيدًا لـ "العدو الجماعي لروسيا" بسبب دعمها لأوكرانيا ولأن المعدات العسكرية الغربية المرسلة إلى أوكرانيا تمر عبر بولندا.

 

قال المحلل البيلاروسي المستقل فاليري كارباليفيتش لوكالة أسوشيتيد برس إن "الهدف الرئيسي للكرملين هو إثارة قلق وارسو لتقليل الدعم العسكري لأوكرانيا وإجبار السياسيين البولنديين على التزام الصمت والخوف من الاستفزازات من روسيا وبيلاروسيا".

 

وقال كارباليفيتش: "يزيد الكرملين من الكراهية تجاه بولندا ويزيد الرهان على أمل أن يخاف الخصم أو يتراجع أو سيرد بطريقة مختلفة". "موسكو لا تحب أن بولندا هي التي تصر على عقوبات جديدة وتدعو كييف وتدعم بنشاط انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي."

 

كما تشعر بولندا بالقلق إزاء وجود مرتزقة مرتبطين بروسيا في بيلاروسيا وإزاء محاولة المهاجرين من الشرق الأوسط والأفارقة العبور بشكل غير قانوني من بيلاروسيا.

 

اتهمت بولندا ودول أخرى على طول الجناح الشرقي لحلف الناتو الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بنقل المهاجرين إلى الحدود في عملية "حرب مختلطة" تهدف إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في الغرب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أوكرانيا و روسيا حرب

إقرأ أيضاً:

من الجمود إلى القصف.. كيف تعيد روسيا صياغة استراتيجيتها في أوكرانيا؟

بعد أسابيع من تعثر الهجوم البري الروسي في أوكرانيا، عادت موسكو لتكثيف قصفها الجوي والصاروخي، مستهدفة البنية التحتية والمدن الأوكرانية. هذا التحول يثير تساؤلات حول ما إذا كان تصعيداً تكتيكياً لتعويض الجمود العسكري، أم مؤشراً على تغيير في الاستراتيجية الروسية باتجاه حرب استنزاف طويلة الأمد.

وقال ستافروس أتلاماز أوغلو، الصحفي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكنز، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إنه خلال الأسبوع الماضي، شن الجيش الروسي أكبر هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد أوكرانيا في عام 2025. حيث أطلقت القوات الروسية وابلاً من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة الانتحارية، مستهدفة مواقع في أوكرانيا.

Even though the Russian forces lack the necessary sophistication to be considered a true near-peer adversary for the U.S. military and NATO, their “antiquated” attritional strategy gets the work done. https://t.co/EnWk05bl7W

— National Interest (@TheNatlInterest) March 14, 2025

وجاء هذا الهجوم غير المبرر في وقت تمتلك فيه روسيا اليد العليا في الحرب، سواء عسكرياً أو دبلوماسياً.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، استعادة السيطرة على سودجا، أكبر مدينة في مقاطعة كورسك التي اجتاحتها القوات الأوكرانية، منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته عبر الحدود في أغسطس (آب) 2024.

ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تقترب فيه القوات الروسية، من طرد القوات الأوكرانية من آخر معاقلها في منطقة كورسك.

وزار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقر القيادة العسكرية في المنطقة، أول أمس الأربعاء، حيث تحدث إلى القادة العسكريين. ووفقا لتقييم استخباراتي حديث لوزارة الدفاع البريطانية، فقد "أطلقت روسيا ما يصل إلى 35 صاروخ كروز جوي من طراز (إيه إس - 23 إيه كودياك)، بالإضافة إلى صواريخ كروز تطلق من سفن أسطول البحر الأسود، وصواريخ باليستية قصيرة المدى، وأكثر من 100 طائرة مسيرة هجومية انتحارية، مما يزيد من تعقيد جهود الدفاع الجوي الأوكراني ويعمل على إنهاكه".

ويستخدم الجيش الروسي مجموعة متنوعة من المنصات لدعم عمليات القصف بعيد المدى ضد أوكرانيا، بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية والمقاتلات والغواصات.

وأضافت وزارة الدفاع البريطانية: "تواصل روسيا استهداف مجموعة من المواقع، بما في ذلك قطاع الطاقة الأوكراني، وخصوصاً البنية التحتية للغاز، في محاولة لاستغلال فصل الشتاء لإحباط معنويات السكان المدنيين وإضعاف الاقتصاد الأوكراني".

ويقول أتلاماز إنه "على مدار أكثر من 3 سنوات من القتال، جعلت روسيا من الضربات بعيدة المدى سلاحاً رئيسياً في حربها، حيث أطلقت آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على المدن الأوكرانية والمرافق الحيوية وقطاع الطاقة".

وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن "صاروخ كودياك لا يزال العنصر الأساسي في الهجمات الروسية واسعة النطاق، حيث سمحت سلسلة من الضربات الأقل كثافة هذا العام لروسيا، بأن تقوم ببطء بإعادة ملء مخزونها من الأسلحة الدقيقة المتطورة".

ومنذ فترة، كانت موسكو تحتفظ بالضربات بعيدة المدى ضد جارتها كإجراء انتقامي من نجاحات أوكرانيا، مثل إغراق السفن الحربية الروسية، وتدمير أهداف عسكرية مهمة، وتنفيذ عمليات تخريبية. ومع ذلك، قد يكون شن أكبر هجوم صاروخي ومسير منذ فترة طويلة في هذا التوقيت له تأثير عكسي بالنسبة لروسيا.

فالطرفان كانا قد التقيا مؤخراً في السعودية، لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الصراع، ويبدو أن هذا الهجوم الأخير، الذي جاء دون أي استفزاز من أوكرانيا، قد يكلف موسكو أي مكاسب دبلوماسية حققتها مؤخراً، خاصة مع إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

ويرى أتلاماز أن هذا لا يعني أن كييف عاجزة عن التصدي للهجمات الروسية الأخيرة. فقد استلم سلاح الجو الأوكراني مؤخراً الدفعة الأولى من مقاتلات "داسو ميراج" الفرنسية، والتي أثبتت فعاليتها بالفعل في ساحة المعركة.

وخلال الهجوم الروسي الأخير بالصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، تمكنت مقاتلات "داسو ميراج 2000 - 5 إف" الأوكرانية من إسقاط عدة صواريخ كروز روسية من طراز "كي إتش - 101".

واللافت أيضاً هو سرعة تنفيذ عملية النقل. فقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن تزويد أوكرانيا بعدة مقاتلات "داسو ميراج 2000" قبل نحو عام فقط. وخلال أقل من عام، خضع الطيارون والفنيون الأوكرانيون لتدريب على نوع جديد تماماً من الطائرات، وتسلموا المقاتلات، وبدأوا فوراً في إسقاط الأنظمة المعادية.

ويختم أتلاماز تقريره بالقول إنه "عادة ما تستغرق هذه العملية سنوات، لكن متطلبات الحرب واسعة النطاق، أظهرت أنه يمكن تحقيق الكفاءة عندما تكون هناك حاجة ماسة لذلك".

مقالات مشابهة

  • وزير الرياضة المصري يعلق على صورة ظهر فيها واقفاً خلف مرتضى منصور
  • الدفاع المدني يكثف جولاته التفتيشية بالمدينة المنورة خلال شهر رمضان
  • بوتين يعلق على طلب ترامب بضمان سلامة جنود أوكرانيا في كورسك
  • مكتب نتانياهو يعلق على موافقة حماس إطلاق سراح جندي إسرائيلي
  • وفد من السفارة الأميركية جال في الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة
  • من الجمود إلى القصف.. كيف تعيد روسيا صياغة استراتيجيتها في أوكرانيا؟
  • ترامب يعلق على محادثات الوفد الأمريكي مع روسيا بشأن أوكرانيا
  • ترامب يعلق على “بيان بوتين” لوقف الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يعلق على تصريحات بوتين بشأن وقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • بوتين يشترط لقبول هدنة أوكرانيا ويوطد تحالفه مع بيلاروسيا