استقبل الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، ووفد مجلس كنائس جنوب إفريقيا والكنائس الأمريكية، برئاسة الدكتورة القس ماي إليس كانون، المديرة التنفيذية لمنظمة «كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط»، والأسقف مالوسي مبوملوانا، الأمين العام لمجلس كنائس جنوب إفريقيا؛ لمناقشة تأسيس تحالف القيادات الدينية للمطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية.

القضية الفلسطينية كشفت للعالم ظاهرةً جديدةً تسمى بالانفصام السياسي

وقال الإمام الأكبر، إن القضية الفلسطينية والعدوان على قطاع غزة ولبنان كشف للعالم ظاهرةً جديدةً يمكن تسميها بالانفصام السياسي، التي أبرز معالمها النفاق العالمي الذي تمارسه الدول الكبرى بالمطالبة بوقف العدوان على غزة والتباكي على شهداء غزة من الأطفال والنساء، وفي الوقت ذاته التصميم المستمر على تصدير السلاح والمتفجرات، ودعم الكيان الصهيوني لمواصلة عدوانه الإرهابي، وقتل المزيد من الأبرياء، مشيرًا إلى أن هذا النفاق العالمي يذكرنا بالمثل العربي الذي يشبه المجرم الذي يقتل القتيل ثم يمشي في جنازته لتقديم واجب العزاء.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن هؤلاء الذين يمارسون هذا النفاق العالمي من صنَّاع القرار السياسي العالمي؛ لا يريدون بحال من الأحوال تحقيق سلام عادل، أو نصرة المستضعفين في غزة ولبنان، مؤكدًا أن هؤلاء قد فقدوا الإحساس بالضعفاء، ومات ضميرهم، ويوجهون العالم في اتجاه معاكس لاستعادة عصر العبيد وسياسة الاستعباد، مشددًا على أن حضارة العصر الحديث تحاول إقصاء الدين الإلهي وإبعاده عن حياة الإنسان، وأن عالم اليوم تقوده مجموعة متبلدة المشاعر لا قلب لها.

العالم العربي والإسلامي مقصر

وأضاف شيخ الأزهر: أنا مؤمن بأن الله هو العدل، وأن الصهاينة -ومَن خلفهم ومَن يعاونهم- ظلمة معتدون، وأن الله -جل وعلا- يمهل لهم ليطبق فيهم قول رسوله ﷺ إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ولست هنا في مقام التفلت من المسؤلية وإلقاء اللوم كله على المجتمع الدولي، ولكني أرى أن عالمنا العربي والإسلامي قصر كثيرًا في إعداد نفسه لمواجهة هذه التحديات المعاصرة، وانشغل بما مرره أعداؤه له من تحديات مذهبية وفتن طائفية، ولو قدر للشعب الفلسطيني واللبناني أن يمتلك واحدًا بالمائة مما يملكه الكيان الصهيونى من سلاح وعتاد، ما جرؤ هذا المحتل على التعامل بهذا الشكل غير الإنساني!.

من جانبه، أعرب الدكتور القس أندريه زكي عن تقديره للدور الريادي لشيخ الأزهر في تعزيز الحوار بين الأديان، مضيفًا: «رسالتنا كقادة دينيين هي الدعوة إلى السلام والتسامح، والعمل معًا من أجل إنهاء الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، ولا بد من استمرار التواصل والتنسيق بين القيادات الدينية حول العالم فيما يتعلق بالقضايا التي تؤثر على الإنسانية جمعاء».

إقامة تحالف قادة الأديان لإقامة الدولة الفلسطينية

من جانبهم، أكد وفد كنائس جنوب إفريقيا سعادتهم بلقاء شيخ الأزهر، وتطلعهم لدعم فضيلته في إقامة تحالف قادة الأديان لإقامة الدولة الفلسطينية، وتكوين جبهة دينية ممثلة لمختلف الأديان للمطالبة بوقف العدوان على غزة ولبنان، والتصدي لانتهاكات الكيان المحتل في قتل الأطفال والنساء والرجال، وتدمير البنى التحتية والمنازل ودُور العبادة في غزة، وفرض الضرائب على المساجد والكنائس في الضفة الغربية بغرض تشديد الرقابة عليها ضمن سياسات التهويد التي يمارسها في فلسطين.

كما أكد الوفد أن الهدف الأساسي لإقامة التحالف هو التصدي للسياسات الجائرة على حقوق الفلسطينيين، التي تمثل تحديًا كبيرًا في مسيرة وقف العدوان على قطاع غزة ولبنان، وتقف حجر عثرة في تيسير دخول المساعدات الإنسانية، والوقوف في وجه السياسات المتحيزة للكيان المحتل، التي لولاها لما استطاع أن يرتكب هذا الكم الكبير من جرائم الإبادة الجماعية والمذابح اليومية.

وضم الوفد الأسقف سيثيمبيلي سيبوكا، رئيس اتحاد الأساقفة الكاثوليك في جنوب إفريقيا، والقس خضر اليتيم، المدير التنفيذي للخدمة والعدالة في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بأمريكا، والسيدة بوليلوا نوبوزوي، مسئولة حوار الأديان في مجلس كنائس جنوب إفريقيا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر القضية الفلسطينية غزة لبنان کنائس جنوب إفریقیا شیخ الأزهر غزة ولبنان

إقرأ أيضاً:

مدير مكتب الجزيرة بطهران: الموقف من الرد لم يحسم ورأيان يتنازعان صناع القرار

كشف عبد القادر فايز، مدير مكتب الجزيرة في طهران، عن وجود انقسام داخل أروقة صنع القرار الإيراني حول كيفية الرد على اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله .

وتمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة من اغتيال نصر الله، في غارة جوية الجمعة، شنتها مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف-35" على موقع بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله.

وأشار فايز في مداخلة مع الجزيرة إلى أن القرار النهائي لم يُحسم بعد في طهران، مع وجود رأيين متباينين يتنازعان المشهد السياسي والأمني في إيران، وذلك في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة مقتل نصر الله.

وأكد فايز أن إيران تنظر إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله باعتباره "قضية أمن قومي بالدرجة الأولى"، مشددا على أن العلاقة بين إيران وحزب الله تتجاوز كونها مجرد تحالف تقليدي، بل هي "حليف عضوي وبنيوي".

وأضاف: "عندما نتحدث عن الجمهورية الإسلامية وهي النموذج الحاكم هنا في إيران، فنحن نتحدث عن قضية كبرى بالنسبة لإيران".

ونقل فايز تصريحات لعباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، الذي قال إن "اغتيال نصر الله لن يبقى دون رد"، مما يشير إلى أن إيران "معنية بالرد على اغتيال بهذا الحجم".

كما أشار فايز إلى تحذير إيراني وجه لمجلس الأمن مفاده أن المنطقة قد تكون "على بعد خطوة واحدة من حرب شاملة واسعة مفتوحة"، وهو ما كان يُفسر سابقا في طهران بأنه "فخ إسرائيلي" يهدف لجر إيران إلى حرب مفتوحة.

أولويات إيران

وتطرق فايز إلى بيان المرشد الأعلى الإيراني، الذي اعتبره "بيانا في الأولويات"، وأوضح أنه ركز على أن بنية حزب الله "ستكون أقوى في المستقبل"، وأن "محور المقاومة وعلى رأسه حزب الله سيلعب دورا جوهريا جدا في تقرير مصير الشرق الأوسط".

وفسر فايز هذا البيان بأنه رسالة مفادها أن "الأولوية الآن ربما تكون ضمن دائرة البقاء في الدرجة الأولى وليس بالضرورة أن تكون ضمن دوائر أخرى".

وكشف فايز عن وجود رأيين رئيسيين داخل دوائر صنع القرار في إيران. الأول يدعو إلى "رد واسع وقاطع لاستعادة الردع في المنطقة"، ويهدف إلى إثبات قدرة إيران على اتخاذ "خطوات ربما جنونية في مقابل ما تصفه بالجنون الإسرائيلي".

ولفت إلى أن هذا الرأي مدعوم من نخبة عسكرية وقطاع من الشارع في طهران وآخرين في البلد، حسب تعبيره.

أما الرأي الثاني فيرى أن "قضية الحرب الشاملة ليست بدعة"، ولكنه يعتقد أن تحويلها لواقع ربما يجب ألا يكون باليد الإيرانية بالدرجة الأولى، هذا الرأي يفسر "العقلانية" الظاهرة في التصريحات الرسمية الإيرانية، حسب فايز.

وأشار فايز إلى وجود انتقادات داخلية للموقف الإيراني المتردد، حيث يرى البعض أن الحرب الشاملة التي تتحدث عنها أميركا وإسرائيل هي بدعة أمنية عسكرية قيدت إيران بشكل كبير في الإقليم.

وأضاف أن هناك من يدعو إلى أن الرد الإيراني يجب أن يغادر مساحة استعراض القوة، ويجب أن يدخل عمليا من خلال استخدام تلك القوة لا استعراضها.

وأكد مدير مكتب الجزيرة في طهران على أن القرار النهائي بيد مجلس الأمن القومي، مشيرا إلى أن البيانات الرسمية الإيرانية حتى الآن لم تتحدث عن رد مباشر من قبل إيران كدولة، بل تشير إلى أن الرد قد يكون "منوطا بمحور المقاومة".

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: العدوان على غزة ولبنان فضح المجتمع الدولي وكشف حجم النفاق العالمي
  • شيخ الأزهر: العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان فضح المجتمع الدولي
  • شيخ الأزهر: العدوان على غزة ولبنان كشف للعالم ظاهرة جديدة تسمي «الانفصام السياسي»
  • شيخ الأزهر: العدوان على غزة ولبنان كشف النفاق العالمي في التعامل مع الشرق الأوسط
  • شيخ الأزهر: العدوان على غزة ولبنان فضح المجتمع الدولي
  • يديعوت: إسرائيل تدرس شن "هجوم استباقي" على المنشآت النووية في إيران
  • من واشنطن.. بوريطة يبرز أن دحر الإرهاب في العالم يمر حتما عبر تحقيق النصر في إفريقيا
  • وزير الأوقاف يستقبل رئيس الطائفة الإنجيلية ووفدًا من مجلس كنائس جنوب إفريقيا
  • مدير مكتب الجزيرة بطهران: الموقف من الرد لم يحسم ورأيان يتنازعان صناع القرار