العكور يكتب :لا صوت يعلو على صوت السلطة.. رفعت الاقلام وتحشرجت الكلمات في الحناجر
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
#باسل_العكور
اليوم ننعى الحرية، ونؤبن الحقوق الدستورية التي أزهقتها التشريعات وفرغتها من مضامينها ومعانيها، وهذه ليست مبالغات او مزايدات او نظرة سوداوية مؤدلجة، هي وقائع سنعيشها حتما في قادمات الايام..
قانون الجرائم الالكترونية الجديد -المصادق عليه- سيدخل حيز التنفيذ بعد ثلاثين يوما، ثلاثون يوما سيضُبط بعدها الناس جميعا على الصامت، فلا صوت يعلو على صوت السلطة، ولا كلام فوق كلامهم، ولا اجتهاد خارج الصحن او داخله.
وكأن هذه الانتكاسة وحدها لا تؤدي الغرض، وهذه الجرعة من العنت لا تشفي صدورهم، ولا تريح قلوبهم.. في الايام القليلة الماضية، يحكم ناشر وصحفي (خالد تركي المجالي ، احمد حسن الزعبي) بالسجن لمدد متفاوتة، احدهما يمضي محكوميته، والاخر ينتظر وما بدلا تبديلا ، ونحن عاجزون تماما..
مقالات ذات صلة الكهرباء: مستعدون للتعامل مع الارتفاعات المحتملة للأحمال الكهربائية 2023/08/12ماذا بوسعنا ان نفعل، وقد قال القضاء كلمته، وهو السلطة التي سنظل نقول انها حصننا الاخير، وملاذ الباحثين عن العدالة ، ومقصد المتشبثين بحقوقهم وحرياتهم عندما تحاصرهم قوى الردة و تتغول عليهم السلطات..
اما بعد ..
خالد وأحمد، والله اني ابكيكما بحرقة كلما وضعت رأسي على وسادتي، ابكيكما كلما ضممت اولادي الى صدري، كلما قبلت جبين والدي، او هاتفت امي، او جالست اخوتي و اصحابي ، لانها تفاصيل حياتية يومية حرمتما منها قسرا..
هل نحن خائفون قلقون مما ال اليه حالنا؟ نعم صحيح .. فهل يريحكم خوفنا ؟ هل يسعدكم خذلاننا للناطقين بوجعنا؟
ان عجزنا يختصر الكثير من الجهد و الكلف ، فانتم تريدونها جمهورية موز، و نحن نريدها وطنا حقيقيا لنا جميعا.
اليوم انتصرت ارادتكم، وانهزمت ارادتنا، هنيئا لكم هذا النصر المؤزر ولا عزاء لابناء هذا الشعب الطيب..
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: باسل العكور
إقرأ أيضاً:
اللواء رفعت.. بطل معركة الإسماعيلية (بروفايل)
«يوزباشى» صغير فى الشرطة المصرية، لكن حلمه الكبير أن يرى مصر تتنفس عبير الحرية سيطر على أفكاره، ودفعه لأن يترك أهله فى القاهرة ويتوجه إلى منطقة القناة قبل أكثر من سبعين عاماً ليدرب عناصر الفدائيين على العمل ضد القوات البريطانية التى كانت تحتل البلاد وقتها، وصل مصطفى رفعت إلى مدينة الإسماعيلية فى 25 يناير 1952 ليجد القائد البريطانى «إكسهام» يطلب من قوات الشرطة فى مبنى محافظة الإسماعيلية أن يسلموا أسلحتهم، وينسحبوا إلى القاهرة، ولم يتردد «رفعت»، فانضم على الفور إلى قوات الشرطة رافضين الإنذار البريطانى، ومتعاهدين على المقاومة حتى الموت، وهو ما حدث بالفعل، حتى سقط منهم عدد كبير من الشهداء، لتدخل المذبحة التاريخ من أوسع أبوابه، وتصبح يوماً تحتفل به الشرطة المصرية كل عام تقديراً لتضحيات جنودها البواسل.
درس مصطفى رفعت أحد أبطال «مذبحة البوليس» ضمن بعثة دراسية فى إنجلترا عام 1951، ليصبح بعدها مدرساً بكلية الشرطة، ويتطوّع لتدريب الفدائيين فى القناة مع زميليه صلاح دسوقى الذى صار لاحقاً محافظاً للقاهرة، والفنان صلاح ذو الفقار، وحين وصل إنذار القائد البريطانى أبلغ «رفعت» وزير الداخلية وقتها فؤاد سراج الدين نيتهم فى عدم التسليم، قائلاً فى اتصال هاتفى: «لن نستسلم يا فندم، وسنظل فى مواقعنا».
انتهت المعركة غير المتكافئة بين قوات البوليس والقوات البريطانية، واستدعى القائد البريطانى اليوزباشى المصرى وأشاد ببطولته، ورغم ذلك اعتُقل رفعت وعُزل من عمله بالبوليس، ولم يعد إليه إلا بعد ثورة يوليو بقرار من الرئيس عبدالناصر الذى منحه وسام الجمهورية، ثم تدرج فى العمل بوزارة الداخلية، حيث أصبح مديراً للأمن بمدينة السويس خلال 1976 و1977، وحصل على رتبة لواء، ومساعد أول لوزير الداخلية، وحين وقعت أحداث الفتنة الطائفية بمنطقة الزاوية الحمراء فى عام 1981، استعان به الرئيس أنور السادات لمواجهتها، وبعد مسيرة رائعة تقاعد «رفعت»، حتى وفاته فى 13 يوليو 2012، حزناً على الفوضى التى شهدتها مصر، بعد «يناير 2011» قائلاً لأفراد أسرته إنه لو يستطيع النزول لإعادة الاستقرار إلى مصر مرة أخرى فلن يتأخر أبداً.