نشوة عابرة.. كيف حوّل نتانياهو حظوظه السياسية في عام واحد؟
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
طالما تباهى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأنه "رجل الأمان" في بلاده، لكنها صورة "تحطمت" مع هجوم السابع من أكتوبر، حيث فشل في حماية مواطنيه، قبل أن يعيد في غضون عام تجميع هذا الحطام، والحفاظ على حظوظه السياسية مجددا، بسبب الضربات المتتالية على حزب الله اللبناني.
وأشار تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت ما جرى خلال عام، حيث شكّل نتانياهو حكومة ائتلافية يمينية متشددة، في نوفمبر 2022، بعد حصول حزبه الليكود على 32 مقعدا من 120.
وإثر هجوم حماس، كشفت سلسلة استطلاعات رأي أنه في حال إجراء انتخابات، سيحصل الليكود على 17 مقعدا فقط، مما يعرض بقاء الحكومة على المدى الطويل للخطر.
لكن بعد عام من هذه الاستطلاعات، تمكن نتانياهو من قلب الأمور. ورغم أن حزب الليكود سيكافح لتشكيل حكومة حال إجراء انتخابات الآن، فإن سلسلة الضربات في لبنان والاغتيالات التي امتدت لمناطق أخرى في الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة، جعلت نتانياهو "في مستويات لم يكن يتخيلها أحد" في أعقاب هجمات حماس بأكتوبر الماضي، وفق "سي إن إن".
وأظهر استطلاع للرأي نشرته القناة 12 الإسرائيلية، الأحد، أن الليكود "سيفوز بـ 25 مقعدا إذا أجريت الانتخابات في الوقت الحالي"، مما يجعله الحزب الأكبر، فيما يحظى نتانياهو بدعم 38 بالمئة من المشاركين بالاستطلاع.
بعد مقتل نصر الله.. رسالة "مباشرة" من نتانياهو إلى الشعب الإيراني قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، اليوم الاثنين إن إسرائيل تستطيع الوصول لأي مكان في الشرق الأوسط من أجل حماية شعبها.ونقل التقرير عن المحللة داليا شيندلين، قولها إن "المواجهات الإقليمية أمر جيد لنتانياهو، ويبدو أنها العامل الذي يسهم في تعافيه".
وتابعت بأن الاستهدافات "يتم النظر إليها في الداخل الإسرائيلي بشكل أكثر وضوحا مقارنة بأي مكان آخر حول العالم"، موضحة أنهم (الإسرائيليون) "يرون بشكل واضح من يتم استهدافهم على أنهم أعداء لإسرائيل".
وأضافت أن الهجمات التي تشنها إسرائيل "ساعدت في استعادة الشعور بالقوة" الذي دمره هجوم حماس.
وبدأت الاستهدافات في أبريل، عندما أدت غارة جوية على القنصلية الإيرانية في سوريا، إلى مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني. ولم تعلق إسرائيل على الأمر، لكن من المفهوم على نطاق واسع أنها مسؤولة عنه، وفق "سي إن إن".
تبع ذلك غارة جوية على بيروت في يوليو، أسفرت عن مقتل المسؤول العسكري الكبير في حزب الله، فؤاد شكر. وفي اليوم التالي، أدى انفجار في طهران إلى مقتل الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها، لكن أيضًا ينظر إليها كمسؤولة عن الهجوم، وفق الشبكة الأميركية.
في وقت سابق هذا الشهر، انفجرت أجهزة النداء واللاسلكي التي ينتشر استخدامها بين عناصر حزب الله، في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابات الآلاف.
وبدأت إسرائيل لاحقا ضربات جوية على مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، قالت إنها تستهدف قيادات لحزب الله.
وقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الجمعة، في إحدى الضربات القوية التي استهدفت الجماعة المدعومة من إيران، والمصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بدء عملية برية قال إنها "محددة الهدف والدقة" ضد أهداف تابعة لحزب الله اللبناني.
سبق ورفضها.. غانتس يغري نتانياهو بـ"شبكة أمان" لإبرام صفقة مع حماس وجه رئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض في إسرائيل، بيني غانتس، انتقادات جديدة لرئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، على خلفية الحرب في غزة، وعرض عليه "شبكة أمان سياسية" لو تمكن من التوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن إلى بيوتهم.وبالعودة إلى استطلاعات الرأي الأخيرة، كان بيني غانتس، الرجل العسكري البارز الذي عمل لسنوات كرئيس لهيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الإسرائيلية، هو المنافس الأكبر لنتانياهو، حيث احتل حزبه المرتبة الثانية.
لكن غانتس أكد دعمه للهجمات الأخيرة في جميع أنحاء المنطقة، مما يشير، وفق "سي إن إن"، إلى أن نتانياهو "نجح في تحييد معارضيه".
وقال غانتس، الأحد: "أود أن أهنئ المستوى السياسي، بقيادة رئيس الوزراء ووزير الدفاع، الذين اتخذوا القرار بشأن العمل في لبنان. من الأفضل أن يأتي القرار متأخرا من ألا يأتي أبدا".
وذكر التقرير أن كل ذلك يجعل "نتانياهو المستفيد، في وقت لا يمكن فيه إنكار وجود اكتئاب عميق في البلاد، رغم موجة النشوة" التي تبعت مقتل نصر الله.
وواصلت شيندلين حديثها بالقول: "لا فرح حقيقي في إسرائيل الآن.. حتى الشعور بالرضا في هذه اللحظة أو حتى النشوة العابرة - لا شيء يمكن أن يزيل حقيقة أن هذا وقت كئيب للغاية، خاصة بسبب الرهائن" الذين لا يزالون في قبضة حماس بقطاع غزة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حزب الله سی إن إن
إقرأ أيضاً:
لوموند: نشوة النصر لم تلملم جراح 13 عاما من القمع في غوطة دمشق
شهدت معضمية الشام بريف دمشق كل وحشية نظام بشار الأسد، من اعتقالات تعسفية وتعذيب ومجاعة منظمة وتفجيرات وقصف بالأسلحة الكيميائية، واليوم يطالب المنفيون العائدون من سكانها والمقيمون الناجون بالعدالة بعد كل ما لقوه.
بهذه الجمل افتتحت صحيفة لوموند -تقريرا لمراسلتها الخاصة بمعضمية الشام إليوت براشيه- قائلة إن طلقات الكلاشينكوف دوت فرحا بعودة النازحين إلى أرضهم، فها هم المقاتلون يعودون شيئا فشيئا إلى ديارهم في هذه البلدة الواقعة في الغوطة الغربية بريف دمشق، حيث تنتشر أشجار الزيتون، وها هم الأهل والجيران يستقبلونهم بالطبول والمزامير وزغاريد النساء.
هكذا كانت مدينة معضمية الشام بريف دمشق في بداية الثورة 2011 (الجزيرة)يقول محمود الشلبي، وهو يرتدي زي الجيش الوطني السوري، أحد فصائل المعارضة الذين شاركوا هيئة تحرير الشام المنتصر الذي عجل بسقوط بشار الأسد "لم أتعرف على منزلي".
لم يكن عمر الشلبي يتجاوز 25 عاما في بداية الثورة وكان يعمل جزارا ولم ير الموت بعينيه قبل ذلك، واليوم أصبح ذا لحية طويلة، ووجه مليء بالتجاعيد بعد 9 سنوات من المنفى في جيب إدلب الذي يقصف باستمرار من قبل النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: الشيوخ الأميركي عرقل ترشيح أول قاض مسلم لمحكمة فدراليةlist 2 of 2هآرتس: مشهد من ناغازاكي.. أجساد الفلسطينيين جنوب غزة تتبخرend of list إعلانلم يتوقع الشلبي مثل هذه الهزيمة للجيش السوري، وهو يقول "كانت العودة إلى معضمية الشام أسهل من المغادرة"، ففي عام 2011، دافع عن حيه برشق الحجارة -كما تقول الصحيفة- وبعد أشهر من القمع المتواصل، قرر حمل السلاح مع المتمردين في الحي، وتشكيل فرع للجيش السوري الحر.
هذا ليس انتصارا
ورغم الاحتفالات والعناق والاستمتاع بلحظة من الحرية لم يكن من الممكن تصورها قبل أيام قليلة -كما تقول المراسلة- فإن هذا التحرر يبقى له مذاق مر، حيث لا تخفي احتفالات هذا اليوم مأساة عقد من الفظائع، يقول راتب رجب "لا أستطيع أن أقول إنني سعيد. هذا ليس انتصارا. فرحتي برؤية سقوط بشار لم تكتمل. أين أسرانا؟".
قبل الثورة، كان راتب رجب سائق سيارة أجرة، قبل أن يعتقل عام 2012 لمدة 100 يوم بتهمة "التعاون مع جماعة إرهابية"، وتعرض للتعذيب بالصدمات الكهربائية و"الشبح"، وبعد إطلاق سراحه بدأ حصار الغوطة، وبذريعة إعادة "معاقل الإرهابيين إلى أرض الوطن"، حاصر النظام وقصف أكثر من 40 جيبا للثوار في أنحاء سوريا، تاركا سكانها يموتون جوعا.
كانت معضمية الشام المعروفة ببساتين الزيتون على بعد 4 كيلومترات من وسط مدينة دمشق في نهاية الغوطة الغربية، وهي بذلك تحتل موقعا إستراتيجيا، ولم يبق من الـ50 ألفا الذين كانوا يعيشون فيها سوى الخمس، بسبب الحصار والقصف الذي أشرف عليه العميد غسان بلال، الساعد الأيمن لماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع، ورئيس استخبارات الفرقة الرابعة في الجيش.
راتب رجا تحول لحفار قبور، وقد دفن 4867 جثة تحت تراب المعضمية، بينهم 79 شخصا من عائلته، وقد أصيب بشظية في جفنه الأيسر عام 2013، ويقول إنه "في ذلك اليوم قُتل 17 شخصا في المقبرة. وتطايرت الجثث بفعل الصاروخ. فجمعت اللحم من أغصان الزيتون".
جثث متناثرةوبسبب كثرة القتل بين السكان منذ عام 2011، أصبح راتب رجا حفار قبور المدينة، وقد دفن 4867 جثة تحت تراب المعضمية، بينهم 79 شخصا من عائلته، وقد أصيب بشظية في جفنه الأيسر عام 2013، يقول "في ذلك اليوم قُتل 17 شخصا في المقبرة. تطايرت الجثث بفعل الصاروخ. فجمعت اللحم من أغصان الزيتون".
إعلانوعلى حدود المعضمية، كان هناك جنود من قوات الدفاع الوطني، وهي وحدات شبه عسكرية تضم عدة فصائل سورية ذات أغلبية علوية، يحرسون العديد من حواجز الطرق، بالإضافة إلى رجال مليشيات شيعية من إيران والعراق ولبنان، تم إنشاؤها لتنفيذ الأعمال القذرة التي يقوم بها النظام، "يفحصون وثائق الهوية لكل مركبة -كما يقول راتب رجب- وكان يكفي أن تكون سنيا ليتم إنزالك أو اعتقالك أو القضاء عليك على قارعة الطريق".
مئات القتلى أغلبهم أطفال نتيجة قصف كيميائي لقوات النظام السوري بغاز السارين على غوطة دمشق وريفها (الجزيرة)في الفترة بين مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثاني 2013، شدد الخناق على المعضمية، وتوقف دخول الغذاء إليها، قبل أن يقصفها جيش بشار بـ5 صواريخ تحمل غاز السارين، يقول محمد قزاع عضو الخوذ البيضاء في الغوطة الغربية "سمعنا صوت صفير غريب، وعندما وصلنا إلى مكان الحادث كان الناس ملقون على الأرض وهم في حالة اختناق دون إصابات أو صدمات. كانت الرغوة البيضاء تتدفق من زوايا شفاههم"، وقد أدت هذه الهجمات بالأسلحة الكيميائية إلى سقوط أكثر من 1400 ضحية.
أسوأ مكان على وجه الأرضفي عام 2016، عندما اضطر السكان إلى أكل العشب من أجل البقاء، تم التوصل إلى اتفاق مع ممثلي المدينة، تتوقف بموجبه هجمات الجيش ويتم إطلاق سراح السجناء بشرط أن يتخلى المتمردون عن أسلحتهم ويرحلوا إلى جيب المتمردين في إدلب شمال البلاد، وبالفعل تم إجلاء 620 مقاتلا وعائلاتهم بالحافلة، وتم رفع الحصار جزئيا ولكن لم يتم إطلاق سراح أسرى معضمية الشام أبدا.
أحمد: عندما شاهدنا مقاطع الفيديو من سجن صيدنايا، وغرف الحمض المستخدمة لإخفاء السجناء، أدركنا أننا لن نجد أحدا بعد الآن
كان الكثير من أولئك الأسرى يقبعون في سجون المخابرات الجوية في أقبية مطار المزة على أطراف المدينة، ولذلك هرع أحمد حامد إلى هذه الأماكن في صباح الثامن من ديسمبر/كانون الأول، بعد إعلان سقوط بشار الأسد وهزيمة جيشه، ووجد أن بعض الزنزانات قد فتحت بالفعل ولم يتعرف على أحد من بين السجناء المفرج عنهم.
إعلانومنذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول، يتجمع عشرات الأشخاص يوميا أمام مدخل المطار، حيث تبحث العائلات عبر قوائم لا نهاية لها، عن أسماء أحبائها الذين اختفوا، ولكن أحمد الذي يعلم أن مساعيهم ستذهب سدى، يقول "عندما شاهدنا مقاطع الفيديو من سجن صيدنايا، وغرف الحمض المستخدمة لإخفاء السجناء، أدركنا أننا لن نجد أحدا بعد الآن".
وخلصت الصحيفة إلى أن نشوة النصر في الغوطة الغربية، لم تنجح في شفاء جراح أكثر من 13 عاما من القمع، عندما اعتبر السكان إرهابيين لفترة طويلة وسجلت كل الأدلة ضدهم بدقة، ومع ذلك ها هم الآن في المعسكر الفائز، عازمون على عكس القصة مطالبين بتحقيق العدالة.