«واشنطن تعزز وطهران تستعد».. هل باتت الحرب الإقليمية وشيكة؟
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
كشف مسؤول أمريكي، في تصريحات صحفية، عن مخاوف الإدارة الأمريكية من هجوم محتمل تخطط له القوات الإيرانية، دون الإفصاح عن طبيعة الهجوم المتوقع، وذلك في أعقاب اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية، حسن نصر الله.
وفي الجانب الأخر، تتخذ الإدارة الأمريكي، اجراءات صارمة لمواجهة أي هجوم محتمل من قبل القوات الإيرانية أو الفصائل التابعه لهم فى المنطقة، بالإضافة إلى إعادة تموضع القوات الأمريكية في المنطقة، وتعزيز الدفاعات المشتركة لحماية قوات الاحتلال.
بدورها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن إدارة بايدن تحرك قواتها العسكرية لردع إيران، وسط ترقب باجتياح بري إسرائيلي في جنوب لبنان.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون بـ القلق من شن إيران هجوماً جديداً على إسرائيل، فيما يبدو أن المسؤولين في طهران منقسمون بشأن الرد على اغتيال نصر الله أو ما يجب فعله بعد ذلك، بحسب وول ستريت جورنال.
وتصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة المخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة في الشرق الأوسط، وذلك مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على لبنان، فيما تعهد حزب الله بمواصلة القتال، رغم اغتيال حسن نصر الله، وعدد من قادة الجماعة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون في بيان: إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو وكلاؤها هذا الوقت لاستهداف الأفراد أو المصالح الأمريكية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل التدابير اللازمة للدفاع عن شعبنا.
تعزيز القواتأعلنت الولايات المتحدة، إجراءات جديدة لتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط لدعم إسرائيل في مواجهة هجوم إيراني محتمل، أبرزها إرسال حاملة الطائرات USS Theodore Roosevelt إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأمريكي، والتي تشمل منطقة الخليج والبحر الأحمر وخليج عمان، وأجزاء من المحيط الهندي.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، إن نشر حاملة الطائرات Roosevelt في المنطقة له أهمية استراتيجية قصوى، إذ يخدم عدة أغراض رئيسية، بما في ذلك تعزيز الأمن البحري، وتوفير الدعم الحاسم للعمليات، وتعزيز الردع والاستقرار، وتمكين عمليات الاستجابة السريعة، وتسهيل التدريب، وتعزيز الشراكة.
لحماية إسرائيلتعهد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بالدفاع عن أمن إسرائيل، في أعقاب التهديدات التي أطلقتها إيران بتنفيذ رد انتقامي ضد تل أبيب.
وأمر أوستن بالدفاع عن إسرائيل في حالة وقوع هجوم، والاستعداد لاحتمال قيام الجماعات المدعومة من إيران باستهداف القوات الأمريكية في المنطقة، كجزء من الانتقام المتوقع.
وستقترب بعض السفن الحربية الأمريكية الموجودة بالفعل في البحر الأبيض المتوسط من الساحل الإسرائيلي، وفق ما صرح مسؤول كبير في البنتاجون لصحيفة نيويورك تايمز.
هل سترد إيران؟وتسيطر الصدمة والارتباك على النظام الإيراني عقب مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، حيث تجد طهران نفسها أمام تحديات جديدة في كيفية الرد واستراتيجية التعامل مع القوى الغربية.
ودعا المرشد الأعلى علي خامنئي لاجتماع عاجل للقيادة الإيرانية، بينما تباينت الآراء حول الخطوات المقبلة.
واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الهجوم الذي نفذته إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية جريمة حرب واضحة.
وقال الرئيس الإيراني أن الحكومة الإيرانية تتابع الجريمة الصهيونية في بيروت، وستكون مع الشعب اللبناني ومحور المقاومة.
اقرأ أيضاًإيران: جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أهدافنا لن تبقى دون رد أو عقاب
إيران تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي إثر اغتيـال حسن نصر الله
المرشد الإيراني يعلن الحداد 5 أيام بعد اغتيال حسن نصر الله
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: لبنان الجيش الأمريكي طهران لبنان اليوم حسن نصر الله تسليح إيران تسليح أمريكا الصراع الأمريكي الإيراني حسن نصر الله فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
تقرير: التصعيد بين واشنطن وطهران يلوح في الأفق.. وأوروبا مطالبة بإيجاد مخرج
حذرت تقرير أعدته باحثتان ونشر في موقع معهد "تشاتام هاوس" البريطاني، من أن الولايات المتحدة وإيران تسيران نحو تصعيد خطير، مشددتين على أن أوروبا "بإمكانها، بل ينبغي عليها، أن توجد مخرجا".
وقالت الدكتورة سانام وكيل، نائبة مدير "برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في معهد "تشاتام هاوس"، والدكتورة أنيسة بصيري تبريزي، الزميلة المشاركة في البرنامج، إن أمام الدول الأوروبية الثلاث وهي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، وطهران خيارا واحدا فقط، وهو إعادة التواصل.
وأشارت الباحثتان في التقرير أن عدم القيام بإعادة التواصل بين الدول الأوروبية الثلاث وإيران "يُهدد بالتوجه نحو برنامج نووي مُسلّح، أو تصعيد عسكري، أو كليهما".
وأوضحت الباحثتان أن العام 2025 سيشهد انتهاء صلاحية الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" الموقع عام 2015، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان أدوات الضغط القليلة المتبقية على طهران، مثل إعادة فرض العقوبات.
وأضاف التقرير أنه "في غياب الاتفاق أو بديل له، قد تقرر طهران المضي قدمًا في برنامجها النووي، خاصة بعد تراجع قدراتها الرادعة خلال العام الماضي".
وأشارت إلى أن "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، بما في ذلك حماس وحزب الله، تعرض لانتكاسات كبيرة في صراعه مع "إسرائيل"، كما أن نظام الأسد في سوريا، الحليف التقليدي لطهران، قد انهار، ما يجعل إيران أكثر عرضة للضغوط.
من جانب آخر، لفتت الباحثتان إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "رفعت مستوى المخاطر، حيث فرضت عقوبات اقتصادية صارمة في أسابيعها الأولى"، مشيرتين إلى أن "إسرائيل تضغط بشدة على واشنطن لدعم ضربات عسكرية مباشرة ضد البرنامج النووي الإيراني".
وفي ظل هذه التطورات، أشارت الباحثتان إلى أن صانعي القرار الإيرانيين يناقشون الآن "ضرورة تسليح البرنامج النووي"، رغم تأكيدات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن "البرنامج سيظل سلميا".
وبحسب التقرير، فإن عام 2025 سيكون عاما مفصليا، حيث قد تجد إيران نفسها أمام خيارين: تسريع عملية التسلح النووي، أو مواجهة هجمات عسكرية ضد منشآتها، ما سيؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.
وقالت الباحثتان إن "هذه السيناريوهات هي ما سعت الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي إلى تجنبه منذ عام 2003، عندما بدأوا في لعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران"، موضحتان أن "الدول الأوروبية ظلت ملتزمة بالاتفاق النووي حتى بعد انسحاب ترامب منه عام 2018، لكنها لم تتمكن من الحفاظ على امتثال إيران له بعد عام 2019".
وأشارت الباحثتان إلى أن العلاقات الأوروبية-الإيرانية تدهورت بشكل كبير، خاصة بعد دعم طهران للحرب الروسية في أوكرانيا، مما زاد من حدة التوترات بين الطرفين.
وفي ظل هذه التطورات، شدد التقرير على أن "إعادة التواصل بين إيران وأوروبا هو الخيار الأفضل المتاح"، معتبرا أن طهران ترى في المفاوضات المباشرة مع واشنطن "استسلاما لسياسة الضغط الأقصى"، لكنها في الوقت ذاته لا ترغب في التصعيد العسكري، وتسعى لتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وأشارت الباحثتان إلى أن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث عقدت بالفعل اجتماعات عدة مع مسؤولين إيرانيين لمناقشة إمكانية استئناف المفاوضات، مشددتين على أن "على أوروبا التحرك بسرعة لوضع جدول زمني واضح للتوصل إلى اتفاق جديد قبل انتهاء المهلة النهائية لإعادة فرض العقوبات".
واختتم التقرير بتحذير صريح، حيث أكدت الباحثتان أن "التقاعس الأوروبي قد يؤدي إلى وضع كارثي، يتمثل في تصعيد نووي أو عسكري من شأنه أن يجعل البيئة الأمنية العالمية أكثر هشاشة واضطرابا".