بقلم : د. سمير عبيد ..

الجزء الثاني ..
الاحداث الدراماتيكية الأخيرة !
١-مثلما اكدنا مراراً وفي الجزء الاول من هذا المقال .لقد مارست إيران سياسات استعلائية على المنطقة بشكل عام وعلى العرب بشكل خاص. وادمنت على هذه السياسة بحيث حتى ارادت تجريبها ضد الدول الكبرى وضد أمريكا وضد اسرائيل ودول اخرى .وهنا انتبه المجتمع الدولي ان ايران بحاجة ماسة ان تتوقف عند حدها لأنها ليست وحدها في المنطقة وان المنطقة والعالم باتتا لا تتحملان إيران وهي تصر على الاستمرار في الشغب والاستعلاء، وكذلك لا تتحمل السياسات الكولونيالية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر منطقة تشابك المصالح الدولية الدسمة !
٢-ونصح العالم إيران مرارا وتكرارا ان تغير من سياساتها في العراق و المنطقة والخليج وتكف عن الاستعلاء والتدخل والعبث في شؤون الدول.

حتى سئم العالم من الشعارات والعنتريات والديماغوجيا الإيرانية وهي تردد ” نذبح ونسلخ وندمر ونحتل ونؤدب …الخ “حتى تم استدعاء إيران اخيرا من قبل المجتمع الدولي اي بُعيد أبريل ٢٠٢٤ إلى مسقط ومن ثم إلى فيينا والى نيويورك وأسمعتها الدول الكبرى كلاما جديدا كله تهديد ووعيد ونصحوها ب ( التخلي عن العراق وعن حلفاءها في العراق ولبنان واليمن والانسحاب من سوريا مقابل المحافظة على مصالحها اسوة بالدول ، والكف عن العبث بتلك الدول والا ستحاصر حصارا شديدا وتتعرض إلى ضربات لجميع منشآتها النووية والحيوية وصولا لمضيق هرمز ) وعندما تملصت إيران كعادتها بوشر بسيناريو ( اللدغات الخفية القاتلة ) والتي هي عبارة عن رسائل تذكيرية لايران وبدأت بعمليات نوعية وتفجيرات داخل إيران ولم تستوعب إيران، فتصاعدت لتفجير منشآت ولم تستوعب حتى تم اسقاط طائرة الرئيس رئيسي ومقتله هو ورفاقه ومنهم وزير خارجية ايران. وبقيت ايران تكابر ولا تريد تنفيذ ما طُلب منها في ( فيينا ونيويورك ) فجاءت عملية نسف القنصلية الإيرانية ( المقر السري) في دمشق ومقتل 7 ضباط رفيعي المستوى من الحرس الثوري وتوالت العمليات حتى وصلت الرسالة الاقوى وهي ( اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنيّة في قلب طهران وفي مربع شديد الحراسة ) وكان مفاد الرسالة ( يا سيد الخامنئي قادرين من الوصول اليك ) والكلام لإسرائيل مدللة أمريكا والغرب !
٣-وعندما شعر المرشد الإيراني السيد الخامنئي بالخطر الحقيقي من الداخل والخارج وعلى مايبدو اعطي الضوء الاخضر لوضع ترتيبات ( التنازل والتخلي عن الحلفاء في لبنان والعراق واليمن ولكن بشكل تدريجي لضمان سلامة إيران والنظام الإيراني وسلامة مضيق هرمز والمشروع النووي) وجميعنا سمعنا وقرأنا توسلات الرئيس الإيراني الجديد بأمريكا وسمعنا الاشارات منه ضد محور المقاومة ولم يردعه المرشد . وشاهدنا السيناريو الأسود ضد حزب الله الذي يمثل رأس محور المقاومة وأصدقها وضد قيادة حزب الله ” الصفوة ” التي تم اغتيالها وصولا لاغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع استمرار القصف الإسرائيلي وتقطيع بيئة حزب الله في جنوب لبنان وربما سيكون هناك اجتياح عسكري لجنوب لبنان بهدف تطبيق قرار 1701 الذي يشترط ابعاد حزب الله إلى ماوراء نهر الليطاني والذي رفع الراية البيضاء من اجل تطبيقه زعيم حركة امل ورئيس البرلمان نبيه بري !
٤- نقطة مهمة جدا:
٩٠٪ من قادة ورجال محور المقاومة والمليشيات التابعة لها في لبنان والعراق يقلّدون السيد علي الخامنئي ” اي ان مرجعهم الروحي والفقهي هو الخامنئي “وبالتالي مرجعيتهم الفقهية هي مرجعية “قم” في ايران .وهذا يعني ايمانهم بولاية الفقيه.. اما الحركات الاخرى مثل حركة ” امل” في لبنان فمرجعيتها النجف ومرجعها الاعلى بعد وفاة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله هو السيد علي السيستاني في النجف. وبسبب ذلك فمرجعية النجف لها مليشياتها الخاصة ” حشد العتبات ” والتي بينها وبين المليشيات الولائية لإيران وقم والسيد الخامنئي عدم ود واحتقان وانعدام في الثقة . بحيث وحال رحيل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سارع الامين العام لحركة أمل ورئيس البرلمان الإيراني ” نبيه بري” لقبوله بتنفيذ القرار 1701 والذي كان لا يجرأ على ذلك ولا حتى بحرف عندما كان السيد نصر الله حيا ( وربما جاءت له الاشارة من مرجعية النجف للقبول بذلك ) وكلام بري معناه رضوخ إلى نتنياهو وغزل إلى إسرائيل !
٥- فصحيح باتَ هناك تداعي وتدهور في جغرافية تقليد السيد الخامنئي وتدهور لتبعية مرجعية قم في لبنان والدور قادم في العراق وسوريا وحتى اليمن. وهذا بالتأكيد أنعش مرجعية النجف وانعش جغرافية تقليد السيد السيستاني في تلك الدول . ويصب ايضا في انتعاش ( مشروع محمد رضا السيستاني ) الذي يعمل عليه والذي يقود إلى مشروع ( التوريث ) في مرجعية النجف لصالح محمد رضا بعد رحيل والده السيد السيستاني “اطال الله بعمره” والذي تعارضه إيران وجميع الموالين لإيران وقم . فمشروع محمد رضا سيستاني يصطدم بالمشروع الإيراني ” مشروع الخامنئي + مرجعية قم ” وبالتالي فالتداعيات الأخيرة في مرجعية قم وفي بيئة تقليد الخامنئي جاءت انتعاش لمرجعية النجف ومرجعية السيستاني ولمشروع التوريث ولصالح مليشيا المرجعية ” مليشيا العتبات” !
بيضة القبان !
وحسب ماتقدم أعلاه تبقى هناك بيضة القبان بالنسبة للعراق وبالنسبة لمرجعية النجف ومشروع التوريث والذي يمثلها السيد مقتدى الصدر والقوة الجماهيرية والعسكرية التي ورائه. نعم فالسيد الصدر هو بيضة القبان . وعند احتدام الصراع بين قم والنجف وبالعكس سوف يحصد السيد مقتدى الصدر خلافات الطرفين وحتى يحصد تصادمهما حيث سوف يلج السيد الصدر نحو المرجعية في النجف ليحافظ على هيبتها وتاريخها وهويتها العربية العراقية ،ومن ثم يمنع مشروع التوريث تماماً” فالصدر لن يُخدع بمشروع التوريث” .
ولكن السؤال ( هل سيسلم السيد مقتدى الصدر ويمضي في ذلك ،ام ستتآمر عليه قوى داخل المرجعية وداخل العراق وقوى دولية وبالضبط مثلما تآمرت على أبيه الشهيد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه عندما قاد مشروع تعريب وعرقنة ومأسسة وتجديد ونهوض المرجعية في النجف ؟) .فجواب هذا السؤال في بطون الزمن القادم !
خوف مشروع !
١-هناك خوف من الصدام “الشيعي – الشيعي” في لبنان بين حزب الله من جهة وبين حركة أمل من جهة اخرى ( اي بين مقلدي الخامنئي من جهة وبين مقلدي السيستاني من جهة اخرى ) وهذا ستسعد له اسرائيل وخصوم الشيعة في لبنان .خصوصا عندما استغل زعيم حركة أمل نبيه بري غياب السيد نصر الله فأصبح يغازل السعودية وأمريكا والغرب واسرائيل بقبوله تطبيق قرار 1701!
٢- وايضاً هناك خوف من الصدام ” الشيعي – الشيعي” في العراق بين المليشيات والفصائل والحركات والجهات الحليفة لإيران والخامنئي من جهة وبين حشد العتبات ” حشد المرجعية” الحليفة لمرجعية السيستاني ومشروع محمد رضا سيستاني !
٣- فأن حدث ذلك لا سمح الله في لبنان والعراق سوف يكون خدمة مجانية لإسرائيل، وخدمة لمشروع داعش التكفيري وللمشروع الطائفي ضد الشيعة في لبنان والعراق!
سمير عبيد
١ أكتوبر ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی لبنان والعراق فی العراق حزب الله نصر الله محمد رضا من جهة

إقرأ أيضاً:

إيران تمنع طائرتين من إعادة لبنانين لبيروت بعد رفض لبنان السماح لطائرة إيرانية بالهبوط

منعت طهران طائرتين من إعادة عشرات الرعايا اللبنانيين من إيران، الجمعة، بعدما منع لبنان طائرة مدنية إيرانية من الهبوط في أحد مطاراته.

ومنع لبنان طائرة إيرانية من الهبوط على أراضيه هذا الأسبوع بعد أن اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي طهران بأنها تستخدم طائرات مدنية في تهريب أموال إلى بيروت لتسليح حزب الله.

وقالت إيران إنها لن تسمح بهبوط الطائرتين اللبنانيتين إلا إذا سمح لبنان بهبوط طائراتها في بيروت.

وبسبب هذه المواجهة تقطعت السبل بعشرات المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يؤدون شعائر دينية في إيران. وكان من المقرر أن يعودوا إلى بيروت على متن طائرة تابعة لشركة ماهان للطيران الإيرانية قبل أن يمنع لبنان الطائرة من الهبوط.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي اليوم الجمعة إن إسرائيل هددت طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من طهران، "مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية العادية للبلاد إلى مطار بيروت". وندد بالتهديد الإسرائيلي المزعوم باعتباره انتهاكا للقانون الدولي.

وقال أفخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على "إكس"، إن فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا رحلات مدنية إلى مطار بيروت لتهريب الأموال.

وأضاف أدرعي "جيش الدفاع لن يسمح بتسلح حزب الله وسيعمل من خلال جميع الوسائل الموجودة لديه لفرض تطبيق تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار وذلك لضمان أمن مواطني دولة إسرائيل".

وبعد منع الرحلة الإيرانية، أرسل لبنان طائرتين الجمعة من شركة طيران الشرق الأوسط الوطنية لإعادة اللبنانيين العالقين من إيران، لكن إيران رفضت السماح للطائرتين بالهبوط على أراضيها.

وقال السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني للتلفزيون الرسمي الإيراني، إن إيران لن تسمح للطائرات بالهبوط إلا إذا سُمح للرحلات الجوية الإيرانية بالطيران إلى بيروت.


وأوضح "من المؤكد أن طلب الحكومة اللبنانية سيقبل، ولكن بشرط ألا يُعطلوا الرحلات الجوية الإيرانية".

وقال وزير الخارجية اللبناني جو رجي، لقناة الجديد اللبنانية، إن الوزارة تعمل على حل القضية مع نظيرتها الإيرانية.

ودعا النائب عن حزب الله إبراهيم الموسوي أمس الخميس الحكومة اللبنانية إلى "اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سيادة لبنان على جميع مرافقه العامة وأهمها المطار".

وقطع العشرات من أنصار حزب الله الطرق حول مطار بيروت في وقت متأخر من أمس الخميس في احتجاجات.


وفي أيلول /سبتمبر الماضي، منعت وزارة النقل اللبنانية طائرة إيرانية من دخول المجال الجوي بعد أن حذرت "إسرائيل" سلطات مراقبة الحركة الجوية في مطار بيروت من أنها ستستخدم "القوة" إذا هبطت الطائرة.

مقالات مشابهة

  • كيف علق لبنانيون على أزمة طائرات إيران واحتجاجات مطار بيروت؟
  • حرب الرحلات الجوية.. لبنان يتخذ خطوة تصعيدية تجاه إيران
  • إيران ترد على منع هبوط طائرتها في بيروت
  • حرب الرحلات الجوية.. إيران ترد على منع هبوط طائرتها في بيروت
  • إيران تمنع طائرتين من إعادة لبنانيين لبيروت .. والسبب!
  • إيران تمنع طائرتين من إعادة رعايا لبنانيين لبلادهم بعد تهديد إسرائيلي
  • بعد تهديد إسرائيلي.. إيران تمنع طائرتين من إعادة رعايا لبنانيين لبلادهم
  • إيران تمنع طائرتين من إعادة لبنانيين لبيروت بعد رفض لبنان السماح لطائرة إيرانية بالهبوط
  • إيران تمنع طائرتين من إعادة لبنانين لبيروت بعد رفض لبنان السماح لطائرة إيرانية بالهبوط
  • إيران تتهم إسرائيل بتعطيل الحركة الجوية مع لبنان