الجزء ٢- تشريح مهم:-هل الاحداث السياسية المتصاعدة أنعشت صراع المرجعيات الدينية؟
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
الجزء الثاني ..
الاحداث الدراماتيكية الأخيرة !
١-مثلما اكدنا مراراً وفي الجزء الاول من هذا المقال .لقد مارست إيران سياسات استعلائية على المنطقة بشكل عام وعلى العرب بشكل خاص. وادمنت على هذه السياسة بحيث حتى ارادت تجريبها ضد الدول الكبرى وضد أمريكا وضد اسرائيل ودول اخرى .وهنا انتبه المجتمع الدولي ان ايران بحاجة ماسة ان تتوقف عند حدها لأنها ليست وحدها في المنطقة وان المنطقة والعالم باتتا لا تتحملان إيران وهي تصر على الاستمرار في الشغب والاستعلاء، وكذلك لا تتحمل السياسات الكولونيالية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر منطقة تشابك المصالح الدولية الدسمة !
٢-ونصح العالم إيران مرارا وتكرارا ان تغير من سياساتها في العراق و المنطقة والخليج وتكف عن الاستعلاء والتدخل والعبث في شؤون الدول.
٣-وعندما شعر المرشد الإيراني السيد الخامنئي بالخطر الحقيقي من الداخل والخارج وعلى مايبدو اعطي الضوء الاخضر لوضع ترتيبات ( التنازل والتخلي عن الحلفاء في لبنان والعراق واليمن ولكن بشكل تدريجي لضمان سلامة إيران والنظام الإيراني وسلامة مضيق هرمز والمشروع النووي) وجميعنا سمعنا وقرأنا توسلات الرئيس الإيراني الجديد بأمريكا وسمعنا الاشارات منه ضد محور المقاومة ولم يردعه المرشد . وشاهدنا السيناريو الأسود ضد حزب الله الذي يمثل رأس محور المقاومة وأصدقها وضد قيادة حزب الله ” الصفوة ” التي تم اغتيالها وصولا لاغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع استمرار القصف الإسرائيلي وتقطيع بيئة حزب الله في جنوب لبنان وربما سيكون هناك اجتياح عسكري لجنوب لبنان بهدف تطبيق قرار 1701 الذي يشترط ابعاد حزب الله إلى ماوراء نهر الليطاني والذي رفع الراية البيضاء من اجل تطبيقه زعيم حركة امل ورئيس البرلمان نبيه بري !
٤- نقطة مهمة جدا:
٩٠٪ من قادة ورجال محور المقاومة والمليشيات التابعة لها في لبنان والعراق يقلّدون السيد علي الخامنئي ” اي ان مرجعهم الروحي والفقهي هو الخامنئي “وبالتالي مرجعيتهم الفقهية هي مرجعية “قم” في ايران .وهذا يعني ايمانهم بولاية الفقيه.. اما الحركات الاخرى مثل حركة ” امل” في لبنان فمرجعيتها النجف ومرجعها الاعلى بعد وفاة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله هو السيد علي السيستاني في النجف. وبسبب ذلك فمرجعية النجف لها مليشياتها الخاصة ” حشد العتبات ” والتي بينها وبين المليشيات الولائية لإيران وقم والسيد الخامنئي عدم ود واحتقان وانعدام في الثقة . بحيث وحال رحيل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سارع الامين العام لحركة أمل ورئيس البرلمان الإيراني ” نبيه بري” لقبوله بتنفيذ القرار 1701 والذي كان لا يجرأ على ذلك ولا حتى بحرف عندما كان السيد نصر الله حيا ( وربما جاءت له الاشارة من مرجعية النجف للقبول بذلك ) وكلام بري معناه رضوخ إلى نتنياهو وغزل إلى إسرائيل !
٥- فصحيح باتَ هناك تداعي وتدهور في جغرافية تقليد السيد الخامنئي وتدهور لتبعية مرجعية قم في لبنان والدور قادم في العراق وسوريا وحتى اليمن. وهذا بالتأكيد أنعش مرجعية النجف وانعش جغرافية تقليد السيد السيستاني في تلك الدول . ويصب ايضا في انتعاش ( مشروع محمد رضا السيستاني ) الذي يعمل عليه والذي يقود إلى مشروع ( التوريث ) في مرجعية النجف لصالح محمد رضا بعد رحيل والده السيد السيستاني “اطال الله بعمره” والذي تعارضه إيران وجميع الموالين لإيران وقم . فمشروع محمد رضا سيستاني يصطدم بالمشروع الإيراني ” مشروع الخامنئي + مرجعية قم ” وبالتالي فالتداعيات الأخيرة في مرجعية قم وفي بيئة تقليد الخامنئي جاءت انتعاش لمرجعية النجف ومرجعية السيستاني ولمشروع التوريث ولصالح مليشيا المرجعية ” مليشيا العتبات” !
بيضة القبان !
وحسب ماتقدم أعلاه تبقى هناك بيضة القبان بالنسبة للعراق وبالنسبة لمرجعية النجف ومشروع التوريث والذي يمثلها السيد مقتدى الصدر والقوة الجماهيرية والعسكرية التي ورائه. نعم فالسيد الصدر هو بيضة القبان . وعند احتدام الصراع بين قم والنجف وبالعكس سوف يحصد السيد مقتدى الصدر خلافات الطرفين وحتى يحصد تصادمهما حيث سوف يلج السيد الصدر نحو المرجعية في النجف ليحافظ على هيبتها وتاريخها وهويتها العربية العراقية ،ومن ثم يمنع مشروع التوريث تماماً” فالصدر لن يُخدع بمشروع التوريث” .
ولكن السؤال ( هل سيسلم السيد مقتدى الصدر ويمضي في ذلك ،ام ستتآمر عليه قوى داخل المرجعية وداخل العراق وقوى دولية وبالضبط مثلما تآمرت على أبيه الشهيد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه عندما قاد مشروع تعريب وعرقنة ومأسسة وتجديد ونهوض المرجعية في النجف ؟) .فجواب هذا السؤال في بطون الزمن القادم !
خوف مشروع !
١-هناك خوف من الصدام “الشيعي – الشيعي” في لبنان بين حزب الله من جهة وبين حركة أمل من جهة اخرى ( اي بين مقلدي الخامنئي من جهة وبين مقلدي السيستاني من جهة اخرى ) وهذا ستسعد له اسرائيل وخصوم الشيعة في لبنان .خصوصا عندما استغل زعيم حركة أمل نبيه بري غياب السيد نصر الله فأصبح يغازل السعودية وأمريكا والغرب واسرائيل بقبوله تطبيق قرار 1701!
٢- وايضاً هناك خوف من الصدام ” الشيعي – الشيعي” في العراق بين المليشيات والفصائل والحركات والجهات الحليفة لإيران والخامنئي من جهة وبين حشد العتبات ” حشد المرجعية” الحليفة لمرجعية السيستاني ومشروع محمد رضا سيستاني !
٣- فأن حدث ذلك لا سمح الله في لبنان والعراق سوف يكون خدمة مجانية لإسرائيل، وخدمة لمشروع داعش التكفيري وللمشروع الطائفي ضد الشيعة في لبنان والعراق!
سمير عبيد
١ أكتوبر ٢٠٢٤
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی لبنان والعراق فی العراق حزب الله نصر الله محمد رضا من جهة
إقرأ أيضاً: