الشارقة - الوكالات

كرّم سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، خلال فعاليات افتتاح ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي 2024، أمس الاثنين، في مقر هيئة الشارقة للكتاب، الفائزين بالدورة الرابعة والعشرين من جائزة الشارقة للأدب المكتبي، التي نظمتها إدارة مكتبات الشارقة العامة، التابعة للهيئة، تحت شعار "المكتبات لتمكين الصناعات الثقافية والإبداعية"، واستقبلت أكثر من 41 بحثاً من 14 دولة.

وشهد الملتقى توقيع مذكرة تفاهم بين "مكتبات الشارقة العامة" و"مكتبة الجامعة الأمريكية في الشارقة"، بهدف تعزيز وصول القراء إلى المعلومات وتوسيع نطاق الموارد والخدمات المتنوعة، ووقعها كل من إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة، وكارا جونز، أمينة مكتبة الجامعة الأمريكية بالشارقة، بحضور عدد من مسؤولي مؤسسات ثقافية وأكاديمية في الشارقة ودولة الإمارات، وجمع من الأكاديميين المتخصصين بالشأن المكتبي، وممثلي الصحف والوسائل الإعلامية المحلية والعربية.

 

بيت العلماء والمبدعين على مر العصور

وافتتحت فعاليات الملتقى بكلمة لإيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة، أكدت فيها أن مكتبات الشارقة التي تأسست منذ مئة عام جديرة بأن تخلِّدَ وتكرِّم إبداعات وابتكارات نخبة المبدعين في هذا الحدث العربي المعرفي، الذي يحظى بدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ويكرِّم الأعمال والأبحاث والدراسات الأدبية والإبداعية المتميزة. مشيرة على أن أهمية العناية بأي قطاع تبرز من خلال ما يرتبط به ويخدمه، وأنه ليس هناك مكان أعظم نتاجاً وتأثيراً من بيت العلماء والمفكرين والمبدعين على مر العصور.

وقالت بوشليبي: "حققت الدورة الـ24 من جائزة الشارقة للأدب المكتبي قفزة نوعية في كافة مؤشراتها، حيث زاد عدد الأبحاث بنسبة 37% عن العام الفائت، أما عدد الدول فارتفع بنسبة 75%، ومن جهة عدد الباحثين، بلغت الزيادة ما نسبته 49% عن الدورة السابقة، في حين زاد عدد الأبحاث المشتركة بين عدة باحثين بنسبة 120% عن الدورة السابقة، ما يؤكد أهمية الدور الذي تلعبه الجائزة في تعزيز البحث العلمي وتبادل المعرفة على المستوى الإقليمي والدولي".

 

أفضل "بحث" و"مؤسسة" و"مشروع"

وكرّم سعادة أحمد بن ركاض العامري الفائزين بفئة "أفضل بحث" من الجائزة، حيث جاء في المركز الأول كل من الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الهادي، أستاذ علم النفس المساعد بجامعة الإسكندرية، والدكتورة مها لؤي حاتم، مدرس المكتبات بجامعة الإسكندرية، عن بحثهما الذي حمل عنوان: "نهج استراتيجي مقترح لتفعيل دور المكتبات العامة في تمكين مفهوم الاستدامة الخضراء، وتعزيز السلوك المستدام لدى المستفيدين: مكتبة الإسكندرية نموذجاً".

ونال المركز الثاني الدكتور إبراهيم محمد كرثيو، من الجزائر، عن بحث بعنوان "تعزيز الوعي والتربية البيئية في مكتبات الشارقة العامة: دراسة تحليلية رقمية للأنشطة والفعاليات (2018-2024). بينما حاز المركز الثالث الدكتورة إهداء صلاح ناجي، من مصر، وهي أستاذ المكتبات المساعد بجامعة القاهرة، عن بحثها: "نحو بناء معيار عربي لقياس التحول نحو البيئة الخضراء في مؤسسات المعلومات: دراسة تطبيقية على المكتبات بمصر والإمارات العربية المتحدة".

أما فئة "أفضل مكتبة ومؤسسة معلومات عربية" ففازت بها "مكتبة محمد بن راشد" في دولة الإمارات العربية المتحدة. في حين نال جائزة فئة "أفضل مشروع وممارسة في حقل التخصص" المستودع البحثي العماني" بجامعة السلطان قابوس (شعاع)، من سلطنة عمان.

 

مذكرة تفاهم لتلبية احتياجات رواد المكتبات

وتهدف مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين مكتبات الشارقة العامة و"مكتبة الجامعة الأمريكية بالشارقة" إلى توسيع نطاق الوصول إلى مجموعة متنوعة من الموارد والخدمات لتلبية الاحتياجات المتطورة لرواد المكتبتين من مختلف الخلفيات والتخصصات، إلى جانب دفع عجلة الابتكار والتميز في خدمات وبرامج المكتبات من خلال المبادرات المشتركة بين المؤسستين، بما يساهم في تمكين المجتمعات والأفراد من خلال توفير فرص متكافئة للوصول إلى المعلومات.

وبموجب المذكرة، سيعمل الجانبان على تعزيز نظام الإعارة بين المكتبتين وتسهيل تبادل الموارد التي تشمل الكتب والدوريات والمواد المتعددة الوسائط، بهدف توسيع نطاق وصول رواد كلا المكتبتين إلى المعلومات. كما ستشمل المذكرة مشاركة الخبرات وتعزيز التنمية المهنية وتبادل المعارف من خلال التدريب وورش العمل والمشاريع الثنائية.

وبالإضافة إلى ذلك، تنص المذكرة على تنظيم فعاليات وورش عمل مشتركة، واستضافة ندوات ومحاضرات تعليمية، وتحفيز التفاعل المجتمعي من خلال المبادرات المشتركة كالبرامج المكتبية ونوادي القراءة والفعاليات الثقافية، لتعزيز التعلم على المدى الطويل وترسيخ ثقافة القراءة.

 

المكتبات ملتقى الثقافات والتنوع

وشهد اليوم الأول من ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي 2024 تنظيم ثلاث جلسات حوارية، الأولى بعنوان "المكتبات العامة ملتقى الثقافات والتنوع"، بمشاركة معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، وسعادة الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والدراسات، وجمعة الظاهري، من مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارتها الإعلامية مريم علاي.

وأكد المتحدثون في الجلسة أن العلم والمعرفة هما البوصلة التي توجه الناس نحو فهم أعمق للآخر، وبناء جسور الصداقة والمعرفة حول الحضارات والشعوب، إضافة إلى معرفة العادات والتقاليد في تقريب المسافات بيننا. كما أشاروا إلى أن الشارقة تجسد مثالاً حياً على هذه الرؤية، حيث أصبحت مدرسة عالمية للتبادل الثقافي، من خلال حضورها في المعارض العالمية، التي تعد منصة مثالية لعرض إنجازات الإمارات الحضارية، وتعزيز الحوار الثقافي مع العالم. كما شددوا على أهمية ترجمة الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العربية في نشر المعرفة، وتقريب الثقافات.

 

من الدور التقليدي إلى تعزيز الهوية

أما الجلسة الثانية من جلسات اليوم الأول من الملتقى فجاءت تحت عنوان "مؤسسات المعلومات من الدور التقليدي إلى تشكيل الوعي وتعزيز الهوية"، وتحدث خلالها كل من علي المطروشي، مستشار التراث المحلي بحكومة عجمان، وجمال الشحي، الكاتب والباحث، وعضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.

وأوضح المتحدثون أن المكتبات الوطنية تمثل ذاكرة الدولة كما أن المكتبات العامة هي ذاكرة المدينة، منوهين بالشارقة كمثال حي على الاهتمام بالمكتبات العامة منذ بدايات القرن العشرين، حيث شهدت الإمارة تأسيس مكتبات متعددة، كان لها دور محوري في نشر الثقافة والمعرفة، إلى أن تأسست مكتبة الشارقة العامة في عام 1925. كما أوضح المتحدثون أن مكتبة محمد بن راشد تتميز ببناء مجموعات قيمة تضم نوادر المخطوطات والكتب النادرة والخرائط، مما يجعلها كنزاً معرفياً، وتضم المكتبة أكثر من مليون كتاب بأكثر من 90 لغة، وتوفر بيئة بحثية متكاملة مزودة بأحدث التقنيات لتسهيل وصول الباحثين إلى هذا الكم الهائل من المعلومات.

 

المكتبات وتحديات العمل الثقافي والمعرفي

وفي جلسة بعنوان "المكتبات وتحديات العمل الثقافي والمعرفي"، تحدث كل من الأستاذ الدكتور نبهان الحراصي، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، والأستاذ الدكتور معتصم الغرياني، أستاذ القانون المدني بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وأدارها غيث الحوسني.

وأكد المتحدثون في الجلسة أن المكتبات الحديثة، ومنها مكتبات الشارقة العامة، تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة، حيث أصبحت هذه التكنولوجيات جزءاً لا يتجزأ من نشر المعرفة وحفظها، مشيرين إلى أن انتشار الإنترنت غيّر دور المكتبات التقليدية، مما دفعها إلى تقديم خدمات متنوعة تتجاوز إعارة الكتب لتلبية احتياجات الجيل الجديد الذي يعيش في عصر رقمي، مع احتفاظها بروح المبنى التقليدي للمكتبة. كما شددوا على أهمية التشريعات، مثل قانون حماية الملكية الفكرية في دولة الإمارات، لدعم هذا التطور، حيث تساهم هذه التشريعات في حماية الحقوق الملكية للمؤلفين وتشجيع الإبداع والابتكار.

 

جلسة عروض الفائزين

وفي إطار فعاليات اليوم الأول من ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي، نظمت مكتبات الشارقة جلسة خاصة لعرض أبحاث الفائزين بالفئة الأولى من الجائزة. وأبرزت الجلسة، التي أدارها الأستاذ الدكتور محمد الزيوي، الدور المحوري الذي تلعبه جائزة الشارقة في تشجيع الإبداع والابتكار في مجال الأدب المكتبي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: جائزة الشارقة للأدب المکتبی مکتبات الشارقة العامة المکتبات العامة من خلال

إقرأ أيضاً:

روائيون يشاركون جمهور «الشارقة للأدب الأفريقي» سر إبداعاتهم

الشارقة (الاتحاد)
  في اليوم الختامي لمهرجان الشارقة للأدب الأفريقي في دورته الأولى، اجتمع نخبة من الروائيين في حلقة نقاشية حملت عنوان «صياغة شخصيات متحررة من قيود الزمان»، حيث كشف الكتاب المشاركون أبعاد صياغة شخصيات أدبية تجسد بعمق تعقيدات الثقافات الإفريقية والشرق أوسطية.
شهدت الجلسة حواراً مليئاً بالسرد القصصي، تبادل خلاله الضيوف رؤاهم حول التحديات المرتبطة بالأصالة والتمثيل الثقافي، وكيفية ابتكار شخصيات تلامس وجدان القارئ، إذ شارك في الجلسة كل من الروائية النيجيرية تشيكا أونيغوي، الروائية النيجيرية فاطمة بالا، الروائي النيجيري ننامدي إهيريم، والكاتبة الإماراتية صالحة عبيد.

كائنات حية
استهلّت الروائية النيجيرية تشيكا أونيغوي حديثها عن بنائها لشخصياتها الروائية، قائلةً «شخصياتي كائنات حية وحقيقية في عقلي، وكل ما أفعله هو أن أسمح لها بالتصرف بحرية، ثم أقوم بتسجيل أفعالها على الورق»، ولأجل كتابة شخصيات روائية ذات تأثير عميق، قدمت أونيغوي للكتاب الجدد نصيحة من ذهب، وأضافت: «من المهم أن تمنح شخصياتك الاحترام الذي تستحقه وأنت تكتبها، وتعاملها كأفراد حقيقيين»، وعن روايتها الأشهر «الابنة الوسطى» فقد أوضحت أونيغوي أنها كُتبت بأربعة أصوات، وهي إعادة تخيل حديثة لأسطورة بيرسيفوني.

حياة يومية
من جانبها، تطرقت الروائية النيجيرية فاطمة بالا للحديث عن شخوص روايتها «محطمة»، و«حفصة بيبي»، مشيرة إلى أنها تستمد إلهامها من واقع الحياة اليومية، قائلة «معظم شخصياتي مستوحاة من الأشخاص من حولي، الحوارات التي أسمعها والمواقف التي ألاحظها تجد طريقها إلى كتاباتي»، وأضافت: «مثلاً أنا الآن في الشارقة التي أدهشتني بتنوعها الجميل، وليس بعيداً أن تظهر الشارقة في كتابي القادم، إن لم يكن الآن، فبالتأكيد يوماً ما».

لا أكرر شخوصي
من القضايا التي تطرقتْ لها فاطمة بالا في الحديث عن شخوصها الروائية، هو عدم التعلق كثيراً بالشخصيات حتى لا تتكرر في أعمال قادمة، حيث قالت «لأتمكن من الاستمرار في الكتابة، أغلق الباب على شخصياتي بمجرد أن أنتهي منها، وأنفصل شعورياً عنها؛ لأنني لا أريد أن أكرر كتابة نفس الشخصية مراراً وتكراراً، فمن المهم بالنسبة لي أن تكون شخصيتي القادمة مختلفة تماماً، لأنني أعلم أن جمهوري يتطلع إلى التنوع».

أبدأ من الفكرة
أما الروائي النيجيري نامدي إهيريم صاحب رواية «أمير القرود» التي رشحت لجائزة «فيووتشر أووردز» للأدب، فيؤمن بأن الواقع هو مصدر لا ينضب للإلهام، حيث قال «لا شيء يفوق الواقع في إلهامه لنا نحن الروائيين، وأستند دوماً في كتابة أعمالي إلى أحداث وشخصيات حقيقية، وأغوص في ثقافة الفترات التاريخية التي أكتب عنها، وبالنسبة لي أهم شيء يجعلني أنطلق لخلق شخصياتي هي الفكرة، فعندما أجد الفكرة أستكشفها جيداً، وأتركها تختمر في عقلي تماماً قبل أن أضعها على الورق».وأوضح إهيريم أنه عندما يجد الفكرة ويستكشفها جيداً يقوم بإجراء محادثات بينه وبين نفسه حولها، وكلما اكتشف شيئاً أخرج هاتفه فوراً ودونه في الملاحظات، وهكذا، يستمر في التفكير من خلال الشخصيات واستكشاف الأفكار عبر الحوارات بينهم، وفي النهاية يكتبها في روايته، كما أكد إهيريم على أهمية الأسماء في عمله، بقوله: «أجعل أسمائي مثيرة للاهتمام وغير قابلة للنسيان».

جسر بين الثقافات
في ختام الجلسة، تحدثت الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد عن فنيات كتابتها لشخصيات أعمالها الروائية والقصصية، وقالت «في رواياتي، يمكنك أن ترى الشخصيات مرتبطة بجذورها وبالمكان، سواء كان ذلك في الشارقة أو دبي، أما في القصص القصيرة، فأنا أركز أكثر على الفكرة والمشاعر بدلاً من التركيز على الشخصية بحد ذاتها أو على هوية المكان الذي تنتمي إليه».
وعن شخصياتها التي تُرجمت للعديد من اللغات الإفريقية، قالت عبيد «لا يهم إذا كانت الشخصية من بلد معين، الأهم هو الرابط الذي ينشأ بين الكاتب كإنسان والقارئ كإنسان آخر، وأفرح حين أجد القراء متعلقين أكثر بمشاعر الشخصيات وكيف وجدوا أنفسهم مرتبطين بهم، أكثر من كونهم مهتمين بمكان نشأة تلك الشخصيات».

أخبار ذات صلة «حكاية أفريقيا» تستقبل 10 آلاف زائر في «الشارقة للأدب الأفريقي» عبدالرزاق قرنح: أصواتنا تتجاوز الحدود

مقالات مشابهة

  • مذكرة تفاهم لتعزيز حضور المرأة في العمل الجمركي
  • رئيس جامعة الزقازيق يُكَرِّمُ الطلاب ذوى الإعاقة الفائزين في «بارالمبياد الجامعات»
  • بجوائز تصل إلى 100 ألف جنيه.. الأوقاف تعلن عن مسابقة المستشار الفنجري
  • إعلان عن مسابقة المستشار الفنجري بجوائز ١٠٠ ألف جنيه
  • "محمد بن راشد للفضاء" يوقع مذكرة تفاهم لتطوير منصة توأمة رقمية
  • مفتي الجمهورية يشهد توقيع مذكرة تفاهم وتعاون مع مؤسسة "تريندز" ومركز سلام
  • روائيون يشاركون جمهور «الشارقة للأدب الأفريقي» سر إبداعاتهم
  • توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع تجفيف البصل والثوم بمحافظة سوهاج ومصنع منتجات الرمان بأسيوط
  • الدكتور المنشاوي يستعرض تقريرًا يرصد الأنشطة الطلابية المتنوعة بجامعة أسيوط
  • صندوق الوطن و«محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» يوقعان مذكرة تفاهم