الكاردينال تومازي: اللاعنف يطبق من خلال الحوار مع من يختلف معنا بالرأي
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الكاردينال سيلفانو ماريا تومازي، مراقب الكرسي الرسولي الدائم سابقًا لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، في حفل تدشين المعهد الكاثوليكي للاعنف، مشددًا في المناسبة على ضرورة التعرف على المواقف الدينية الحقيقية، والسعي إلى تحفيز الحوار بين مختلف المذاهب في العالم.
وقال. إنه لا يسعنا أن نتحدث عن مناهضة العنف بعيدًا عن البحث عن ذهنية وثقافة تعانقان القدرة على العيش معًا، دون إلحاق الضرر ببعضنا البعض، وهذا الأمر يعتمد كثيرًا على القدرة على الحوار مع أشخاص يختلفون معنا بالرأي، ولديهم نمط عيش مختلف.
جاءت كلمات الكاردينال الإيطالي في مقابلة أجرتها معه وسائل التواصل الفاتيكانية على هامش مأدبة غداء أقيمت للمناسبة التي تخللها لقاء نُظم عصر الأحد شارك فيه الكاردينال شارلز ماونغ بو، رئيس أساقفة يانغون، والكاردينال والتر ماك إلروي، أسقف سانديغو بالولايات المتحدة الأمريكية.
وافتُتحت الأعمال برسالة للبابا فرنسيس قرأت على المشاركين، تمنى فيها أن يتمكن المعهد الكاثوليكي الجديد من توجيه خطوات العالم عندما يعيد الأشخاص اكتشاف أنهم أخوة وأخوات.
وتوقف الكاردينال ماك إلروي عن الرسالة العامة للبابا فرنسيس Fratelli Tutti، قائلًا، إن هذه الوثيقة تشكل الدرب الواجب اتّباعها من أجل تعزيز اللاعنف في العالم، مؤكدًا أننا مدعوون جميعًا لممارسة المحبة حيال الأخوة والأخوات خلال الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم، خاسة إزاء الصراعات المسلحة.
وفي حديثه لموقعنا الإلكتروني حاول الكاردينال تومازي أن يتوقف عند المفاهيم التي يشدد عليها البابا فرنسيس، مشيرًا إلى ضرورة تغيير ذهنية الأشخاص كي يقتنع حكام الدول والشعوب بسلوك درب اللاعنف والتقدم، على الرغم من أن هذه المهمة ليست سهلة. معتبرًا أنه لا بد من اتخاذ مواقف تعتبر اللاعنف نمط حياة، وهذا موضوع تحدث عنه البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti.
ولفت تومازي إلى أن هذه الوثيقة تقترح نظرة كونية للإنسان تسلط الضوء على الطبيعة البشرية المشتركة لدى الجميع، وهذا ما يؤكد أننا نتقاسم كلنا الحقوق والواجبات نفسها، معتبرًا أنه من الأهمية بمكان أن يُصب الاهتمام على كرامة الشخص البشري وعلى ضرورة أن نتعايش مع بعضنا البعض على الرغم من الاختلافات القائمة.
وردًا على سؤال بشأن مفهوم اللاعنف والذي يتخطى مجرد غياب العنف، قال الكاردينال تومازي، إن هذا المفهوم لا يتحقق بدون ذهنية أو ثقافة تشمل القدرة على العيش مع بعضنا البعض دون إلحاق الضرر بالآخرين، منوهًا أنه لا بد أن يقترن المفهوم النظري للاعنف مع خطوات عملية وملموسة تحول دون اللجوء إلى ممارسة العنف، مؤكدًا أن هذا الأمر يتحقق فقط من خلال حوار لا يعرف التمييز، ويعتمد أيضًا على قدرة تقييم الأشخاص والأوضاع جيدًا، دون التسرع واستخدام العنف.
ولم تخل كلمات المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى أهمية الحوار بين الأديان، لافتًا إلى أن مقاسمة مثل اللاعنف تتطلب أن تؤخذ في عين الاعتبار المفاهيم التي تُلهم أشخاصًا ومجموعات وبلدانا على اللجوء إلى العنف، معتبرًا أن ثمة ذهنية سائدة ترى في الإسلام دينا يقترح العنف ويحض على ممارسته كتعامل مع الأوضاع الصعبة، ومع ذلك مضى قائلًا، لا بد أن يدرك الأشخاص أن نبي الإسلام عقد اتفاقات ومعاهدات مع المسيحيين سمحت بالتعايش السلمي، موضحًا أن هذا الانفتاح يمهد الطريق أمام تعايش بين أتباع الديانتين يتميز بالاحترام المتبادل.
وشدد الكاردينال تومازي على أهمية التقارب بين الديانات الذي يرتكز إلى المفاهيم الدينية لا إلى مصالح السياسيين المتمسكين بالسلطة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: استخدام العنف الامم المتحده الاحترام المتبادل الصراعات المسلحة الكاثوليك الكرسي الرسولي
إقرأ أيضاً:
قنبلة داعش الموقوتة.. 11 جريمة بمخيم الهول خلال 72 ساعة وتصاعد العنف بازدياد - عاجل
بغداد اليوم - دمشق
أكدت مصادر سورية، اليوم الاثنين (6 كانون الثاني 2025)، تسجيل 11 جريمة في مخيم الهول خلال أقل من 72 ساعة، ما يزيد من التوترات داخل المخيم الذي يشهد أوضاعا متأزمة.
وقالت المصادر لـ"بغداد اليوم" إن "الجرائم أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، أحدهم من الجنسية العراقية، وإصابة آخرين".
وأشارت إلى أن "ما يحدث داخل المخيم يعود إلى صراعات بين خلايا تنظيم داعش، حيث تحاول كل مجموعة فرض سيطرتها على المجموعات الأخرى، ما أدى إلى تصاعد حدة العنف".
وأضافت، أن "القوات الأمريكية عززت وجودها في محيط المخيم عبر نشر نقاط مرابطة إضافية، حيث تم نشر أكثر من 13 نقطة في الجزء الشرقي والغربي من المخيم بالتنسيق مع القوات الكردية، وذلك لتفادي أي عمليات تسلل أو اضطرابات"، لافتا الى أن "ذلك يأتي وسط حالة من القلق مع استمرار الاشتباكات بين القوات الكردية وما يعرف بـ"الجيش الوطني" المدعوم من أنقرة في محيط سد تشرين ومناطق عين العرب (كوباني)".
وأوضحت المصادر أن "الأحداث في مخيم الهول تجري في ظل تكتم إعلامي كبير، ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل آلاف العوائل المحتجزة هناك، والتي ينتمي جزء كبير منها إلى قيادات ومسلحي تنظيم داعش من جنسيات متعددة".
وتشير تسريبات إلى فرار ما بين 50 إلى 70 محتجزاً من المخيم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بعد سقوط نظام الأسد، وسط غموض حول مصيرهم.
كما أن طبيعة الإجراءات الأمنية المشددة وانتشار القوات الأمريكية والكردية توحي بوجود أمور لم يتم الكشف عنها حتى الآن بشأن الأوضاع داخل المخيم.