الجزيرة:
2024-10-01@14:30:36 GMT

الحرب تزيد الضغط على السلع الحيوية في لبنان

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

الحرب تزيد الضغط على السلع الحيوية في لبنان

تراجعت حدة تهافت اللبنانيين على محال البقالة ومحطات الوقود، بعد أيام قليلة من تصعيد إسرائيل هجماتها على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

واعتبارا من أمس الاثنين دخل التصعيد الإسرائيلي على لبنان وبالتحديد مناطق الجنوب، أسبوعه الثاني، وسط هجمات هي الأعنف منذ حرب عام 2006 بين تل أبيب وحزب الله.

ومع إعلان إسرائيل الثلاثاء، بدء عملية برية جنوب لبنان وصفتها بأنها "محددة الأهداف"، لم تظهر علامات تهافت من المواطنين في بيروت على محال السلع التموينية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة العسكرية 98 بدأت أنشطة "موجهة ومحددة" بجنوب لبنان، وذلك غداة ليلة من الترقب لغزو إسرائيلي برّي وشيك للأراضي اللبنانية، لكن لم يتم رصد أي غزو لقوات إسرائيلية للأراضي اللبنانية حتى صباح اليوم الثلاثاء.

والأسبوع الماضي، قالت وزارة الطاقة اللبنانية إن الوقود المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية يكفي لمدة 12 يوما، وبالتحديد حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وارتفعت أسعار البنزين بواقع 5 آلاف ليرة (0.056 دولار)، وفق تقرير للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أشار إلى أن سعر صفيحة البنزين (20 لترا) من نوع 95 أوكتان أصبح 1.41 مليون ليرة (15.67 دولارا).

كما ارتفع سعر البنزين 98 أوكتان إلى 1.45 مليون ليرة (16.12 دولارا)، فيما بلغ سعر المازوت 1.3 مليون ليرة (14.45 دولارا)، والغاز 920 ألف ليرة (10.23 دولارات).

من قبل الحرب

لكن حتى قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية يعاني الشارع اللبناني منذ 5 سنوات من تذبذب في توفر سلع حيوية، بصدارة الوقود المخصص للمركبات، والوقود المخصص لتوليد الطاقة.

وأدى شح النقد الأجنبي في البنوك ومصرف لبنان (المركزي) إلى ندرة العديد من السلع الحيوية المستوردة من الخارج، وهو ما أدى لانتعاش السوق السوداء ليس فقط للنقد الأجنبي، بل للسلع كذلك.

إلا أن البلاد تترقب وصول شحنتين من الوقود أو ما يعرف بـ"الغاز أويل" من الجزائر ضمن منحة قدمتها الأخيرة للبنان في أغسطس/آب الماضي، وشحنة أخرى من العراق، وذلك خلال الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

احتياطات الوقود

ووفق تصريحات صحفية لوزير الطاقة والمياه وليد فياض في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، أكد خلالها أن مخزونات مادة الغاز أويل المخصصة لتوليد الطاقة تبلغ 30 ألف طن، فيما يبلغ استهلاك المعامل اليومي 2500 طن.

وقال "سيرتفع مخزون مادة الغاز أويل الموجودة في لبنان، خلال الأيام المقبلة، مع وصول 60 ألف طن إضافية وفق اتفاق مبرم مع العراق، إلى جانب 24 ألف طن إضافية، من المنحة الجزائرية".

بينما طمأنت الوزارة المواطنين الأحد، بتوافر الاحتياطات اللازمة من المشتقات النفطية على المدى المتوسط، مؤكدة "أن لا أزمة بنزين أو مازوت"، دون تقديم أرقام.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية، بينها صحيفة الأخبار والمدن، السبت الماضي، عن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون شمّاس قوله إن سوق الوقود المخصص للسيارات سيبقى مستقرا طالما المرافئ التجارية تعمل دون أي قيود.

وقال: "طالما أن البحر مفتوح ولا عراقيل في وجه الاستيراد، فلا مشكلة بتأمين البنزين، فالمادة مؤمنة بوفرة حاليًا، لكن الحال تتبدّل مع تغيّر الوضع.. في حال إغلاق باب الاستيراد عبر البحر فإننا سنقع في أزمة".

ومنذ أول أيام التصعيد العسكري الإسرائيلي، بدأت طوابير المركبات تنشأ على مداخل محطات الوقود، قبل أن تتراجع قليلا حدتها بحلول مطلع الأسبوع الجاري.

وفي الجنوب، حيث يتركز القصف الإسرائيلي وحديث عن اجتياح بري، فإن البلدات والقرى هناك تواجه شحا في وفرة بعض المواد الغذائية كالطحين، والوقود المخصص للمركبات.

ودعت وزارات الاقتصاد والطاقة والصحة إلى ضرورة توفير حاجة بلدات الجنوب.

وظهر وزير الاقتصاد أمين سلام في مقابلة مع "سي إن إن" الأميركية الاثنين أكد خلالها أن مرافئ لبنان العاملة، لم تتوقف عن استقبال الواردات خلال الأيام الماضية.

تأثيرات سلبية

وأضاف سلام "الأهم أننا نعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على الحفاظ على سعر صرف الليرة أمام الدولار.. لكن ثمة خطرا قائما من تحرك سعر الصرف هبوطا".

وزاد "ثمة خطر على مناطق الجنوب التي تضررت، ومعها تضررت آلاف الوظائف والمصالح التي أقفلت لفترة غير محدودة المدى هناك.. وهذا له تأثيرات سلبية على الاقتصاد.. ومن المبكر الحديث عن أرقام الخسائر".

وبشأن مخزونات القمح، قال "لدينا كميات من القمح داخل البلاد.. الاحتياطات تكفي شهرين ولدينا شحنات قادمة سترفع الاحتياطي ليلبي حاجة السوق إلى 3 شهور".

وذكرت لجنة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة، في تقرير اليوم، أن قطاعات اقتصادية رئيسية في لبنان تضررت بشدة من الحرب إذ قُضي على الزراعة في مساحات واسعة بسبب استخدام القنابل الفوسفورية الحارقة، ما يهدد الأمن الغذائي وسبل العيش في المجتمعات الريفية.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر حتى فجر الثلاثاء عن 1057 شهيدا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، و2950 جريحا، وفق بيانات السلطات اللبنانية، ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.

كما تتبادل، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الوقود المخصص فی لبنان

إقرأ أيضاً:

وزير الطاقة الإسرائيلي: نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز مع لبنان

قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، اليوم الأحد، إن ما وصفه بـ"اتفاق الغاز الفاضح" مع لبنان، "كان خطأ منذ البداية"، مؤكدا أنه يبحث عن ثغرة لإلغائه.

جاء ذلك، في تصريحات أدلى بها كوهين -من حزب الليكود- لإذاعة الجيش الإسرائيلي، على وقع هجمات عنيفة يشنها الجيش على لبنان أسفرت عن مئات القتلى والجرحى وآلاف المهجرين.

وقال كوهين: "أبحث عن طريقة أو ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح الذي تم توقيعه مع لبنان".

واعتبر أن اتفاق الغاز الذي وقعته إسرائيل مع لبنان، في ظل حكومة التغيير التي تناوب على رئاستها نفتالي بينيت ويائير لبيد، "كان خطأ منذ البداية" مضيفا: "سنحرص على إصلاحه".

وأواخر 2022، وقع لبنان وإسرائيل على اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت لمدة عامين بوساطة أميركية بشأن منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتر مربعا.

ومنذ ذلك الحين، بدأت شركات طاقة عالمية تقدم عطاءات للتنقيب واستكشاف المربعات البحرية المستهدفة الواقعة في المياه الإقليمية اللبنانية على البحر الأبيض المتوسط.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، أسفر حتى مساء السبت عن 816 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2507 مصابين.

مقالات مشابهة

  • قبل تحويل السلع لدعم نقدي.. خطوات إضافة المواليد الجدد على بطاقات التموين
  • لبنان في أتون الحرب.. ضغوط على السلع الحيوية الشحيحة
  • السعودية تعلن تشغيل أول مشروع لتخزين الغاز بتقنية الحقن المعالج
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز مع لبنان
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: أبحث عن أي ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح مع لبنان
  • دعم الوقود الأحفوري في اليابان يهدد أهداف الحياد الكربوني 2050
  • حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ أكتوبر الماضي
  • بالأرقام.. لبنان يكشف عن ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي
  • هل أبقى الغرب ثغرات بالعقوبات على روسيا للاستفادة من موارد الطاقة؟