جنوب لبنان.. تصعيد مضبوط على الساعة الإيرانية
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
وسط الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد منذ سنوات، لا يرغب اللبنانيون اليوم، بتطور المناوشات في الجنوب إلى مواجهة بين ميليشيات حزب الله وإسرائيل، في تصعيد متجدد يؤكد محللون عدم وجود مصلحة لبنانية فيه.
ومنذ أسابيع تهدد إسرائيل بتنفيذ عملية رداً على استفزازات يمارسها حزب الله في جنوب البلاد، وقدمت شكوى ضد لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبة بإلزام بيروت بتحرك فوري لمنع إقامة حزب الله بنى تحتية عسكرية على الحدود، في إشارة للخيمة في منطقة مزارع شبعا.
وهددت إسرائيل على لسان وزير الأمن، يوآف غالانت، بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، في حال ارتكاب حزب الله أي "خطأ".
تعليقاً على ذلك، يقول المحلل السياسي والكاتب، جورج حايك، إن "لبنان أصلاً قريب من العصر الحجري بسبب سياسة ونهج حزب الله. وهو (لبنان) لا يقوى على تحمل هذه التهديدات".
وأضاف أن "التصعيد الذي تشهده البلاد من وقت لآخر مضبوط على الساعة الإيرانية لا يأخذ بالاعتبار المصلحة اللبنانية"، لكنه وصف هذه المناوشات بـ"المعتادة والمسرحية التي تصل دائماً إلى خواتيم مرضية للطرفين وتكون محملة برسائل للمجتمع الدولي لاستدراج عروض"، مشيراً إلى حادثة الخيمة في مزارع شبعا التي وافق الحزب على إزالتها بعد تدخل أمريكي.
وعبر المحلل السياسي اللبناني عن "دهشته" لعدم رد الحزب على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مواقعه في سوريا، متسائلاً إن كان هذا الأمر يمثل "عجزاً أم سيناريو لهدف معين".
ولفت حايك إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي ينص على ضمانات أمنية لتل أبيب لاستخراج الغاز من حقل كاريش البحري، وبالتالي "ليس مسموحاً دولياً وإقليمياً أن تفلت الأمور بشكل أكبر".
لكن حايك أكد أن لبنان "المتعب مالياً ومعيشياً بغنى عن مواجهات عبثية لا يتحملها"، مضيفاً :" نشعر بوجود تقاطع بين إسرائيل وحزب الله على تخريب لبنان وجعله بلد ضعيف غير قادر على اللحاق ببقية الدول".
وشدد المحلل السياسي على أن "تكديس السلاح ليس لمصلحة لبنان وإنما لفائدة إيران ولخدمة مشروع فئوي مذهبي لا ينسجم مع متطلبات العصر الحديثة".
"ما يجري ليس كما يحاول حزب الله أن يوحي بوجود توازن قوى"، بحسب حايك الذي اعتبر أن إسرائيل "لا ترتدع عندما تريد قصف أهداف لحزب الله".
سلاح منبوذ
ويعد ملف سلاح حزب الله، أبرز الملفات التي لطالما طالب اللبنانيون بوضع حد لها، باعتباره عائقاً أمام انتهاء الأزمة.
ويقول المحلل السياسي جورج حايك، إن أكثرية الشعب اللبناني بمختلف طوائفه سئم من هذا السلاح وفائض القوة الاستعلائي، وهي أمور بدت واضحة من خلال اشتباكات الأهالي مع عناصر الحزب في عدة مناطق كخلدة وشويا ومواجهات بيروت، وآخرها حادثة الكحّالة التي وقعت قبل أيام وأظهرت نقمة شعبية "مسيحية" ضد هذا الملف.
قتيلان في اشتباكات مسلحة بسبب "شاحنة" لميليشيا #حزب_الله.. ما الحكاية؟#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/PnJnhVilUD pic.twitter.com/4Z7UXnZ3uR
وختم بأن الشعب اللبناني وقواه السياسية لا يريدون الحرب، وينتظرون الفرصة الملائمة دولياً ومحلياً لحسم موضوع السلاح الذي يعطل ملفات مهمة كانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة حقيقية وانتظام العمل المؤسساتي الدستوري.
نفور دولي
ويتفق المحلل السياسي الأردني حسن الخالدي، بأن سلاح حزب الله لم يعد بأي فائدة على لبنان وشعبه منذ سنوات طويلة، وتسبب بمشاكل إقليمية ودولية لبيروت.
مشروع ألماني لمكافحة التطرف.. #إيران نقلت آلاف الصواريخ لـ #حزب_الله https://t.co/4LNAFbNjFa pic.twitter.com/vX2lmarrHE
— 24.ae (@20fourMedia) August 11, 2023 وقال الخالدي :" ليس خفياً أن سلاح الميليشيات تسبب بتعطيل المساعدات لبيروت التي هي بأمسّ الحاجة إليها في ظل الأزمة، وأثبتت التطورات أن الحزب هو العقبة أمام خروج لبنان من أزماته المالية".وأضاف:" الحزب يواصل مساعية لجعل لبنان للنظام الإيراني"، ما أدى إلى تعليق الولايات المتحدة مساعدتها ومنع المجتمع الدولي من التدخل.
ويواجه لبنان الذي يعيش أسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات، نقصاً متفاقماً في الوقود والمواد الأساسية، وانهياراً للعملة الوطنية.
وتفاقمت الأزمة الاقتصادية مع انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب) 2020، ومنذ ذلك الوقت أبدى المجتمع الدولي لمساعدته بشرط تطبيق إصلاحات تحد من نفوذ حزب الله.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة لبنان حزب الله إسرائيل المحلل السیاسی حزب الله
إقرأ أيضاً:
سماع صوت إنفجار قويّ في جنوب لبنان... إليكم طبيعته
سُمِعَ دويّ انفجار قويّ في القطاع الأوسط في جنوب لبنان. وأشارت مندوبة "لبنان 24" في هذا السياق، إلى أنّ العدوّ الإسرائيلي فجّر أحد الأبنيّة في بلدة يارون.