ما هدف إسرائيل الحقيقي من غزو لبنان برياً؟
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لبدء التوغل برياً في الجنوب اللبناني، بضوء أخضر حصلت عليه من الولايات المتحدة الأميركية، ومع تصاعد التوترات في المنطقة، تعالت التساؤلات حول الأهداف الإسرائيلية الحقيقية من وراء أي غزو محتمل لجنوب لبنان. وفي هذا الصدد، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد محمود محيي الدين في تصريحات لـ"العربية"، أن حزب الله تعرض لضربة قوية خلال الفترة الأخيرة على يد إسرائيل، إلا أن ذلك لا يعني تحلل الحزب أو تفككه بالشكل الذي تتوقعه إسرائيل، نظرا لخبراته العسكرية على مدار 40 عاما، وقدرته على تصنيع الأسلحة وتجميعها، خصوصا التي يتم تصنيعها محليا وفي إيران.
كما رأى أن الحزب لا يزال لديه حاضنة شعبية وتنظيمات سياسية واجتماعية بالإضافة إلى الجناح العسكري، والحاضنة التي تدعمه بالمال والسلاح، خصوصا أن إيران هي صاحبة اليد الطولى للنفوذ في سوريا والعراق عن طريق فصائلها المؤيدة لحزب الله والمنتمية لما يسمى بـ"محور المقاومة". وأضاف أن ما حدث لحزب الله هو بمثابة عملية إضعاف مرحلي، لإجباره على التخلي بشكل طوعي عن سلاحه لصالح الدولة اللبنانية والاكتفاء بلعب دور سياسي.
كما أردف أن هذا ما تطمح له إسرائيل ومعها الولايات المتحدة، حيث طورت إسرائيل هدف عمليتها العسكرية في لبنان، من فكرة إرجاع المستوطنين إلى الشمال الإسرائيلي بهدوء، بعد تهجير دام قرابة عام، إلى نزع سلاح حزب الله، واحتلال جانب من الأراضي اللبنانية لخلق حزام أمني فاصل من وجهة النظر الإسرائيلية. واعتبر محيي الدين، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يدحرج كرة الثلج باتجاه لبنان عبر هذه الخطة، ويعمل على تحميل الدولة اللبنانية كافة خسائر عمليته العسكرية.
كذلك أضاف أنه في الأوساط السياسية في إسرائيل يتحدثون حاليا عن تحويل الضاحية الجنوبية في بيروت إلى غزة أخرى، وهذه جريمة جديدة من جرائم الحرب التي تمارسها إسرائيل تجاه المدنيين، حيث تستهدف هذه المنطقة المكتظة بالسكان المدنيين بدعوى أنها مخزن للسلاح والصواريخ، تماما كما حدث في غزة قبل وأثناء تحويلها إلى ركام. هذا وختم الخبير الاستراتيجي قائلا إن "إسرائيل تخاطب العالم بلغة مختلفة عن الواقع، إذ تحضر فعليا لعملية تغيير ديموغرافي كبير جدا في المنطقة، وهو ما رشح على لسان بعض قادة الجيش الإسرائيلي". واعتبر أن تل أبيب ترغب بتهجير سكان الجنوب اللبناني بشكل كامل إلى منطقة شمال نهر الليطاني، واحتلال الأراضي اللبنانية جنوب الليطاني، للاحتفاظ بها بدون سكان لفترة طويلة بعد الحرب"، وفق قوله. (العربية)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
يهود حريديم يتسللون إلى الحدود اللبنانية ويرشقون جيش الاحتلال بالحجارة
أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن مجموعة من اليهود الحريديم تسللت إلى منطقة حدودية مع لبنان ورشقت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، مما أدى إلى إصابة اثنين من الجنود.
وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد من تقارير نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفيد بتسلل أكثر من 20 إسرائيليًا من الحريديم إلى داخل الأراضي اللبنانية، في محاولة للوصول إلى قبر حاخام يقع بالقرب من الحدود المشتركة.
ترجمة قدس| مراسل إذاعة جيش الاحتلال: عشرات من "الحريديم" حاولوا الدخول إلى لبنان فجر اليوم لأداء الصلوات في مقام يزعمون أنه لـ"حاخام يهودي" pic.twitter.com/c4WPSK322z — ???? Maram Mayed from Arabian Gulf (@MaramMayed) February 19, 2025
ووفقًا للصحيفة، تمكنت الشرطة الإسرائيلية من اعتقال ثمانية فقط من المتسللين، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى قبر الحاخام "راشي"، المجاور لمقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) على "الخط الأزرق"، الذي يحدد خطوط انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من لبنان عام 2000. وتم توجيه المتهمين إلى مركز شرطة مستوطنة كريات شمونة شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتسللين قاموا بترميم قبر الحاخام وحاولوا تحويله إلى مكان للصلاة والتعبد. وتأتي هذه الحادثة في وقت لا تخفي فيه منظمات صهيونية ودينية يهودية أطماعها بالاستيطان في لبنان.
كما ذكر موقع "واينت" نقلاً عن مصادر عسكرية أن الحريديم تجمعوا بالقرب من الحدود قبل أن يتم إبعادهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد تسللهم، وهي ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الحوادث.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها أنها تلقت بلاغًا من الجيش يفيد بتسلل مجموعة من الإسرائيليين إلى الأراضي اللبنانية بعد عبورهم الحدود في المنطقة الشمالية.
وأضافت أن عناصر شرطة منطقة الشمال أوقفوا جزءًا من المشتبه بهم، قبل نقلهم للتحقيق في محطة الشرطة بكريات شمونة. وشددت الشرطة على أن "الوصول إلى المناطق القريبة من الجدار الحدودي يُشكل خطرًا"، مذكرة بأن القانون الإسرائيلي يحظر دخول لبنان ويعاقب بالسجن لمدة أربع سنوات كل من يدخل أرض عدو.
من جانبهم، أكد الحريديم المتسللون أنهم دخلوا الموقع بهدف ترميم القبر، مشيرين إلى أنهم على اتصال مع جيش الاحتلال الإسرائيلي لترتيب تحويل القبر إلى موقع صلاة دائم. وزعموا أن أحدًا لم يمنع دخولهم إلى لبنان.
ووفقًا لادعاءات الحريديم، فإن الحاخام المدفون في لبنان هو "آشي"، الذي عاش في الفترة التي كُتب فيها التلمود البابلي، وكان أحد المشاركين في كتابته. وتزعم القصص التلمودية أنه كان يُصلح الكنيس في مدينة سورا بالعراق، وأنه وأولاده دُفنوا في لبنان.
يذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث أوقف الاحتلال الإسرائيلي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي خمسة حريديم من سكان مدينة عراد في النقب جنوبي فلسطين المحتلة، بسبب تسللهم إلى لبنان.
وقال قائد مركز الشرطة في مستوطنة كريات شمونة آنذاك إن "الحريديم الخمسة كانوا في جولة في الشمال وأكملوا طريقهم إلى لبنان"، دون أن يوضح هدفهم بالسيطرة على القبر. وأكد أن "لبنان دولة عدو، ودخول المواطنين عرّض حياتهم للخطر".