قراءة في وضع حزب الله بعد مقتل زعيمه وخيارات إيران وتوريط محتمل للحوثيين
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
قال معهد واشنطن للدراسات ان اغتيال الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله على يد إسرائيل، يشكل لحظة مفجعة للحزب، يمكن أن تغير المشهد السياسي اللبناني وكذلك الديناميات في جميع أنحاء المنطقة.
وجاء مقتل نصرالله في نهاية أسبوع وحشي لـ "حزب الله"، الذي فقد الآن معظم قيادته العسكرية، بالإضافة إلى نظام اتصالاته ومجموعة من مستودعات الأسلحة والمرافق الأخرى.
ولأسباب متعددة، بما في ذلك النمو الهائل لـ "حزب الله"، ستكون ديناميات الخلافة اليوم أكثر تعقيداً مما كانت عليه قبل ثلاثة عقود عندما قُتل سلف نصرالله، عباس الموسوي.
- الخلافة السياسية
على الورق على الأقل، لن يكون استبدال نصرالله صعباً، وسيتولى "حزب الله" هذه المهمة إلى جانب "الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني. ومن بين الخلفاء المحتملون نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم ورئيس "المجلس التنفيذي" هاشم صفي الدين ومع ذلك، فعلى مستوى أعمق، سيكون من الصعب جداً استبدال هذا الزعيم الكاريزماتي الذي استمر بمنصبه لفترة طويلة. فقد أصبح نصرالله لا ينفصل عن العلامة التجارية للحزب، وكان نصرالله بمثابة شخصية الأب للعديد من الشيعة اللبنانيين، الذين اعتبروه مزوّدهم وحاميهم.
-الآفاق العسكرية
منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما التزم "حزب الله" بدعم قتال "حماس" ضد إسرائيل، فقد تم قتل ثلاثة من قادته من الصف الأول، وهم فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل، وعلي كركي، بالإضافة إلى معظم قادته من الدرجة الثانية. ونظراً لهذه الخسارة في الأفراد، إلى جانب الضربات التي لحقت بالبنية التحتية وضعف الثقة المرتبط بها، فسوف تكون مهمة إعادة بناء القدرات العسكرية للحزب شاقة وستستغرق سنوات.
- الديناميات الإقليمية
في وقت مبكر من الحرب في سوريا، التي بدأت في عام 2011، دعم "حزب الله" نظام بشار الأسد، حيث عمل مباشرة تحت قيادة قائد "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني. وبعد ذلك، برز "حزب الله" كذراع إقليمي "للحرس الثوري"، حيث قدم الدعم اللوجستي والتدريب والقيادة للميليشيات في العراق وسوريا واليمن. وعندما قُتل سليماني في أوائل عام 2020، توسع دور "حزب الله" في المنطقة بشكل أكبر، وحتى وقت قريب أمضى قادته وقتاً أطول في تلك البلدان في الخارج مما قضوه في لبنان. ومع تعرض "حزب الله" لأضرار جسيمة الآن، يجب على "فيلق القدس" أن لا يستبدل قيادة "حزب الله" في لبنان فحسب، بل أيضاً الدور الذي لعبه في جميع أنحاء المنطقة.
-خيارات إيران
لدى إيران خياران واسعان للرد على ضربة نصرالله، وهما: التصعيد أو التراجع.
التصعيد: إذا اختارت إيران التصعيد، فقد تتبنى نهجاً مباشراً في قيادة قوات "حزب الله" القتالية، وهو مسار غير فعال في أفضل الأحوال نظراً لغياب القيادة العسكرية المتمركزة في لبنان حالياً. أو بدلاً من ذلك، يمكن أن تسهل إيران إطلاق صواريخ "حزب الله" الموجهة بدقة قبل أن تدمرها إسرائيل، أو توجّه وكلاء مثل الميليشيات الشيعية المتمركزة في العراق والحوثيين في اليمن للاشتباك عسكرياً مع إسرائيل. لكن يؤدي التصعيد في النهاية إلى حملة إسرائيلية أوسع نطاقاً ضد أصول إيران في المنطقة.
التراجع: بدلاً من ذلك، قد تتراجع إيران في الوقت الحالي للحفاظ على وكيلها من تكبد المزيد من الخسائر. وقد يستلزم ذلك قبول المبادرة الدبلوماسية الأمريكية-الفرنسية، وتوجيه "حزب الله" للانسحاب عسكرياً إلى شمال نهر الليطاني. كما يعني هذا التراجع الفصل بين جبهتي الحرب في لبنان وغزة. وكل هذا من شأنه أن يوفر "للحرس الثوري" الإيراني الوقت والمساحة لإعادة بناء ترسانة "حزب الله" وإعادة هيكلة قيادته العسكرية. ومع ذلك، فإن التراجع يحمل مخاطر أيضاً، بما في ذلك التعرض لحملة عسكرية إسرائيلية مستمرة تشمل إضعاف أو القضاء على صواريخ "حزب الله" الموجهة بدقة.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
إيران: سنقف إلى جانب سوريا ضد التهديدات الإسرائيلية
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، “إن بلاده ستقف إلى جانب سوريا ضد التهديدات الإسرائيلية”.
وأكد عراقجي في مؤتمر صحافي عقب لقائه نظيره السوري بسام الصباغ في طهران، “أن هناك رغبة ثنائية في توسيع العلاقات بين البلدين، شاكرا سوريا لوقوفها إلى جانب لبنان وغزة رغم أزمتها الداخلية”، وقال: “سنقف إلى جانب سوريا ضد التهديدات الاسرائيلية”.
وأعرب عراقجي، “عن رفضه سرقة الثروات السورية من قبل الولايات المتحدة، رحب بتحسن العلاقات السورية مع الدول العربية”.
وفي ملف العلاقات السورية التركية، قال وزير الخارجية الإيراني، “إن إيران تدعم تحسن العلاقات التركية السورية شرط احترام سيادة الأراضي السورية”.
بدوره، قال بسام الصباغ وزير الخارجية السورية، “إنه استعرض التطورات الإقليمية والجرائم الوحشية الإسرائيلية على غزة ولبنان”.
ولفت إلى أن “آراء الجانبين كانت متطابقة حول ضرورة محاسبة إسرائيل، وقال: “ندعم المقاومة ولا بد من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي العربية”.
ولفت الصباغ، “إلى أنه جرى أيضا بحث كيفية محاربة الإرهاب ودور بعض الدول الداعم للمجموعات الارهابية، شاكرا إيران لدعمها للجمهورية العربية السورية”.
وكان وصل وزير الخارجية السوري بسام الصباغ إلى العاصمة الإيرانية طهران، للقاء نظيره الإيراني عباس عراقجي، في زيارة هي الأولى منذ تعيينه،
وكان الوزيران “عراقجي والصباغ”، التقيا في 5 أكتوبر الماضي، أثناء زيارة الوزير الإيراني إلى دمشق، كما التقيا على هامش اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتأتي زيارة الصباغ إلى طهران، عقب زيارة قام بها الأحد، العميد عزيز نصير زاده وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وبحث معه قضايا تتعلق بالدفاع والأمن في المنطقة، وتعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته بما يخدم استقرار المنطقة وأمنها.
كذلك، “زار سوريا الخميس الماضي علي لاريجاني مستشار خامنئي، والتقى الأسد، وبحث معه التصعيد الإسرائيلي وضرورة إيقاف العدوان على فلسطين ولبنان”، من جهته، أكد لاريجاني، على وقوف إيران إلى جانب سوريا واستعدادها لتقديم شتى أنواع الدعم، وعلى دور سوريا المحوري في المنطقة والتطلع لتعزيز هذا الدور بما يخدم دول المنطقة وشعوبها”.