تجاهلت إسرائيل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة، لفرض وقف إطلاق النار في حربها المتصاعدة ضد حزب الله. عبر شنها هجوماً ضخماً فاجأ واشنطن وأدى إلى مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله.

والآن، بعد بداية التوغل البري في جنوب لبنان، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تجاهله لتوسلات إدارة بايدن ومحدودية تأثيرها على أفعاله.

As Israel escalates in Lebanon, U.S. influence is limited https://t.co/qZyiEaWg0e

— Post Politics (@postpolitics) October 1, 2024 فجوة واضحة

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير أمس الإثنين، أن الفجوة المتزايدة الاتساع بين رغبات الولايات المتحدة والسلوك الإسرائيلي، تركت الإدارة الأمريكية تكافح من أجل تكييف جهودها الدبلوماسية لاستيعاب دوافع نتانياهو.

وأوضحت أن هذه الهوة بين الحليفين، أصبحت واضحة بشكل خاص في الأيام التي أعقبت وعد البيت الأبيض، بأن إسرائيل ولبنان على وشك الموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، بينما تعهد نتانياهو في الأمم المتحدة بالقضاء على حزب الله.

وفي حين يرحب العديد من المسؤولين الأمريكيين الآن بنجاح إسرائيل في تقدمها، بقوة مذهلة نحو إضعاف حزب الله، فإن أحداث الأسابيع الأخيرة تبدو وكأنها تتناسب مع نمط تحث فيه الإدارة الأمريكية إسرائيل، على عدم القيام بأعمال محددة، ثم تتراجع في وقت لاحق حتى تتمكن من تجنب فرض الشروط على المساعدات العسكرية.

ولقد أوضح الرئيس جو بايدن رغبته في وقف القتال على الفور. وعندما سُئل في البيت الأبيض أمس الإثنين، عما إذا كان على علم بأن إسرائيل تستعد لتوغل محدود في لبنان، قال: "أنا أكثر وعياً مما قد تتخيل، وأنا مرتاح لتوقفهم. يجب أن يكون لدينا وقف لإطلاق النار الآن".

تشكيل السياسة

وحسب الصحيفة، تزعم إدارة بايدن أنها تمكنت من تشكيل السياسة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، وأحدثها إقناع نتانياهو هذا الأسبوع بشن توغل بري محدود فقط في جنوب لبنان، بدلاً من الغزو الشامل.

ولكن المسؤولين الأمريكيين اضطروا مراراً وتكراراً إلى مراجعة خطوطهم الحمراء، وتبرير القرارات الإسرائيلية بأثر رجعي، والتي أعلنوا مسبقاً أنها ستكون متهورة.

وانقسم المسؤولون الأمريكيون حول الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله، يقول البعض إن توجيه ضربة كبرى للمنظمة المسلحة دون إشعال صراع إقليمي أوسع نطاقاً يجتذب إيران، قد يعد نجاحاً. ويركز آخرون بشكل أكبر على المخاطر.

وبدوره، قال الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس، إن "هذا الأمر ضئيل للغاية. لقد شهدنا في الأساس 12 شهراً حيث كانت الإدارة تدعو إلى شيء واحد، بينما فعلت إسرائيل شيئاً آخر في غزة".

وأضاف "في الأيام القليلة الماضية، كان لدينا موقف حيث تصرفت إسرائيل مرة أخرى بشكل أحادي الجانب، بمعنى عدم التنسيق معنا مسبقاً. وفي هذه الحالة مرة أخرى، بدا أن الإدارة كانت على صفحة مختلفة، حيث دعت إلى وقف إطلاق النار، في حين لم يكن لدى الإسرائيليين أي مصلحة في ذلك".

تواصل معدوم

وفي ذات السياق، نصح مسؤولون كبار، إسرائيل، بعدم القيام بغزو بري للبنان، محذرين من أن مثل هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية، من خلال بناء الدعم السياسي لحزب الله داخل البلاد، وإطلاق العنان لعواقب لا يمكن التنبؤ بها على المدنيين والتورط الإيراني.

وقالت إلين لابسون، مديرة برنامج الأمن الدولي في جامعة جورج ماسون، وخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، إنه "على المستوى العسكري، هناك تبادل مهني صادق للتقييمات على الأرض، ولكن على المستوى السياسي، لا أعرف ما إذا كانت هذه المحادثة صادقة كما ينبغي".

وتساءلت "هل يخبرنا القادة الإسرائيليون الذين يتمتعون بالسلطة حقاً، بما هي أهدافهم السياسية، وما يمكن تحقيقه أم لا؟".

ولفتت الصحيفة إلى أن الافتقار في التواصل أدى إلى إعاقة قدرة الولايات المتحدة على تقديم مدخلات بشأن كيفية إدارة الحرب، مع وجود مخاطر على واشنطن بينما تحشد قواتها إلى المنطقة، في محاولة لتحذير إيران من الانتقام.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان إدارة بايدن حزب الله الإيراني إسرائيل وحزب الله أمريكا إيران لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 51355 شهيداً و117248 مصابا

الجديد برس| يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة مُمعناً في الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني. وأعلن الدفاع المدني، اليوم الجمعة، انتشال 11 جثة إضافية في منزل قصفه الاحتلال أمس الخميس في منطقة أرض حلاوة في جباليا شمالي القطاع، لترفع حصيلة شهداء هذا الاستهداف إلى 23. بدورها، أكدت وسائل اعلام في قطاع غزة، ارتقاء 80 شهيداً على الأقل معظمهم من الأطفال من جراء الغارات الإسرائيلية منذ فجر أمس ولغاية ساعات الصباح الأولى اليوم.. مؤكدة أن، هؤلاء الشهداء يُضافون إلى شهيد ارتقى في غارة إسرائيلية على شارع المنصورة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وتحدثت عن وقوع إصابتين بنيران مسيّرة إسرائيلية في المخيم الجديد شمال غربي مخيم النصيرات، وعن قصف مدفعي تعرّض له مخيم البريج، وذلك وسط القطاع. وأضافت أنّ الآليات الإسرائيلية أطلقت النار على حي الفراحين ببلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، جنوبي قطاع غزة، كما أطلقت مسيّرة للاحتلال النار في اتجاه مجموعة أشخاصٍ في شارع صلاح الدين. وعلى صعيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، من بينهم 50 طفلاً. ووفق آخر الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا منذ 18 آذار/مارس 2025 إلى 1978 شهيداً و5207 إصابة. وارتفعت حصيلة الإبادة الجماعية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 51355 شهيداً و117248 إصابة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
  • قبل ضربة الضاحية... هذا ما أبلغته تل أبيب لواشنطن
  • غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
  • "التعاون الإسلامي" تأسف للقرار الأمريكي برفع الحصانة عن "الأونروا"
  • هل ستكون رئاسة ترامب الثانية ودية تجاه كوريا الشمالية؟
  • الهند وباكستان على حافة التصعيد| اشتباكات حدودية وردود غاضبة بعد هجوم كشمير الدامي.. والأمم المتحدة تدعو الطرفين إلى "ضبط النفس"
  • ترامب: ضغطت على نتانياهو لإدخال المساعدات إلى غزة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 51355 شهيداً و117248 مصابا
  • ريم البارودي تفتح النار على مؤذي الكلاب: "قلوبكم بلا رحمة وربنا يحرق قلوبكم"
  • ترامب يخفف حدة تصريحاته تجاه بكين.. فرصة كبيرة لعقد اتفاق تجاري