تجاهُل لواشنطن.. نفوذ أمريكي محدود في ظل التصعيد الإسرائيلي بلبنان
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تجاهلت إسرائيل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة، لفرض وقف إطلاق النار في حربها المتصاعدة ضد حزب الله. عبر شنها هجوماً ضخماً فاجأ واشنطن وأدى إلى مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله.
والآن، بعد بداية التوغل البري في جنوب لبنان، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تجاهله لتوسلات إدارة بايدن ومحدودية تأثيرها على أفعاله.
As Israel escalates in Lebanon, U.S. influence is limited https://t.co/qZyiEaWg0e
— Post Politics (@postpolitics) October 1, 2024 فجوة واضحةوذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير أمس الإثنين، أن الفجوة المتزايدة الاتساع بين رغبات الولايات المتحدة والسلوك الإسرائيلي، تركت الإدارة الأمريكية تكافح من أجل تكييف جهودها الدبلوماسية لاستيعاب دوافع نتانياهو.
وأوضحت أن هذه الهوة بين الحليفين، أصبحت واضحة بشكل خاص في الأيام التي أعقبت وعد البيت الأبيض، بأن إسرائيل ولبنان على وشك الموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، بينما تعهد نتانياهو في الأمم المتحدة بالقضاء على حزب الله.
وفي حين يرحب العديد من المسؤولين الأمريكيين الآن بنجاح إسرائيل في تقدمها، بقوة مذهلة نحو إضعاف حزب الله، فإن أحداث الأسابيع الأخيرة تبدو وكأنها تتناسب مع نمط تحث فيه الإدارة الأمريكية إسرائيل، على عدم القيام بأعمال محددة، ثم تتراجع في وقت لاحق حتى تتمكن من تجنب فرض الشروط على المساعدات العسكرية.
ولقد أوضح الرئيس جو بايدن رغبته في وقف القتال على الفور. وعندما سُئل في البيت الأبيض أمس الإثنين، عما إذا كان على علم بأن إسرائيل تستعد لتوغل محدود في لبنان، قال: "أنا أكثر وعياً مما قد تتخيل، وأنا مرتاح لتوقفهم. يجب أن يكون لدينا وقف لإطلاق النار الآن".
تشكيل السياسةوحسب الصحيفة، تزعم إدارة بايدن أنها تمكنت من تشكيل السياسة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، وأحدثها إقناع نتانياهو هذا الأسبوع بشن توغل بري محدود فقط في جنوب لبنان، بدلاً من الغزو الشامل.
ولكن المسؤولين الأمريكيين اضطروا مراراً وتكراراً إلى مراجعة خطوطهم الحمراء، وتبرير القرارات الإسرائيلية بأثر رجعي، والتي أعلنوا مسبقاً أنها ستكون متهورة.
وانقسم المسؤولون الأمريكيون حول الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله، يقول البعض إن توجيه ضربة كبرى للمنظمة المسلحة دون إشعال صراع إقليمي أوسع نطاقاً يجتذب إيران، قد يعد نجاحاً. ويركز آخرون بشكل أكبر على المخاطر.
وبدوره، قال الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس، إن "هذا الأمر ضئيل للغاية. لقد شهدنا في الأساس 12 شهراً حيث كانت الإدارة تدعو إلى شيء واحد، بينما فعلت إسرائيل شيئاً آخر في غزة".
وأضاف "في الأيام القليلة الماضية، كان لدينا موقف حيث تصرفت إسرائيل مرة أخرى بشكل أحادي الجانب، بمعنى عدم التنسيق معنا مسبقاً. وفي هذه الحالة مرة أخرى، بدا أن الإدارة كانت على صفحة مختلفة، حيث دعت إلى وقف إطلاق النار، في حين لم يكن لدى الإسرائيليين أي مصلحة في ذلك".
تواصل معدوموفي ذات السياق، نصح مسؤولون كبار، إسرائيل، بعدم القيام بغزو بري للبنان، محذرين من أن مثل هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية، من خلال بناء الدعم السياسي لحزب الله داخل البلاد، وإطلاق العنان لعواقب لا يمكن التنبؤ بها على المدنيين والتورط الإيراني.
وقالت إلين لابسون، مديرة برنامج الأمن الدولي في جامعة جورج ماسون، وخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، إنه "على المستوى العسكري، هناك تبادل مهني صادق للتقييمات على الأرض، ولكن على المستوى السياسي، لا أعرف ما إذا كانت هذه المحادثة صادقة كما ينبغي".
وتساءلت "هل يخبرنا القادة الإسرائيليون الذين يتمتعون بالسلطة حقاً، بما هي أهدافهم السياسية، وما يمكن تحقيقه أم لا؟".
ولفتت الصحيفة إلى أن الافتقار في التواصل أدى إلى إعاقة قدرة الولايات المتحدة على تقديم مدخلات بشأن كيفية إدارة الحرب، مع وجود مخاطر على واشنطن بينما تحشد قواتها إلى المنطقة، في محاولة لتحذير إيران من الانتقام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان إدارة بايدن حزب الله الإيراني إسرائيل وحزب الله أمريكا إيران لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
محلل عسكري: التصعيد الإسرائيلي في لبنان ضغط على صناع القرار بشأن المفاوضات
قال المحلل العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن رفع مستوى التصعيد الإسرائيلي، وتوسيع نطاق العمليات لتشمل بيروت، يهدف للضغط على القرار اللبناني المعني بإعداد الرد على الورقة التفاوضية.
وأضاف -خلال فقرة التحليل العسكري للحرب في لبنان- أن "الأمرين مرتبطان كليا"، مشيرًا إلى أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية لا تعكس وجود خطة إستراتيجية طويلة المدى، بل تقتصر على "استهدافات التدمير والضغط ليس إلا".
ويلفت جوني الانتباه إلى تحول نمط الاستهداف الإسرائيلي من ليلي إلى نهاري، معتبرًا أن هذا التحول يهدف إلى تحقيق تأثير نفسي أكبر من خلال "تدمير إعلامي" و"تدمير منظور"، بهدف التأثير على متخذي القرار من خلال المشهد العام.
وفي ما يتعلق بالاشتباكات الدائرة في المناطق الجنوبية لبلدة الخيام، يرى جوني أن ما يحدث هو محاولة إسرائيلية جديدة لمهاجمة القرية وإسقاطها، نظرًا لأهميتها التاريخية والجغرافية.
قرية مقاومة
ويوضح أن الخيام تاريخيا هي قرية مقاومة أفشلت العدو الإسرائيلي في عامي 2000 و2006، وجغرافيا تسيطر على مجموعة من الهضاب والتلال المؤثرة على الداخل الإسرائيلي والمستوطنات، إضافة إلى تأثيرها على الداخل اللبناني.
ويشير جوني إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول الوصول إلى الخيام منذ أسبوعين، في 29 أكتوبر/تشرين الأول، باستخدام قوة كثيفة ومحاور تقدم متعددة وغارات جوية، لكنه فشل في الوصول إلى القرية وبقي على تخومها قبل أن يتراجع.
والآن يعيد الاحتلال المحاولة، لكن المقاومة تواصل استهداف قواته في منطقة وطى الخيام والأطراف الشرقية للبلدة.
ويؤكد جوني أن حزب الله قد استعد جيدًا لهذه المعركة، محضرًا الأرض وكل مستلزمات الدفاع اللامركزي، متوقعًا هذه المواجهة التي وصفها بأنها "عنوان قتال تاريخي" بين لبنان وإسرائيل.
ويرى أن الجيش الإسرائيلي أمام تحدٍّ كبير لدخول البلدة بعد فشله الواضح في المرحلة الأولى، مشيرًا إلى أن ملامح الفشل لا تزال واضحة حتى الآن نظرًا لشراسة القتال على تخوم البلدة.
قدرات حزب الله
وفي ما يتعلق بالدعم الجوي الإسرائيلي وقصف البلدة بقذائف حارقة، يوضح جوني أن هذا القصف لم ينجح في القضاء على القدرات الدفاعية لحزب الله.
ويؤكد أنه لو كان القصف الجوي والتمهيد بمختلف الذخائر المستعملة فعالًا، لكان الجيش الإسرائيلي قد حقق تقدمًا ملموسًا.
لكن الواقع، كما يشير جوني، أن المناورة الإسرائيلية في مرحلتها الأولى عجزت عن احتلال قرية واحدة، وفقًا لما تقوله الصحف الإسرائيلية وما يظهره الميدان.
وفي قراءة عسكرية للواقع الميداني، يؤكد جوني أن قدرة حزب الله على إطلاق النار والصواريخ في هذه المناطق لا تزال متوافرة رغم السيطرة الجوية الإسرائيلية والغارات المكثفة، ويرى أن هذا يشير إلى وجود تعامل مهيأ من قبل المقاومة في الجنوب، يستطيع تجاوز التهديدات الجوية الإسرائيلية.