البوابة نيوز:
2024-10-01@13:36:09 GMT

تأمل في حياة القدّيسة تريزا الطفل يسوع

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ولدت القديسة تريزا الطفل يسوع، في بلدة إلنسون Alencon بمقاطعة نورماندي بفرنسا سنة ١٨٧٣، من والدين تقيين هما لويس وزيلي مارتان، وهي التاسعة بين أبنائها. 

ونالت سر العماد في عام ١٨٧٣،  وذلك في احتفال عائلي كبير بكنيسة البلدة ودعيت بإسم "ماري فرنسواز تريز"، وحين بلغت الخامسة عشرة من عمرها، انتسبت إلى دير سيدة الكرمل في ليزيو Lisieux، حيث كانت قد سبقتها إليه ثلاثة من أخواتها.

توفيت في سنة ١٨٩٧، شغوفة بحب المسيح مبتلاه بداء السل الرئوي .

بطولة طريق القداسة

في مستهل حياتها، كانت تعتبر بحماس بأن سبيل القداسة يستوجب "قهر الذات"، إلا أنها حين بلغت الثانية والعشرين من عمرها، بدّلت من تفكيرها وأيقنت بأن القداسة ترتكز على إتقان ممارسة الأعمال اليومية الوضيعة التي يوجبها علينا واقع حياتنا الراهنة.

عاشت بطولة "طريق البساطة الروحية" فارتقت في غضون سنوات قليلة إلى قمم مدهشة من الإيمان والرجاء. وفي غياهب الظلمات التي اجتازتها، عرفت كيف تظل أمينة للمسيح ، بالرغم من المحن الروحية والأدبية والصحية، وثابرت على الإمتثال لتوجيهات أخواتها الراهبات، فيما يتعلَّق بالمتطلبات الرسولية للكنيسة. هذا هو "طريق البساطة" إلى القداسة المرتجاة، أعادتها إلى الأذهان تريزا الطفل يسوع فَتَكنَّتْ بـ"تريزا الصغيرة" أو "زهرة يسوع الصغيرة".

شعار زهرة يسوع الصغيرة

لقد كان شعارها الدائم قول يسوع: "إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات" (متى ١٨: ٣).، فعاشت الطفولة الروحية وشهدت لها، لذلك كانت تقول: "سوف أبقى أبداً طفلةً إبنة سنتين أمامه تعالى كي يضاعف إهتمامه بي.. فالطفل يرتضي بصغره وضعفه ويقبل أن يكون بحاجة إلى المعونة.. سأتوكَّل على الله أبي في كلِّ شيء وأطلب إليه كلَّ شيء وأرجو منه كلَّ شيء. 

سأترك له الماضي مع ما فيه من المتاعب والمآثم ليغفرها.. وسأقبل الحاضر والمستقبل منه مسبقاً كما تشاء يده الحنون أن تنسجها لي.. إنَّ كلَّ شيء يؤول في النهاية إلى خلاصي وسعادتي ومجده تعالى.. الله يعلم كلَّ شيء، وهو قادرٌ على كلِّ شيء.. ويُحبني.. سوف أبقى أبداً طفلةً أمامه وأحاول دومًا أن أرتفع إليه بالرغم من ضعفي ووهني.. الطفل الصغير يستطيع المرور بكلِّ مكان لصغره.. كم أتوق إلى السماء، حيث نحبُّ يسوع دون تحفظ أو حدود.. في قلب يسوع سأكون دومًا سعيدة.. الشيء الوحيد الذي أرغب في أن تطلبه نفسي هو نعمة حبِّ يسوع وأن أجعل، قدر إمكاني، كلَّ إنسان يحبه.. إنّ أصغر لحظة حب خالص، لأكثر فائدة لها، من جميع ما عداها من نشاطات مجتمعة".

رغبة تريزا الصغيرة

إن ما يميِّز دعوة تريزا الصغيرة إلى القداسة هو رغبتها السريعة في تحقيقها، رغم إدراكها لحقيقة الضعف المتأصلة في الإنسان، فكانت تقول: "لا بدَّ لي من أن أقبل واقعي كما هو، بكلِّ ما فيه من نواقص. إني أريد أن أذهب إلى السماء، سالكةً طريقًا مستقيمة وقصيرة المدى، طريقًا صغيرة وجديدة. فنحن في عصر الاختراعات، ولم يَعُد ضروريًا أن نتسلَّق الدَرَج درجة درجة.. هناك المِصعَد! أنا أريد أن أجد مصعداً يرفعني إلى يسوع، فأنا أصغر من أن أتسلَّق سلّم الكمال، وهي سلّم شاقة".

ولكن، ما هو المِصعَد في نظر صغيرتنا القديسة تريزا؟ الطبيعة أم الكتب المقدَّسة؟ أم كلاهما معًا؟

لقد وجدت القدّيسة تريزا في تأملها الكتب المقدسة "ما كانت تسعى إليه". فكانت تعتبر أن كلمة الله هي دائمًا واقعية، بشكل أن تكون موّجهة إلينا مباشرة، وشخصيًّا، ولقد كانت باستمرار "موضوع أشواقها". وكم كانت الطبيعة أيضًا مصدر إطلالة حبِّ الله عليها، حتى أكثرت من الاستعارات والتشابيه المستمّدة من الطبيعة كالورود والطيور والشمس والعاصفة والمطر والضباب.

قبول الآخر بالحُبّ

لم تتردَّد تريزا الصغيرة مطلقًا أن تظهر في سيرتها نقائصها التي كان يسوع ساهراً على تجاوزها، لذلك "لا تجد صعوبةً في النهوض عندما تكبو"، على حدِّ قولها. فحين يكتشف الإنسان ضعفه، تقول زهرة يسوع: "يتحمَّل نقائص الغير، ولا تصدمه مواطن الضعف فيه". فلا يكفي أن نقول أننا نحبُّ الآخرين، "بل علينا أن نقيم الدليل على هذا الحب".

لم تتأخر تريزا في إظهار عفويتها، ومواقفها المرحة، فكانت تذكر مثلاً أن أمها كانت تنعتها بالـ"عفريته"، وأنها حين كانت تمازح أباها تتمنى له أن يموت لكي يذهب إلى السماء. وعندما تهددها الوالدة بأنها ستذهب إلى جهنم حين لا تكون "عاقلة"، تردُّ عليها أنها سوف تتعلّق بها لتذهب معها إلى السماء، "إذ كيف يمكن للرب، تقول تريزا لها، أن يُبعدني؟ ألا تضميني إلى ذراعيكِ بشدة". كأنها كانت على قناعة أن الله "لن يستطيع حيالها شيئًا" طالما هي بين ذراعي الأم التي هي بدورها، تصف صغيرتها، أنها، رغم صراحتها وشفافيتها و"قلبها الذهبي"، "طائشة"، "عنادها لا يقهر.. عندما تقول: "لا"، لا يمكن لأي شيءٍ أن يُزعزعها".

وتحتار الأم حول مستقبلها وتتساءل عنها "ماذا ستكون"؟.

ليتكِ علمتِ أيتها الأم الفاضلة التي قدَّمَتْ للكرمل أربع زهرات من بناتها، أن الصغيرة منهن ستكون قديسة!

التفرغ للصلاة من أجل توبة الخطأة

سنة ١٨٨٦، بلغت تريزا الرابعة عشرة من عمرها وعلمت، من الصحف، الحكم بالإعدام على المجرم برانزيني، الذي كان يرفض رفضًا باتًا أن يلتقي الكاهن، قبل تنفيذ الحكم عليه، فدأبت تيريزيا، بكلِّ ضراعة على الصلاة ليلَ نهار، لتلتمس خلاص نفس هذا المجرم. وفي أول سبتمبر  عَلِمتْ من صحيفة "لاكروا "La Croix بأن هذا المجرم، قبل أن يُنفَّذ حكم الإعدام به، أخذ الصليب من يد الكاهن وقبَّله، وتبيَّنَتْ بذلك إشارةً من الله الذي لا يُخيِّب ملتمس من يعتمد عليه تعالى، كما ترسَّختْ في نفسها الدعوة إلى تكريس الذات للتفرغ والصلاة، التي أحست بها ليلة عيد الميلاد سنة ١٨٨٦.

لقد فهَّم جيدًا البابا بيوس الحادي عشر أهمية طريق تريزا الطفل يسوع المبسطة إلى القداسة، فأعلنها منذ عام ١٩٢٥ قديسة، ثم جعلها شفيعة للمرسلين في العالم. 

وفي اليوبيل المئوي لوفاتها سنة ١٩٩٧ وضعها قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني في مصف معلمي المسكونة بإعلانها "معلمة الكنيسة الجامعة" رافعًا إياها إلى مرتبة أعاظم القديسين، هي التي كانت تعتز بصغرها وضِعة شأنها.

هذه القديسة الصغيرة، الكبيرة، التي تزين أيقونتها المقدّسة عددًا وافرًا من كنائسنا، تستقطب في أيامنا جماعات المؤمنين، يلتمسون شفاعتها في الحالات اليائسة المستعصية، الشفاء من الأمراض الخطيرة التي استعصت على الطب، عودة الخطأة المدمنين إلى التوبة، تهدئة أذهان أناس معرضين للشك واليأس، حماية المسيحيين المضطهدين الذين تحيط بهم الأخطار، راحة لأنفس الذين رقدوا محرومين من إسعافات الكنيسة. فالنعم التي ننالها بشفاعتها كثيرة لا عدَّ لها ومثبتة. فلنبادر إليها نحن أيضًا بطلباتنا وهي تعرف كيف تشفع لنا لدى الرب الذي أخلصت له في كلِّ شيء وفي كلَّ لحظة من حياتها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الأقصر إلى السماء طریق ا

إقرأ أيضاً:

نجيب ساويرس: السينما كانت وما تزال قادرة على تحسين حياة الناس

أقيم اليوم الأحد 29 سبتمبر، المؤتمر الصحفي الخاص بتفاصيل مهرجان الجونة السينمائي في نسخته الـ 7، والتي مقرر أن تنطلق يوم 24 أكتوبر المقبل حتى 1 نوفمبر.

التفاصيل الكاملة لـ مهرجان الجونة السينمائي في نسخته السابعة يسرا تدعم الشعب اللبناني والفلسطيني بالمؤتمر الصحفي لمهرجان الجونة السينمائي

أعرب المهندس نجيب ساويرس، مؤسس مهرجان الجونة السينمائي عن سعادته بحضور المؤتمر الصحفي للنسخة السابعة.

وقال نجيب ساويرس "إن وصولنا إلى الدورة السابعة، هو دليل على ترسيخ المكانة التي وصل إليها مهرجان الجونة، بنفس المواصفات العالمية التي تم على أساسها إطلاقه، لتأكيد الدور الحيوي الذي يلعبه في الحياة الثقافية عمومًا ودعم صناعة السينما خصوصًا، سواء في مصر أو في الوطن العربي".

وأضاف نجيب ساويرس: أن كل عام يتجدد اللقاء في المهرجان، ومع ما يعيشه العالم من صراعات لا تنتهي، وكجزء من المسؤولية المجتمعية للجونة، يتجدد شعار (سينما من أجل الإنسانية) الذي حرصنا عليه منذ الدورة الأولى، لزيادة الوعي بالقضايا الإنسانية، فالسينما كانت ولا تزال قادرة على تحسين حياة الناس، ومن خلالها نتجاوز كل هذه المآسي التي تحيط بنا".

مهرجان الجونة السينمائي

مهرجان الجونة السينمائي هو واحد من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك، يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به: منصة سيني جونة.

ويتكون برنامج مهرجان الجونة السينمائي من ثلاث مسابقات رسمية (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة)، والبرنامج الرسمي خارج المسابقة، إضافة إلى البرنامج الخاص. يعرض المهرجان نحو 70 فيلمًا، من أهم وأحدث الإنتاجات العربية والدولية. تصل قيمة الجوائز المقدمة إلى 350 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى الجوائز العينية (جائزة نجمة الجونة، والشهادات) المُقدمة إلى الفائزين في المسابقات المتنافسة. يمكن للأفلام الطويلة ذات الطابع الإنساني أن تحصل على جائزة الجمهور: «سينما من أجل الإنسانية». يستمر المهرجان في دورته السابعة المقبلة في تقديم جائزة نجمة الجونة الخضراء المخصصة للأفلام المعنية بقضايا البيئة. في إطار البرنامج الخاص.

ويستمر الترحيب بلجنتي تحكيم من مؤسسات عالمية: الإتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) الذي تمنح لجنته جائزة لأحسن عمل أول من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وشبكة ترويج السينما الآسيوية (نيتباك) التي تمنح الجائزة لأحسن فيلم آسيوي.

يقدم المهرجان الدورة السابعة لمنصة سيني جونة، التي هي فعالية موجهة لصناعة السينما، لغرض دعم وتَمكين صناع الأفلام العرب، ومساعدتهم على إيجاد الدعم المالي، والفني من خبراء الصناعة العرب والدوليين.

تتكون منصة سيني جونة، من 5 برامج: سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام، وملتقى سيني جونة لصناع الأفلام، وسوق سيني جونة، وسيني جونة للمواهب الناشئة، وسيني جونة للأفلام القصيرة.

يؤكد المهرجان، بعروض الأفلام والفعاليات الخاصة بالدورة السابعة، على مكانته الفريدة كنقطة لقاء لصناع الأفلام والنقاد والجماهير، الذين سيجتمعون للاحتفال بفن وصناعة السينما.

مقالات مشابهة

  • إعلان دير القديسة تيريزيا الطفل يسوع في سهيلة مزارًا وطنيًا
  • وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة
  • طلاب الدفعة (26 طب) مارسوا نفس الفوضي التي كانت تحدث في الخرطوم فتم طردهم الى السودان
  • الإسكان: مهلة شهرين لاستلام قطع الأراضي الصغيرة التي تم إلغاؤها لعدم الاستلام
  • ورود روحانية في ذكرى القدّيسة تريزا الطفل يسوع
  • نائب حسن نصر الله يكشف أسماء القيادات التي كانت مع الأخير ولقيت مصرعها بعملية الاغتيال بضاحية بيروت الجنوبية
  • مهلة شهرين لاستلام قطع الأراضي السكنية الصغيرة التي تم إلغاءها لعدم الاستلام
  • مشروب الطاقة ..يعرض حياة 3 شباب للإصابة بتسمم في بني سويف
  • نجيب ساويرس: السينما كانت وما تزال قادرة على تحسين حياة الناس