تأمل في حياة القدّيسة تريزا الطفل يسوع
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ولدت القديسة تريزا الطفل يسوع، في بلدة إلنسون Alencon بمقاطعة نورماندي بفرنسا سنة ١٨٧٣، من والدين تقيين هما لويس وزيلي مارتان، وهي التاسعة بين أبنائها.
ونالت سر العماد في عام ١٨٧٣، وذلك في احتفال عائلي كبير بكنيسة البلدة ودعيت بإسم "ماري فرنسواز تريز"، وحين بلغت الخامسة عشرة من عمرها، انتسبت إلى دير سيدة الكرمل في ليزيو Lisieux، حيث كانت قد سبقتها إليه ثلاثة من أخواتها.
توفيت في سنة ١٨٩٧، شغوفة بحب المسيح مبتلاه بداء السل الرئوي .
بطولة طريق القداسة
في مستهل حياتها، كانت تعتبر بحماس بأن سبيل القداسة يستوجب "قهر الذات"، إلا أنها حين بلغت الثانية والعشرين من عمرها، بدّلت من تفكيرها وأيقنت بأن القداسة ترتكز على إتقان ممارسة الأعمال اليومية الوضيعة التي يوجبها علينا واقع حياتنا الراهنة.
عاشت بطولة "طريق البساطة الروحية" فارتقت في غضون سنوات قليلة إلى قمم مدهشة من الإيمان والرجاء. وفي غياهب الظلمات التي اجتازتها، عرفت كيف تظل أمينة للمسيح ، بالرغم من المحن الروحية والأدبية والصحية، وثابرت على الإمتثال لتوجيهات أخواتها الراهبات، فيما يتعلَّق بالمتطلبات الرسولية للكنيسة. هذا هو "طريق البساطة" إلى القداسة المرتجاة، أعادتها إلى الأذهان تريزا الطفل يسوع فَتَكنَّتْ بـ"تريزا الصغيرة" أو "زهرة يسوع الصغيرة".
شعار زهرة يسوع الصغيرة
لقد كان شعارها الدائم قول يسوع: "إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات" (متى ١٨: ٣).، فعاشت الطفولة الروحية وشهدت لها، لذلك كانت تقول: "سوف أبقى أبداً طفلةً إبنة سنتين أمامه تعالى كي يضاعف إهتمامه بي.. فالطفل يرتضي بصغره وضعفه ويقبل أن يكون بحاجة إلى المعونة.. سأتوكَّل على الله أبي في كلِّ شيء وأطلب إليه كلَّ شيء وأرجو منه كلَّ شيء.
سأترك له الماضي مع ما فيه من المتاعب والمآثم ليغفرها.. وسأقبل الحاضر والمستقبل منه مسبقاً كما تشاء يده الحنون أن تنسجها لي.. إنَّ كلَّ شيء يؤول في النهاية إلى خلاصي وسعادتي ومجده تعالى.. الله يعلم كلَّ شيء، وهو قادرٌ على كلِّ شيء.. ويُحبني.. سوف أبقى أبداً طفلةً أمامه وأحاول دومًا أن أرتفع إليه بالرغم من ضعفي ووهني.. الطفل الصغير يستطيع المرور بكلِّ مكان لصغره.. كم أتوق إلى السماء، حيث نحبُّ يسوع دون تحفظ أو حدود.. في قلب يسوع سأكون دومًا سعيدة.. الشيء الوحيد الذي أرغب في أن تطلبه نفسي هو نعمة حبِّ يسوع وأن أجعل، قدر إمكاني، كلَّ إنسان يحبه.. إنّ أصغر لحظة حب خالص، لأكثر فائدة لها، من جميع ما عداها من نشاطات مجتمعة".
رغبة تريزا الصغيرة
إن ما يميِّز دعوة تريزا الصغيرة إلى القداسة هو رغبتها السريعة في تحقيقها، رغم إدراكها لحقيقة الضعف المتأصلة في الإنسان، فكانت تقول: "لا بدَّ لي من أن أقبل واقعي كما هو، بكلِّ ما فيه من نواقص. إني أريد أن أذهب إلى السماء، سالكةً طريقًا مستقيمة وقصيرة المدى، طريقًا صغيرة وجديدة. فنحن في عصر الاختراعات، ولم يَعُد ضروريًا أن نتسلَّق الدَرَج درجة درجة.. هناك المِصعَد! أنا أريد أن أجد مصعداً يرفعني إلى يسوع، فأنا أصغر من أن أتسلَّق سلّم الكمال، وهي سلّم شاقة".
ولكن، ما هو المِصعَد في نظر صغيرتنا القديسة تريزا؟ الطبيعة أم الكتب المقدَّسة؟ أم كلاهما معًا؟
لقد وجدت القدّيسة تريزا في تأملها الكتب المقدسة "ما كانت تسعى إليه". فكانت تعتبر أن كلمة الله هي دائمًا واقعية، بشكل أن تكون موّجهة إلينا مباشرة، وشخصيًّا، ولقد كانت باستمرار "موضوع أشواقها". وكم كانت الطبيعة أيضًا مصدر إطلالة حبِّ الله عليها، حتى أكثرت من الاستعارات والتشابيه المستمّدة من الطبيعة كالورود والطيور والشمس والعاصفة والمطر والضباب.
قبول الآخر بالحُبّ
لم تتردَّد تريزا الصغيرة مطلقًا أن تظهر في سيرتها نقائصها التي كان يسوع ساهراً على تجاوزها، لذلك "لا تجد صعوبةً في النهوض عندما تكبو"، على حدِّ قولها. فحين يكتشف الإنسان ضعفه، تقول زهرة يسوع: "يتحمَّل نقائص الغير، ولا تصدمه مواطن الضعف فيه". فلا يكفي أن نقول أننا نحبُّ الآخرين، "بل علينا أن نقيم الدليل على هذا الحب".
لم تتأخر تريزا في إظهار عفويتها، ومواقفها المرحة، فكانت تذكر مثلاً أن أمها كانت تنعتها بالـ"عفريته"، وأنها حين كانت تمازح أباها تتمنى له أن يموت لكي يذهب إلى السماء. وعندما تهددها الوالدة بأنها ستذهب إلى جهنم حين لا تكون "عاقلة"، تردُّ عليها أنها سوف تتعلّق بها لتذهب معها إلى السماء، "إذ كيف يمكن للرب، تقول تريزا لها، أن يُبعدني؟ ألا تضميني إلى ذراعيكِ بشدة". كأنها كانت على قناعة أن الله "لن يستطيع حيالها شيئًا" طالما هي بين ذراعي الأم التي هي بدورها، تصف صغيرتها، أنها، رغم صراحتها وشفافيتها و"قلبها الذهبي"، "طائشة"، "عنادها لا يقهر.. عندما تقول: "لا"، لا يمكن لأي شيءٍ أن يُزعزعها".
وتحتار الأم حول مستقبلها وتتساءل عنها "ماذا ستكون"؟.
ليتكِ علمتِ أيتها الأم الفاضلة التي قدَّمَتْ للكرمل أربع زهرات من بناتها، أن الصغيرة منهن ستكون قديسة!
التفرغ للصلاة من أجل توبة الخطأة
سنة ١٨٨٦، بلغت تريزا الرابعة عشرة من عمرها وعلمت، من الصحف، الحكم بالإعدام على المجرم برانزيني، الذي كان يرفض رفضًا باتًا أن يلتقي الكاهن، قبل تنفيذ الحكم عليه، فدأبت تيريزيا، بكلِّ ضراعة على الصلاة ليلَ نهار، لتلتمس خلاص نفس هذا المجرم. وفي أول سبتمبر عَلِمتْ من صحيفة "لاكروا "La Croix بأن هذا المجرم، قبل أن يُنفَّذ حكم الإعدام به، أخذ الصليب من يد الكاهن وقبَّله، وتبيَّنَتْ بذلك إشارةً من الله الذي لا يُخيِّب ملتمس من يعتمد عليه تعالى، كما ترسَّختْ في نفسها الدعوة إلى تكريس الذات للتفرغ والصلاة، التي أحست بها ليلة عيد الميلاد سنة ١٨٨٦.
لقد فهَّم جيدًا البابا بيوس الحادي عشر أهمية طريق تريزا الطفل يسوع المبسطة إلى القداسة، فأعلنها منذ عام ١٩٢٥ قديسة، ثم جعلها شفيعة للمرسلين في العالم.
وفي اليوبيل المئوي لوفاتها سنة ١٩٩٧ وضعها قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني في مصف معلمي المسكونة بإعلانها "معلمة الكنيسة الجامعة" رافعًا إياها إلى مرتبة أعاظم القديسين، هي التي كانت تعتز بصغرها وضِعة شأنها.
هذه القديسة الصغيرة، الكبيرة، التي تزين أيقونتها المقدّسة عددًا وافرًا من كنائسنا، تستقطب في أيامنا جماعات المؤمنين، يلتمسون شفاعتها في الحالات اليائسة المستعصية، الشفاء من الأمراض الخطيرة التي استعصت على الطب، عودة الخطأة المدمنين إلى التوبة، تهدئة أذهان أناس معرضين للشك واليأس، حماية المسيحيين المضطهدين الذين تحيط بهم الأخطار، راحة لأنفس الذين رقدوا محرومين من إسعافات الكنيسة. فالنعم التي ننالها بشفاعتها كثيرة لا عدَّ لها ومثبتة. فلنبادر إليها نحن أيضًا بطلباتنا وهي تعرف كيف تشفع لنا لدى الرب الذي أخلصت له في كلِّ شيء وفي كلَّ لحظة من حياتها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الأقصر إلى السماء طریق ا
إقرأ أيضاً:
خطاب السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي.. خارطة طريق للأمة
يمانيون../
رغم المخاطر الأمنية التي تحيط بمحور المقاومة، إلا أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يحرص أسبوعيًّا على إلقاء خطابه في كُـلّ خميس منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” ودخول اليمن كمحارب رئيسي في هذه المعركة، ليرفع معنويات المجاهدين بكلماته الصادقة والنابعة من استشعاره بالمسؤولية أمام الله وأمام شعبه، وليذكر الناس بواجباتهم تجاه القضية الفلسطينية، ويحذر من عواقب تفريط الشعوب.
وحول الخطاب الأخير للسيد القائد، يؤكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله فضل أبو طالب، أنه “كان خطابًا تاريخيًّا قدَّم فيه رؤية دقيقة وشاملة للأحداث”.
ويقول أبو طالب في منشورٍ له على منصة “إكس”: إن السيد القائد -حفظه الله- “قيّم التوجّـهات وحدّد الأولويات ووضع الحلول والمعالجات”.
من جانبه يحلل عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، بالقول: “خطاب سماحة السيد القائد المفدى وفخر الأُمَّــة -يحفظه الله- كان خطابًا استراتيجيًّا وتاريخيًّا واستثنائيًّا جسّد فيه قيم الإسلام الأصيل والموقف العروبي والإنساني والديني تجاه قضايا الأُمَّــة”.
ويوضح في تدوينة نشرها على حسابه في منصة “إكس” أن السيد القائد أكّـد على بوصلة العداء تجاه أعداء الأُمَّــة جمعاء أمريكا و”إسرائيل” والتمسك بالقضية الفلسطينية ونصرة ومساندة غزة والتضامن والوقوف مع شعوب الأُمَّــة المعتدى عليها من قبل الصهاينة المجرمين، متطرقًا في تحليله إلى أن السيد -حفظه الله- أكّـد أَيْـضًا على أهميّة وضرورة الوحدة العربية والإسلامية في الموقف المشرف في التكاتف وتوجيه الموقف والتحَرّك الجاد تجاه الأخطار والتحديات والمؤامرات التي تستهدف شعوب المنطقة”.
ونوّه القحوم من وحي خطاب السيد إلى “تعزيز الوعي والبصيرة والجهاد ورفع راية الإسلام وإسقاط مشروع أمريكا و”إسرائيل” المسمى بالشرق الأوسط الجديد وإشعال الفتن المذهبية والطائفية والعنصرية كمرتكز أَسَاسي في تحقيق هذا المشروع الخطير والخبيث وإشعال الاقتتال بين أوساط الشعوب العربية والإسلامية والصراعات البينية وإقحام المنطقة في دوامة لا نهاية لها”.
و”يرمي هذا المشروع الشيطاني الاستعماري إلى تمزيق أوصال الدول والشعوب من خلال التقسيم الديمغرافي والسياسي والمذهبي والطائفي وتصبح المنطقة ودولها وشعوبها ضعيفةَ وتكونُ السيادة والهيمنة للأمريكي والإسرائيلي في التحكم بمصير الأُمَّــة العربية والإسلامية واستباحة سيادتها واستقلالها وسلب حقوقها ونهب ثرواتها وفَرْضِ واقعٍ جديدٍ وخطيرٍ على الأُمَّــة كُـلّ الأُمَّــة” -حسب تحليل القحوم-.
ويوصي القحومُ في تحليله بأنه “يجبُ الانتباهُ والاحترازُ لهذه المخطّطات الاستعمارية المدمّـرة والمهلكة لكل مقدرات الأُمَّــة، مع التأكيد في الخطاب ومضامينه على معرفة العدوّ الحقيقي للأُمَّـة والتصدي بحزم وقوة لمشاريع الغرب والصهاينة في تمزيق الأُمَّــة وحرف بوصلة العداء تجاه الداخل العربي والإسلامي وتجاوز كُـلّ الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية والعنصرية والانطلاق في مواقف مشرفة وجهادية ضد عدو الأُمَّــة أمريكا و”إسرائيل” وإسقاط القطبية الواحدة وإنهاء المؤامرات والمشاريع الاستعمارية ومخطّطات التقسيم الجديدة، ولتكن الأُمَّــة واحدة وموحدة في هذا الموقف والاصطفاف العربي والإسلامي في المواجهة والموقف حتى الانتصار وزوال “إسرائيل” بإذن الله”.
وفي لقاءٍ سابق مع “المسيرة” كان قد تحدث عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح، عن أبرز ما تتضمنه خطابات السيد القائد الأسبوعية، قائلًا بأن السيد -حفظه الله- على طول هذه الحرب العدوانية الهمجية على الشعب الفلسطيني في غزة هو لم يتوقف عن إلقاء الخطابات الأسبوعية وتحفيز الناس دائمًا على مسألة المواجهة لهذا العدوّ ولتبقى هذه القضية الحية في وجداننا ومشاعرنا.
ويضيف: “ولأجل أن تبقى هذه القضية الفلسطينية في صدارة أولويات الناس وصدارة اهتماماتهم يسعى السيد -يحفظه الله- دائمًا لمحاولة التذكير بالجرائم الوحشية التي تحصل هناك، جرائم فضيعة لا مثيل لها مطلقًا”، مُشيرًا إلى أن السيد القائد “يقدم دائمًا الإحصائيات في هذا الصدد، ويستنهض الشعوب العربية ويسعى بكل جهده باستمرار لتذكيرها بمسؤوليتها والمخاطر التي تترتب التفريط والإهمال والتقصير والتخاذل، إضافة إلى خلق حالة من البصيرة والوعي تجاه هذه الأحداث والاستفادة منها”.
وتطرق الفرح لحرص السيد بأنه “يعرّج في خطاباته على قضية ما يقدمه الشعب اليمني وبقية الجهات في محور القدس والمقاومة”، مواصلًا “ثم يأتي إلى الفقرة الأخيرة وهي أن يدعو الشعب اليمني إلى الخروج، ولا يزال الشعب اليمني مرابطًا وصابرًا في مختلف الساحات الجهادية رغم تعرضه للاستهداف بشكل شبه يومي من الطائرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية، وَأَيْـضًا خروجه إلى الساحات في أكثر من 500 ساحة وما فوق ذلك بتفاعل كبير”.
القائد وحدَه من يرسُمُ خارطةَ الطريق ويفضحُ المخطّطاتِ التآمرية:
وفي السياق أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، في تدوينة سابقة، أن خطاب السيد القائد هو الخطاب الجامع والذي على ضوئه ترسم السياسة ويؤخذ منه المحدّدات أمام أي قضايا أَو غيرها.
وأشَارَ إلى أنه “ومع أي حدث قد تُتخذ مواقفُ تعتبر شخصيةً ويجب أن يعرف الجميع هو أن أية تصريحات لا تتفق مع ما تحدث السيد القائد أَو ما يصرح به رسميًّا فلا تعبر عن الموقف بالضرورة”، وذلك بمعنى أن السيد القائد -حفظه الله- هو من يرسم الطريق ويحدّد الموجهات في كُـلّ أسبوع يلقي فيه خطابه.
أما الناشط الإعلامي جمال أبو مكية، فقد أكّـد أن كلمة السيد القائد -يحفظه الله- تُعد بمثابة نقطة تحول تاريخية، حَيثُ أسقط فيها الأقنعة وكشف المخطّطات التي تحاك ضد الأُمَّــة.
ويوضح في تحليلٍ للخِطاب على حسابه في منصة “إكس” أن السيد استعرض بوضوح التحديات الراهنة، وبيّن أن الأعداء يعملون على زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار، مردفًا أن القائد أشار إلى أن الحل يكمن في الوحدة والتكاتف بين جميع الشعوب الإسلامية وضرورة الالتزام بالمبادئ والقيم الدينية.
ويواصل أبو مكية: “كما شدّد على أهميّة عدم التراجع عن المبادئ، وأن هذا الالتزام هو ما يضمن النصر والنجاح في مواجهة المخطّطات العدائية”، مؤكّـدًا أن “كلمته كانت دعوة لتجديد العهد مع فلسطين والدفاع عنها كما أكّـد على الوقوف مع الشعب السوري واللبناني بكل الوسائل الممكنة”.
ويبيّن أن كلمة القائد هي “خارطة طريق واضحة للمستقبل، تحمل في طياتها رسالة أمل وثقة في قدرة الأُمَّــة على تجاوز الصعوبات وتحقيق الانتصارات”.
حرصُ القائد على الأُمَّــة الإسلامية
من جهته يكتُبُ نائبُ رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، مراد أبو حسين، عن كلمة السيد القائد -يحفظه الله- بأنها كانت شافيةً كافيةً وضّحت فيها كُـلّ المسارات وكلّ الأحداث والتحديات والمؤامرات ورسمت الخطط العرضية والرؤية القوية لوحدة الأُمَّــة وقوتها وعزتها بالتحَرّك تحت راية الله وفي سبيله في مواجهة العدوّ الإسرائيلي والأمريكي.
ويضيف أبو حسين في منشوره على منصة “إكس” بالقول: “تلحظ من كلمات وخطابات السيد القائد -يحفظه الله- حرصه على الأُمَّــة وشدته على العدوّ الإسرائيلي والأمريكي، وحكمته في مواجهتهم، وقوته في ارتباطه بالله وثقته به، والتوضيح للمخاطر والتبين للطريقة السليمة لوقاية الأُمَّــة، وحبه وألمه على غزة وفلسطين، وعشقه للجهاد في سبيل الله، واعتزازه بشعبنا العزيز الصادق المجاهد، وقوة علاقته بالله من خلال القرآن الكريم وتعزيز خوفه من الله”.
بدوره يقول الصحفي الفلسطيني فايد أبو شمالة: إن “خطاب السيد الحوثي: تشخيص مسؤول، وعلاج مأمول”.
ويؤكّـد في منشورٍ على منصة “إكس” أنه “لم يتغير موقف السيد القائد اليمني عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته تجاه ما يجري من حرب الإبادة في غزة فقد سرد بشكل مفصل كُـلّ ما قام به العدوّ الصهيوني من جرائم وعدوان وقدم أرقامًا وإحصاءات عن عدد المجازر والشهداء والمصابين” مردفًا: “ولم يتغير موقفه قيد أنملة من مساندة اليمن واليمنيين لغزة مهما كانت الأثمان والتضحيات؛ لأَنَّ ذلك هو الواجب الذي لا تراجع عنه”.
ويشير أبو شمالة إلى الخروج الأسبوعي في المسيرات وضرب العمق الصهيوني بالصواريخ والمسيَّرات وفرض الحصار البحري على الكيان وداعميه، مؤكّـدًا أن السيد “لم يتغيّر تشخيصَه لحالة الضعف والهوان والتخاذل التي تمر بها الأُمَّــة والتي تمنعها من مواجهة أعدائها وتجعلها أُمَّـة ذليلة وخانعة؛ بسَببِ عدم استعدادها للمواجهة والتضحية وقبولها بمخطّطات العدوّ للسيطرة على خيراتها ومقدراتها”.
ويختتم أبو شمالة حديثه بالقول: “لم تختلف نبرةُ الألم العميق والحزن الشديد التي تنبعث من صوته القادم من بعيد متجهًا نحو فلسطين وسوريا ولبنان؛ باعتبَارها الجغرافيا الأقربَ للعدو والتي تتعرض بشكل يومي لهجماته واعتداءاته”.
المسيرة – أصيل نايف حيدان